الثلاثاء، 20 سبتمبر 2011

ايام طفولتي


كلما صادفت واستمعت لأغنية للكرتون القديم ، إلا و يتملكني شعور خفي وحنين الى ايام الطفولة ، ايام كانت كلها مرح ولعب ، وكان الرسوم القديم جزء مهم من طفولتنا ، حيت كنا نعيش بوجداننا مع شخصياتها ، ومازلت اتذكر سلسة الكابتن ماجد ومحاولت تقليد تسريحة شعره ، وفشل في ذلك ، والقفز الى الاعلى للامساك بالكرة ، واتذكر عندما نلعب الكرة مع ابناء خالي وكنا نتصارع على من يحمل اسم كابتن ماجد ، وكنت آخسر المبادرة و اكتفي باسم ياسين زميل الكابتن ماجد في الفريق.

وغرندايزر هذه السلسلة التي مازال يحن اليها الكثير من ابناء جيلي ، نظرا لشخصية دايسكي الذي تمثل فيه كل صفات الرجولة من نبل في الاخلاق وشهامة وشجاعة ، وكان مثال للرجل العربي ولن ننسى صوته الدافيء واتقن ترجمته السيد جهاد الاطرش . وكثيرا ماكنت اقلد طريقة ركض عندما يتحول الى دوكفليد ويصيح باعلى صوت دوكفلييييييد ، وعندما يقفز الى مركبة غرندايزر يصيح قائلا غرندايزر انطلق ، وكانت الجمل التي يطلقها اثناء المعركة كفيل باللهاب الحماس فينا ، وحفظنها عن ظهر قلب ، عكس مانلقاه في حفظ دروسنا ،  مازال يتردد اصداء كلمات غرندايزر على مسامعنا مثل الرزة المزدوجة ، الصحن الدور الى غيرها من كلمات لا يتقنها سوى جهاد الاطرش.

وسلسلة بيل وسبستيان هذه السلسلة التي اشعلت العنان لمخيلتي وجعلتني اتخيل ان هناك عالما للكرتون موازيا لعالمنا ، حينها كنت في السابعة من عمري ، وادرس بالسنة الاولى ابتدائي ، وفي ذات يوم اتذكر انه لم يبقى على رنين جرس خروج المدرسة سوى خمس دقائق ، حيث امرتنا المعلمة بجمع ادواتنا في المحفظة استعدادا للخروج ، وبالفعل بمجرد ان رن الجرس اطلقت العنان لساقَيْ ورحت اركض بكل ماحمله من طاقة غير مبال بأحد ، وكانت المدرسة بعيدة نوعا ما عن المنزل ، ركضت حتى اتمكن من مشاهدة بقية حلقة بيل وسبستيان ، فجأة سمعت اصوات تنادي باسمي لم التفت ، فأنا لاأريد اتفوتني ولو جزء من السلسلة ، لكن سمعت احدهم يذكر المحفظة وتحسست بيدي ظهري فلم اجد المحفظة ، ونظرت الى خلفي ووجدت زملائي في القسم يحملونها قائلين : الا تسمع  لقد نسيت محفظتك في القسم.

كان جيلنا من الاطفال انذاك مثأترين بشخصيات الكرتون وكل واحد فيهم يتخيل اشياء عنها ، اما انا فكنت اعتقد ان لها عالما كعالمنا تعيش فيه واستغلت امي وعمتي هذه النقطة واخبرتني اثناء عودتي من المدرسة ان سبستيان قام بزيارتنا هو بيل وبوتشي فبمجرد سماعي ذلك ذهبت ابحث عنهما في ارجاء المنزل ولم اعثر عليهما ورجعت عند والدتي وعمتي وأخبترهما بعدم وجودهما في المنزل ، فضحكتا وقالتا لقد غدر لتوه قبل وصولي ، وصرخت بالبكاء ، وقلت لهما لما لم تدعهما يبقيان وازبدت ورحت ابكي واصرخ مخلفا الضجيج فندما على الكذب علي ، واخبرتني انهما يمزحان معي وان بيل ماهي الا شخصية غير واقعية ، و قلت غير مصدق كلامهما ، ليته ترك بوتشي.

  

ومازلت اتذكر سلسة الغابة الخضراء ، وكنت كلما سافرت مع العائلة عند جدي في البادية بالسيارة واِلدِي، كنت أسرح  بفكري وعيناي تنظران من خلال النافذة المناظر الطبيعة الجميلة والجبال المتسلسلة فيما بينها وتخيلت ان وراء تلك الجبال عالما من الحيونات يعيشون مثل ابطال سلسلة في الغابة الخضراء ، ودارت في خاطري انذاك اني عندما اكبر سأقوم برحلة استكشافية للعثور على تلك الحيونات التي تعيش وتتكلام مثلنا ، نعم كان خيالنا خصبا وكان تفكيرنا محصورا بين اللعب والكرتون والدراسة ، لم نكن نعرف عن عالم الكبار شياءً كنا نراه عالما مملا رتيبا ، وعندما اقارن طفولتي بطفولة اليوم اجد اختلافا كبيرا ، فأطفال اليوم يعيشون كالكبار ونسوا طفولتهم ، ولم يعرفوا معنى ان يكونوا اطفالا ، فهناك اطفال تريد الانتحار ، واطفال يتصرفون   كالكبار في اللباس والكلام والافعال ، واطفال وفي سن مبكرة لهم عشيقات ويعيشون علاقات عاطفية قبل الاوان ، عندما ارى كل ذلك اقول في نفسي ، ماأحلى ايام طفولتي.
اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

عربي باي

الثلاثاء، 20 سبتمبر 2011

ايام طفولتي


كلما صادفت واستمعت لأغنية للكرتون القديم ، إلا و يتملكني شعور خفي وحنين الى ايام الطفولة ، ايام كانت كلها مرح ولعب ، وكان الرسوم القديم جزء مهم من طفولتنا ، حيت كنا نعيش بوجداننا مع شخصياتها ، ومازلت اتذكر سلسة الكابتن ماجد ومحاولت تقليد تسريحة شعره ، وفشل في ذلك ، والقفز الى الاعلى للامساك بالكرة ، واتذكر عندما نلعب الكرة مع ابناء خالي وكنا نتصارع على من يحمل اسم كابتن ماجد ، وكنت آخسر المبادرة و اكتفي باسم ياسين زميل الكابتن ماجد في الفريق.

وغرندايزر هذه السلسلة التي مازال يحن اليها الكثير من ابناء جيلي ، نظرا لشخصية دايسكي الذي تمثل فيه كل صفات الرجولة من نبل في الاخلاق وشهامة وشجاعة ، وكان مثال للرجل العربي ولن ننسى صوته الدافيء واتقن ترجمته السيد جهاد الاطرش . وكثيرا ماكنت اقلد طريقة ركض عندما يتحول الى دوكفليد ويصيح باعلى صوت دوكفلييييييد ، وعندما يقفز الى مركبة غرندايزر يصيح قائلا غرندايزر انطلق ، وكانت الجمل التي يطلقها اثناء المعركة كفيل باللهاب الحماس فينا ، وحفظنها عن ظهر قلب ، عكس مانلقاه في حفظ دروسنا ،  مازال يتردد اصداء كلمات غرندايزر على مسامعنا مثل الرزة المزدوجة ، الصحن الدور الى غيرها من كلمات لا يتقنها سوى جهاد الاطرش.

وسلسلة بيل وسبستيان هذه السلسلة التي اشعلت العنان لمخيلتي وجعلتني اتخيل ان هناك عالما للكرتون موازيا لعالمنا ، حينها كنت في السابعة من عمري ، وادرس بالسنة الاولى ابتدائي ، وفي ذات يوم اتذكر انه لم يبقى على رنين جرس خروج المدرسة سوى خمس دقائق ، حيث امرتنا المعلمة بجمع ادواتنا في المحفظة استعدادا للخروج ، وبالفعل بمجرد ان رن الجرس اطلقت العنان لساقَيْ ورحت اركض بكل ماحمله من طاقة غير مبال بأحد ، وكانت المدرسة بعيدة نوعا ما عن المنزل ، ركضت حتى اتمكن من مشاهدة بقية حلقة بيل وسبستيان ، فجأة سمعت اصوات تنادي باسمي لم التفت ، فأنا لاأريد اتفوتني ولو جزء من السلسلة ، لكن سمعت احدهم يذكر المحفظة وتحسست بيدي ظهري فلم اجد المحفظة ، ونظرت الى خلفي ووجدت زملائي في القسم يحملونها قائلين : الا تسمع  لقد نسيت محفظتك في القسم.

كان جيلنا من الاطفال انذاك مثأترين بشخصيات الكرتون وكل واحد فيهم يتخيل اشياء عنها ، اما انا فكنت اعتقد ان لها عالما كعالمنا تعيش فيه واستغلت امي وعمتي هذه النقطة واخبرتني اثناء عودتي من المدرسة ان سبستيان قام بزيارتنا هو بيل وبوتشي فبمجرد سماعي ذلك ذهبت ابحث عنهما في ارجاء المنزل ولم اعثر عليهما ورجعت عند والدتي وعمتي وأخبترهما بعدم وجودهما في المنزل ، فضحكتا وقالتا لقد غدر لتوه قبل وصولي ، وصرخت بالبكاء ، وقلت لهما لما لم تدعهما يبقيان وازبدت ورحت ابكي واصرخ مخلفا الضجيج فندما على الكذب علي ، واخبرتني انهما يمزحان معي وان بيل ماهي الا شخصية غير واقعية ، و قلت غير مصدق كلامهما ، ليته ترك بوتشي.

  

ومازلت اتذكر سلسة الغابة الخضراء ، وكنت كلما سافرت مع العائلة عند جدي في البادية بالسيارة واِلدِي، كنت أسرح  بفكري وعيناي تنظران من خلال النافذة المناظر الطبيعة الجميلة والجبال المتسلسلة فيما بينها وتخيلت ان وراء تلك الجبال عالما من الحيونات يعيشون مثل ابطال سلسلة في الغابة الخضراء ، ودارت في خاطري انذاك اني عندما اكبر سأقوم برحلة استكشافية للعثور على تلك الحيونات التي تعيش وتتكلام مثلنا ، نعم كان خيالنا خصبا وكان تفكيرنا محصورا بين اللعب والكرتون والدراسة ، لم نكن نعرف عن عالم الكبار شياءً كنا نراه عالما مملا رتيبا ، وعندما اقارن طفولتي بطفولة اليوم اجد اختلافا كبيرا ، فأطفال اليوم يعيشون كالكبار ونسوا طفولتهم ، ولم يعرفوا معنى ان يكونوا اطفالا ، فهناك اطفال تريد الانتحار ، واطفال يتصرفون   كالكبار في اللباس والكلام والافعال ، واطفال وفي سن مبكرة لهم عشيقات ويعيشون علاقات عاطفية قبل الاوان ، عندما ارى كل ذلك اقول في نفسي ، ماأحلى ايام طفولتي.

ليست هناك تعليقات: