كنت انتظر
صديقا لي بجانب مستشفى تصفية الدم ، ليقدم طلب عمل لديهم فهو خريج مدرسة الممرضين
، لم ابغي ان ادخل معه فإرتأيت ان انتظره بالخارج ، وبجانب المكان الذي وقفت فيه محل لكراء لوازم
الاعرس ، وبها مجموعة من الشباب قدموا لتوهم من من عرس ما ، وحملوا لوازم العرس الى داخل المحل . وأثار
انتباهي ودائما ماتثير انتباهي امور بسيطة فضولي واتأمل فيها معاني كثيرة ، لا
ادري هل هي نعمة ام نقمة ، المهم اثار انتباهي مواء القطة المتواصل ، وتبعتها
ببصري حتى دلفت الى داخل المحل ، وكان بابه مفتوحا ومتسعا سمح لي برؤية جانب المرئي
من المحل ، فعلمت من اصوات الاطباق الطعام انهم يأكلون مما جلبوه من وليمة العرس ،
فالقطة بحدسها وحاسة الشم ، عرفت انهم عازمون على الاكل . وبدأت تموء تستنجد بلقمة
ترمى اليها ، لكن لم يأبه لها احد ، فكانوا منشغلين في ملاء بطونهم ، استسلمت
القطة وصمتت وخرجت منكسرة . وتسألت بيني وبين نفسي ، لماذا لم يرمي اليها احد بطرف
من اللحم او مايأكلونه ؟ . لماذا لم
يشفقوا لموائها وجوعها ؟ وهل قست قلوبهم الى درجة ان لا يأبهوا لموائها المتواصل ،
طالبة شيء تسد بها جوعها .
عندما انتهى
احدهم من الاكل ، خرجا منتشيا وكأنه عائد من معركة منتصرا ، ورأته القطة وجرت نحوه
لعله يشفق عليها ، لكن الشاب رفع رجله ليضرب بها القطة ، وصاح بها ان تغرب عن وجهه
، وهربت المسكينة تطلب النجاة . فماأقساك ايها الانسان ، تطلب الرحمة وتنسى ان ترحم من هو اضعف منك . فكيف سيرحمك
الله وانت تتكبر على اصغر مخلوقاته ، وتحتقر كيانها وضعفها ، مالعيب لو انهم رموا
اليها جزأ من الطعام لتسد بها رمقها ، وماذا فعلت القطة ليحاول الشاب طردها
بالضرب ، وكأنها كرة تتقادفها الارجل ؟
لماذا هذه القسوة والغطرسة ، فكم من انسان لم يرحم لان قلبه لا يعرف الرحمة تجاه
مخلوقات الله ، وكم من انسان دخل الجنة بسبب عطفه على خلق الله كيفما كانوا .
وخرج صديقي
ولم اخبره بما لاحطته وماتأملته في تلك اللحظات التي تصنع الفارق ، فهو لن يفهم
تأملي المجنون وسيعتبر الامر لا يستحق الاهمية . ومرت القطة بجانبي وداعبتها
متلمسا رأسها وقلت لها في نفسي : اتمنى لك حظا موفقا مع اناس يحترمونك كمخلوق
ويشفقون عليك . وابتسمت ونظر الي صديقي لم يفهم سر ابتسامتي ، واعتقد انه اعتبرني
تلك اللحظة مجنونا .
1 التعليقات :
قصة قليلة الكلمات
كبيرة المعاني
تدل على قلب مفعم بالخير
خالص تحياتي
إرسال تعليق