الاثنين، 10 أكتوبر 2011

المتفهم

بعد اتمامه دراسته الجامعية وحصوله على وظيفة مرموقة بإحدى الشركات . وبعد محاولات فاشلة للارتباط بفتيات اعتبرهن يجسدن فتاة احلامه ، لكن خاب ظنه ، فكل من صادفها يجدها مرتبطة ، او مخطوبة  او تعتبره مجرد صديق لا غير . فقرر الاستسلام لفكرة الزواج التقليدي لعله يلقى فتاة احلامه بإختيار من عائلته ، أليس معدم الجيزات التقليدية ناجحة ، فليما لا يجرب . فرغم كونه حلم بتعرف على فتاة من اختياره يعيش معها قصة حب رومانسية تتوج بالزواج السعيد ، لكن لسؤ طالعه لم ينجح في ذلك . لدى قرر اخيرا إخبار والديه عن رغبته في الزواج وأن يبحثوا له عن فتاة مناسبة ، ربما هي احسن وسيلة للعثور عن اميرته المنشودة .

مرت الايام وأخبرته والدته بمعرفتها لعائلة محترمة ومحافظة  لهم ابنة جميلة مثل القمر ، ومتعلمة خريجة الجامعة . واظهرت له صورتها ، ومنحتها له ، ضحك للأمر هاهو ذا في القرن الواحد والعشرون ، يقوم بالتعرف على الفتاة  كجيل الخمسينيات هو يعيش في عصر الانترنيت والفيسبوك ، لم تفهم امه ضحكه ، فقالت امه موبخة : لماذا تضحك ؟ الم تعجبك الفتاة ، حتى انك لم تلقي عليها النظر ، فقال وهو يمسك بالصورة ويحاول القاء بصرها عليها : لا لم اضحك على الف.... " هنا سكت وبدأ يحملق في الصورة غير مصدق ، وبدأ يرمي ببصره مرة نحو امه ومرة على الصورة ، لم تفهم امه ماجرى لإبنها فقالت ؛ ماذا أصابك هذا اليوم يابني ؟ انك تتصرف بغرابة .
فقال وهو لا ينزع بصره عن الصورة : امتأكدة ان الصورة لها ؟
ـ هل تمزح معي ؟ انها لها وأنا عرفها بل هي اجمل من الصورة بكثير
فنظر مرة اخرى للصورة وقال : اعتقد انها استعملت فوتو شوب
ـ فوتشوب ومن هو فوتوشوب ، هل جننت ام ماذا ؟
ضحك فقال لعليك ياأمي . لم اعلم انك تحسنين الاختيار انها جميلة جدا ، تشبه ممثلات بوليود
فقالت الام : يإلهي ما هو بوليود تتكلم بكلمات غريبة يالهذا الجيل الغريب
ابتسم ودارت الحديث بين نفسه : ياه انه لايصدق ما يراه فتاة جميلة جدا ، عيناها سبحان المعبود ، فمها كالعنقود ، ابتسامتها ابتسامة طفولية جميلة ، كم اعتقد ان اختيار والدته سيكون سيئا لكن العكس هو الحاصل ، لقد عثرت على ضالتي ، لم يبقى لي سوى التقدم لخطبتها والتعرف عليها ، ياه كم كنت من غبيا تهربت من فكرة الزواج التقليدي ، كان يخاف ان يصادف فتاة شمطاء المظهر ، او حادة الطباع وسليطة اللسان ، لكن ما يراه الان فتاة لم يرى اجمل منها ، تبدوا امارة البراءة والطيبة على ملامحها وفي ابتسامتها رقة وحلاوة . 

ولولا خجله لأصر عليهم ان يذهبوا من الان ليخطبوها له ، فلقد شغف بها حبا من اول نظرة ، لكن تصنع التريت ومثل دور الشاب الرزين وقال لوالدته : تبدوا فتاة جميلة لكن هل طباعها جميلة كذلك
فقالت الام وهي ترى بخبرتها فرحة ولدها المتسترة بقناع الرزانة : لقد سألت عنها انها فتاة طيبة المعشر ، رفيعة الاخلاق وكذلك متعلمة والكل يمدح في خصالها ، انها من احسن البنات وانت تستحقها  
بعد مرور يومان دهب الاب والام مع ابنهما لخطبتها له ، التقت العائلتان وتكلمت الاسرة عن ولدها بفخر ، عن اخلاقه وعمله ، ووافقت عائلة الفتاة على قبول الخطبة  ، لكن الشاب لم يستسغي عدم ابداء رأي الفتاة ، وبدى الامر كأنه فرض عليها بدون ان تعلم بالامر ، بل احس عندما دهبت الام لغرفة ابنتها للمجيء وتأخرهما ان الفتاة رفضته او رفضت هذه السرعة في الخطبة بدون استشارة منها ، لكن مهلا فهو شاب متعلم لديه عمل محترم ، متخلق ومقبول الشكل اعتقد انها بمجرد ان تسمع بصفاتي واخلاقي ستقبل ، هذا مادار في نفسه . لكن عودة امها بوجه مبتسم ابعدت عنه الشكوك ، فزغردت امه  وفرح الجميع ، ونادى ابوها عليها ، وظهرت الفتاة تحمل طبق فيه مشروب الشاي كانت اجمل من الصورة بكثير كانت تنظر الى الارض ولم تلفت اليه اطلاقا لتنظر شكل عريسها المقبل ، توجز في ذلك خفية ، فقالت الام نعم التربية ، ماشاء الله فتاة جميلة ، وقال الاب : نعم انها فتاة جميلة بارك الله فيكما ياأبناء 
ومدت يداها لتصافح الشاب ومد يده ونظر الى عينها وبدت له وكأن فيهما مسحة من الحزن .
غادر اهل العروس منزل العروسة ، وفي طريق قال ابوه مخاطبا اياه : هل رأيت يا ولدي والدتك احسنت الاختيار لن تجد فتاة مثلها .
ضحكت الام : اختيارتي دائما تكون  صائبة ،. سمع حديتهما لكن لم يجيب غرق في تفكير : ياترى هل فرضت عليها ، كل شيء يدل على ذلك نظرة عينها ومشيتها وكأنها كانت تخطو نحو حبل مشنقة
افاق على صوت والده : هيه يابني في ماذا سرحت ؟ هل سلبت الفتاة لبك . وضحك الاب والام ، وابتسم هو وقال نعم انها جميلة ومؤدبة .

وفي اليوم الموالي زار عائلة خطيبته ، وإستسمح بالخروج مع خطيبته ، فسمح له بذلك ، وخرج الاثنان ، كانت في كامل اناقتها . جمالها لا يوصف لكن الحزن لايفارقها امتطيا سيارته ، ولم يتكلما ، بدى الصمت هو الذي يسود المكان ، الى ان وصل الى مطعم محترم ، جلس هناك ، ونظر اليها ولاحظ انها غارقة في تفكير عميق والحزن بادي عليها .فنطق اخيرا وقال : اعلم انك لم تقبلي فكرة الخطوبة السريعة ، واعلم انك فتاة متقفة وتحلمين بالتعرف على من اختاره قلبك ، لا ان يفرض عليك ، حدثيني ولا تخجلي ان كنت عن علاقة باحدهم ، وإرتبطتما للزواج ، لكن هذا الانسان الجالس امامكما لسوء طالعك وطالعي قطع حبل امنيتكما الرومانسية ، وابتسم . ونظرت اليه ولأول مرة يراها تنظر اليه ، وتبتسم ياه كم عيناها جميلتان ؛ فقالت : لقد فاجئني حديثك ، اراك تقول هذا الكلام ببرودة اعصاب ، وانا كذلك سأخبرك بالحقيقة ، اناعلى علاقة حب حقيقية بشاب في اول الطريق ومازال يبحث عن عمل ، لكن قدومك لخطبتي ورغم رفضي اصر والدي على الرضوخ للامر ، انا استسمح عن قول هذا لكن انا اعشقه ، واتمنى ان تفهم ماأعانيه .
نظر اليها  وهو في كامل الاصغاء وبعد ان انهت كلامها قال : كنت اعلم هذا من نظرة عيناك ، وفتاة جميلة لابد ان تلقى فارس احلامها ، لم اخمن في ان يحصل لي موقف مثل هذا رغم تعدد خيبات الامل في العثور عن فتاة احلامي واقسم انك هي لكن هذا هو القدر وانا مؤمن بنصيبي . حسنا ان مستعد لمساعدتك فأنا لاأحب الزواج من فتاة قلبها مع اخر وجسدها معي .
لم تصدق الفتاة ما يقوله ، ياه كم هو متفهم انسان لم تصادف مثله من قبل ، ولم تصدق ان يتم رفضه من طرف الفتيات ، فلو لم تكن تحب لوافقت عليه . فقالت لكن كيف ستساعدني ونحن مخطوبان الان ؟
فأرخى عنان التفكير لعقله ، وجدتها ، واخبرها بالخطة. لم توفق في اول الامر لكن لم يكن وسيلة اخرى الا تلك الفكرة .
وعاد الى منزله ، وحدث نفسه : كم انا منحوس ، سأضيع فتاة جميلة متخلقة مثلها في مساعدتها ، لماذا لا افعل كغيري واتزوج بها رغما عنها وستنسى حبها وتحبني مع الايام ، لا لن افعل ذلك انا لا افرض نفسي على  الاخرين سامنح لها السعادة .والانعتاق .
وبعد مرور اسبوع ، دخلت الفتاة على والديها تبكي ومظهرها يوحي بانها تعرضت للعنف ، واخبرت والديها ان خطيبها حوال الاعتداء عليها واغتصابها ، فلولا دفاعها عن نفسها لتمكن منها ، لم يصدق ابويها ايعقل هذا فهو شاب من اسرة طيبة ومعروف عنه نبل الاخلاق ، ايفعل هذا بخطيبته .
اخبر ابوي الخطيب ، لم يصدقا بدورهما ، وصفعت الام ولدها وقالت هذه تربية لك ، اما الاب حملق في ولده غير واعي بما حصل ، اما هو فقد سكت واحنى رأسه ، في خجل وصدم وهو يسمع ابوه قائلا : اغربب عن وجهي لا اريد ان اراك هنا في منزلي ؛ وغادر المنزل قائلا فعلت هذا رغما عني  
وتم فسخ الخطوبة ، والتقى بها بعد ان جمعهما موعدا وقال : ماذا يفعل حبيبك ؟
فقالت : انه حاصل على اجازة في الاقتصاد
ـ حسنا قلي له ان يزورني في الشركة اعتقد ان هناك عمل شاغر هناك ، الان ستفك مشكلته ويتقدم للزواج منك .
بدت الفرحة عليها وشكرته وتأسفت لمالحق به بسببها ، لكنه لم يبالي وقال لعليك .
بالفعل تمكن حبيبها  في العمل في الشكة بفضله وتقدم لخطبتها وتمت الموافقة ، وفي يوم العرس تم دعوته وبالحاح من العروسين ، وتم دعوة عائلته ، وعندما دخل الى العرس كان الكل فارحا ووجد ابويه يهينئان العروسين ، واقترب من العروسين مهنيئا  تعجب ابوي العروسة لحضوره وكذا والديه ، كيف تجرأ على ذلك ، لكن تقدم العريس والعروسة نحوه وامسك بيديه وصعد به الى المنصة وحمل العريس المكروفون قائلا : اقدم لكما انسان عظيما ، لولاه لما تزوجت بحبيبتي  وسأدع عروستي تخبركما بالقصة ، وحكت للجميع عن خطته وكيف ضحى لأجلهما ، لم يصدق ابوه ولا امه وخرجت الدموع من عينهما وصفق الجميع للموقف البطولي لشاب متفهم ، وحام الكل حوله وبدت نظرات الاعجاب من طرف الفتيات نحوه ، واعتدر ابوه عما فعله ، وقبل ابنه ، وابتسم هو وقال لعليكم ، ماجمل ان تجمع اثنان على الحلال . وامسك بالمكروفون قائلا للحضور : اتمنى ان لايفرض احدكم على بناته او ابناءه الارتباط بدون موافقة منهم ، وان تسهل امور الزواج لشباب متحابين ، وان لم تفعلوا ستكون هناك فتنة وخراب في العلاقات الزوجية .
وخرج مغادرا العرس ، والتفت الى طريقه قائلا : احسن شيء فعلته في حياتي . وذهب لا يلوي على شيء.
اعلان 1
اعلان 2

1 التعليقات :

محمد يقول...

قصة رائعة فعلا ، مبروك للمتحابين هههههه

عربي باي

الاثنين، 10 أكتوبر 2011

المتفهم

بعد اتمامه دراسته الجامعية وحصوله على وظيفة مرموقة بإحدى الشركات . وبعد محاولات فاشلة للارتباط بفتيات اعتبرهن يجسدن فتاة احلامه ، لكن خاب ظنه ، فكل من صادفها يجدها مرتبطة ، او مخطوبة  او تعتبره مجرد صديق لا غير . فقرر الاستسلام لفكرة الزواج التقليدي لعله يلقى فتاة احلامه بإختيار من عائلته ، أليس معدم الجيزات التقليدية ناجحة ، فليما لا يجرب . فرغم كونه حلم بتعرف على فتاة من اختياره يعيش معها قصة حب رومانسية تتوج بالزواج السعيد ، لكن لسؤ طالعه لم ينجح في ذلك . لدى قرر اخيرا إخبار والديه عن رغبته في الزواج وأن يبحثوا له عن فتاة مناسبة ، ربما هي احسن وسيلة للعثور عن اميرته المنشودة .

مرت الايام وأخبرته والدته بمعرفتها لعائلة محترمة ومحافظة  لهم ابنة جميلة مثل القمر ، ومتعلمة خريجة الجامعة . واظهرت له صورتها ، ومنحتها له ، ضحك للأمر هاهو ذا في القرن الواحد والعشرون ، يقوم بالتعرف على الفتاة  كجيل الخمسينيات هو يعيش في عصر الانترنيت والفيسبوك ، لم تفهم امه ضحكه ، فقالت امه موبخة : لماذا تضحك ؟ الم تعجبك الفتاة ، حتى انك لم تلقي عليها النظر ، فقال وهو يمسك بالصورة ويحاول القاء بصرها عليها : لا لم اضحك على الف.... " هنا سكت وبدأ يحملق في الصورة غير مصدق ، وبدأ يرمي ببصره مرة نحو امه ومرة على الصورة ، لم تفهم امه ماجرى لإبنها فقالت ؛ ماذا أصابك هذا اليوم يابني ؟ انك تتصرف بغرابة .
فقال وهو لا ينزع بصره عن الصورة : امتأكدة ان الصورة لها ؟
ـ هل تمزح معي ؟ انها لها وأنا عرفها بل هي اجمل من الصورة بكثير
فنظر مرة اخرى للصورة وقال : اعتقد انها استعملت فوتو شوب
ـ فوتشوب ومن هو فوتوشوب ، هل جننت ام ماذا ؟
ضحك فقال لعليك ياأمي . لم اعلم انك تحسنين الاختيار انها جميلة جدا ، تشبه ممثلات بوليود
فقالت الام : يإلهي ما هو بوليود تتكلم بكلمات غريبة يالهذا الجيل الغريب
ابتسم ودارت الحديث بين نفسه : ياه انه لايصدق ما يراه فتاة جميلة جدا ، عيناها سبحان المعبود ، فمها كالعنقود ، ابتسامتها ابتسامة طفولية جميلة ، كم اعتقد ان اختيار والدته سيكون سيئا لكن العكس هو الحاصل ، لقد عثرت على ضالتي ، لم يبقى لي سوى التقدم لخطبتها والتعرف عليها ، ياه كم كنت من غبيا تهربت من فكرة الزواج التقليدي ، كان يخاف ان يصادف فتاة شمطاء المظهر ، او حادة الطباع وسليطة اللسان ، لكن ما يراه الان فتاة لم يرى اجمل منها ، تبدوا امارة البراءة والطيبة على ملامحها وفي ابتسامتها رقة وحلاوة . 

ولولا خجله لأصر عليهم ان يذهبوا من الان ليخطبوها له ، فلقد شغف بها حبا من اول نظرة ، لكن تصنع التريت ومثل دور الشاب الرزين وقال لوالدته : تبدوا فتاة جميلة لكن هل طباعها جميلة كذلك
فقالت الام وهي ترى بخبرتها فرحة ولدها المتسترة بقناع الرزانة : لقد سألت عنها انها فتاة طيبة المعشر ، رفيعة الاخلاق وكذلك متعلمة والكل يمدح في خصالها ، انها من احسن البنات وانت تستحقها  
بعد مرور يومان دهب الاب والام مع ابنهما لخطبتها له ، التقت العائلتان وتكلمت الاسرة عن ولدها بفخر ، عن اخلاقه وعمله ، ووافقت عائلة الفتاة على قبول الخطبة  ، لكن الشاب لم يستسغي عدم ابداء رأي الفتاة ، وبدى الامر كأنه فرض عليها بدون ان تعلم بالامر ، بل احس عندما دهبت الام لغرفة ابنتها للمجيء وتأخرهما ان الفتاة رفضته او رفضت هذه السرعة في الخطبة بدون استشارة منها ، لكن مهلا فهو شاب متعلم لديه عمل محترم ، متخلق ومقبول الشكل اعتقد انها بمجرد ان تسمع بصفاتي واخلاقي ستقبل ، هذا مادار في نفسه . لكن عودة امها بوجه مبتسم ابعدت عنه الشكوك ، فزغردت امه  وفرح الجميع ، ونادى ابوها عليها ، وظهرت الفتاة تحمل طبق فيه مشروب الشاي كانت اجمل من الصورة بكثير كانت تنظر الى الارض ولم تلفت اليه اطلاقا لتنظر شكل عريسها المقبل ، توجز في ذلك خفية ، فقالت الام نعم التربية ، ماشاء الله فتاة جميلة ، وقال الاب : نعم انها فتاة جميلة بارك الله فيكما ياأبناء 
ومدت يداها لتصافح الشاب ومد يده ونظر الى عينها وبدت له وكأن فيهما مسحة من الحزن .
غادر اهل العروس منزل العروسة ، وفي طريق قال ابوه مخاطبا اياه : هل رأيت يا ولدي والدتك احسنت الاختيار لن تجد فتاة مثلها .
ضحكت الام : اختيارتي دائما تكون  صائبة ،. سمع حديتهما لكن لم يجيب غرق في تفكير : ياترى هل فرضت عليها ، كل شيء يدل على ذلك نظرة عينها ومشيتها وكأنها كانت تخطو نحو حبل مشنقة
افاق على صوت والده : هيه يابني في ماذا سرحت ؟ هل سلبت الفتاة لبك . وضحك الاب والام ، وابتسم هو وقال نعم انها جميلة ومؤدبة .

وفي اليوم الموالي زار عائلة خطيبته ، وإستسمح بالخروج مع خطيبته ، فسمح له بذلك ، وخرج الاثنان ، كانت في كامل اناقتها . جمالها لا يوصف لكن الحزن لايفارقها امتطيا سيارته ، ولم يتكلما ، بدى الصمت هو الذي يسود المكان ، الى ان وصل الى مطعم محترم ، جلس هناك ، ونظر اليها ولاحظ انها غارقة في تفكير عميق والحزن بادي عليها .فنطق اخيرا وقال : اعلم انك لم تقبلي فكرة الخطوبة السريعة ، واعلم انك فتاة متقفة وتحلمين بالتعرف على من اختاره قلبك ، لا ان يفرض عليك ، حدثيني ولا تخجلي ان كنت عن علاقة باحدهم ، وإرتبطتما للزواج ، لكن هذا الانسان الجالس امامكما لسوء طالعك وطالعي قطع حبل امنيتكما الرومانسية ، وابتسم . ونظرت اليه ولأول مرة يراها تنظر اليه ، وتبتسم ياه كم عيناها جميلتان ؛ فقالت : لقد فاجئني حديثك ، اراك تقول هذا الكلام ببرودة اعصاب ، وانا كذلك سأخبرك بالحقيقة ، اناعلى علاقة حب حقيقية بشاب في اول الطريق ومازال يبحث عن عمل ، لكن قدومك لخطبتي ورغم رفضي اصر والدي على الرضوخ للامر ، انا استسمح عن قول هذا لكن انا اعشقه ، واتمنى ان تفهم ماأعانيه .
نظر اليها  وهو في كامل الاصغاء وبعد ان انهت كلامها قال : كنت اعلم هذا من نظرة عيناك ، وفتاة جميلة لابد ان تلقى فارس احلامها ، لم اخمن في ان يحصل لي موقف مثل هذا رغم تعدد خيبات الامل في العثور عن فتاة احلامي واقسم انك هي لكن هذا هو القدر وانا مؤمن بنصيبي . حسنا ان مستعد لمساعدتك فأنا لاأحب الزواج من فتاة قلبها مع اخر وجسدها معي .
لم تصدق الفتاة ما يقوله ، ياه كم هو متفهم انسان لم تصادف مثله من قبل ، ولم تصدق ان يتم رفضه من طرف الفتيات ، فلو لم تكن تحب لوافقت عليه . فقالت لكن كيف ستساعدني ونحن مخطوبان الان ؟
فأرخى عنان التفكير لعقله ، وجدتها ، واخبرها بالخطة. لم توفق في اول الامر لكن لم يكن وسيلة اخرى الا تلك الفكرة .
وعاد الى منزله ، وحدث نفسه : كم انا منحوس ، سأضيع فتاة جميلة متخلقة مثلها في مساعدتها ، لماذا لا افعل كغيري واتزوج بها رغما عنها وستنسى حبها وتحبني مع الايام ، لا لن افعل ذلك انا لا افرض نفسي على  الاخرين سامنح لها السعادة .والانعتاق .
وبعد مرور اسبوع ، دخلت الفتاة على والديها تبكي ومظهرها يوحي بانها تعرضت للعنف ، واخبرت والديها ان خطيبها حوال الاعتداء عليها واغتصابها ، فلولا دفاعها عن نفسها لتمكن منها ، لم يصدق ابويها ايعقل هذا فهو شاب من اسرة طيبة ومعروف عنه نبل الاخلاق ، ايفعل هذا بخطيبته .
اخبر ابوي الخطيب ، لم يصدقا بدورهما ، وصفعت الام ولدها وقالت هذه تربية لك ، اما الاب حملق في ولده غير واعي بما حصل ، اما هو فقد سكت واحنى رأسه ، في خجل وصدم وهو يسمع ابوه قائلا : اغربب عن وجهي لا اريد ان اراك هنا في منزلي ؛ وغادر المنزل قائلا فعلت هذا رغما عني  
وتم فسخ الخطوبة ، والتقى بها بعد ان جمعهما موعدا وقال : ماذا يفعل حبيبك ؟
فقالت : انه حاصل على اجازة في الاقتصاد
ـ حسنا قلي له ان يزورني في الشركة اعتقد ان هناك عمل شاغر هناك ، الان ستفك مشكلته ويتقدم للزواج منك .
بدت الفرحة عليها وشكرته وتأسفت لمالحق به بسببها ، لكنه لم يبالي وقال لعليك .
بالفعل تمكن حبيبها  في العمل في الشكة بفضله وتقدم لخطبتها وتمت الموافقة ، وفي يوم العرس تم دعوته وبالحاح من العروسين ، وتم دعوة عائلته ، وعندما دخل الى العرس كان الكل فارحا ووجد ابويه يهينئان العروسين ، واقترب من العروسين مهنيئا  تعجب ابوي العروسة لحضوره وكذا والديه ، كيف تجرأ على ذلك ، لكن تقدم العريس والعروسة نحوه وامسك بيديه وصعد به الى المنصة وحمل العريس المكروفون قائلا : اقدم لكما انسان عظيما ، لولاه لما تزوجت بحبيبتي  وسأدع عروستي تخبركما بالقصة ، وحكت للجميع عن خطته وكيف ضحى لأجلهما ، لم يصدق ابوه ولا امه وخرجت الدموع من عينهما وصفق الجميع للموقف البطولي لشاب متفهم ، وحام الكل حوله وبدت نظرات الاعجاب من طرف الفتيات نحوه ، واعتدر ابوه عما فعله ، وقبل ابنه ، وابتسم هو وقال لعليكم ، ماجمل ان تجمع اثنان على الحلال . وامسك بالمكروفون قائلا للحضور : اتمنى ان لايفرض احدكم على بناته او ابناءه الارتباط بدون موافقة منهم ، وان تسهل امور الزواج لشباب متحابين ، وان لم تفعلوا ستكون هناك فتنة وخراب في العلاقات الزوجية .
وخرج مغادرا العرس ، والتفت الى طريقه قائلا : احسن شيء فعلته في حياتي . وذهب لا يلوي على شيء.

هناك تعليق واحد:

محمد يقول...

قصة رائعة فعلا ، مبروك للمتحابين هههههه