السبت، 19 أغسطس 2017

انا واليابان والحلم والاسلام

بعد ان استيقظت من النوم ، لاحظت ان فراشي مختلف ، احسست بالدهشة  ، نهضت مسرعا اتفحص غرفة فوجدتها مختلفة ، ماذا يحدث الان ، هل هناك خطب ما ، ام انا احلم ، لكني اعرف هذه الغرفة و حتى هذا المنزل اعرفه ، و ذهبت مباشرة للحمام نظرت للمرأة فوجدتي نفسي مختلفا ، بل ملامحي اسيوية ، ماهذا الذي يحدث بدأت افكر اني ياباني ، لكن لماذا يخيل الي اني لست هكذا بالاصل ، مشاعر مختلطة ، لكني اعرف هذا المكان نعم انا من اليابان انيا ياباني اتكلم اليابانية  واعمل في اليابان ، لكن لما ينتابني شعور اني لست انا !!!!

خرجت للعمل ، التقيت بالاصدقاء الذين اعرفهم ويخيل لي اني اول مرة اعرفهم ، حقا انه إلتباس غير مفهوم ، بعد العمل وفي المساء ، التقيت بأصدقائي ، تكلمنا و ضحكنا ، واتجه حديثنا عن الدين ، نعم انا اعتنق البوذية ، لكن عندما تحدث احدهم عن الارهاب ، سمعت ان اصحابه مسلمين ، تملكني الفضول لما المسلمين ارهابيون  ولما يقتلون الناس ويفجرون !!! هل دينهم هكذا وحشي ، فقررت ان اخصص وقتي للبحث عن هذا الدين ، من خلال تعرفي على المسلمين ، وذلك بزيارتي السياحية لدولة مسلمة ، خلال اجازتي الصيفية ، وبالفعل ذهبت لبلد عربي ، عندما حللت هناك ، احسست ان الناس هناك عاديون جدا ويتصرفون بترحيب وعفوية ، لكن الوضع تغير ، فوجدت ازبال في اماكن عديدة وعدم نظافة شوارعهم ، وجدت شبانا يتشاجرون بسكاكين ، وفي الشوارع عند السيارات هناك عدم احترام لقانون السير و عصبية بين السائقين ، ذهبت عند بعض التجار واشتريت عنده بعض مقتنيات للذكرى ، لاكتشف انه خدعني في ثمنها وقيمتها بعد ان اغرني كلامه عن قيمة المنتوج ، لأجده مجرد كاذب ، مخادع .

لأكتشف نوع اخر من المسلمين ليس ارهابيون لكنهم مستغلون ، ليس كلهم ، واعترف ان هناك من كانت معاملته جيدة ، لكن اخدت انطباع ان هذا الدين حقا به نقص .

رجعت لبلدي اليابان ، ومرت الايام ان ان تعرفت على كتاب جميل اعجبني اقتنيته ، وانبهرت به ، وعلمت انه كتاب مترجم لكاتب عربي ، احسست بتناقض ، رغما هذا هؤلاء المسلمون فيهم من يختلف عنهم ، فقررت ان اتعلم اللغة العربية ، فموضوع الاسلام شغل بالي ، وبالفعل نجحت في تعلمها ، ودخلت لمنتديات عربية اسلامية ، فصدمت لكمية الجدال واللعان والشتائم بين المسلمين والعرب ، وتعاليق كلها قلة ادب واتهام ، وقلة نادرة تتعلق وتناقش بادب ورقي ...بل تكلمت مع احدهم فوصفني بابشع الصفات بعد ان اكدت ان دين الاسلام لا يربي الناس على خلق ...فاشتدت كراهيتي للاسلام والمسلمين ولم اعيد اطيق سماع كل ما يمت الصلة بهم ...واعلقت عيني لأنام ، فاستيقظت فوجدت نفسي في غرفة اعرفها جيدا انها غرفتي ، وركضت  للحمام نعم هذا هو انا ، لكن لما شعرت اني ياباني ، فتأكدت ان هناك رسالة ما من خلال هذه التجربة ، فانا عربي الاصل ، مسلم الدين ، اقطن بدولة عربية ، وان ما حدث لي هو حلم ، لان ما عشته هو تجربة شخص اجنبي يريد معرفة الاسلام ، فكانت تصرفاتنا سبب سوء الفهم ، فقررت ان اتغير ، ان اتكلم بادب ، و ان اتخلق باخلاق جميلة ، وان لا ارمي الازبال في الشوارع ، لأن الاخر يرى افعالك باسم الاسلام ، فانت سفير للاسلام ...ومرت الايام وتحسنت اخلاقي ، والتقيت بياباني بالصدفة تعرفت عليه ، لم احدثه عن الاسلام ابدا ، بل كنت اعامله بأخلاق الاسلام ، مما ادى به انه اراد ان يتعرف علىى مسلم بعد ان قرر التعرف على الاسلام وانه سيرجع الان لبلده متقين ان الاسلام دين اخلاق وجمال ومحبة وسلام ، وأنه يفكر في ان يعتنق الاسلام ، وكل هذا بسبب معاملتي الاخلاقية التي تعلمتها من ديننا ...فتأكدت ان ما يقع لعالمنا الاسلامي من نفور الناس وخوفهم من الاسلام سببه نحن .
الجمعة، 4 أغسطس 2017

حقا إنه رجل غريب 4

خرج الرجل الغريب مع ماريا من الحانة او المرقص ، ولاحظت مارية ان سيارته من نوع فولزفاكن القديمة ، التي عادة ما يركبها الهيبيين ، فقالت مستنكرة : اتريدين ان اقضي معك الليلة هنا في سيارتك الخرقاء هذه ، كنت اعتقدك رجل ثري .

ضحك الرجل الغريب وفتح لها باب سيارته وقال : سيارة خرقاء ! حقا انه لقب جميل . ومن قال انك ستقضين الليلة هنا ، اركبي ، فآنا اعدك انك لن تندمي .

فركبت وقالت ممتعضة : حسنا سنرى .

ركبا السيارة ، واطلق الرجل موسيقا هادئة جميلة ، وكانت مارية في نفسها تتسأل : ترى أي  نوع من الرجال هو ؟!

فسألته فجأة : الى اين تذهب بي الان ؟

اجابها : الى مطعم ، لنأكل وجبة شهية .

قالت بغضب ؛ اهذا و
قت الوجبات ، اخبرك ان عملي قضاء ليلة مع الزبائن ولا اخرج الا مع الاثرياء ، و يبدوا انك رجل مخادع ، وتريد ان تتباهى بي في المطعم ، خدني لبيتك ، وانهي عملي ، وتدفع لي المبلغ .

ابتسم ولم يتكلم .

الى ان وصل لمطعم فاخر ، فقال لها هي اخرجي لنأكل اني اتضور جوعا ، اما هي فنظرت له بغضب ، الم تسمع كلامي ، اتتعمد الاستهزاء بي .

ابتسم مرة اخرى ، لا ادري لما تهدرين طاقتك كله في الغضب ، اليس يهمك فقط المال ، اذا هيا ..ثق بي

خرجت تتأفف ، ودخل المطعم واحضر وجبات ، وبدأ بالاكل ، فسألها اثناء ذلك قائلا : احس ان ماضيك كان صعبا ، فحد
يثك و غضبك المتكرر ، يدل على مواقف صعبة عشتها في حياتك .

نظرت اليه وقالت : وماذا تعتقد اننا نعيش في مجتمع لا يرحم ، ولا يرحم الضعفاء ، هل تعلم تلك النساء التي وجدتهن في الحانة ، لم يكن م
صيرهن هكذا ، لولا انهن وجدن مجتمعا  منافقا ، قاسي ، يتظاهر بالتدين والانسانية ، والحقيقة انهم وحوش ينتظرون الفرصة فقط لالتهامك .

فقال الرجل بهدوء : اتفق معك فيما قلته ، لكن اليس الانسان هو الذي يختار مساره ، علما ان المجتمع ليس شريرا كله الى هذه الدرجة ، فقط بسبب مشكلة كيفما كانت تجعلنا نميل لإتهام كامل المجتمع .


احيانا تكون طريقة تفكيرنا سببا لتعاستنا ولمسار الذي نعيشه في المستقبل او الان .

صمتت تنظر اليه وقالت بعدها : فلسفتك كلها هراء .

ضحك الرجل الغريب : حقا ! هذا ما يقولنه لي دائما . لكن اريد ان اسألك كيف اتخدت هذا المسار ؟

قالت مارية : انها اكذيبكم يا رجال ، تستغلين النساء وترمهن بعيدا .
فقال الرجل : اذا كنت في علاقة مع رجل ، فتخلى عنك .
اجابت : نعم ، كانت علاقة حب بيننا وعدني بالزواج ، لكنه تخلى عني ، بعد سلمت له نفسي ، معتقدة انه سيصبح زوجا لي بعدها .

فقال الرجل : حسنا ، هل رأيت انت سبب مشكلتك اساسا .

نظرت له بغضب : ماذا اتريد اتلقى اللوم علي وتبريء ذلك المعتوه ، هو مثلك يبحث فقط عن الشهوات والمتعة ، لا تعرفون مامعنى الحب ، انكم مجرد حيوانات عيبد الشهوات .

نظر اليها بهدوء وصمت لحظة وقال : لم اقل هذا عزيزتي ..انما ما اود اخبارك به ، ان اختيارنا لدخول علاقة حب او زواج ، تكون كلها مبنية على المظاهر فقط و شكليات ، لا نختار انسان من اجل روحه واخلاقه ، فانا متأكد ان هذا النوع الذي خدعك ، كانت سماته تدل على انه مخادع ، لكن تغافلت عن ذلك . فهناك علامات تكون سببا لمعرفتك لحقيقة الشخص ، خاصة ان طالت مدة العشرة بينهما ، فمثلا المحب الحقيقي لا يمكن ان يستغل جسد محبوبته ، فقط لاجل المتعة ويريد قضاء المتعة معها بدعوة الزواج ، انما يتزوجها ..

صمتت تتفكر في كلامه وتس
رح بخيالها لأحداث ماضية مع الذي خدعها ، وتذكرت مواقف دلت انه رجل متلاعب ، وانه فاسد الاخلاق ، لم تلقى لها بالا ، وانه كان يعبث بجسدها فقط باسم الحب ، فوجدت في كلام الرجل الغريب صحة ، فالذي يحبك لا يستغلك ، فالحب الحقيقي يعني الحفاظ على محبوبك حتى الزواج ...وقالت : اظن ان الحب اعماني ان ارى عيوبه الظاهرة ، فقد كان سكيرا ، وكان اخلاقه مع الاخرين فيها تملق واستغلال ، وكذب ، لكن للاسف تجاهلت هذا ، كاني كنت منومة ..فقد كان وسيما له عمل مرموق ، ومركز ، وكما قلت المظاهر والشكليات .

ابتسم الرجل وقال : انسي الماضي ، المهم ان تتعلمي منه فقط ..هيا لنخرج .

خرجوا من المطعم وتنزها امام البحر ، فقال الرجل : لاحظت انك صمتت ولم تغضبي وتتوعدي .


نظرت هي للبحر ، والهواء يحرك خصلات شعرها ، وقالت : اريد ان استنشق الهواء ، حديثي معك جعلني افكر في حياتي .وفيما هذا الذي افعله الان .

فقال الرجل الغريب : حسنا ، سأخبرك بالحقيقة ، انا لم ادخل للحانة لاجل المتعة ، ولم اختارك لاجل الجنس ، انما كنت اريد ان تري حقيقة ما تعتقدينه ، اننا نعيش احيانا الحي
اة بنوع من عدم الوعي ، وعدم تدبر ، نغفل الجوانب الرائعة في الحياة ، ونتجاهل الاشخاص الطيبين المتخلقين ، فقط لان ربما يبدوا لنا انهم ضعفاء  ، او لا نراهم امامنا ، لان بصيرتنا عميت على مشاهدة الجمال في الحياة وفي الاخرين ، لكن عندما تستيقظ بصيرتك ، ستلاحظين هذا الجمال . لهذا كنت ارى فيك جمالا روحيا داخلك ، وكنت اعلم ان تفكيرك ومشاكلك جعلتك تخطئين في اتخاد مسارك الصحيح ..

ابتسمت لاول مرة له وقالت : حقا انك رجل غريب .

فقال : هل انت مستعدة لبداية حياة جديدة من الان .

فقالت وهي تمسح دموعها ، فقد احست انها كانت منومة فقالت : ياليت ، لكن ...

قاطعها الرجل : ليس هناك امنية في هذا ، بل الان هو قرارك ، وانا كما وعدتك المبلغ الذي وعدتك به سادفعه لك ، انه مبلغ سيجعلك تعيشين به مدة ستة اشهر ، لكن اريد ان اسألك ما هي مؤهلاتك العلمية والشاهدات التي حصلت عليها .

اجابت : لا ادري ماذا سأقول لك ، احس بالخجل  والحياء تجاهك ، لقد ظلمتك ..اعتقدتك رجل مستغل يبحث عن لذته وسط نساء ارغمتهن ظروف العيش للبيع اجسادهن ...انا انقطعت عن الدراسة في مرحلة الثانوية ..

فقال حسنا .سأزيدك لك مبلغا لتكتري  منزل لمدة عام ، وانا وجدت لك عمل من احد معارفي .
استرحي غذا و بعد الغذ سيتصل بك صاحب العمل ، لكن امنحي لي وعدا ، عندما تعملين وتأخدين اجرة ، خصصي مبلغا لان تتعلمي وتكملي دراستك او تحصلي على دبلوم ..سينفعك مستقبلا .

خرجت الدموع من عينيها وقالت : لماذا تفعل كل هذا ؟!!!

ابتسم وقال : لانك انسان ، واحسست ان روحك كانت تريد الانعتاق ، لم تدري كيف ؟

وركبا السيارة واوصلها لمنزل الذي تعيش فيه مع بعض زميلاتها في الحانة ، ذهب الرجل واختفى بعد ما حصل على رقم هاتفها .

هي بعد غد اتصل بها رجل اخبرها ان شخص اكترى لها منزل ، كما اتصل بها رب عمل في احدى صالونات الفاخرة لبيع ماد التجميل ، لتعمل فيه وبمبلغ محترم ، احست بالسعادة وكانت تنظر ان يتصل بها ، لانها منحت له رقمها ، لكنه لم يتصل وتعجبت للامر ، وهي بدأت حياة جديدة ، ودخلت مدرسة تجارية لتأخد شها
ده فيها موازة مع عملها ، وتغيرت حياتها للافضل ، وتدعوا الله لذلك الرجل الذي ظهر فجأة وكأنه ملاك  غير حياتها واختفى .
الخميس، 9 مارس 2017

حقا إنه رجل غريب 3

مكث مراد في بيت الرجل الغريب اسبوعين ، كان يجد في بيته كتب متنوعة باللغة العربية والانجليزية ، وكان يلاحظ انه يقرأ القرأن ويشاركه تدبر بعض الايات ، كما يشاهد معا افلام ذات معنى ، يناقشانها بعد الانتهاء منها ، كما كان الرجل يحب سماع الموسيقى ، احب مراد الصلاة بعد ان شاهد الرجل يحافظ على الفرائض ، تعجب مراد فالرجل من يراه من الظاهر يبدوا كرجل هيبي غير متدين عربيد ، لكنه رجل منفتح مرح ..انه رجل غريب حقا . رغم كل هذا لا يعرف اسمه الحقيقي ، رغم انه سأله ، فاجاب اجابة غريبة : لا يهم اسمي انا عبد من عباد الله ، اطلق علي اي اسم شئت .
ومنذ تلك اللحظة اطلق عليه اسم عبد الله ! ذات صباح اراد مراد الخروج من المنزل للعمل ، فرن هاتفه ، كان المتصل الرجل الغريب الذي اخبره ، ان المنزل اصبح له وقد سجله باسمه ، فلن يعود هو اليه مجددا لانه سيسافر الى مدينة بسيارته فولزفاكن !!
لم يتمالك نفسه مراد وبكى وقال من هو هذا الرجل !! كيف منح له المنزل وسجله باسمه ، رغم ذلك لا يعرف عنه شيء ، رجل كتوم غامض . فقام مراد يدعوا لهذا الرجل الذي اطلق عليه اسم عبد الله بكل خير ، فقد ساعده على إيجاد عمل و على ان يملك المنزل ، الذي ربما لم يكن بمقدوره يوما ان يملكه .
  **************
في ملاهى ليلي يعج بالراقصين وشاربي الخمر ، وانغام الموسيقى الصاخبة تملأ المكان بالصخب ، وضحكات وقهقات في جوانبها ، كانت هناك فتاة ذات جمال اخاذ وملابس فاضحة ، تتقاذفها النظرات ملتهبة ، كانت تلقي ابتسامة هنا وهناك ، فلاحظت نظرات لرجل يجلس هادئا كانت نظراته بها نوع من الحنان والجاذبية اسرتها ، كان انيقا طويل اشعر نوعا ما حليق اللحية ، ابتسم لها ابتسامة جميلة ، فخاطبت نفسها ، انه كاي رجل يريد قضاء شوهته الحيوانية ، رغم مظهره الذي يوحي انه رجل محترم فالمظاهر خذاعة ، انها فرصته لتربح منه مال وتقضي معه ليلة ، فهذه هي مهنتها بعض ان تحطمت احلامها وتخلى عنا من ادعى انه سيكون زوجا لها ، وتركها و حيدة بلا شرف ، وتنكرت لها عائلتها ، ولم يعود لها مكان سوى عالم الليل لتعيش ، فروحها ماتت ، تعيش بلا إحساس ، وكأنها تنتقم لنفسها وتنتقم للمجتمع ، قامت من مكانها وابتسمت للرجل الغريب ، واتجهت قربه ،اما هو مازل يبتسم ، فاشار لها بيده ان تأتي اليه ، بالفعل جاءت اليه بغنج ، فجلست ، وقال الرجل : اهلا بك .
ابتسمت ، فلاحظت انه كان يشرب عصيرا ، وكان يضع على أذنه سماعة ، هل كان يستمع لموسيقى غير هذه التي في الملاهى ام كان يتحدث في الهاتف ، لاحظ نظراتها فقال مبتسما : كنت استمع لموسيقى روحانية ، فلقد ازعجتني موسيقى الملاهى ، انها صاخبة بلا معنى ، مثل حياة من في هذا الملاهي فهي بلا معنى .
صمتت لحظة وفجأة ضحكت قائلة : اذا كان الملاهى لا يعجبك فلماذا دخلت اليه !! 
صمتت لحظة واستدركت كانها افتكرت شيئا : اه نسيت انت تبحث فقط على المتعة والصحبة .
ابتسم الرجل الغريب وقال : ربما ، ماإسمك يا حلوة 
فأجابت بغنج : مارية 
فقال : اسم جميل . مارية هل اطلب لك مشروبا او عصير 
فقالت وهي تضحك : بل خمرا ، اريد خمرا
ضحك الرجل وقال : هذه المرة ستشربين معي عصيرا سيجعلك تسكرن بلا خمر ، اترك عقلك يستفيق هذه الليلة .
نظرت اليه وقالت في نفسها من هو هذا المعتوه ، فقاطع تفكيرها الرجل قائلا : اتعلمين هيا نخرج لنستنشق الهواء في الخارج بعيدا عن هذا المكان ، ونشرب عصيرا تحت ضوء القمر .
فقالت : يا ايها الرجل الغريب ، انا هنا ليس لاجل التنزه او الحديث ، ان هنا اقوم بعملي . هل تريد ان اقضي معك ليلة لكن بمبلغ مهم ؛ اما تلك الرومانسيات لا أومن بها .
فابتسما لرجل : حسنا ، فقط هيا نخرج من هذا المكان ، والمبلغ لك .
وبالفعل خرج الاثنان ، ونظرات رجال تلاحقهما فهي رفضت اغلبهم ، فهي لا تذهب الا بصعوبة مع رجال قليلين ، فمن هو هذا الرجل الذي قدر على الفوز بقضاء ليلة معها وقدر على ثمنها الغالي ، اما نساء الملاهى فحسدنها ان ستقضي ليلة مع رجل وسيم انيق وغني .
الأربعاء، 1 مارس 2017

حقا انه رجل غريب 2

بعد ان انهى مراد الشاب الفقير المتشرد طعامه ، نادى الرجل النادل ، فحضر النادل ، فمنح له الرجل الغريب مبلغ الطعام و لم ينسى ان يمنح له بقشيش ، شكره النادل ، وخرج الرجل بصحبة مراد ، ومر امام زميلة النادل في العمل وابتسم الرجل الغريب في وجهها ، وابتسمت ، فقال : ابتسامتك جميلة ، اشكري بالنيابة عني جنود الخفاء الذين يعدون الطعام ، فهم طباخون ماهرين . ورحل الرجل ، اما هي فدق قلبها واحست بفرح يصري كيانها ، فهي لم تعتد يوما شخص يخبرها بان ابتسامتها جميلة ، ولم تسمع يوما زبونا يشكر معدي الطعام ،تابعت نظرها تتبع خطوات الرجل الذي كانت الريح تداعب شعره .
اقترب منها النادل و أيقظها من تفكيرها الناعم ، فقال مبتسما : هل تعلمين بدأت أحب هذا الرجل ، انه غريب حقا ، لقد منح لي اغلى بقشيش تلقيته في حياتي المهنية ، يا ترى هل هو رجل ثري جدا ، لكن لا يبدوا عليه هذا .
اما زميلته فقد احست ان هذا الرجل انسان بمعنى الكلمة . فقد جعلها تبتسم بصدق وتحس ببهجة تسري كيانها.

اما الرجل فقد إصطحب الشاب المتشرد ، فقال له : هيا نذهب لمحلات تجارية لتشري بعض الاثواب الجديدة ، تلبسها ، عوض هذا اللباس الرث .
نظر اليه مراد قائلا ومستغربا : لكن لماذا تفعل معي هذا ؟ لما كل هذا الاحسان !! ام انك من هؤلاء الرجال الذين ..
قاطع الرجل كلامه وقال : لا تلوث كلامك ، انما انت اخي ، وافعل هذا لأننا إخوة .

صمت مراد فهو لم يسمع يوما من يقول يخبره انه اخ له ، اراد البكاء متأثرا لكنه حبس دموعه .
فإشترى الرجل لمراد ملابس جديدة غالية انيقة ، وهو بنفسها لا يرتديها ولا يشتري اصلا ملابس غالية .
فقال الرجل لمراد : هل لك مأوى
صمت الشاب قليلا : لا مأوى لي سوى الشارع
فقال الرجل هي بنا الى المنزل ستقيم عندي لوقت حتى تجد عملا .
صمت مراد يإلهي من هذا الرجل من اي كوكب هو !!!
بالفعل ذهبوا للمنزل ، فأخبر الرجل الغريب مراد انه عثر له على عمل عند صديق ، وبإمكانه الان يحصل على رزقه ، اما من ناحية السكن فسيقيم بمنزله الى حين .

احس مراد بالامتنان فلم يتمالك نفسه وبكى و إحتضنه الرجل وقال : الم اقل لك اننا إخوة لماذا تبكي .
فقال مراد ؛ هذا كثير علي ، لا اصدق انك تفعل هذا لأجل اننا إخوة رغم اني لست بالفعل اخ لك للتو تعرفت علي ، كان ممكن ان تظني متسول كاذب او لص سيستغل طيبتك .
ابتسم الرجل وقال : بالفعل اننا إخوة في الانسانية وفي الدين . فلما ستخذعني وانت تبحث عن رزقك وتبحث لقمة ، لم تستطيع ايجادها بسبب سواد القلوب .
هيا قم ونم باكرا غذا تستيقظ لنذهب عند صديقي لتعمل عنده ويكون لك مورد مال تنفق عليه .

انه رجل غريب حقا 1

كانت السماء صافية و المكان جميل ، يعج بالناس ، كل وحاله ، وكل وجهته ، كان هذا قرب البحر حيث الزوار والعشاق والسياح ، والمطاعم والحانات وفي جهة المقابلة كان هناك بحر يتلاطم بامواجه بلاطفة ، وعلى الشاطيء شباب يلعبون الكرة ، وعشاق يفترشون المكان ، وأسر في استجمام .

طيور تحلق في السماء كأنها تلعب ، او تمرح تتمايل مع الريح ، وتصدر أصواتا كأنها تسخر او كأنها تعلن حبها وفرحتها ، من يدري !!! ومنها من يخرج مافيها قد تسقط في الارض ، او تسقط على متنزه في اسوأ الاحوال .
في تلك الاثناء وفي مطعم فاخر ، سمع الناس ضجيج و صراخ لنادل يطرد شابا ، كان يبدوا عليه من ثيابه الرثة انه متشرد فقير ، ولج للمطعم الفاخر ربما لينال بعض الدريهمات من هؤلاء الاغنياء ومدعين الترف ومحبين للمظاهر ، فلم يلقى إلا الصدود او نظرات مستغربة كيف يتجرأ للدخول لماكن فاخر !!

فجأة يظهر رجل طويل الشعر نوعا ما به مسحة من الوسامة حليق اللحية ، يرتدي قميصا ابيض مفتوح وبه ، وعليه قلادة ، وسروال قصير صيفي ، كاب يبدوا هبيا نوعا ما ، فقال لنادل دع الشاب ، فاجاب النادل بسرعة : انه يأتي دوما الى هنا محاولا ازعاج الزبائن ، هذا المعتوه القذر .

لم يلتفت الرجل لكلام النادل ، بل امسك بيد الشاب وقال هي ندخل للمطعم ، لنتشارك معا نعمة الله .
صمت النادل وهوي يتمتم بكلمات غير مسموعة ، وهو مندهش .

دخل الرجل مع الشاب وجلسا في المائدة ، وكانت بعض العيون تراقبهما ، امام هذا الوضع الغير المألوف ...اما الرجل فلم يكثرت ، فقال لشاب وهو ينظر اليه نظرات رحمة وحب ، احس بها الشاب : ماإسمك ايها الشاب ؟ . صمت الشاب للحظة فهو لم يسمع احد قط يسأله عن اسمه ، فلا احد أصلا يكثرت لحاله ، فضلا لإسمه ، حتى كاد ينساه ، فاجابه : اسمي مراد .

ابتسم الرجل وقال مازحا : مراد مرادك الطعام هذا اليوم ، يبدوا انك جائع .
إبتسم الشاب ، فتابع الرجل : هيا إطلب ما تشتهيه نفسك من الطعام .
صمت الشاب وهو مستغرب لكرم هذا المحسن فقال : في الحقيقة لا اطلب سوى بعض دريهمات قليلة تكفيني لأشتري خبزا ، يسد جوعي .
نظر اليه الرجل بحنان ، جعلت الشاب يحس كأنه يخاطبه والده الذي لم يراه يوما ، فقال الرجل : يا حبيبي انا من سيدفع انت ما عليك سوى الاختيار والاكل . فضحك الرجل .

فقال الشاب : حسنا ، إطلب انت ما شئت وانا موافق عليه .
فقال الرجل وهو يبتسم : ماذا هل انت من يضيفني ، يا حبيبي انت الضيف عندي ، يها لا تخجل يا مراد .
فمنح الرجل قائمة الطعام لمراد و امره ان يختار ، فإختار مراد بخجل نوعا من الطعام وعندما أتى النادل ، طلب الرجل ان يحضر ما يريده مراد ويزيد عليه بعض أكلات اخرى متنوعة .

و احضر النادل ما طلبه الرجل ، وبدأ مراد يأكل بنهم ، بدا انه كان يتضور جوعا ....كان الرجل قد انهى طبقه الذي به اكل بسيط رخيص ، عكس ما طلبه لمراد من الاكل العالي واللذيذ .

وكان النادل في اتجاه اخر وهو يخاطب زميلة له في العمل قائلا : ذلك الزبون اما انه ساذج وا انسان طيب اكثر من اللازم ، كيف يستغل ذلك الشاب القذر طيبته ، فالشاب مجرد مخاذع وجد في التسول مكسب مربح وسهل عوض ان يعمل ويشمر على ساعده .
ابتسمت زميلته في العمل و أومأت برأسها انها توافقه الكلام ، لكنها كانت تنظر للرجل تتأمله فوجدته به مسحة من النور والجمال كان يبدوا مختلفا ، شيء ما يميز هذا الرجل بين هؤلاء الزبائن المتواجدين في المطعم ، كان يبدوا انه يتصرف بتلقائية وعفوية ، نظرت الى ملابسه فهي بسيطة لكنه يبدوا انيقا بها ، وهو تبدوا رخيصة ، انه رجل غريب حقا !!!!
عربي باي

السبت، 19 أغسطس 2017

الجمعة، 4 أغسطس 2017

الخميس، 9 مارس 2017

الأربعاء، 1 مارس 2017