ذات يوم ذهبت ملاك تمرح امام النهر وحيدة وتغني بصوت عذب ، فجآة لاحظت شيئا يتحرك في النهر فتبين لها سنجاب يصارع تيار النهر ، ويحاول انقاد نفسه ، لكن التيار كان قويا ، خفق قلب الفتاة ، وجرت نحوه ورمت بجسدها في النهر لتساعد السنجاب المسكين ، وتمكنت من الامساك به لكن التيار كان قويا دفعها بقوة بعيدا ، ولم تستطيع السيطرة على الموقف ، واحست بدوار وبانها ستغرق لا محالة ، وبدأت تقاوم بكل ماتملكه من القوة ، رغم ذلك لم تفلت من بين يدها السنجاب ، ظلت ممسكة به ، وظنت ملاك ان نهايتها اقتربت ودارت الدنيا بها ، ولم تستطيع التنفس ، التيار يدحرجها بعيدا
، وفقدت الاحساس بالمكان وغابت عن الوعي ، وفي لمح البصر قفز شخص نحو النهر وسبح بكل قوة
في اتجاه ملاك ، الى ان تمكن من الوصول اليها وامسك بها وصارع التيار الى ان اخرجها من النهر .
انه عامر ابن القرية نفسها ، قوي الجسم ، لكنه ابكم ، لا يهتم لآمره احد ، كان يتوارى عن الانظار ، ويقضي معظم وقته في الغابة وحيدا ، يآنس بزقزقة العصافير وحياة الغاب ، فنظر الى ملاك ابهره جمالها البرئ الساحر ، فقال مخاطبا نفسه :" لقد اصبحت فتاة جميلة جدا ، لكن من اتى بك الى هنا؟!".
ولاحظ بقربها سنجاب صغير ، مصاب في رجله لا يسطيع الحراك ، وبدآت ملاك تفتح عيناها بصعوبة ، وبدى امامها وجه عامر لكنها اغلقتهما بسرعة وعادت الى فقدان الوعي ، احس عامر بوقع اقدام قادمة ناحيته ، فترك المكان واختفى ! ، وظهر شاب وسيم الطلعة ، انيق الهندام ، مع زميله ، بمجرد ان رآى ملاك جرى نحوها وحملها قائلا لزميله : " انها ملاك ، لاأدري ماذا اصابها ؟ انها مبتلة بالماء ، هيا لنحملها الى منزلها و نحضر الطبيب . ( يتبع)
0 التعليقات :
إرسال تعليق