افاقت ملاك من غيبوبتها على دموع وامها وحيرة ابيها ، ونظرت اليها امها وهي تمسح الدموع قائلة : " حمدا لله على سلامتك بنيتي ، لقد تقطع قلبي عليك ". ونظرت ملاك حولها وبجانب السرير وعلامات الحيرة بادية على ملامحها متسائلة : من احضرني الى المنزل؟ ومن انقذ حياتي؟ والسنجاب اين هو ؟"
اتجه ابوها ناحية السرير وجلس بجانبها وقبل جبينها قائلا : " لقد انقذك منير انه شاب شهم ، جلبك الى هنا و كنت مبللة بالماء واحضر معه الطبيب ، اما السنجاب فلا نعلم عنه شيئا".
وتنهدت ملاك وقالت بحسرة : " لقد حاولت انقاده لكن لم افلح وظننتها نهايتي ..." حملت امها كوبا من الحليب ومدت لها بالكوب قائلة : " اشربي هذا الحليب انه مفيد ، والحمد الله على نجاتك وانسي امر السنجاب ". ونظرت ملاك الى امها فقالت بعد ان رشفت منه : "امي يجب ان اشكر ذلك الشاب ، لقد غامر بحياته لاجلي ."
مرت الايام وتعافت ملاك وتوطدت الصداقة بينها ويبن منير وعاد مرحها المعتاد ، ولم تنسى ان تشكره على شجاعته ، لم يخبرها منير بالحقيقة لانبهاره بجمالها وسحرها الفاتن وطيبوبتها المميزة ، دارت افكار في نفسه " نعم انا انقدتها من الغابة ولو لم اكن هناك في الوقت المناسب لاحصل مالايحماد عقباه ، ومن ذلك الشخص الذي انقذها وتركها وحيدة ملقاة بجانب النهر ، اليس هذا عمل منهور وحمق بعينه .."
وذات يوم قاما بنزهة في الغابة امام النهر نفسه ؛ فقالت ملاك وهي تنظر الى النهر : " لقد حاولت انقاد ذلك السنجاب المسكين لكن لم انجح وانقذتني انت !". وقطع حديتها منيرقائلا وهو يمنح لها وردة حمراء قطفها :يالك من انسانة طيبة ؛ غامرت بحياتك لاجل مخلوق صغير ، لقد اثرت اعجابي لهذه الصفة الانسانية فيك ، انك حقا ملاك يا ملاك .." وابتسم ، اما هي فقد احمرت وجنتيها من اطراءه و امسكت بالوردة تستنشق رائحتها الجميلة وقالت : " اشكرك على اطرائك الجميل ، لكن لا تنسى ان اي مخلوق انسانا كان او حيوان فهو من مخلوقات الله ويجب الاحسان اليها وتذكر انك شاب شهم انقذت حياتي بفعل انسانيتك ونبل اخلاقك ، وهذا مثال على ماينبغي ان نكون عليه ".
فجآة سمعا حركة فوق اغصان احد الاشجار ، فصاح منير قائلا : " من هناك !" لكن لم يجبه احد ، فقالت ملاك وهي تتفحص المكان : " اعتقد انها مجرد عصافير او سنجاب ما قفز من الشجرة ".
فقال منير : " ربما هيا لنغادر سيقلق عليك ابواك " اجابته ملاك وهي تداعب شعرها " حسنا هيا بنا "
عندما غادرا المكان ، قفز شبح شاب قوي الجسم رشيق الحركة انه عامر ، كان يراقب ملاك ليطمئن عليها ؛ وكان السنجاب فوق كتفه ، فقد اعتنى به واصبح السنجاب لا يفارقه ، ونظر اليه وهو يخاطبه بعينه : " اه ياصديقي السنجاب هذه الفتاة كنت معجبا بها منذ الصغر ، كنت العب معها صغيرا ، للاسف لاآظن انها ستتذكرني وانا الان شاب ابكم فقدت صوتي بسبب حادثة وقعت لي في الطفولة ، انها تعتقد ان ذلك الشاب انقد حياتها ، المهم انها بخير ."
تنهد عامر ، وتوارى في الغابة ( يتبع) ...