الثلاثاء، 16 يونيو 2015

صوت من الاصوات .

(استوحيتها من صديق قام بتأمل في الاصوات ) :

جلس في مركب الجامعي ، منتظرا زميله . كان المركب مليئا بالطلبة ، كانت اصواتهم تملأ المكان ، ركز في تلك الاصوات ، كانت اصوات غير مفهومه ، متداخلة فيما بينها ، و بدت له تارة كطنين مجموعة من النحل ، و تارة اخرى كصوت امواج البحر ، تأمل جيدا في تلك الاصوات ،فأصبح كأنه يسمع صوتا و احدا بلغة غير مفهومة ، كان الامر. بالنسبة له غريبا و ممتعا ، في الوقت الذي مازل الطلبة منشغلين بالكلام ، كل على حدة او في مجموعات او في احاديث ثنائية ، فصديقنا مازال يتأمل في الاصوات التي تخيلها صوتا واحدا ، وفجأة يسمع هذا الصوت يتكلم بلغته المفهومة قائلا : هيه انت لما لا تتوقف عن الاستماع ؟


لم يصدق ما يسمعه ، فاصوات الطلبة المتواجدين بالمركب الجامعي تتداخلت و كونت صوتا و لغة صادرة من كلماتهم المبعترة ، ظن نفسه واهيا ،لكن الصوت تكرر قائلا : الم تسمع ، كفاك تأملا ؟
و تشجع صديقنا و قال : كيف يخرج صوت يحدث لغة من اصوات مبعترة مختلفة و يكون لغة ، هل يعقل ما أسمعه ؟!


قال الصوت : لقد دخلت بتأملك السمعي لبعد صوتي مكون من اصوات ، و هذا لا يتكرر إلا لمن يملك حسا و تركيزا جيدا . لكن اريد منك ان تتوقف عن فعل هذا ؟!

قام صديقنا من مكانه مندهشا و نظر لكل الطلابة ، و لاحظ انهم منشغلون في احاديث ثنائية او في مجموعات متفرقة ، و تسأل كيف خرج هذا الصوت من تلك الاصوات و كيف تكونت لغة منها ، وركز اكثر فسمع الصوت مجددا قائلا : الم انصحك بعدم التأمل في هذه الاصوات ؟!

صمت صاحبنا برهة و قال : لماذا تمنعني من ذلك ؟! .

فقال الصوت غاضبا : لاني انزعج من هذا ايها المغفل .

احس صاحبنا بالغضب و قال : فلما لا تصمت انت ايها المزعج .

فقال الصوت : الامر لا يخصك ، فكلامك و صوتك سيصبح ايضا جزءا مني ، ومكونا لصوتي إذا تكلمت !

فقال صاحبنا متعجبا : هذا مستحيل ، اظنك صوت جني .


لاحظ بعض الطلبة يتكلم وحده ، فأشاروا لاصدقائهم لأمره الغريب وحديثه مع نفسه ، و هكذا صمت الجميع ينظرون اليه في تعجب .

اما صاحبنا فلم يعد يسمع الصوت ، و لاحظ تجمهر الطلبة حوله و هم ساكتون ينظرون ، جلس في مكانه و قال لهم : عدوا الى مجالسكم و حديثكم لأحادث صوتكم ، ضحك الجميع ، فظنوه مجنونا مخبولا ، وهكذا انفض الجمع من حوله ، و عاد الى تأمله و تركيزه في اصوات الطلبة المتفرقة ، لكنه لم يعد يسمع لذك الصوت ، فالاصوات

اصبحت عادية مجرد ضجيج الطلبة .


السلام عليكم باغته هذا الصوت و ارتعب و اهتز من المباغتة ، كان صوت زميله الذي كان ينتظره . وغادر المكان معه ، وهو لم يستطيع استيعاب ما حدث له . ولم يخبر زميله ، حتى لا يظنه مخبولا
السبت، 6 يونيو 2015

الحق في الاصطياف




في اول ايام الصيف تفاجأ الناس بنزول حيوانات الى الشاطيء البحر يتهيؤون للإصطياف ...كان هناك بغال وحمير وعصافير وكلاب وقطط وطيور من مختلف الانواع وحتى الفئران ، البعض مستلقي على الرمال مستمتعا بدفء الشمس ، والبعض منها يلاعب زملائه من ابناء جنسه ، واخرون يسبحون ، كان الامر غريبا ، غير مألوف ، لم يصدق الناس ما يشاهدونه في شاطئهم ، فلم يعد هناك مكان للانسان ، فالشاطيء ممتليء عن اخره بكل تلك الحيوانات ، فخرج رجل وقال بصوت عال : الامر لا يصدق ، لابد من طرد هذه الحيوانات من هان فهي سوف ثلوت الشاطيء ، بل لا تدع لنا مكانا للاصطياف .
فقرر البعض من الناس ان يتصلوا بالامن لطرد هذه المخلوقات ، لكن رجل حكيم خرج بين الجموع وقال : وهل البحر خلق لكم ، لقد خلق الله هذا البحر ايضا لكل مخلوقاته وهذا حق لهم ، دعوهم يستمتعوا ، لكن استعمرتم طويلا ايها البشر هذا الشاطئ ، و حان وقت استمتاعهم .
لم يعجب الامر اغلب الناس فاتصلوا بالامن وحاولوا طرد المخلوقات لكن لم يفلحوا ، فالمخلوقات متشبثة بالشاطئ ..واخيرا قرر رئيس الامن ، ان يدع تلك المخلوقات تستمتع بالشاطئ ، فلها الحق بذلك وامر الناس ان يقاسموا معهم تلك اللحظات وهذا ما حصل فاختلط البشر بالمخلوقات ، بل وتقاسموا العوم واللعب والاكل ...وكان يوما رائعا ....لكن في اليوم الموالي ، لم تظهر تلك الحيوانات على الشاطيء ، انما اكتفت بيوم واحد لتستمتع به في البحر .... وتعجب الناس وعلموا ان الطمع والانانية صفة بشرية .


عربي باي

الثلاثاء، 16 يونيو 2015

السبت، 6 يونيو 2015