الجمعة، 30 سبتمبر 2011
الفيلم الرائع باتش ادمز ، حيث يبين مدى فعالية العلاج بالمرح والضحك
وهي قصة حقيقية لطبيب اختار اسلوبا اخر في العلاج وتعرض لهجوم كبير في باديء الامر .

انا والقطة والاخرون


كنت انتظر صديقا لي بجانب مستشفى تصفية الدم ، ليقدم طلب عمل لديهم فهو خريج مدرسة الممرضين ، لم ابغي ان ادخل معه فإرتأيت ان انتظره بالخارج ،  وبجانب المكان الذي وقفت فيه محل لكراء لوازم الاعرس ، وبها مجموعة من الشباب قدموا لتوهم من من عرس ما ،  وحملوا لوازم العرس الى داخل المحل . وأثار انتباهي ودائما ماتثير انتباهي امور بسيطة فضولي واتأمل فيها معاني كثيرة ، لا ادري هل هي نعمة ام نقمة ، المهم اثار انتباهي مواء القطة المتواصل ، وتبعتها ببصري حتى دلفت الى داخل المحل ، وكان بابه مفتوحا ومتسعا سمح لي برؤية جانب المرئي من المحل ، فعلمت من اصوات الاطباق الطعام انهم يأكلون مما جلبوه من وليمة العرس ، فالقطة بحدسها وحاسة الشم ، عرفت انهم عازمون على الاكل . وبدأت تموء تستنجد بلقمة ترمى اليها ، لكن لم يأبه لها احد ، فكانوا منشغلين في ملاء بطونهم ، استسلمت القطة وصمتت وخرجت منكسرة . وتسألت بيني وبين نفسي ، لماذا لم يرمي اليها احد بطرف من اللحم او مايأكلونه ؟ .  لماذا لم يشفقوا لموائها وجوعها ؟ وهل قست قلوبهم الى درجة ان لا يأبهوا لموائها المتواصل ، طالبة شيء تسد بها جوعها .

عندما انتهى احدهم من الاكل ، خرجا منتشيا وكأنه عائد من معركة منتصرا ، ورأته القطة وجرت نحوه لعله يشفق عليها ، لكن الشاب رفع رجله ليضرب بها القطة ، وصاح بها ان تغرب عن وجهه ، وهربت المسكينة تطلب النجاة . فماأقساك ايها الانسان ، تطلب الرحمة  وتنسى ان ترحم من هو اضعف منك . فكيف سيرحمك الله وانت تتكبر على اصغر مخلوقاته ، وتحتقر كيانها وضعفها ، مالعيب لو انهم رموا اليها جزأ من الطعام لتسد بها رمقها ، وماذا فعلت القطة ليحاول الشاب طردها بالضرب ، وكأنها كرة تتقادفها الارجل  ؟ لماذا هذه القسوة والغطرسة ، فكم من انسان لم يرحم لان قلبه لا يعرف الرحمة تجاه مخلوقات الله ، وكم من انسان دخل الجنة بسبب عطفه على خلق الله كيفما كانوا .

وخرج صديقي ولم اخبره بما لاحطته وماتأملته في تلك اللحظات التي تصنع الفارق ، فهو لن يفهم تأملي المجنون وسيعتبر الامر لا يستحق الاهمية . ومرت القطة بجانبي وداعبتها متلمسا رأسها وقلت لها في نفسي : اتمنى لك حظا موفقا مع اناس يحترمونك كمخلوق ويشفقون عليك . وابتسمت ونظر الي صديقي لم يفهم سر ابتسامتي ، واعتقد انه اعتبرني تلك اللحظة مجنونا .
الخميس، 29 سبتمبر 2011

الضحك مفتاح القلوب


هل سمعتم يوما بإنسان يعالج الأخرين بالضحك؟ وهل رأيتم وسمعتم بمستشفى يعتمد على المرح ونشر الابتسامة كعلاج فعال لكل الامراض؟ . اعتقد ان القليل منا سمع بذلك  لكن هذا قد حدث ، نعم انه مستشفى الطبيب ادامس الذي اثار ضجة في مجال الطب واعتبر مهرطقا ، وهل تعتقدون انه بالفعل مجنون ؟ بمفهومنا العادي فهو كذلك لكن بمفهوم المبدعين فهو عبقري ومبدع.

ادامس حمل رسالة الى العالم مفادها ان بإمكاننا التخفيف من حدة الامراض ، وتحسين حالة المريض نفسيا وجسديا وذلك بتقوية مناعتهم وجعلهم يتشبتون بالتفاؤل وحب الحياة . وذلك يؤدي الى الكثير من الاحيان في علاج الاكثر الامراض خطورة .

وعملت هوليود بتصوير فيلم يحكي قصة ادامس الطبيب العظيم ، ومثل دوره وبإحترافية واتقان نجم المواضيع الاجتماعية روبين ويليامس وشاهدت هذا الفيلم عدة مرات ، لما يحمله من رسالة هادفة. وهي ان الحياة لا تستحق منا سوى الابتسامة والتفاؤل للتغلب على اكثر المواقف صعوبة ، بل وتجعل حياتنا في تحسن مستمر . فالطبيب ادامس نفسه في فترة من حياته تعرض للكأبة وفكر مرارا في الانتحار ، وفي كل مرة يفشل  . ويعالج  لدى طبيب الأمراض النفسية والعقلية ، وفي تلك المصحة يكتشف سر الحياة ، بعد نجاحه هو في مساعدة احد المرضى العقليين كان يعاني من رهاب في الدخول الى المرحاض بسسب تخيله ان هناك جنود يتربصون به هناك ، وصاير ادامس هولسة المريض وتخيل معه بانهما يقاتلان الجنود فينتصران ويتمكن المريض من الدخول الى المرحاض . وهناك يتبين لادامس كل شيء  عن الحياة والناس والمرضى وهي ان علينا مسايرة خيالهم حتى نتمكن من معالجة قلقهم وخوفهم . ويقرر الخروج من المصحة بنفسية مغايرة وبفكر جديد . ويسجل نفسه  في كلية الطب ليتمم دراسته التي انقطع عنها مدة طويلة . وهناك يتعرف على شلة من الطلاب ومن بينهم فتاة جميلة مجدة. كان لايبالي بمقررات الدراسية لانه يعلم جيدا انها مجرد دروس نطرية لا تحمل سوى ماسيفعله الطبيب مع جسد المريض ومع الداء ولا يهدف الى معالجة نفسيته اولا  ورغم كل ذلك كان يحصل على النقط في في الكلية ويحتل المراتب الاولى ، امام استغراب الطلاب الاخرين لانه قليلا ما يشاهدونه يحمل كتابا للمراجعة ، بل كان يزور المرضى ويهرج ويمرح ، ويتصرف بغرابة امام الجميع ، وكان يصرح لهم دائما ان الضحك والتفاعل الاجتماعي مع المريض يساعد على الشفاء.
وفي مشهد من الفيلم يبين اثر البعد الانساني على المريض ، وذلك عندما يدخل ادامس في دورة تدريبية الى قاعة تضم اطفال مرضى بالسرطان ، وكانوا في حالة من الهدوء القاتل والكأبة ، مستغرقين في القيلولة ، ويدخل واضعا على وجهه مسحوق ملون للمهرجين وعلى انفه كرة حمراء وكان بمظهر المهرج ويلاحظ الاطفال مظهره وبتسمون ويضحكون ، ويدخل في حوار مع احدهم ويسأله عن امنيته ، ويجيبه بأنه يحلم باللعب كجميع الاطفال العالم ، وبالفعل قام ادامس بملاعبة جميع الاطفال وتمثيل دور المهرج ووقف جميع الاطفال على السرير وبدؤا يقفزون ويمرحون ويغنون محدثين ضجة طفولية ، ويتبين ان مناعتهم تقوت بسبب ذلك وان حالتهم النفسية تحسنت بشكل ملحوظ ، وكان ذلك بمتابة انتصار للطالب ادامس ، وكما تتعرض الافكار الجديدة للسخرية  يمنع ادمس من الدخول الى قاعات  المرضى ، ويلقي معارضة شديدة من مدير الكلية.
وفي لقطة انسانية رائعة اتقن المخرج في تصويرها كما اتقن الممثل والمبدع روبين في تجسيدها ،   حينما لا يعامل المريض كإنسان ، وذلك في زيارة الطالب الى المستشفى مرفوقين بطبيب يشرح لهم الحالات المرضية للمرضى ، ويقوم بزيارة مريضة تعاني من مرض خطير وبدأ الطبيب بشرح حالتها امام الطلاب وهي تسمع وتحس برهبة وخوف ، وعلى مسمع منها يخبرهم ان حالتها تستدعي بتر رجلها ، ويأمرهم الطبيب بطرح الاسئلة له ، وهنا يتدخل ادامس ويسأله عن اسم المريضة ، امام استغراب الطبيب وزملائه الطلاب  ويجيبه الطبيب والحيرة بادية على محياه ، ان اسمها غير مدون عنده في الورقة انما حالتها المرضية فقط ، ويقترب ادامس من المريضة ويشد على يدها بحنان ويسألها عن اسمها وتجيبه بابتسامة.  في هذا المشهد يبين عدم اهتمام الاستاذ الطبيب بحالة النفسية والمعنوية للمريض ، وبانسانيته وعوض معاملته كانسان ومعالجة معنوياته المهزوزة  يكتفون فقط بفحص جسده بصورة نمطية لاأثر فيها للتفاعل الانساني.

وتتوالى الاحداث ويحصل ادامس الاجازة وبميزة اعلى في الطب ويقرر ان ينشيء مستشفى يعتمد على المرح والتفاعل الانساني بين الطبيب والمريض. وانضم الى مستشفى أدامس الكثير من الاطبة في جميع أنحاء العالم ولقى شهرة كبيرة جدا.

نعم على لانسان ان يعيش الحياة بتفاؤل اكبر والابتسامة لا تفارق وجهه ، معتمدا على الله ، ويعيشها بكل مرح وضحك رغم كل الصعوبات رغم عداوة التي تتلقاها من الاخرين ورغم الافكار العقيمة والجاحدة ، يمكننا بذلك تحقيق مالم نكن نتوقعه  من نجاح وراحة في البال ، والغوص في اعماق الانسانية بكل تجلياتها وتناقضاتها يمكننا من فهم حالتنا وحالات الكثير منا وتحقيق سبل عيش حياة خالية من العقد النفسية
الحياة نعمة علينا ان لا نضيعها في الشكوى والتذمر والعبوس ، فلها جانب اخر لا يراه سوى الضاحكون المارحون المبتسمين الذين يسخرون من الحياة بطريقتهم ، يرونها بمفهوم المرح ونشر الابتسامة ، تعبس لهم الحياة فيحولون عبوسها الى مرح ، وذلك يتجسد في لقطة من الفيلم ، حيث كان عميد الكلية الطب يعاتب ويلقي اللوم والكلام القاسي على ادامس بسبب افكاره المجنونة ، وهذا الاخير لم يأبه لكلامه لانه كلام معتاد وعتاب لا فائدة منه ، فيقوم باللعب ببصره حيث يرى الطبيب العميد وكأنه نسختين ، فيبتسم ساخرا ، مما اثار استفزاز وغرابة العميد.
الحياة تصغر خذها للغير الابهين بقسوتها ، الضاحكون المجدون والمارحون ، هذا ماراد المخرج ان يوصله للمشاهد من فيلم باتش ادامس.
السبت، 24 سبتمبر 2011

الخيار الافضل


فكرا طويلا وقرر ان يضع حدا لهذه الحيرة التي انتابته سنوات عدة ، وقرر وضع نقطة فصل بين ماكان عليه من افكار وتعامل ؛ فلقد تعب من النفاق الاجتماعي ، ومن التناقضات التي كان يواجهها بأخلاقه الطيبة ومعاملته الحسنة ، وبالتحضر الفائق الذي يتميز فيه في مجتمع لا يؤمن بالرقي في الفكر ، ملَّ الابتسامات الصفراء والكلمات المعسولة الصادرة من قلوب ملائها الحقد والانانية والحسد ، ومن الاستغلال الواضح ومن الاحتقار ، والضرب من تحت الحزام ، كان يعيش وسط هؤلاء بإنسانية كبيرة وطيبوبة اكبر . احس بأن تلك الصفات ماهي إلا ضعف في زمان الوحوش ، لدا قرر تركيب شخصية اخرى بعيد كل البعد عن شخصيته الحقيقية ، اليس كل من في هذا المجتمع يخفي حقيقته؟ ويضع قناعا لايمت له بصلة ، ويظهر الجانب الاخر ، لما لايفعل ذلك بدوره؟

يفاجئه رنين هاتفه الخلوي ، ويقيظه من تفكيره العميق  ، يمسك بالهاتف ، تظهر على شاشته رقم صديق يعرفه ، قرر عدم الرد " نعم هو لم يتصل ليسأل عني ، بل يريد حاجته المعهودة ، لا لن ارد ، انا لست الشخص الذي عرفوه سابقا ، انا انسان اخر ". دار هذا الحديث مع نفسه ، وانقطع الرنين ، لكن بعد برهة عاد الاتصال من جديد ، لم يرد الى انقطع الاتصال ، فقام من مكانه واشعل التلفاز ، فجلس يشاهد الاخبار المسائية ، ضحك بصوت عال وقال وكأنه اصيب بمس من الجنون :" هراء في هراء ، من يسمع ويشاهد هذه الاخبار ، يظننا نعيش في بلد متقدم اجتماعيا واقتصاديا ، كل هذا زيف ونفاق ، وابتسامة هذا المذيع مزيفة ، يعلم هذه الوجوه كثيرا ، واقفل التلفاز" ، وذهب لينام.


استيقظ مبكرا كعادته فهو يشتغل في شركة خاصة ، بدأ عمله منذ ثلاث سنوات ، تحسنت حالته المادية  نوعا ما ، وبدأ يحس بإعتزاز بنفسه ، لكن هذا الاعتزاز انخفض تدريجيا ، عندما لاحظ ان هناك امورا اخرى تزعجه نفسيا وفكريا . لنس ملابسه الانيقة ، وخرج مسرعا الى مقر عمله.
اهلا ياسيد هشام  كيف الاحوال ؟ ".  بادره حارس الامن  الخاص بالشركة ، رد عليه هشام  السلام لكن بدون ابتسامته المعهودة ، وتجاوزه امام استغراب  الحارس ، دخل الى الشركة بدون ان ينبس بكلمة وجلس في مكتبه ،  انتبه لصوت زميل له في العمل قائلا : هيه  ماذا حدث لا سلام ولا كلام .هل تعاني من خطب ما ؟
رد عليه هشام وهو يقلب في اوراق على مكتبه : لا ليس هناك امر ، انا فقط متعب نوعا ما .
ويجيبه زميله مبتسما : هذه هي ضريبة العمل ، انا لاأكره ان احصل اجازة سنة في هواي وا ميامي .
لم يعلق هشام ، واضطر زميله للصمت  
وتدخل زميلتهم نادية موظفة كذلك في الشركة  ، تمتاز بالجمال والاناقة ، والكل لا يرفض لها طلب ، كان هشام دائما يلبي طلباتها ويقوم ببعض اعمال عنها ، برحابة صدر كبيرة . وتتجه نحوه مبتسمة وبتدلل تسلم عليهم وتخصص التحية له قائلة : كيف حالك يا هشام ، اتدري لدي امر اود ان ...
فجأة قطع هشام كلامها بصوت صارم غير معهود عليه : أي امر لديك ، قضي الامر ، قومي باعمالك يا سيدة ، ولا تتخدي اعذارا واهية  لمساعدتك ، انا لست بمغفل ، سابقا كنت اقوم بذلك حبا في الخير ، اما الان لكل واحد اختصاصه منا لان فصاعدا .
امام هذا الرد الغير المتوقع والصادم لم تتمالك نادية نفسها وصرخت في  وجهه غاضبة : وهل اتيت راغبة فيك ايها المغفل ، وماهذه الوقاحة التي تتكلم بها معي ؟ .
فرد عليها بقساوة : الوقاحة هي ألا تقومي باعمالك بنفسك ، من تخالين نفسك شاكيرا في مقر عمل .
وخرجت نادية تضرب برجلها ساخطة ، لم يستطيع زملائه تصديق مايرونه ، اهذا هشام الشاب الطيب المتفهم ام ماذا ، واراد احدهم ان يتكلم ، لكن قطعه هشام قائلا : أرجوا ان لا يعلق احدا على كلامي لا اريد ان اسمع اي احد . فصمت زميله واستغراب بادي على محياه


أصبح هشام حديث الشركة كلها ، لتغير الذي حدث له في تعامله ، والكل يتسأل ماسبب وراء كل هذا ، التغير من الافضل الى الاسوء ، هذا الاستغراب لم يكن حبيس الشركة فقط ، بل تعداه الى الحي الذي يقطن به واثار الكثير من الردود حول شخصيته الجديدة الصارمة والعصبية ، وأصبح الكل يتفادى التعامل معه ، او حتى السلام عليه . اما هشام فقد احس بحلاوة الانتصار ، اصبح الكل يخشاه ، لم يعد يتمالك غضبه ، ويسخط هو كذلك مع الساخطين ، ويسب ويشتم عند الغضب  حتى في الامور التافهة ، اصبح ينافق ويخادع ، اصبح انسانا اخر ، والغريب ان راتبه ازداد بسبب هذ التغيير

مع مرور الوقت احس بأن حياته اصبحت تعيسة ، وأعصابه دائمة التوتر ، حياته رتيبة ، فيها الكثير من التذمر والشكوى وعدم الرضى ، اصبح يهتم للأمور التافهة . فقرر الخروج ذات يوم لينفس عن نفسه اما كثرة الضغوطات النفسية ، اوتجه الى احد المتنزهات العمومية ، جلس على الكرسي وحيدا ، يتأمل اطفالا يلعبون ويضحكون غير مبالين بأحد ، فتذكر براءة الطفولة ،" ياه سيكبرون ويجدون عالم الكبار مختلفا وسيفقدون تلك البراءة وتتغير شخصياتهم الى الاسوء" . فٌُجِيء بصوت يلقي عليه السلام  فرد السلام ، كان رجلا كهلا جلس بجواره ، يبدوا على ملامحه الوقار والجمال . وإنتبه للشجارالواقع بين ولدين حول الكرة ، كل واحد يرى ان له الحق في ان يلعب لوحده . فنادهما الكهل بصوت دافيء ، امام استغراب هشام ، فأتيى عنده فقال مبتسما : لماذا تتشجاران هاهناك ؟
فأجاب احدهما قائلا : الكرة لي واريد ان العب بها وحدي ، وهذا الولد اقتحم مكاني واراد ان ايشاركني اللعب ، ولم ابغي ذلك وتشجارنا . .
فرد الاخر : انا فقط اريد ان العب معه ولن اكلها له ! . فضحك الكهل قائلا : الهذا تتشجاران ! اتدري يابني هذه الكرة صنعت ليلعب بها الناس في جماعة ومع الاخرين ، دع يابني صديقك يشاركك اللعب لتحس متعة الجري والرمي واللراوغة ، ومن الافضل على الانسان ان يسمح للاخرين بمشاركته في اللعب ليستفيد ويفيد ، فالانانية امر مقزز ." فنظر الكهل الى هشام وقال : اليس كذلك ايها السيد ؟
فبغت هشام للاستفسار المباغت فقال : اجل لكن ألم يكن هذا الولد يريد ان يفرض شخصيته على الاخر ، او ان التاني يريد اثبات القوة والعناد ، او انه يشك في نوايا الاخر ."  لكن الكهل لم يجيب ، فوجه كلامه للولدين : هيا اللعب معا وشاركا اللعب مع الاخرين فما عاش من يعيش لنفسه فقط ". فجرى الولدين بكل مرح مطيعان لنصيحة الكهل . ونظر الى هشام وقال مبتسما : تلك الفلسفة التي تتبعها ، فلسفة الضعفاء ..." فإحمر وجه هشام واراد ان يتفوه بكلمات نارية ، لكن الكهل واصل حديثه قائلا : انت الان في قرارة نفسك غاضب وناقم علي وتريد ان تسمعني مالم اسمعه ، ليكن لكن الشخصية لا تفرض بتلك الطريقة ، ليس بالغضب والتأمر والتعصب نصنع الاحترام ، فما تراه في وجوه الاخرين من الاحترام المزعوم ماهو الا خوف واحتقار لك ، وان بدى لك احتراما ، والحياة فن والكثيرون يجهلون ذلك .
فقاطعه  هشام : الحياة فن تلك ماهي الا ترهات الفلاسفة  ، مجرد اقوال لا علاقة لها بالواقع ، رغم اني اعلم انك مررت بتجارب في الحياة بحكم سنك الا اني اراك متشبت بافكار  زمان كان فيه كل شيء جميل اما الان كل شيء تغير ، فلن تكسب احترام الاخرين حتى تدوس عليهم برجلك ، وتحتقرهم وتتبث لهم مدى تفوقك ، وبالنفاق والكلام الجميل تخوط كل الحواجز ، اما ما تقوله فليس له مكان هنا .
ابتسم الكهل مرة اخرى ورد بصوت هاديء : كنت انتظر منك هذه الاجابة ، وقد يكون ماتقوله صحيحا في نظر امثالك ، لكن في نظر من يعرف قيمة الحياة فلا ، اتعتقد انك فرضت الاحترام بذلك لا واقسم لك ان كل ماغادرت احدهم ولا ويتكلم عنك بسوء ، وفي قرارة نفسه انت مجرد متغطرس مريض نفسيا ، وأنا متأكد من انك تعيش حياة كلها نكد وضنك ، ولا تعرف راحة للبال والامراض ستقتحمك اجلا ام عاجلا بسبب الضغوطات وستخلق جيشا من الاعداء من نفسك ومن الاخرين ، وهل سمعت يوما احدا يمدح انسانا انانيا انتهازي لا وان قيل امامه كل مفردات المدح ، لكن في غيباته يذم ، لم يتغير الزمان يابني لكن الانسان هو الذي تغير ، وفي كل زمان يوجد صالح وطالح وانا خبرت الحياة وعلمت ان مايدوم  هو العمل الصالح النافع ، والشخصية القوية هي  في أن تكسب ود الاخرين وتكون صريحا مع ذاتك ومع الاخر.
لكن بدى على هشام عدم الاقتناع وقال : وهل تعتقد ان الناس سيحترمون انسانيتك بل ستبدوا مجرد مغفل في نظرهم . فهؤلاء وحوش.
اشار الكهل بيده الى الناس الموجودون في المتنزه قائلا : وهل تعتقد ان هؤلاء الناس وحوش ، الا ترى السعادة الغامرة على وجوههم مع احبائهم وأولادهم واصدقائهم ، نعم النفاق موجود لكن هل الكل ينافق ؟، هل عندما تنبس بكلمة طيبة صادقة في وجه احدهم هل سينظر اليك كمغفل لا بل سيبادلك حبا بحب لانك بادرته بالطاقة الايجابية ، لا يابني على الانسان ان لايتسرع في القاء الاحكام المسبقة ، الانسان الذكي هو الذي يعرف كيف يفرق بين الاشخاص ، وان ركزت على  عيوبهم ما أحببت احدا
سكت هشام مفكرا فقال : لكن هم يعتبرون كل انسان يتصف بالخلق الجميل ضعيفا .
ابتسم الكهل : اتدري في نظر من ؟ فيمن يملك افكارا مثل افكارك ، فيمن لا يثق بنفسه ، ولم يفرض شخصيته كما خلق لمن يبنغي رضى الناس على حساب رضى رب العباد ، من لايستطيع ان يواجه العالم بحقيقته فتلاشت شخصيته واختار طريقا عواجا ، اذا ماهو الا ضعيف الهمة يثأثر لأدنى هزة . والحياة مليئة بالحواجز فلا يتجاوزها الا من عرف ان الحياة فن كما قلت سابقا ؛ كن جميلا  متخلقا  وصريحا ، مقتحما قلوب الناس بالحب ، والا تفعل الخير لتنظر المديح والشكر بل افعله لوجه الله ، وكلام الناس مجرد ترهات واقاويل لملاء الفراغ.
سكت الكهل وحل برهة من الصمت ومر رجل فألقى السلام ، فرد الكهل وهشام السلام ، وهنا قال الكهل : لو كنت بتفكيرك ، لقلت هذا الشخص ألقى السلام لأجل غرض ما ، لكنه القى السلام لانها صفة جميلة من خصالنا الحميدة ."  فقام الكهل مودعا هشام وقال : تذكر يابني ، ارضاء الناس غاية لا تدرك ، افعل الخير وانساه ، ليس مهما كم ستعيش وكيف ، الاهم ماستتركه من الخير والصفات الجميلة ليذكرك بها الناس.
دارت افكار الكهل في مخيلة هشام ، وقال مخاطبا نفسه : اه كم انا غبي ، لماذا ركزت فكري على سلبيات الناس ، وجعلتهم في صنف واحد ، والاختلاف من طبيعة الحياة ، كم من الوقت ضيعته في التفاهات ، والمعاملة الغبية ، الشكر لله الذي بعث لي هذا الرجل الحكيم ، نعم هذه الحياة لا تستحق كل هذا البؤس الفكري


في الغد دهب هشام الى مقر عمله نشيطا ، وقابل حارس الامن الشركة بابتسامة كبيرة ، امام استغراب هذا الاخير فقاطع هشام استغراب الحارس قائلا : كيف الاحوال ، اليس هناك جديد في حياتك ؟.
فرد الحارس ومازال مستغربا : ليس هناك جديد الامور كما هي.
ابتسم هشام وقال : الحياة مليئة بالجديد ياصديقي ؛ ابحث ستجد كل شيء جديد.
ودخل الى مكتب نادية ، فسلم عليها وتفاجأت نادية وردت السلام ، فاتجه نحوها قائلا : اعتذر عما سبق وبدر مني ، كنت احمقا وكنت امر بلحظات فكرية حمقاء، اثرت في معاملتي مع الاخرين . فضحك وابتسمت نادية قائلة : لا عليك .

الكل  لاحظ الغيير الثاني والافضل  لهشام . فقد أصبح دائم الابتسام ويساعد الكل ويداعبهم . يمرح ويعمل , اعتذر لكل من اساء اليهم . اصبح محط الاعجاب والاحترام . بل وأصبح ظاهرة الحي والعمل
واحرز قدما كبيرا في عمله الى وصل الى منصب مدير الشركة . ودخلت الشركة السوق العالمية .

وموازة لعمله انخرط هشام في ندوات يلقي فيها  محاضرات للتنمية البشرية  . وفي كل ندوة يصرح قائلا : كلمات رجل كهل مغمور , غيرت مفاهيم فيلسوف غبي , الى الافضل . الحياة فن كما قال  والكثيير يجهل  كيف يعيشها . لنعشها اذا ونتعلم هذا الفن والخيار الافضل لك .


الثلاثاء، 20 سبتمبر 2011

نماذج من الحياة



من الحياة تجد نماذج بشرية تبعث على العجب والاستغراب ، اناس تصادفهم في حياتك او تفرض عليك ، المهم هم صنف لن تجد الراحة معهم لا في كلامهم ولا في افعالهم ؛ فيهم من يتدخل في امورك الشخصية ولا يكفون على السؤال في كل كبيرة او صغيرة المهم يريدون ان يعرفوا كل شيء عنك ، والاكثر غرابة ان يتتبع اخبارك من لاتعرفهم اصلا ويحلل تصرفاتك ويضيع وقته في معرفة ادق التفاصيل عنك ، وان وجدوك غامضا اتهموك بما يحبون من اصناف وتطفيء لهيب فشلهم في تحليليك ، ومنهم من ان مررت امامه يلقيك بنظرات لا تعلم اهي من الاعجاب ام من الحسد ، فلا تراه ينزل نظره بل ينظر بعين متفحصة يدقق فيما تلبسه وخاصة الحداء ، فيتعب نظره فيما لاينفعه ، اما صنف اخر لايكف عن تدخل والتعليق عما يراه في الناس من اشكالهم وكلامهم ، بل احيانا تتنزه معه وتناقشه بموضوع مهم بطبيعة الحال بالنسبة اليك ، لكن هو يتظاهر بالاصغاء اليك ، اما ادنيه فتصغي لكلام العابر للناس فيما بينهم ويعلق عليها قاطعا حديثك بل احيانا يعلق على مشية احدهم او ماشابه ذلك ، وتصادف اناس قد تجلس معهم على كراسي المتنزه ويبدؤن في الكلام معك والسؤال عن اسمك وعملك وعائلتك ولا يعلمون انك اتيت ، هاربا بنفسك لتنعم بنوع من العزلة الفكرية لكن هيهات لن تجد لك سبيلا ، المهم قد تستغرب لجرائته في طرح اسئلة عنك كمخبر سري بل يسأل عن علاقتك مع الجنس الاخر ،  وعن اصولك وتتركه له المكان هاربا من جحيم الفضول القاتل ، ومنهم من يشكوا اليك عن متاعبه مع الناس او في العمل ومايلقيه من كيد الحاسدين وقساوة الحياة ، وهناك اناس لا يكفون عن التبجح عن مدى ذكائهم وعلاقاتهم  ، واعجاب الذي يحصل عليه في اي عمل ، وكيف يحل جميع مشاكله ومشكل الناس بطرق لا تخطر بطبيعة الحال على انفسنا فهو منقذ زمانه ، اما فئة اخرى فتشتم وتنتقد اي كان وفي وقت ، يرون كل شيء ظلام في ظلام وان لا نور هناك ولا تغيير يسبون يعبسون ، ان استشرته اسمعك كل النقد ، وان سألته عن انسان اراك جميع عيوبه وركز عليها ، لا يرى سوى السواد  والاحتقار ويجعلك تكره الدنيا بما فيها ،  واناس تلقي عليهم السلام فلا يردون تبتسم في وجهوهم فيعبسون ، تمر من امامهم يلقوا اليك بنظر خاطف ، لا تفهم لما كل ذلك ، وفئة وهي قليلة وان لم نقل نادرة ، تلقاهم والابتسامة تعلوا وجوههم ،وان مددت إليهم يدك مصافحا يصافحوك بحرارة عكس الاغلبية التي تصافحها تلقاها باردة لا احساس فيها ، يسالونك عن احوالك ، ولا يتطفلون كلامهم طيب ينفع ، يناقشون المواضيع ولا يتطرقون في الكلام عن الاخرين ، ولايحرجوك في التعليق على شكلك او لباسك ، ويتفهمون حرية الاختلاف في الفكر ، ويحترمون ماتتميز به شخصيتك لان الاختلاف من صميم الحياة ، عكس ماتلقساه مع الاخرين الذين لا يؤمنون بالاختلاف في الشخصية والفكر .....، تلك الفئة ماأقلها ، وكأن كل  ماهو جميل نادر ، اما التفاهة ففي كل مكان.

ايام طفولتي


كلما صادفت واستمعت لأغنية للكرتون القديم ، إلا و يتملكني شعور خفي وحنين الى ايام الطفولة ، ايام كانت كلها مرح ولعب ، وكان الرسوم القديم جزء مهم من طفولتنا ، حيت كنا نعيش بوجداننا مع شخصياتها ، ومازلت اتذكر سلسة الكابتن ماجد ومحاولت تقليد تسريحة شعره ، وفشل في ذلك ، والقفز الى الاعلى للامساك بالكرة ، واتذكر عندما نلعب الكرة مع ابناء خالي وكنا نتصارع على من يحمل اسم كابتن ماجد ، وكنت آخسر المبادرة و اكتفي باسم ياسين زميل الكابتن ماجد في الفريق.

وغرندايزر هذه السلسلة التي مازال يحن اليها الكثير من ابناء جيلي ، نظرا لشخصية دايسكي الذي تمثل فيه كل صفات الرجولة من نبل في الاخلاق وشهامة وشجاعة ، وكان مثال للرجل العربي ولن ننسى صوته الدافيء واتقن ترجمته السيد جهاد الاطرش . وكثيرا ماكنت اقلد طريقة ركض عندما يتحول الى دوكفليد ويصيح باعلى صوت دوكفلييييييد ، وعندما يقفز الى مركبة غرندايزر يصيح قائلا غرندايزر انطلق ، وكانت الجمل التي يطلقها اثناء المعركة كفيل باللهاب الحماس فينا ، وحفظنها عن ظهر قلب ، عكس مانلقاه في حفظ دروسنا ،  مازال يتردد اصداء كلمات غرندايزر على مسامعنا مثل الرزة المزدوجة ، الصحن الدور الى غيرها من كلمات لا يتقنها سوى جهاد الاطرش.

وسلسلة بيل وسبستيان هذه السلسلة التي اشعلت العنان لمخيلتي وجعلتني اتخيل ان هناك عالما للكرتون موازيا لعالمنا ، حينها كنت في السابعة من عمري ، وادرس بالسنة الاولى ابتدائي ، وفي ذات يوم اتذكر انه لم يبقى على رنين جرس خروج المدرسة سوى خمس دقائق ، حيث امرتنا المعلمة بجمع ادواتنا في المحفظة استعدادا للخروج ، وبالفعل بمجرد ان رن الجرس اطلقت العنان لساقَيْ ورحت اركض بكل ماحمله من طاقة غير مبال بأحد ، وكانت المدرسة بعيدة نوعا ما عن المنزل ، ركضت حتى اتمكن من مشاهدة بقية حلقة بيل وسبستيان ، فجأة سمعت اصوات تنادي باسمي لم التفت ، فأنا لاأريد اتفوتني ولو جزء من السلسلة ، لكن سمعت احدهم يذكر المحفظة وتحسست بيدي ظهري فلم اجد المحفظة ، ونظرت الى خلفي ووجدت زملائي في القسم يحملونها قائلين : الا تسمع  لقد نسيت محفظتك في القسم.

كان جيلنا من الاطفال انذاك مثأترين بشخصيات الكرتون وكل واحد فيهم يتخيل اشياء عنها ، اما انا فكنت اعتقد ان لها عالما كعالمنا تعيش فيه واستغلت امي وعمتي هذه النقطة واخبرتني اثناء عودتي من المدرسة ان سبستيان قام بزيارتنا هو بيل وبوتشي فبمجرد سماعي ذلك ذهبت ابحث عنهما في ارجاء المنزل ولم اعثر عليهما ورجعت عند والدتي وعمتي وأخبترهما بعدم وجودهما في المنزل ، فضحكتا وقالتا لقد غدر لتوه قبل وصولي ، وصرخت بالبكاء ، وقلت لهما لما لم تدعهما يبقيان وازبدت ورحت ابكي واصرخ مخلفا الضجيج فندما على الكذب علي ، واخبرتني انهما يمزحان معي وان بيل ماهي الا شخصية غير واقعية ، و قلت غير مصدق كلامهما ، ليته ترك بوتشي.

  

ومازلت اتذكر سلسة الغابة الخضراء ، وكنت كلما سافرت مع العائلة عند جدي في البادية بالسيارة واِلدِي، كنت أسرح  بفكري وعيناي تنظران من خلال النافذة المناظر الطبيعة الجميلة والجبال المتسلسلة فيما بينها وتخيلت ان وراء تلك الجبال عالما من الحيونات يعيشون مثل ابطال سلسلة في الغابة الخضراء ، ودارت في خاطري انذاك اني عندما اكبر سأقوم برحلة استكشافية للعثور على تلك الحيونات التي تعيش وتتكلام مثلنا ، نعم كان خيالنا خصبا وكان تفكيرنا محصورا بين اللعب والكرتون والدراسة ، لم نكن نعرف عن عالم الكبار شياءً كنا نراه عالما مملا رتيبا ، وعندما اقارن طفولتي بطفولة اليوم اجد اختلافا كبيرا ، فأطفال اليوم يعيشون كالكبار ونسوا طفولتهم ، ولم يعرفوا معنى ان يكونوا اطفالا ، فهناك اطفال تريد الانتحار ، واطفال يتصرفون   كالكبار في اللباس والكلام والافعال ، واطفال وفي سن مبكرة لهم عشيقات ويعيشون علاقات عاطفية قبل الاوان ، عندما ارى كل ذلك اقول في نفسي ، ماأحلى ايام طفولتي.
الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

عاشق من زمن قيس

كان يراقبها بصمت وكل مرة ينتظر مرور طيفها الجميل ، فقط ليراها ولو من بعيد ، لزمت فكره واحلامه وأصبحت جزءً من حياته ، رغم انه لم يكلمها ولو لمرة ولا هي عرفت عنه شيأ، ولا حتى هل له وجود .
هي فتاة مرحة ، انيقة كفتيات عصرنا هذا ، مايميزها سحر ابتسامتها ، كانت تمر من امامه مع صديقاتها مرور الكرام ، اما هو فكان يتعمد الظهور امامها ، كان حبا صامتا وقاتلا ، هي كانت معجبة بل ومغرمة بشاب اخر ، طويل القامة انيق الهندام ، كانت تعرف عنه كل شيء اسمه عنوانه ، اصدقائه ، وعمله ، ولم تلاحظ يوما عاشقنا الصامت .
جَلسَتْ مع صديقتها المفضلة في المتنزه العمومي ، حيث تعمدت الجلوس هناك لأن فارسها الوسيم يفضل الجلوس هناك مع زملائه ، فتلقي له نظرات اعجاب لعله يفهم ، بل هذا ما حصل تاكدت من نظرة عينيه انه يبادلها الاعجاب ، اما صاحبنا كان يعلم انها تفضل الجلوس مع صديقاتها في المتنزه وذهب الى هناك ووقف بجانب شجرة يراقبها من بعيد ، لم لم يكن يعلم المسكين انها مغرمة بشاب اخر ، فكيف يعرف وهو لا يفكر الا فيها وفي ابتسامتها حتى وان لم تكون موجهة له ، كان يريد ان يراها سعيدة وكان يتألم عندما يسمع عن الم حلى بها لكن يتبدد كل ذلك عندما يرى البسمة تغمر وجهها فيحس بآلارتياح ، كان حبه حبا عفيفا نبيلا ليس من زمانه ، وهو يعلم جيدا ان حبه هذا لابد ان تعلم به اميرته ، ويعلم جيدا انه ليس بوسيم ولا غني ، فهو لا يملك سوى قلبه المفعم بالحب لكل شيء للكون للناس ولها هي ، وقاوم احساسه وحال مرات عدة لكن لم يستطيع ، ولم يعد يقوى ان يتحمل ثقل هذا الاحساس ، ماذنبه في هذه الحياة ان احب وبصدق ، اليس الكل يتغنى بالحب ، اليس مطلب اي فتاة كيفما كانت ان تجد قلبا يشعرها بالاهتمام ، والحنان ، والحب ، فليتشجع اذا ولو لمرة في حياته ، يخبرها بما يخالج قلبه
وتمر الايام ويستمر في مراقبتها وحاول مرات الاقتراب منها لكن بمجرد ان يشرع في الاقتراب اكثر ومحاولة الحديث معها والا وتشل حركة رجليه ويزداد نبض قلبه ويعجز على مواصلة المسير ، ويقف مبهوتا وتمر الفتاة من امامه ، وهكذا دواليك الى ان قرر كتابة رسالة رومانسية لها ، عبر فيها عن كل مايخالج قلبه من احساس مرهف وحب عنيف ، وتشجع وتقدم نحوها كانت لوحدها ، هاهو ذا امامها الان يحارب خجله وارتباكه اوقفها وفي ملامحها دهشة ، فقال متداركا ردة فعلها : ً استسمح لاني اوقفتك ، لكن لن اطيل الكلام معك اريدك فقط ان تقبلي هذه الرسالة التي اعبر فيها عن مكنونات قلبي ً.
لم تفهم مايرمي اليه وقالت : ً لكن لم يسبق لي ان عرفتك ؛ ولا حتى رأيتك يوما ، وكيف اقبل بهذه الرسالة ، ارجوك انا لا اقبل الرسائل من الغرباء ...ً
احس بخيبة امل لكن لم يستسلم فقال : ً ان كنت لا تعلمين اي شيء عني ولم تشاهديني قبلا ، فتأكدي انا اعرفك جيدا وأعلم كل شيء عنك ، ارجوا ان تتواضعي وتقبلي رسالتي ، وان لم يعجبك ماكتبته مزيقيها من بعد ذلك ً. ومد يده مانحا لها الورقة ، لم تدري لماذا امسكت بها ، وانصرف .
ذهبت الى منزلها فوجدت الرسالة مليئة بعبرات الاهات والحب ولوعة الغرام ، وقالت في نفسها : ياه ماأجمل تعبيره ذلك البشع ، كيف تجرأ وأوقفني .
اخبرت صديقاتها وأرتهم الرسالة ، فقرأتها احدى صديقاتها بصوت مرتفع ، وسخروا منه ومن رومانسيته واعتبروه يحلق ضد السرب ، فمن يكتب مثل هذه الرسائل في زماننا هذا . وذات يوم شاهدته مارا من بعيد وشارت لهم بانه صاحب الرسالة ، واحتقروا شكله وتضاحكوا وتعجبوا كيف يملك هذا القبيح اسلوبا انيقا في الكتابة والتعبير ، اما هو عندما شاهدهن فجأة يتضاحكن ويبتسمن ناحيته ، احس بالفرح وظن ان اميرته تبتسم له ورق قلبه واحست بصدق احساسه ، ودارت الخواطر في نفسه ياه يالها من ملاك لم تعير لشكله اي اهتمام واهتمت بقلبه ، هذا ماعتقده المسكين ، ولم يعلم ما يحاك حوله ، وهذا شعور من يملك قلبا ابيضا لا يعرف غشا ولا مكرا .
اما هي قررت قطع الرسالة لكن احدى صديقاتها ارادت العبت معه واملت لها بالرد عليه ردا عاطفيا وتخبره فيها انها تريد مقابلته في مطعم فاخر مشهور بالمدينة ، لرؤيته والحديث معه ، وهذا مافعلته بإيحاء من صديقتها الماكرة ، وارسلت الرسالة له وتوصل بها وقرأها بتمعن واحس وكأن الدنيا تبتسم في وجهه ، بعد عبوس طويل ، هل مازال هناك فتيات يؤمن بجمال الحب وبالروح لا بالشكل ، اعاد قراءة الرسالة مرات عدة وكل مرة يحس فيها بانه في حلم ، لكن ماقطع طعم سعادته لقائه بها في المطعم الفاخر لماذا اختارت ذلك الماكن بضبظ ، اين له بالنقود واين له بلباس غالي وفخم ، لكن الا تستحق هذه الفتاة كل هذا العناء لإرضاءها ، نعم سيقاتل حتى يحصل على النقود الوفيرة وبالفعل وجد عملا وعمل باجتهاد وحصل على مبلغ لابأس به ، واشترى ملابس انيقة وغادر في الموعد المحدد الى المطعم الفاخر ، وجلس على الكرسي وكان المطعم فخما للغاية لا يرتاده سوى الطبقات الثرية ، او الشباب الميسور الحال الذين يصطحبون معهم زوجاتهم او صديقاتهم وحبيباتهم لم ينسى ان يحضر معه باقة من الورد احمر اللون ، قرر ان يهديها لها ، كم تبدوا الدنيا جميلة كم هو الحب جميل ، هاهو ذا ينتظرها بكل لهفة وقلبه يكاد ينطق ، دخلت فتاة فدق قلبه واهتز به المكان ، لكن لم تكن هي كانت تشبهها نوعا ما ، ياترى مالذي اخرها ، هل تعمدت ذلك كنوع من الدلع ام نها تتزين له لتثير انتباهه ، فجأة دخلت اميرته بلباس احمر ساحر والابتسامة تعلو وجهها وعادت نبضات قلبه من جديد تدق اشد من الاول ، احس بارتباك وحب وخوف ، شعور لايحسه سوى العشاق الصادقون ، لكن لم تكون بمفردها كان معها شاب طويل القامة وسيم الشكل ، بل مدت يدها له، انهما يخطوان ناحيته وتخطياه وجلس في طاولة مغايرة لوحدهما ، صعد الدم في وجهه ، ماذا يحدث ؟ من هذا الشاب ؟! وكيف نسيت امره وتجاهلته ، لكن مامعنى كل هذا ؟ وسمع قهقهات من ورائه ، ونظر الى خلفه انها صديقاتها لم يلاحظهن الا الان ؛ اه فهم كل شيء انها تسخر منه ومن مشاعره ، وصديقاتها حضرن خصيصا ليتغامزن عليه ، ليتاكدوا من نجاح لعبتهم القذرة ، نعم لقد كان يحلم وكان حلما جميلا ، وعاش في الاوهام ونسي من يكون نسي انه مجرد شاب قبيح المظهر فقير الحال ، نسي انه في عالم تحكمه المادة ولا مكان فية للمشاعر والحب الصادق، ونظر اليها نظرة لها كل معنى ، ونظرت اليه ؛ ولم تستطيع مواصلة النظر في وجهه وازاحتهما تنظر الى صديقها ، فلقد احست بالخجل لما فعلته ، اما هو فخطى خطوات واهدى لشابين عاشقين باقة ورده ، وذهب مغادرا المكان ، فهذا المكان ليس لأمثاله .
اختفى صديقنا امام ناظري معذبته ، ولم يعد يتتبع خطواتها اما صديقاتها فرحن مما فعلنه ، وقالت احداهن لها :ً الان عليه ان ينظر الى المراءة ، ويعرف قيمة نفسه ، فأنت فتاة جميلة لا تستحق سوى الشاب الوسيم والغني بطبيعة الحال ً. وضحكت وضحكت معها الاخريات ، اما هي فلم تضحك وقالت : ً هذا يكفي ، ما كان يجدر بي ان افعل هذا به
وتمر الايام وتزداد رباطة الحب بين الفتاة والشاب الطويل الغني ، لكن تكتشف في نهاية الامر انه زير نساء وكلما تشاجرت معه بسبب ذلك يصارحها انها هي حبه الاول والاخير وان لا علاقة له بتلك النسوة فهن اللوتي يطاردنه، وكان يطمح في قبلة منها او لمسة وكان تمنعه وتخبره بالزواج منها اولا ، لكن كان يؤثر عليها بكلامه المعسول ويخبرها بانه يحبها وهي تحبه فلا خوف فيما سيفعلانه لانه ستكون زوجته ، واستسلمت له باسم الحب ، والحب بريء مما يفعلونه ، و ومع مرور الايام احست بتغيير مفاجيء لطريقة تعامله معها بل انه يتهرب منها باعذار واهية ، الى ان كتشفت انها حامل وكم كانت صدمتها كبيرة واسودت الدنيا في عينيها وحاولت الاتصال به لكن هاتفه كان مغلق ، سألت عنه في كل مكان ، واختفى وكأن الارض انشقت وابتلعته ، وعرفت اخيرا بعد فوات الاوان انها وقعت ضحية له، وشعرت بالكراهية تعصر قلبها تجاهه بعد ان كان يحمل له الحب الكبير ، لو وجدته لقتلته غير اسفة ، انه دئب في صورة انسان ، حى صديقاتها تهربن منها بعد ان عرفن بما حصل لها ، واخفت امر حملها عن عائلتها ، وحاولت الانتحار لكن لم تستطيع ، وذهبت الى المتنزه جالسة وحدها ولم تتمالك نفسها وبكت كما لم تبكي من قبل ، وتذكرت ذلك الشاب الذي هزأت بمشعره الصادقة ، ولم تدري لماذا تذكرته ؟ وقالت في نفسها : ً اعتقد اني اعاقب على مافعلته تجاه ذلك المسكين .ً وفجأة مدت يد تربت على كتفها ورتعبت واحست بالخوف ونظرت من حولها فوجدته انه هو ذلك الشاب المسكين ، كان مبتسما هاديء الملامح ، وجلس بجانبها وقال: لا تقلقي ان هنا لاجلك ً. لم تفهم كيف ذلك وقالت بدون تفكير : هل اتيت لتتشفى فيا ، لترى انتقام القدر لك ، وتحس بنشوة الانتصار ، نعم اعرف اني اعاقب لما فعلته بك ، لقد جرحت مشاعرك وكبرياءك لكن ندمت فيما بعد ً. ابتسم وقال : علمت بما حصل لك واعلم ان ذلك الحقيرتنصل من مسؤليته ، وانا لم اتي هنا لتشفى فيك بالعكس احسست بالشفقة عليك وعلمت انك انخدعت بي المظهر الجميل والكلام المعسول،قد تستغربين كيف عرفت بامرك ، لقد كنت في العمل في احدى المطاعم وجدت ذت يوم صديقك مع مجموعة من الفتيات كان يعربد معهن ، ويحتسي الخمر وعلمت من خلال ذلك انه يتلاعب بك ، وغدرت المكان وسألت عنك صديقتك واخبرتني بما حصل .ً
اندهشت وهي تحاول حبس دموعها وقالت : وجئت الان لتراني هكذا اتعذب ً فقال وهو يقطع كلامها : اه ماأقساك تتسرعين في الحكم علي كما حكمت سابقا على شكلي ، اتيت هنا لان احببتك من زمان بعيد ومازلت ، وانا مستعد لسترك والزواج بك وتربية ابنك او ابنتك ، نظرت اليه غير مصدقة لم تتمالك نفسها وبكت ، وقالت وكلامها ممزوج بالدموع، انا لاأفهم كيف ترضى الزواج بفتاة مثلي رغم مافعلته بك سابقا ، لو كان احد غيرك مافعل هذا ، هل حقا انت من هذا الزمان .
وابتسم وقال : اجل مازال هناك من يؤمن بقيمة الحب ومستعد للتضحية ، لكن اعيننا لا ترى ذلك ، وانا مستعد للزواج منك ، لكن هل تقبلين بالزواج بقبيح مثلي ، اما من ناحية العمل فلقد انشئت مشروعا تجاريا سينجح بإذن الله .
ابتسمت وقالت وهي تمد له يدها : لا انت لست بقبيح فانت الجمال بعينه ، القبيح هو لاذي لا يرى الاخرين بشكل صحيح ؛ انا نادمة لاني لم اسمح لنفسي بالتعرف اليك ومبادلتك حبا بحب ، لكن اليس هذا عقابلك ان تتزوج بفتاة حامل مثلي ؟.
ضغظ على يديها بحنان وقال : لولا هذا الحمل ماكنت لأتزوج بك انه ابني من الان ، وسننجب ابناء اخرين وثقي باني احببتك عبل هذا ؛ وساسعدك وسعد اسرتنا الجديدة .
وهكذا تزوج الشاب بمحبوبته وكونوا اسرة سعيدة ، اما الشاب الاخر فلقد تعرض لحادثة مأسوي كان يقود سيارته وهو في حالة سكر .
وعاش الزوجين سعيدين وانجب الابناء وعلمت زوجته وصديقاتها انا الانسان لا يقاس بشكله ولا عمله ولا نسبه ، بل تحدد شخصية الانسان بروحه وخلقه ، فطوبى لمن اهتم بالجمال الداخلي وبالسعادة الحقة....
الخميس، 8 سبتمبر 2011

Michael Jackson Symbolism Part 10 رموز مايكل جاكسن جزء 10


مما لاشك فيه اننا عندما كنا نشاهد اعمال مايكل جاكسون لا نفهم مايقصده لكن تعجبون الحانه ورقصات لكن مايكل كان عبقريا كان يحمل رسالة خفية مرموزة وهذه السلسلة تكشف الوجه الاخر لمايكل المحارب باغانيه ورقصاته قوى الظلام ....
الأحد، 4 سبتمبر 2011

في دوامة النفس

قد ترى امورا تثير فيك مشاعرا متناقضة لاتعلم لها كل هذا ، وترى نفسك وسط دوامة من الاحلام والافكار تريد لها ان تخرج ، لكن لا تلقى منك الانصياع ، لماذا الانك في مجتمع لا يؤمن بالاختلاف في الفكر لايؤمن بقيمة الجمال والخيال ولا حتى الابداع، تنشد الرقي وتلقى الانحطاط في كل شيء في الفكر والمكان وحتى في الحب ، ترى اناس ينشدوا الجمال والحب لكن ضلوا الطريق ، واختاروه عواجا .
ليس من المعقول ان لا يفهمك الناس لكن ليس مهما ، حتى وان احسست انك تحلق خارج السرب ، وشعرت انك في فضاء مليء بالنور وما حولك غارق في الظلام ، فامسكت بحبل لترمي لهم وليتمسكوا باخر مراحل الجمال ويتدوقوا نعمته لكن هيهات فلقد الفوا التفاهة واصبح الظلام جزء وواقع مفروض في حياتهم ولا يريدون الانعتاق هيهات وهيهات....
لست ادري اي عالم هذا الذي يفرض علينا الكذب كحقيقة والبشاعة كالجمال ، فاختلت بنا الاحاسيس واصبح كل ماهو جميل بشع وكل ماهو راقي سيء ، اهذا مايريدونه منا ان نعيش بلا فهم ويجبرونا على الانصياع لهم ورضاهم ، ليس هناك حل سوى التمرد وانا اخترت هذا الطريق ، حتى وان كنت مجنونا في نظرهم ، فكم من مجنون ملئ الدنيا ضجيجا .... هي الحياة ولن يبقى سوى الاصلح ولن يرث الارض الا الطامحون للجمال الحق والعيش الكريم........
عربي باي

الجمعة، 30 سبتمبر 2011

9:27 ص
الفيلم الرائع باتش ادمز ، حيث يبين مدى فعالية العلاج بالمرح والضحك وهي قصة حقيقية لطبيب اختار اسلوبا اخر في العلاج وتعرض لهجوم كبير ...

الخميس، 29 سبتمبر 2011

السبت، 24 سبتمبر 2011

الثلاثاء، 20 سبتمبر 2011

الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

الخميس، 8 سبتمبر 2011

الأحد، 4 سبتمبر 2011