الأربعاء، 1 مارس 2017

انه رجل غريب حقا 1

كانت السماء صافية و المكان جميل ، يعج بالناس ، كل وحاله ، وكل وجهته ، كان هذا قرب البحر حيث الزوار والعشاق والسياح ، والمطاعم والحانات وفي جهة المقابلة كان هناك بحر يتلاطم بامواجه بلاطفة ، وعلى الشاطيء شباب يلعبون الكرة ، وعشاق يفترشون المكان ، وأسر في استجمام .

طيور تحلق في السماء كأنها تلعب ، او تمرح تتمايل مع الريح ، وتصدر أصواتا كأنها تسخر او كأنها تعلن حبها وفرحتها ، من يدري !!! ومنها من يخرج مافيها قد تسقط في الارض ، او تسقط على متنزه في اسوأ الاحوال .
في تلك الاثناء وفي مطعم فاخر ، سمع الناس ضجيج و صراخ لنادل يطرد شابا ، كان يبدوا عليه من ثيابه الرثة انه متشرد فقير ، ولج للمطعم الفاخر ربما لينال بعض الدريهمات من هؤلاء الاغنياء ومدعين الترف ومحبين للمظاهر ، فلم يلقى إلا الصدود او نظرات مستغربة كيف يتجرأ للدخول لماكن فاخر !!

فجأة يظهر رجل طويل الشعر نوعا ما به مسحة من الوسامة حليق اللحية ، يرتدي قميصا ابيض مفتوح وبه ، وعليه قلادة ، وسروال قصير صيفي ، كاب يبدوا هبيا نوعا ما ، فقال لنادل دع الشاب ، فاجاب النادل بسرعة : انه يأتي دوما الى هنا محاولا ازعاج الزبائن ، هذا المعتوه القذر .

لم يلتفت الرجل لكلام النادل ، بل امسك بيد الشاب وقال هي ندخل للمطعم ، لنتشارك معا نعمة الله .
صمت النادل وهوي يتمتم بكلمات غير مسموعة ، وهو مندهش .

دخل الرجل مع الشاب وجلسا في المائدة ، وكانت بعض العيون تراقبهما ، امام هذا الوضع الغير المألوف ...اما الرجل فلم يكثرت ، فقال لشاب وهو ينظر اليه نظرات رحمة وحب ، احس بها الشاب : ماإسمك ايها الشاب ؟ . صمت الشاب للحظة فهو لم يسمع احد قط يسأله عن اسمه ، فلا احد أصلا يكثرت لحاله ، فضلا لإسمه ، حتى كاد ينساه ، فاجابه : اسمي مراد .

ابتسم الرجل وقال مازحا : مراد مرادك الطعام هذا اليوم ، يبدوا انك جائع .
إبتسم الشاب ، فتابع الرجل : هيا إطلب ما تشتهيه نفسك من الطعام .
صمت الشاب وهو مستغرب لكرم هذا المحسن فقال : في الحقيقة لا اطلب سوى بعض دريهمات قليلة تكفيني لأشتري خبزا ، يسد جوعي .
نظر اليه الرجل بحنان ، جعلت الشاب يحس كأنه يخاطبه والده الذي لم يراه يوما ، فقال الرجل : يا حبيبي انا من سيدفع انت ما عليك سوى الاختيار والاكل . فضحك الرجل .

فقال الشاب : حسنا ، إطلب انت ما شئت وانا موافق عليه .
فقال الرجل وهو يبتسم : ماذا هل انت من يضيفني ، يا حبيبي انت الضيف عندي ، يها لا تخجل يا مراد .
فمنح الرجل قائمة الطعام لمراد و امره ان يختار ، فإختار مراد بخجل نوعا من الطعام وعندما أتى النادل ، طلب الرجل ان يحضر ما يريده مراد ويزيد عليه بعض أكلات اخرى متنوعة .

و احضر النادل ما طلبه الرجل ، وبدأ مراد يأكل بنهم ، بدا انه كان يتضور جوعا ....كان الرجل قد انهى طبقه الذي به اكل بسيط رخيص ، عكس ما طلبه لمراد من الاكل العالي واللذيذ .

وكان النادل في اتجاه اخر وهو يخاطب زميلة له في العمل قائلا : ذلك الزبون اما انه ساذج وا انسان طيب اكثر من اللازم ، كيف يستغل ذلك الشاب القذر طيبته ، فالشاب مجرد مخاذع وجد في التسول مكسب مربح وسهل عوض ان يعمل ويشمر على ساعده .
ابتسمت زميلته في العمل و أومأت برأسها انها توافقه الكلام ، لكنها كانت تنظر للرجل تتأمله فوجدته به مسحة من النور والجمال كان يبدوا مختلفا ، شيء ما يميز هذا الرجل بين هؤلاء الزبائن المتواجدين في المطعم ، كان يبدوا انه يتصرف بتلقائية وعفوية ، نظرت الى ملابسه فهي بسيطة لكنه يبدوا انيقا بها ، وهو تبدوا رخيصة ، انه رجل غريب حقا !!!!
اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

عربي باي

الأربعاء، 1 مارس 2017

انه رجل غريب حقا 1

كانت السماء صافية و المكان جميل ، يعج بالناس ، كل وحاله ، وكل وجهته ، كان هذا قرب البحر حيث الزوار والعشاق والسياح ، والمطاعم والحانات وفي جهة المقابلة كان هناك بحر يتلاطم بامواجه بلاطفة ، وعلى الشاطيء شباب يلعبون الكرة ، وعشاق يفترشون المكان ، وأسر في استجمام .

طيور تحلق في السماء كأنها تلعب ، او تمرح تتمايل مع الريح ، وتصدر أصواتا كأنها تسخر او كأنها تعلن حبها وفرحتها ، من يدري !!! ومنها من يخرج مافيها قد تسقط في الارض ، او تسقط على متنزه في اسوأ الاحوال .
في تلك الاثناء وفي مطعم فاخر ، سمع الناس ضجيج و صراخ لنادل يطرد شابا ، كان يبدوا عليه من ثيابه الرثة انه متشرد فقير ، ولج للمطعم الفاخر ربما لينال بعض الدريهمات من هؤلاء الاغنياء ومدعين الترف ومحبين للمظاهر ، فلم يلقى إلا الصدود او نظرات مستغربة كيف يتجرأ للدخول لماكن فاخر !!

فجأة يظهر رجل طويل الشعر نوعا ما به مسحة من الوسامة حليق اللحية ، يرتدي قميصا ابيض مفتوح وبه ، وعليه قلادة ، وسروال قصير صيفي ، كاب يبدوا هبيا نوعا ما ، فقال لنادل دع الشاب ، فاجاب النادل بسرعة : انه يأتي دوما الى هنا محاولا ازعاج الزبائن ، هذا المعتوه القذر .

لم يلتفت الرجل لكلام النادل ، بل امسك بيد الشاب وقال هي ندخل للمطعم ، لنتشارك معا نعمة الله .
صمت النادل وهوي يتمتم بكلمات غير مسموعة ، وهو مندهش .

دخل الرجل مع الشاب وجلسا في المائدة ، وكانت بعض العيون تراقبهما ، امام هذا الوضع الغير المألوف ...اما الرجل فلم يكثرت ، فقال لشاب وهو ينظر اليه نظرات رحمة وحب ، احس بها الشاب : ماإسمك ايها الشاب ؟ . صمت الشاب للحظة فهو لم يسمع احد قط يسأله عن اسمه ، فلا احد أصلا يكثرت لحاله ، فضلا لإسمه ، حتى كاد ينساه ، فاجابه : اسمي مراد .

ابتسم الرجل وقال مازحا : مراد مرادك الطعام هذا اليوم ، يبدوا انك جائع .
إبتسم الشاب ، فتابع الرجل : هيا إطلب ما تشتهيه نفسك من الطعام .
صمت الشاب وهو مستغرب لكرم هذا المحسن فقال : في الحقيقة لا اطلب سوى بعض دريهمات قليلة تكفيني لأشتري خبزا ، يسد جوعي .
نظر اليه الرجل بحنان ، جعلت الشاب يحس كأنه يخاطبه والده الذي لم يراه يوما ، فقال الرجل : يا حبيبي انا من سيدفع انت ما عليك سوى الاختيار والاكل . فضحك الرجل .

فقال الشاب : حسنا ، إطلب انت ما شئت وانا موافق عليه .
فقال الرجل وهو يبتسم : ماذا هل انت من يضيفني ، يا حبيبي انت الضيف عندي ، يها لا تخجل يا مراد .
فمنح الرجل قائمة الطعام لمراد و امره ان يختار ، فإختار مراد بخجل نوعا من الطعام وعندما أتى النادل ، طلب الرجل ان يحضر ما يريده مراد ويزيد عليه بعض أكلات اخرى متنوعة .

و احضر النادل ما طلبه الرجل ، وبدأ مراد يأكل بنهم ، بدا انه كان يتضور جوعا ....كان الرجل قد انهى طبقه الذي به اكل بسيط رخيص ، عكس ما طلبه لمراد من الاكل العالي واللذيذ .

وكان النادل في اتجاه اخر وهو يخاطب زميلة له في العمل قائلا : ذلك الزبون اما انه ساذج وا انسان طيب اكثر من اللازم ، كيف يستغل ذلك الشاب القذر طيبته ، فالشاب مجرد مخاذع وجد في التسول مكسب مربح وسهل عوض ان يعمل ويشمر على ساعده .
ابتسمت زميلته في العمل و أومأت برأسها انها توافقه الكلام ، لكنها كانت تنظر للرجل تتأمله فوجدته به مسحة من النور والجمال كان يبدوا مختلفا ، شيء ما يميز هذا الرجل بين هؤلاء الزبائن المتواجدين في المطعم ، كان يبدوا انه يتصرف بتلقائية وعفوية ، نظرت الى ملابسه فهي بسيطة لكنه يبدوا انيقا بها ، وهو تبدوا رخيصة ، انه رجل غريب حقا !!!!

ليست هناك تعليقات: