السبت، 22 يناير 2011

حكاية ملاك 7

جلست ملاك على حافة السرير لم تتمالك نفسها فبكت ، شاهد عامر الدموع تنسكب على خذيها ، تحاول حبسها ، استغرب ذلك واشار بيده عن سبب بكاءها ! فقالت :" لاشيء ، تذكرت فقط شيأ محزنا !"  لكن عامر لم يصدق كلامها فبحث عن ورقة وقلم فوجدهما ، فكتب فيها بعدها منحها لملاك ،قرأت: " دموعك تخفي ألما في داخلك وانك تعانين من خطب ما ، والصديق الحق لايخفي عن اصدقائه مايخالجه من الاحزان ، الا تثقين بي!؟
ـ" لا تقل هذا الكلام فانا اثق بك ،فانت صديقي المفضل ، كل مافي الامر اني تشجارت مع منير ".
لم يفهم عامر الم يكون منير مسافرا ! متى عاد ؟ . فهمت ملاك حيرته وقالت موضحة : " نسيت ان اخبرك البارحة عندما خرجت لآجلب المساعدة لك ، التقيت بمنير هو وصديقه ؛ عاد من سفره فلم يجدني وخرج للبحث عني ، وهو من حملك الى هنا " . فكتب عامر : " لكن لماذا تشاجرتما !؟"
ـ " اعتقد اننا لم نتفاهم ، والامور ستعود الى مجراها ، لكني احس بغضب شديد الان ! " ضحك عامر واستغربت ضحكه ، فكتب في الورقة " حسنا اتبعيني ، تردين ان تتخلصي من غضبك ، هيا سآريك طريقة رائعة وغريبة !"
ـ " لكنك لم تتعافى بعد " لم يكثرت لكلامها وخرج من النافدة واشار لها لكي تتبعه ، ضحكت ملاك وقالت : " ياه تخرج من النافدة! وتترك الباب يالك من غريب الاطوار.

 فتبعته الى ان اقترب امام هضبة توجد بالغابة فصعدا الى قمتها ، واشار لها بان تصرخ ، فهمت انه يريدها ان تصرخ بآعلى صوت لفرغ شحنات غضبها ، فصرخت بكل مافي حنجرتها من الصراخ ! وطارت العصافير مفزعة ، وصرخ عامر بدوره ،  فشكلا معا صراخا اشبه بسمفونية مزعجة لم تلقى نجاحا، واحست ملاك وكآنها افرغت كل مافي جعبتها من شحنات الغضب والسخط الذي حبستها في صدرها وقالت لعامر مبتسمة : " تملك افكارا غريبة لاآدري من اين تآتي بها ، حقا فكرتك رائعة " . ضحك عامر  وفجآة  ركض واشار لها بان تلاحقه  وتسابقه ، ضحكت وحاولت مجاراته في الركض ، وقاما بالعدو الى ان اقترب من المنزل ، فجلست ملاك تلهت من التعب امام الباب قائلة : " اوف هذا اليوم هو اغرب يوم في حياتي اجبرتني على الصراخ والركض وهذه الاشياء اول مرة اقوم بها " . اما عامر فقد انحنى بجسمه ليخفف على نفسه التعب الذي يشعر به .

قرر عامر مغادرة المنزل والعودة لكوخه ؛ لكن الاب اصر على بقائه واقترح عليه العمل معه في الفلاحة ، ليساعده في حرث الارض ، وذلك مقابل مبلغ يمنحه له ، استحسنت ملاك الفكرة ، فوافق  عامر ولم يشاء ان يخيب ظنهم ، وخصصوا له غرفة في المنزل ، واصبح عامر جزءا    من الاسرة  واصبح محبوبا من طرف الجميع .

وذات يوم خرج بصحبة ملاك ليصلحا كرسيا مكسورا عند النجار في القرية ، وهناك التقيا بنادية فسلم عليها عامر وتركهما تتحدثان وجلس قرب شجرة يستظل بظلها واخرج كتابا يطالعه ، لاحظت نادية عامر وهو مستغرق في المطالعة فقالت : " من هذا الشاب الملفت للانتباه ؟! " ضحكت ملاك فقالت : " ياه اخفيت عليك امر صديقي الجديد ، انه عامر " وحكت لها عن حكايتها معه ، واذ هما مستغرقتين في الحديث عن عامر ، مرت فتيات من القرية وشاهدوا عامر وهو منكب على القراءة ، وهو لايدري عن اي شيء يجري امامه ، فقالت احداهن :" من هو هذا الشاب ذو ملامح الجذابة ، والجسم القوي ؟! " وقالت التانية :" سمعت انه شاب يعمل عند اسرة ملاك انه شاب غامض ! ومثير في نفس الوقت " ضحكت الفتاة الاولى " هذا واضح ، لايثير انتباهه  سوى الكتب " فضحكتا واستردت قائلة : " ان ملاك فتاة محظوظة لاتتعرف سوى على شبان مثيري للاهتمام ! لكن ساحاول لفت انتباهه " فمرت الفتاة امامه وتظاهرت بسقوط حقيبتها  فالتفت عامر الى الفتاة ولاحظ الحقيبة المرمية امام رجله ، فامسك بها وعادها اليها ، فشكرته وقالت :" هل انت جديد هنا ؟" فآشار برآسه بآلايجاب ، في اثناء ذلك لاحظت نادية الامر فقالت ساخرة :" يبدوا ان صديقنا الجديد ، لفت انتباه الفتيات " فالتفتت ملاك ووجدت فتاة تحاول الحديث مع عامر ، لم تدري لماذا احست بشعور غريب لم تفهمه وفجآة اتجهت اليهما امما ذهول نادية ، وقالت ملاك بحزم :" اعتقد ان النجار انهى عمله هيا بنا  " وامسكت بيده تجره ! استغربت الفتاة الامر ، وكذلك عامر ، وبالفعل اتم النجار  اصلاح الكرسي وحمله عامر ولحقتهما نادية فقالت مازحة : " ماذا اصابك يا ملاك لقد فوتي فرصة الفتاة لتتعرف على عامر اليس كذلك ياعامر ! " فقالت ملاك بجدية : " لم اقطع عليها شيء لكن اردت الاسراع في العودة .

عند عودتهما دخلت ملاك الى الغرفة وجلست تفكر " لم    أفهم لماذا تصرفت بتلك الطريقة ، ولماذا احس بذلك الشعور هل هي الغيرة ، لكن لماذا    أغار على عامر وهو مجرد صديق لا غير لكن هذا حصل لايعقل هذا! هل هي غيرة الصديق على صديقه ام ماذا ؟! لماذا احس باحساس خاص عندما اكون برفقته لا لا لقد اصيبت بالهذيان" فقطعت حبال تفكيرها وخرجت من غرفتها ... ( يتبع )

الخميس، 20 يناير 2011

حكاية ملاك 6

اشتد الحال على عامر وفقد الوعي ، احست ملاك بآلجزع  والخوف من ان يصيبه مكروه ،  وخرجت من الكوخ طالبة المساعدة ، بمجرد خروجها سمعتا اصوات تنادي باسمها تيقنت بانهم يبحثون عنها ، وإتجهت ناحية الصوت ، فظهر لها ضوء ينبع من المكان واسرعت الخطى ناحيته قائلة : " هل تبحثون عني ، انا هنا انا ملاك ..." .
فظهر شخص يحمل مصباحا ضوئيا ، انار به الطريق ، فصاح بصوت عال : "منير تعالى انها هنا ". خفق قلب ملاك عند سماع اسم منير فاحست بوقع اقدامه ، وخطواته السريعة ، وجرت اليه وارتمت عليه بالحضن قائلة : " اه منير انت هنا ، اني بحاجة الى مساعدتك ، يوجد شاب مصاب بجرح خطير ساعدني لننقله الى المنزل ونجلب الطبيب ". لم يفهم منير فقال : " حمدا لله لقد وجدتك اخيرا ، ماذا تفعلين هنا ؟ ومن هو ذلك الشاب ؟!". لكنها لم تجيبه  بل صعدت الى الكوخ ، وقالت : " الوقت ينفد منا والشاب في حالة خطيرة ، ساشرح لك فيما بعد ، هيا تعاليا ساعداني ..." فتبعها هو وصديقه ، فوجد شابا فاقدا للوعي ،ودراعه ملفوفة بالثوب عليه اثار الدماء ، فقالت ملاك : " يجب ان نحمله الى المنزل ".

وقفا منير مشدوها ، هذا الشاب يعرفه انه عامر الصبي الابكم ! ياه منذ زمان طويل لم يراه ، وتقدم صديقه ليحمل عامر برفق ، وافاق منير من سهوه على صوت ملاك صارخة :" منير ارجوك ماذا دهاك! هيا ساعدنا "وهب من مكانه ليقدم المساعدة .

 وبالفعل جلبوا عامر الى منزل ملاك ، ووضعوه في غرفتها على السرير ، واحضروا الطبيب ، الذي قام بمعالجة الجرح ، فقال لهم : " لا داعي للقلق ، الحمد لله انكم اسرعتم في وضع الاعشاب على الجرح فقد ساهم هذا في قتل البكتريا الخطيرة ، وقد عالجته بهذا الدواء سيخفف عليه الالم ، دعوه ينام الان ، وغدا باذن الله  سيكون في احسن حا ل " . شكرت ملاك الطبيب وبالفعل جلبوا عامر الى منزل ملاك ، ووضعوه في غرفتها على السرير ، واحضروا الطبيب ، الذي قام بمعالجة الجرح ، فقال لهم : " لا داعي للقلق ، الحمد لله انكم اسرعتم في وضع الاعشاب على الجرح فقد ساهم هذا في قتل البكتريا الخطيرة ، وقد عالجته بهذا الدواء سيخفف عليه الالم ، دعوه ينام الان ، وغدا باذن الله  سيكون في احسن حل " . شكرت ملاك الطبيب ، اما ابواها فلم يفهما شيئا ، ولايعرفان ماحصل ومن يكون الشاب المصاب ! نظر الاب الى منير وكآنه يستفسره عن الامر ، لكنه لم يلقى جوبا! خرج الجميع من الغرفة ، وغادر صديق منير بعد ان شكرته ملاك ، فقالت الام :" انا الى حد الان لم افهم شيئا ؟!" فاجابت ملاك :" هذا شاب انقذني من موت محقق انقذني من بين مخالب دب مفترس لكنه اصيب بالجرح " فقال منير مخاطبا ملاك : " اعتقد انه عامر ذلك الصبي الابكم" فنظرت اليه باستغراب قائلة :" هل تعرفه ؟! " فاجابها وهو يستعد لمغادرة المنزل : " اجل تذكرته بمجرد ان رايت وجهه ، انه الصبي الابكم الذي انعزل في الغابة ، ولن انسى الحادثة التي تسبب فيها عندما حاول سرقة العم طارق ، ومحاولاته الفاشلة في السرقة " ارادت ملاك ان تدافع عن عامر لكن منير واصل الحديث قائلا : " حسنا ساغادر الان ، دمتم في امان الله ".

قال الاب موجها كلامه لملاك : " ماعلاقتك بذلك الشاب المصاب ؟! وهل صحيح مآخبرنا به منير ؟ وهل هو عامر نفسه صاحب حادثة الحريق !" اجابته : " عامر بريء من تلك التهم الباطلة، انه شاب طيب ، والقصة طويلة ، وغدا باذن الله ساآشرح لكما الامر " وقالت الام وهي تتآبب: اشعر بالنعاس هي يا ملاك تعالي لتنامي معي في الغرفة وابوك سينام هنا ،تصبحعلى خير يا زوجي العزيز " فقال الاب مبتسما :" تصبحا على خير" .

اما منير فبمجرد خروجه من المنزل اخد في التفكير والتساؤل " ترى ماعلاقتها بعامر ؟! ومتى تعرفت عليه وكيف ؟! وهل غادرت المنزل لتزوره في الكوخ في مثل ذلك الوقت ؟ وهل يلتقيان هناك دائما !".

احس بالدم يغلي في وجهه وملكته الغيرة والحنق ، فقال محدثا نفسه : " ينبغي عليا ان اعرف منها الجواب " وواصل الطريق لا يلوي على شيء.

استيقظ عامر مبكرا ووجد نفسه على السرير ، ولاحظ الغرفة ، فقال مخاطبا نفسه : " من احضرني الى هنا !"  فجأة تدخل ملاك مبتسمة واتجهت نحوه قائلة : " ايها البطل انك على مايرام ، لقد احضرناك الى غرفتي كنت فاقدا للوعي ، لاتخاف ، لقد تفحصك الطبيب البارحة ، واخبرنا ان حالتك ستتحسن " وفجأة قفز السنجاب وارتمى على عامر كآنه سعيد برؤيته ،فلاعبه عامر ، ضحكت ملاك وقالت : حسنا ساآحضر لك الافطار " لكنها تفاجآت بدخول امها حاملة لطبق فيه الافطار ، حاول عامر القيام من السرير احتراما للام ، فقالت الام :" لا ياولدي ارقد مكانك ، ساضع الطبق امامك ، شكرا لك لانقاذك حياة ابنتي". 

ابتسمت ملاك وقالت لامها :" شكرا امي هيا لنغادر وندعه يتناول افطاره " اخبرت ملاك ابويها عن حكاية عامر ، واحسا بالشفقة عليه ، فقال الاب : المسكين عانى كثيرا ، اعجبني فيه كفاحه للتعلم واعتماده على نفسه" ، فقالت الام :" لاآدري كيف عاش هذه المدة كاملة في ذلك الكوخ وفي الغابة وحيدا ، بلا مؤنس ولا رفيق !" ، فقالت ملاك بتآثر :" انه الظلم ياآمي ، الشخص عندما يحس بالظلم واحتقار الجميع له ، يشمئز من العيش بينهم ، ويغادرهم الى مكان بعيد ليريح نفسه من الآلم الذي يسببه له الاخرين ".

فسمعوا طرقات على الباب ، فقامت ملاك بخفة لتفتح لطارق ، كان منير فدعته لدخول ، ودخل محيا الاسرة ، فقال :" كيف حال صديقنا البطل ؟" اجابته ملاك :" انه بخير وفي احسن مايرام " قام الاب مخاطبا زوجته :" تعالي يازوجتي العزيزة ، ايدك في شئ على انفراد " وقامت زوجته تتبعه ؛ اما منير وملاك فلم يتكلما اكتفى منير بالنظر اليها نظرات غريبة لم تفهمها ملاك ، ففجآته بالسؤال : " لماذا تبحلق فيا بهذه الطريقة ؟!" اجابها : " ماعلاقتك بعامر ؟وكيف تعرفت عليه ؟ وهل تزورينه دائما في ذلك الكوخ؟ وماذا تفعلان هناك وحدكما ؟! ".
استغربت ملاك طرحه الاسئلة بطريقة اتهامية ، واجابت غاضبة : " انت تقصد بكلامك شيأ اخر ، علاقتي بعامر هي مجرد علاقة صداقة مبنية على الاحترام ، وعامر انقذ حياتي عدة مرات وانا ممتنة له لانه صديق حقيقي "
قال منير مستغربا :" انا لم اتهمك بشيء ، فهمت كلامي بطريقة خاطئة ، انت تعلمين بانك ستصبحين زوجتي ولا اريد ان يتكلم الناس عنك بالسوء" قالت بحنق :" انا لم اقوم بعمل خاطئ ، ليتكلم الناس عني بالسؤ ، وانت تعرف اكثر من غيرك مدى احترامي لنفسي قبل احترامي للغير " فقامت من مجلسها غاضبة  ، قام منير من مكانه وقال :" حسنا ملاك لا تغضبي ارجوك سآتركك الان حتى تهدئين ، اؤكد لك ان حبي لك اكبر مماتتصورين لدى انا اخاف عليك ". لم تلتفت له وخرجت ودمعة في عينيها ، ودخلت الى غرفتها وفتحت الباب برفق ، كادت تنسى وجود عامر ، ونظرت بمحادة الباب حتى لايراها ، فوجدته ينظر من خلال النافدة المفتوحة ، والرياح تلاعب شعره ، والسنجاب على كتفه ، كان منظرهما رائعا ، وفتحت الباب وكحت لتعلم بدخولها ، فالتفت عامر اتجاهها واشار لها بالاقتراب ، اقتربت منه ، اشر بيده الى النافدة فنظرت ووجدت منظرا طبيعيا رائعا ، الاشجار والزهور الجميلة والعصافير المزقزقة وزرقة السماء اصبغ على المكان لوحة فنية جميلة ، وهبت من النافدة نسيم عليل ، فتح عامر دراعيه واستنشق الهواء النقي ، ونظرت اليه ملاك وقامت بتقليده واستنشقت بدورها الهواء وقالت :" اه ماآنقى هذا الهواء ، وماآجمل المكان ، اننا في نعمة ، هذه القرية تطل  على الطبيعة ، وليس كالمدينة ، ماآسعدنا بقريتنا " ( يتبع )
الثلاثاء، 18 يناير 2011

حكاية ملاك 5

وضعت نادية يدها على صدرها ، تتحسس دقات قلبها قائلة : " اخافني هذا المخلوق ، ظنته فأرا اوماشابه ذلك ، اه كدت اموت !". وغادرت نادية بعد ان قضت وقتا طيبا مع صديقتها ملاك .


اما عامر فقد قضى يومه ينتظر مجيء ملاك ، واحس بالملل وتنزه وحيدا في الغابة ، واتجه ناحية النهر ، وبدآت الافكار والخواطر تتدفق في رآسه ، "هل يحبها حقا ؟! انه يحس بإحساس خاص عندما تكون معه ، اني افتقدها الان ، يالهي هل هذا هو الحب ، ياه ياله من احساس جميل ، لكني تعس الحظ،
وقعت في غرامها وهي لن تلاحظ الامر ، بل انا بالنسبة لها مجرد صديق لا غير ، ينبغي ان انسى امرها ، دعها تسعد مع منير ، فهو قادر على اسعادها اكثر مني ".


اما ملاك فجلست في غرفتها واحست برغبة غريبة في رؤية عامر واستغربت للامر ، لماذا تحس بهذا الاحساس ؟! هبت من غرفتها واعددت بعض الاكل ونادت على مارح صديقها السنجاب ، وقالت لامها :" امي سآخرج مستعجلة الى صديق يحتاجي لي الان " فقالت الام وهي تلاحظ استعجالها : " لقد بدآت الشمس في المغيب ، دعي الامر حتى الصباح ". فقالت ملاك وهي تحمل علبة وضعت فيها الطعام : " لاتخافي سآعود حالا ، هذا الصديق لا يقطن بعيدا ".


وخرجت مسرعة واتجهت نحو الكوخ  مع السنجاب ، وبدآ الظلام يعم المكان ، واشعلت ملاك المصباح اليدوي  ، وسمعت اصوات نباح الكلاب و صوت البوم المخيف الذي جعل بصوته المكان اكثر رعبا ، شعرت بنوع من الخوف لكنها تقدمت بالمسير غير ابهة لظلام ، وفجآة دخل السنجاب الى داخل ثوبها وكآنه توقع حدوث ماهو اسوء ؛ احست بل سمعت بصوت حيوان يحوم بالمكان محدث صوتا مرعبا فظهر لها دبا كبير الحجم قادم ناحيتها تملكها الخوف وصاحت بشدة وجرت بكل ماوتيت من القوة لكن هيهات فالدب مازال يلاحقها مكشرا على انيابه ويصدر صياحا مزعجا  ، ركضت ملاك بلا اتجاه الى ان زلت قدمها فسقطت على الارض وقفز السنجاب هاربا نحو اعلى الشجرة ، وحاولت ملاك الوقوف ودقات قلبها في تصاعد  وتقدم الدب نحوها ليفترسها كاي فريسة في الغابة ، ، لكن وبدون سابق انظار ظهر شبح شخص ما يقفز في اتجاه الدب ويصطدم بجسمه غارزا خنجره في جسده لكن الدب هوى به بلطمة قوية اسقطت الشخص ارضا لم يستسلم بل قام وتعارك مع الدب بشجاعة نادرة واحدث في جسم الدب جروحا كبيرة ففر هذا الاخير معلنا استسلامه لان في قانون الغاب منطق القوة هو الغالب ، ووجهت ملاك ضوء مصباحها في وجه الشخص المجهول ، فوجدته عامر وجرت نحوه وقالت وهي تبكي : " ظننتها نهايتي ، لقد انقط حياتي مرة اخرى انا ممتنة لك يا عامر ".فلاحطت جرحا في دراعه وصاعت : يالهي انت مجروح هيا معي الى المنزل لاعالج جرحك يبدوا جرحا خطير " اشار عامر في اتجاه كوخه معلنا انه لايريد الذهاب الى منزلها ، حاولت ملاك اجباره على الذهاب الى منزلها لكنه رفض ودهبت معه الى كوخه ، وهناك اشار لها باعشاب وضعها في مكان ما في كوخه فاحضرته ملاك وقام باعداد وصفة لجرحه بتلك الاعشاب وساعدته ملاك وقالت وهت تلف ثوبا على الجرح : " حسنا انت خبير في صنع الدواء بالاعشاب هذه موهبة اخرى اكتشفها فيك    من اين تعلم هذا ؟!"   فاشار الى الكتب ، ففهمت انه يطالع كتبا عن الاعشاب فازدادت اعجابا به ، فقالت وهي تضحك : " اه ذلك الدب اللعين جعلني افقد الطعام الذي اعددته لك ليته اكله عوض ان يتبعني ، كنت ساجعلك تدوقا طعاما لذيذا من صنع يدي " وفجأة تلاحط السنجاب يحوم حول عامر فقالت مازحة : " وانت ايها الجبان هربت بعيدا وتركتني مع ذلك المفترس " ضحك عامر فاشر لها بان تحضر له ورقة وقلما قامت باحضارها ، فكتب مايلي " ملاك ارجوك لا تزورني مرة اخرى في المساء ان الغابة موحشة عندما يحل الظلام ، سارافقك الى ان تصلي الى منزلك " فحاول القيام لكنه احس بالم شديد ولم يستطيع ، فقالت ملاك : لاداعي  لذلك سامكت معك اعالج جرحك " نظر اليها عامر مستغربا لكن الالم اشتد به وقامت لتعد له وصفة طبية باعشاب تعلمتها من امها .

اما الام فقد اشتد بها القلق وخبرت والدها الذي احس بالجزع على ابنته والقى اللوم على زوجته لانها تركت ابنتهما تخرج في المساء .فذهبت الام الى نادية لعلها تجدها هناك لكنها لم تكن هناك وخرج الاب يهيم في ارجاء القرية يسأل على ابنته ، في الطريق صادف شابا يحيه انه منير عاد من المدينة فاخبره الاب بان ملاك لم تعد منذ خروجها في المساء ، فقال منير "لا تجزع ياعمي سابحث عنها في كل مكان وساتفقد ارجاء الغابة مع اصدقائي " وبالفعل ذهب هو و اربعة من اصدقائه ، توغلو في الغابة باحثين عن ملاك .( يتبع)                                             
الاثنين، 17 يناير 2011

حكاية ملاك 4

قالت ملاك وهي تحاول التملص من يده : " الى اين يا عامر؟ ، لقد تآخرت في العودة الى المنزل " .
حاول عامر تهدئتها بالاشارة اليد ، واشار نحو عينه والى الطريق ، وفهمت ملاك انه يريد ان يريها شيأ ما ، فتبعته الى ان اقترب من مكان جميل ، فيه ازهار من مختلف الالوان ، واشار الى اعلى شجرة امامهما ، فنظرت بدورها فوجدت كوخا صغيرا  مبني فوق الشجرة ، وابتسمت قائلة : " انه مكان جميل ، والكوخ كذلك ، حسن الصنع ، وفوق الشجرة ! انه مكانك المفضل اليس كذلك ؟.

وصعد عامر الى فوق  بواسطة سلم خشبي متدلي على  الشجرة ، واشار لها لتتبعه ، وقفز السنجاب نحو اغصان الشجرة ، وكآنه يحاول ان يسبقهما ، ودخلوا الى الكوخ ، فقالت ملاك وهي تتَآمل المكان : "  انه صغير ورغما ذلك اعجبني كثيرا ، ارى هنا اوراقا وكتبا كثيرة ! اتطالع في هذا المكان ؟ أمازلت تتقن القراءة والكتابة ؟! " .
ولاحظته يحمل ورقة وقلما ، وبدآ يخط فيها كلمات وبمجرد انتهائه منح لها الورقة ، واشار لها بقرائتها ، فامسكت بالورقة وبدآت تقرأ ماخط فيها  : " اجل هذا المكان صنعته بنفسي انه مكان المفضل ، اقضي فيه معظم الوقت ، وقد تستغربين من اين تعلمت القراءة والكتابة ؟! كما تعلمين اني لم اكمل دراستي بعد ان غادرت المدرسة ، بسبب مالحق بي من الاتهامات الباطلة ، لقد اشرت الى المعلم سعد ، اتذكرينه ؟ ، على ان يعلمني الكتابة والقراءة بشرط ان اساعده دي ترتيب منزله والاعتناء بحديقته .
، ووافق وبذلك استطعت ان اتقنها ، واريد ان اوضح لك ان كل الاتهامات التي اكيلت لي انا برئ منها ، لقد استغلوا فقري وعدم قدرتي على الكلام ، اتذكرين حادثة حريق منزل العم طارق ؟ اعترف اني دخلت الى المنزل مع الاولاد لكن انا لم اتسبب في الحريق انه ذلك الفتى المضلل الذي اسقط الشمع من يده ، هرب الجميع وبقيت انا لاخماد الحريق لكن العم طارق امسك بي  وظنني انا الفاعل ، وحتى الاولاد تنكرو لي وانكروا دخولهم الى المنزل "..

احست ملاك بالشفقة والعطف تجاهه ، ونظرت اليه قائلة : "  تعجبني شجاعتك وكفاحك في التعلم ، واصارحك اني كنت متيقنة من برائتك ، واليوم اثبت لي ذلك ، لكن عليك نسيان الماضي ، والبدئ من جديد " . فامسك عامر بالورقة ، وبدآ بالكتابة ، وخط فيها " شكرا على تفهمك ، هيا بنا ساريك طريق العودة ، ان اردت زيارتي فمرحبا بك في اي وقت ، لكن بشرط ان لا تخبري احد ".

قفزت ملاك من مكانها ، قائلة : " حسنا هيا بنا ، سآزورك كثيرا ، لآطالع هذه الكتب  وآتامل جمال الطبيعة من هذا الكوخ الجميل " .

غادرا المكان متجهين الى القرية ، طودت الصداقة بينهما واصبحت ملاك تزوره يوميا وستعارت منه كتبه ، واكتشفت انه يكتب الاشعار  فوجدت فيه انسانا فنانا وشاعرا يخلق في عالم الخيال والجمال ، والميل الكبير الى المرح والبهجة ، ويتشاركان نفس الاهتمامات ، وكانت الوسيلة الوحيدة لتخاطب هي الكتابة او اشارات اليد ، وكان السنجاب يشاركهما المرح وسمياه مارح ، ولم يعلم احد بمكان الذي تقضي فيه ملاك اوقاتها حتى صديقتها نادية ، فلقد اصبح عالم عامر سرها الكبير ، وكثيرا ماتآتيها هواجس غريبة  عندما تكون بمفردها عن يوم الحادث ، ويترآى لها وجه عامر فتجد نفسها محتارة ، لماذا تتخيله انه منقدها من الغرق فتاتيها صورته وهو يحملها بين دراعيه ، ايعقل ان يكون هو ؟! لكن هي تذكر منير ، لو لم يكن هو ماكان ليخفي عليها الامر ، لكن تنسيها الايام هواجسها الغريبة .

زقزقت العصافير وصاح  الديك معلنا حلول الصباح ، وملاك لاتزال تغط في نوم عميق ، الى ايقظها صوت امها قائلة :" استيقظي يا بنيتي لقد تلقيت رسالة من منير ، في هذا الصباح الجميل ، هيا دعي عنك الكسل " وتفتح ملاك عينيها بتثاقل قائلة : " حسنا امي هاتها الان !" فتجر امها الغطاء قائلة : " كفاك كسلا هيا قومي من مكانك اولا ".
فقامت ملاك من سريرها و من بعد احضرت امها الرسالة ، فرحت ملاك فلقد اخبرها منير بنجاحه في خلق مشروع  كبير في المدينة وبدأ يحقق يحقق ارباحا كبيرة ، كما انه مشتاق لها " احست بعد قرائتها وكآن العالم يشاركها الفرحة لنجاح منير في عمله ، وعودته القريبة ، وبعد ان ساعدت امها في الاعمال المنزلية خرجت كالعادة لتخبر عامر برسالة منير ، وعند وصولها الى مكانهما المعهود ، تسلقت السلم المؤدي الى الكوخ ، لكنها لم تجده هناك ولا حتى السنجاب ! ونادت بصوت عال عليهما ، وتلقي النظر الى اسفل الكوخ وتجد مجموعة من الازهار جميلة مشكلة اسمها بطريقة مبتكرة ، احست ملاك بالاعجاب والفرحة ، ووجدت عامر واقف امام الزهور ، فنزلت اليه قائلة : " شكرا لك ، انها هدية رائعة ، انك حقا فنان مبتكر ". ابتسم عامر وامسك بيدها والسنجاب يقفز نحو كتفها ، واتجه بها نحو مكان لا تعرفه الى ان وصلى الى بحيرة جميلة ، فوجدت قاربا صغير ، فآشار لها بالركوب ، فابتسمت وقالت : " اين وجدت هذا القارب هل صنعته ؟". وركبا المركب واخرج صنارتين ومنح واحدة لها واخذ الاخرى لنفسه ، ورميا بها نحو البحيرة وانتظرا بفارغ الصبر لعلهما يصطادا سمكة ، واثناء ذلك قالت ملاك وهي تنظر الى البحيرة تتآمل زرقتها وجمال الذي يحيط بها والاشجار القريبة من الكان التي اعطت منظرا رائعا واضفت على المكان لوحة فنية لايتذوقها سوى من ملك حسا فنيا كبيرا :" انك حقا فنان وتحسن الاختيار ، ماجملها من بحيرة ، اه نسيت ان اخبرك لقد تلقيت رسالة من منير يخبرني بقرب مجيئه ، لقد اشتقت له ." ، احس عامر بالانقباض وتظاهر بالابتسام ، كان يخفي في عينيه حزنا عميقا لو ركزت فيهما النظر لكشفت لها اسراره الحزينة وما يخالجه من الحب والهيام تجاهها ، فقالت بجدية غير معهودة : " اتدري ياعامر اصبحت محتارة لم اعد افهم الهواجس التي تنتابني مؤخرا ، يخيل لي انك منقذي بل وكآني رايتك تحملني بين ذراعيك لإخراجي من النهر !"
اهتز قلبه واحس بارتباك "انها تتذكره لكنها ليست متآكدة هل يخبرها ؟ هل يجرؤ على ذلك ؟! ومنير الذي ظنته بطلها ، لا والف لا ، لن اخبرها انا مجرد شاب فقير نعم انا معجب بها بل ومتيم وعاشق لها منذ الطفولة ، لكنها لن تسعد معي ، فعالمي عالم الخيال والغاب ، وليس لي مستقبل مضمون ، فآومآ براسه نافيا ، فنظرت اليه ملاك نظرتا لها معنى لم يفهمها ، فقالت : حسنا  امتآكد من ذلك ؟". فآومآ مرة اخرى رأسه بالايجاب ، وفجأة اشار الى صنارتها واسرعت بالامساك بها وصاحت ضاحكة : " اخيرا اصطدت شيأ ." فجدبت الصنارة  الى الاعلى ثم الى الامام وصاحت بصوت عال : " انها سمكة لقد اصطدتها ". تراقص السنجاب وكآنه فارح بانجاز صديقته وفجأة لاحظت تحرك صنارة عامر ، وصاحت مشيرة اليها : " انها صنارتك لقد اصطدنا في نفس الوقت " فجرها عامر فوجد حذائا عجيبا ، فضحكت ملاك وقالت " يا سلام انك سئ الحظ " فضحكا سويا وكآن الدنيا تضحك معهما وقضيا وقتا ممتعا .

رجعت ملاك الى المنزل ، واثناء العشاء سألها ابوها قائلا : " قلي يا ملاك اين تقضين وقتك ؟"
فآجابته : " اقضيها في الغابة ! لقد بدآت ارسم لوحات فنية واحضرت معي صديقا رائعا انظرا "  فقفز السنجاب الى الطاولة وصاحت والدتها فزعة :ماهذا انه فأر كبير ! " وضحكت ملاك واشارت الى السنجاب فقفز نحوها ، فقالت وهي تحاول حبس ضحكاتها : " لاتفزعي هكذا انه مجرد سنجاب صغير"
فضحك الاب قائلا : " ارى انه الفك اين وجدته ؟!" اجابته وهي تداعب السنجاب :" هذا هو السنجاب الذي حاولت انقاذه من الغرق ، لقد وجدته في الغابة ". قال والدها وهو مستغرب : " كيف تعرفت عليه والسناجب تتشابه ومن الصعب التمييز بينها ؟!" وفالت وهي تناول قطعة خبز لسنجاب : " لقد عثر عليه صديق لي !". فسآلته امها قائلة : ومن هو هذا الصديق ؟!" ضحكت ملاك وهي تطعم السنجاب وقالت : " مآكثر اسئلتكم هذا اليوم ! لم يحن وقت اخباركم عن ذلك الصديق"
بدت الحيرة في عيني ابويها, اما هي فكانت تاكل وتطعم معها السنجاب.

عند حلول الصباح استيقظت نشيطة وغادرت المنزل برفقة نادية واتجهت الى سوق القرية ، هناك صادفت صديقاتها اللواتي غابت عنهن مدة طويلة ، فقالت احداهن : " لقد سمعت بان منير الشاب الثري سيتقدم لخطبتك اليس كذلك ؟" واجابتها ملاك مبتسمة :" هو كذلك ، ياه الاخبار تنتشر بسرعة هنا " فنظرت اليها احداهن نظرة فيها من الغيرة الشئ الكثير تنم عن حسد وحقد كبير : " لا ادري لماذا اختارك انت ، وانت فتاة فقيرة ، رغما ان في القرية فتيات من مستواه الاجتماعي ،" عرفت ملاك ان الفتاة تشير لنفسها لانها غنية ومعجبة بمنير ، فردت عليها نادية بغضب واضح : " ان ملاك فتاة جميلة وطيبة ، وليس كبعض الفتيات المغرورات  ، لا يحسن سوى الكلام والتفاخر والنظر في المرأة كل الوقت " فردت عليها احدى الفتيات : " ماذا تقصدين يا نادية ؟!" اجابت نادية وهي تجر ملاك :" انت تعلمين  ماآقصده ، هيا ياملاك لنغادر هذا المكان الممل ".

غادرتا السوق بعض ان اشترتا بعض الاغراض ، واتجهتا الى المنزل ، ودخلتا الغرفة ، فقالت نادية والشرر يتطاير من عينيها : " تلك الحمقوات التافهات ، مآغباهن انهن غيورات منك ، خصوصا تلك الوقحة " فقالت ملاك وهي تُخْرِجُ ما اشترته بابتسامة واضحة :" لعليك انسي الامر ، هل اعجبك هذا الفستان ؟"  نظرت اليه قائلة باعجاب : ' انه فستان جميل وانيق سوف تبدين فيه كاآميرة  فاتنة" وضحكتا ، جربت ملاك الفستان وبدت كاآميرة ساحرة الجمال ، ولم تدري ملاك من اين قفز السنجاب فوق رأس نادية التي قفزت من مكانها مرتعبة وصرخت بفزع ، ضحكت ملاك قائلة : ' لاتخافي انه مجرد سنجاب صغير ...( يتبع )
السبت، 15 يناير 2011

قصة ملاك 3

عادت ملاك الى منزلها  تملآها الفرحة ووجدت في البيت صديقتها نادية التي كانت في انتظارها ، بمجرد  دخول ملاك  ارتمت نادية نحوها واحتضنتها قائلة : " الحمد لله يا صديقتي العزيزة ، انت بخير ، لقد كنت قلقة عليك ، بمجرد عودتي من السفر ، اخبرني اهلي بما حصل لك ، فجئت مسرعة للآطمئنان عليك ".
ضحكت ملاك ، وهي تداعب صديقتها قائلة : " الحمد لله انا بخير ، انا هنا بلحمي وعظمي ، وشكرا على اهتمامك ، لقد مر على الحادث اسبوعين ، اظنك قضيت وقتا ممتعا في رحلتك." وجلستا تتحدثان وحكت ملاك باعجاب عن منير وشجاعته ، وكيف انقدها ، وشخصيته المرحة ، فقالت نادية بمرحها المعهود : " ياله من فتى شجاع ، انه بطلك يا فتاة ، اخالك معجبة به ، الامر واضح من خلال عيناك !". احمرت وجنتي ملاك واحست بالارتباك ، فقالت نافية للامر : " لاآظن ذلك ، انا اقدر فقط شجاعته ..." فقاطعتها نادية بابتسامة ماكرة قائلة :" لاتنكري يا ملاك الامر واضح ، فهو الفارس الذي انقذ اميرته الجميلة ، وعلى غرار ذلك فهو شاب وسيم ، من اسرة ثرية ، ومحط انظار فتيات القرية ، واظنه ولاشك انه معجب بك " وقضت ملاك ونادية كله في الحديث والمرح ، وعند مغادرت نادية للمنزل ، جلست ملاك في غرفتها مستلقية على السرير ، سارحة بخيالها ، تفكر في مادار بينها وبين نادية من حديث  حول منير."اليس ماقالته نادية فيه الكثير من الصحة ، ايمكن ان اكون معجبة به ، لاآدري لكن احس بارتياح معه ، عندما يظهر فجآة احس بالارتباك وقلبي يخفق ! اليست هذه واحدة من علامات الحب ؟! ايمكن ان يكون معجبا بي ؟ لاآعتقد ذلك فانا فتاة فقيرة ، وهو من اسرة ثرية ." قطع تفكيرها صوت امها  تناديها للعشاء .
ومرت الايام ، اصبح منير وملاك متقاربان وعلامات الحب بادية عليهما ، وكان لقائهما اليومي امام النهر ، حيث يقضيان الوقت في الحديث والمرح ومشاهدة غروب الشمس واستمتاع بالجمال الطبيعة ، إلى ان بعث والد منير رسالة له  يحثه  على القدوم الى المدينة لامر طارئ ، وودع منير ملاك وهو يعدها لخطبتها بمجرد عودته ، واحست هي بالحزن لفراق منير الذي انار حياتها منذ ان تعرفت عليه .
ذات يوم ذهبت بمفردها الى النهر كعادتها وجلست على صخرة ، تتآمل جمال المكان  ، وتستمتع بالهدؤ  وزقزقة العصافير ، وصوت خرير المياه  ، تثير في نفسها احلى واعذب الحان صادرة من الطبيعة ، لكنها احست كانها تحت مراقبة او ان شخصا ما يراقبها من بعيد ، هذا الشعور لزمها حتى وهي برفقة منير ، خاصة عندما تتواجد بالغابة  ، فدارت ناحية  الاشجار ولم تلاحظ شيئا ، فظنت الامر مجرد تهيؤات ، لكن بغة احست بحركة وصوت شيأ ما قادم نحوها فخفق قلبها واتجهت ببصرها تتفرس من القادم ، فوجدت ذئبا يحوم حولها  يزمجر بصوت مخيف ، تملكها الرعب ولم تستطيع ان تتمالك نفسها فصرخت بشدة ، وجرت تريد الخلاص ، لكن الذئب لحقها وسقطت على الارض وتيقنت من الموت واغمضت عينيها مستسلمة لقدرها ، وبدون مقدمات ظهر سهم يقتحم الهواء ويستقر في جسم الذئب ، فسقط الذئب صريعا  ، وفتحت عينيها لتجد الذئب يتخبط بدمائه ، لم تصدق انها نجت من الموت المحقق، ولاحظت شبح شخص ما ناحيتها واقف من بعيد ، وركزت نظرها عليه محاولة تبين ملامحه ، فوجدته شاب قوي البنية ، وعلى كتفه سنجاب صغير ، اقترب منها الشاب  انه عامر الذي انقذها للمرة التانية بدون ان تعرفه ، وابتسم في وجهها فمد يده اليها ليساعدها على النهوض ، ومنحت له اليد وقامت من سقطتها ، فقالت وعلامات الشكر والامتنان واضحة على ملامحها : " شكرا ايها الشاب ، لولك الان لكنت لقمة صائغة لذلك الوحش ".
اما عامر فلم ينبس بكلمة لانه ابكم ، وقفز فجآة فوق شجرة قريبة منه وبخفة تثير الاعجاب ، واختفى امام انظار ملاك ، التي لم تفهم الوضع ، فصاحت به قائلة : " هيه ايها الشاب لماذا غادرت هكذا اريد ان اشكرك لكن من انت ؟ " .
رجعت الى المنزل وهي تفكر في امر ذلك الشاب المجهول فاعل الخير ، لم تخبر والديها عن الحادث اخبرت فقط صديقتها نادية ،
، فجآة تذكرت السنجاب الذي كان على كتف ذلك الشاب ،" ياترى هل يعقل ان يكون نفسه السنجاب الذي حاولت انقاذه ، ام ان الامر مجرد صدفة !".
ومر اسبوع تلقت فيه ملاك رسالة منن منير يطمئنها على احوله ويبث فيها كلمات الاشتياق والحب واخبرها بتاخره في العودة ، فرحت ملاك برسالة منير ، لكن امر ما اصبح يشغل تفكيرها انه ذلك الشاب ، اصرت على معرفة من يكون وقررت البحث عنه في الغابة ، عند وصولها قرب النهر قررت التوغل في الغابة ، بحثث عبه في كل مكان واعياها البحث ، وارادت الرجوع  وتيقنت بانها ضلت الطريق  ,
ولم تعد تتذكر طريق العودة ، وندمت على تسرعها و دارت افكار سوداء في مخيلتها عن الوحوش والذئاب ،  بل يخيل اليها سماع اصواتها ، والشمس بدآت تغيب ، معلنة حلول الظلام ، ولم تعد تعرف ماتفعله وجلست تحث شجرة تبكي ، ومر من بين عينيها شبح ما مر بسرعة خاطفة ,  تملكها الخوف ، على كتفها وقفزت من مكانها صارخة ، ونظرت فوجدته ذلك الشاب ، وقالت وهي تتنهد ودقات قلبها تتصاعد : " يالهي لقد ارعبتني ، اه الحمدلله ظننتك ذئبا مفترسا !"  ابتسم عامر وقفز السنجاب نحو كتفه ، ونظرتي اليه ملاك  وتفرست فيه ولاحظت علىرجله جرح صغير دامل ، وخفق قلبها فصاحت : " انه هو  انه السنجاب ....". فقفز  السنجاب نحو كتفها وربتت على راسه بيدها ، وبدا السنجاب سعيدا ، وكآنه تعرف عليها ، فقالت لعامر  وهي تداعب السنجاب : " اين وجدته ؟ لقد حاولت انقاذه ، ياترى هل انقذ نفسه ؟! ام ان منير انقذه! ولم يخبرني !".  بمجرد سماعه تلك الكلمات احس بغصة " انها تظن منير انقذها لكن كيف لم يخبرها بالحقيقة ، وكيف صدقته ، هل اخبرها بالحقيقة ؟ ام اتجاهل الامر ؟". وقطع حبال تفكيره صوت ملاك قائلة : " هيه اين سرح تفكيرك ! لم تخبرني عن السنجاب ، اين عثرت عليه ؟ولم تنبس باي كلمة منذ ان قابلتك ؟! ولماذا اختفيت فجآة ؟ ذلك اليوم عندما انقذتني ! ". وكانت تسآله وتتفرس في وجهه ، وتحس بان هذا الوجه مالوف لديها ، تذكرت فجآة شيأ ما وقالت في نفسها " نعم انه يشبه كثيرا ذلك الفتى الابكم ".
وفجآة صاحت : " اه واخيرا عرفتك انت عامر ، اليس كذلك ؟ لقد اصبحت قويا ولم اتمكن من التعرف عليك بسهولة ." خفق قلب عامر "انها تتذكرني " فأومأ برأسه بالايجاب ،فقالت  وهت تبتسم وغير مصدقة ان يكون عامر منقذها من الذئب :" كنت اتفرس في وجهك واحدث نفسي اين رايتك سابقا ؟ انها مدة طويلة  يا عامر اتذكر طفولتنا في القرية ؟ منذ ذلك الحادث غادرتنا واختفيت ، ولم تعد تظهر في القرية !." فجآة تذكر عامر ايام الطفولة وسرح بخياله عندما كان يلعب مع اطفال القرية ، كانت مالك من بينهم ، لكن تغير وجهه عندما تذكر تلك الحادثة التي لم ينسها ابدا ، خصوصا ذلك، الاتهام الخطير الذي لفقه له ابناء القرية ، خاصة ذلك الطفل لم يعد يدكر اسمه ، وتذكر كيف حل بينهم  وكيف طرح  ذلك الطفل فكرة دخول منزل العم طارق ، الذي كان يخبئ الكثير من الحلوى في منزله بحكم انه تاجر ، وكيف استغلوا غيابه ودخلوا الى منزله واضاؤا المكان بضؤ الشمع ، وعندما تفاجؤا برجوعه المباغت ، فقفزوا من مكانهم فارين وجيف رمى ذلك الطفل الشمع .واشتعلت النار في المكان ونشبت في ارجاء المنزل وبقى هو وحده بينما الكل تمكن من الفرار وحاول اخماد النار محاولا عدم انتشارها الى ان امسك به العم طارق ، واتهمه ظلما بمحاولة السرقة وحرق المنزل ، وكيف عفى عنه بعد ان اشفق عليه ليتمه ،فهو يتيم الابوين تكفلت جدته بتربيته ، لكن نظرات الاخرين كانت تقتل ، حاول الدفاع عن نفسه ولانه ابكم لم يستطيع ، كانت كل الحوادث السرقة تلفق له ، احس بالظلم و الاحتقار ، وفضل الابتعاد عن القرية ، وانزوى في الغابة ، يقضي فيها معظم اوقاته ، ياترى هل تحسن ملاك الظن به ؟رغم كل الاتهامات ، افاق من ذكرياته الاليمة على صوت ملاك تحادث السنجاب : " اظنك تحب عامر انه شاب لطيف لكن مشاكس نوعا ما ." وضحكت ونظر عامر الى السنجاب ، فقفز هذا الاخير نحو كتفه ، وامسك بيد ملاك يجرها ويشير اليها بان تتبعه ...(يتبع)


الخميس، 13 يناير 2011

قصة ملاك 2

افاقت ملاك من غيبوبتها على دموع وامها وحيرة ابيها ، ونظرت اليها امها وهي تمسح الدموع  قائلة : " حمدا لله على سلامتك بنيتي ، لقد تقطع قلبي عليك ". ونظرت ملاك حولها وبجانب السرير وعلامات الحيرة بادية على ملامحها متسائلة : من احضرني الى المنزل؟ ومن انقذ حياتي؟ والسنجاب اين هو ؟"
اتجه ابوها ناحية السرير وجلس بجانبها وقبل جبينها قائلا : " لقد انقذك منير انه شاب شهم ، جلبك الى هنا و كنت مبللة بالماء  واحضر معه الطبيب ، اما السنجاب فلا نعلم عنه شيئا".
وتنهدت ملاك وقالت بحسرة : " لقد حاولت انقاده لكن لم افلح وظننتها نهايتي ..." حملت امها كوبا من الحليب ومدت لها بالكوب  قائلة : " اشربي هذا الحليب انه مفيد ، والحمد الله على نجاتك وانسي امر السنجاب ". ونظرت ملاك الى امها  فقالت بعد ان رشفت منه : "امي يجب ان اشكر ذلك الشاب ، لقد غامر بحياته لاجلي ."
مرت الايام وتعافت ملاك وتوطدت الصداقة بينها  ويبن منير وعاد مرحها المعتاد ، ولم تنسى ان تشكره على شجاعته ، لم يخبرها منير بالحقيقة لانبهاره بجمالها وسحرها الفاتن وطيبوبتها المميزة ، دارت افكار في نفسه " نعم انا انقدتها من الغابة ولو لم اكن هناك في الوقت المناسب لاحصل مالايحماد عقباه ، ومن ذلك الشخص الذي انقذها وتركها وحيدة ملقاة بجانب النهر ، اليس هذا عمل منهور وحمق بعينه .."
وذات يوم قاما بنزهة في الغابة امام النهر نفسه ؛ فقالت ملاك وهي تنظر الى النهر : " لقد حاولت انقاد ذلك السنجاب المسكين لكن لم انجح وانقذتني انت !". وقطع حديتها منيرقائلا وهو يمنح لها وردة حمراء قطفها :يالك من انسانة طيبة ؛ غامرت بحياتك لاجل مخلوق صغير ، لقد اثرت اعجابي لهذه الصفة الانسانية فيك ، انك حقا ملاك يا ملاك .." وابتسم ، اما هي فقد احمرت وجنتيها من اطراءه و امسكت بالوردة تستنشق رائحتها الجميلة وقالت : " اشكرك على اطرائك الجميل ، لكن لا تنسى ان اي مخلوق انسانا كان او حيوان فهو من مخلوقات الله ويجب الاحسان اليها وتذكر انك شاب شهم انقذت حياتي بفعل انسانيتك ونبل اخلاقك ، وهذا مثال على ماينبغي ان نكون عليه ".
فجآة سمعا حركة فوق اغصان احد الاشجار ، فصاح منير قائلا : " من هناك !" لكن لم يجبه احد ، فقالت ملاك وهي تتفحص المكان : " اعتقد انها مجرد عصافير او سنجاب ما قفز من الشجرة ".
فقال منير : " ربما هيا لنغادر سيقلق عليك ابواك " اجابته ملاك وهي تداعب شعرها " حسنا هيا بنا "
عندما غادرا المكان ، قفز  شبح شاب قوي الجسم رشيق الحركة انه عامر ، كان يراقب ملاك ليطمئن عليها ؛ وكان السنجاب فوق كتفه ، فقد اعتنى به واصبح السنجاب لا يفارقه ، ونظر اليه وهو يخاطبه بعينه : " اه ياصديقي السنجاب هذه الفتاة كنت معجبا بها منذ الصغر ، كنت العب معها صغيرا ، للاسف لاآظن انها ستتذكرني وانا الان شاب ابكم فقدت صوتي بسبب حادثة وقعت لي في الطفولة ، انها تعتقد ان ذلك الشاب انقد حياتها ، المهم انها بخير ."
تنهد عامر ، وتوارى في الغابة ( يتبع) ...
الثلاثاء، 11 يناير 2011

التغيير

دخلت الممرضة الى الغرفة مبتسمة ، قائلة:الحمد الله على سلامتك،حالتك النفسية 
على ما يبدو جيدة. نظر اليها باسما فاجابها قائلا: الحمد الله على كل حال ، بعد زيارت الاهل والاصدقاء احسست بتحسن كبير.

فاتجه نظره الى ساقه الملفوفة بالضمادات وهو يواصل الحديث : لكن احس بالحزن ، فانا لا استطيع ان احرك الساق اليسرى ، بل لم اعد احس بها.

نظرت الممرضة بدورها الى ساقه قائلة : لا تفزع ساقك ستعود الى سابق عهدها ، لكن هذا الامر عائد لك ، ولنفسيتك ، وبالصبر والارادة ستتعافى ، والطبيب اخبرني ان هناك امل كبير في الشفاء. وودعته مبتسمة.

دارت الافكار في راسه ، يسترجع الاحداث ، فهو هنا منذ ثلاثة اسابيع بسبب حادثة السير وقعت له عندما كان يريد عبور الشارع . اصطدمت به سيارة سريعة ، كسرت ساقه ، وهو الان في المستشفى بلا حراك ، ومرت الحياة من بين عيناه ، فهو شاب في الثلاتينيات من عمره ، موظف في الشركة ، ناجح في عمل ، له صديقة جميلة ، يحبها لكن لم يفكر يوما في الزواج منها .

 لأول مرة يود لو يخرج من هذا المكان ليتحرك ويعيش الحياة .احس بانه مقيد ، لكن حمد الله على ان الكسر اصاب الساق اليسرى فقط . والاهم من كل ذلك انه على قيد الحياة. و تخيل فجأة لو انه فقد حياته في الحادثة ، اه لكان الامر سيء ، فهو لا يقوم بواجباته الدينية ، حياته يقضيها بعد العمل في الجلوس في المقاهي او تدخين الشيشة،والرقص في الملاهي الليلية ، و مصاحبة النساء ، وقضاء الليالي الحمراء ، لم يهمه في الحياة سوى اللذة والمتعة ، حتى صديقته المخلصة لحبه يتلاعب بمشاعرها ، و يغريها بالزواج .احس ولاول مرة بتفاهة حياته.

 وفجأة تذكر سؤالا كان قد طرحه عليه احد اصدقائه ، الذي كثيرا ما كان يسخر من حياته الخالية من متاع الحياة التي يحياها ، ويراه متزمتا ، لم يفهم انذاك مايرمي اليه بسؤاله ، فلقد سأله عن هدفه في الحياة ؟ وماذا فعل لنفسه ولمجتمعه من النفع ؟! وماذا اعد لاخرته ؟ وتذكر الجملة الاخيرة ، التي ختم بها صديقه حديثه : الحياة فن لا يعرف  اكتشاف سرها سوى القليل من الناس. مرت هذه الجملة امام ناظريه ، و احس بوخز الضمير ، ما اغبى افكاري ، اركض وراء السراب ووراء الملذات ، ماذا ربحت من حياتي السابقة ؟! ماذا استفدت من كثرت شرب الخمر والمخدرات والتدخين ! .سوى جسم عليل وبطن بارزة وعجز عن النشاط والحركة ، وعقل دو تفكير محدود ، وصحة متهالكة ، و سمعة سيئة .لا لن يستمر هذا ! لن اكون ابدا ذالك الشخص الكريه المتكاسل ، الذي لا يرى ابعد من عيناه .

وبدأ يحرك جسمه للوقوف ، ومحاولة تحريك ساقه قائلا : ايها الجسم و ايتها الساق المكسورة ستعودين الى عهدك السابق ! بفضل الله و ارادتي. 

ومنذ خروجه من المستشفى ، قام بمحاولات متكررة و يومية لتحريك ساقه ، ومحاولة ترويضها على الحركة .وبالفعل مر اسبوعان ، وتعافت رجله ، و احس الجميع بالدهشة و الاعجاب .

 وتغيرت حياته من انسان متهور عربيط الى انسان نشيط رياضي . واصبح يقوم بواجباته الدينية ، و انخرط في الجمعيات الخيرية ودور الثقافة ، و تخلص من ترهل جسمه و بروز بطنه ، و اصبح صاحب جسم رشيق و قوي ، وتقدم في عمله ، و افتخر به زملائه و اهله . و تخلص من كل الموبقات و اصدقاء السوء ، و اصبح مضرب الامثال في الانضباط و النجاح في العمل و الحياة والاسرة ، فقد تزوج من حبيبته و رزق مهنا طفلة جميلة. واحس بطعم الحياة السعيدة و معنى ان تعيش ، و ان ليس هناك اجمل من ان تعيش لنفسك و للاخرين ، وتحقق السعادة في مجتمعك و تستكشف اغوار الحياة.
الاثنين، 10 يناير 2011

السحر الكاذب

انتشر الكذب في عصرنا الى حد لم تعد تستطيع ان ثتق في اي كان ، و لا أن تتحرى الصدق في احد ، ابتلى الناس بالكذب ولن تسمع من الافواه سوى كلام نصفه كذب ممزوج بنوع من الصدق ، خليط من هذا وذاك ، بل هناك من يتجرأ ويقسم لك بأغلظ الايمان بانه صادق فيما يقول ، وهو في قرارة نفسه يعلم انه اكبر كذاب . هان عليه اسم الله ليرضي غرور نفسه .
السؤال المطروح هو ماسبب و الداعي لكل هذا الخداع في القول ؟ ولماذا لايكشف الانسان عن الحقيقة ؟ومن يجبره على الكذب؟ هل اصبح لكذب قوة متحكمة على قدراتنا فجعلنا اسيري سحره الخادع؟


الكذب كما هو معلوم وسيلة للاخفاء الحقيقة كيفما كانت ، اومحاولة لتبرير موقف ما . او تلميع صورة و شخصيتنا امام الاخرين ، قد يكذب الانسان ليصل الى ما تطمع له نفسه من المجد الخادع والشهرة المزيفة ارضاء للكل ، ناسيا انه لو اتخد سبيل الصدق لكان افضل .


المهم ان المرء قد يضعف امام سحر الخلاب لهذا الشعور الغريب الذي يؤدي به الى تزيف الحقائق بأسلوب ساحر مغلوف بالصدق وباطنه الكذب ؛ ولا يصيب هذا السحر من كان دا شخصية قوية تخاف الله في نفسها لايهمها ارضاء الناس على حساب الخالق ، اذا فالكاذب شخصية مهزوزة لا تتصف بالقوة ترميه الرياح هنا وهناك ، يسعى الى حصد الاعجاب و كلامات الاطراء لشخصية اخترعها لنفسه تتصف بالمهارة و اتقان كل الاعمال ، و ابراز قدرته و مدى شعبيته بين الناس ، واكثر الكذابين بؤسا ذلك الذي يظن ان العالم يدور حوله ، و لا وجود لمثيل له ، انه خارق في كل شيء شخصية جذابة ذكية اذا غاب غاب الكل واذا حل بمكان الكل فاتح فاهه بالاعجاب به ، فهذا الانسان يعاني من كذب من نوع اخر وهو الهولسة ونفسه تتخد له اشكال وهمية من خداع الذات .
ومهما تعددت اساليب الكذب و الخداع ، ومسمياتها فهي في الاخير علامة من علامات الضعف الايمان و النفس ، والاغرب بل والادهى ان تجد الكاذب بنفسه لا يصدق و لا يثق في اقوال الاخرين بل يجادلهم و يكذب اقوالهم ، ونسي ان لدى خبراء علم النفس علامة دالة على ان هذا الشخص نفسه يعاني من هذا الداء ادى به الى عدم تصديق الاخرين لأنه اصلا يكذب ، وظن ان الكل يسلك سبيله في التمويه المزعوم .
مهما يكون في امر الكاذب سيكشف ذات يوم وسيعرف في الناس بالكاذب ، عرف ام لم يعرف لكن من وراءه سينادونه بالكاذب المتوهم ، فتحرى الصدق في قولك ارحم لك في دنياك واخرتك ......
عربي باي

السبت، 22 يناير 2011

الخميس، 20 يناير 2011

الثلاثاء، 18 يناير 2011

الاثنين، 17 يناير 2011

السبت، 15 يناير 2011

الخميس، 13 يناير 2011

الثلاثاء، 11 يناير 2011

الاثنين، 10 يناير 2011