الأربعاء، 31 ديسمبر 2014

ليست لعبة الجزء التاني

بعد ان انهى منير عمله رجع الى المنزل ، ودلف الى غرفته واستلقى على سريره ؛ وهو يفكر في امر هذه الحياة العجيبة ، و ألقى بصره ناحية المكتب ، وتذكر امر الهاتف وقام من سريره وفتح درج مكتبه ، وأخرج الهاتف ، ورجع الى سريره و اشعل الهاتف ، لكن فكره كان مشغولا بحال المرأة المسكينة . والتصرف المشين للطبيب والممرضة تجاه انسان لا يملك مالا ليتعافى من مرضه ، فما اقسى البشر ! فقال بتحسر ممزوجة بأمنية تبدوا مستحيلة : "اه لو املك فقط ثروة مهمة اساعد بها المحتاجين ".

فجأة يلاحظ ان ضوء الهاتف يشتعل وتكتب رموز عليه تلقائيا ، وسمع صوت أليا صادر من الهاتف : " مرحبا بك ! تم تفعيل الرمز السري وهو عبارة عن امنية لمساعدة الاخرين ، المرجو ان تكتب المبلغ الذي تريده ، وسوف يتم طلبية طلبك بعد ثواني ، حظا موفقا ".

قام منير من مكانه مندهشا غير مصدق لما سمعه ! وكأنه امام فيلم كرتوني ، لم يحرك ساكنا للحظة ، فهذا امر جنوني ، امسك الهاتف وهو يحاول استيعاب ما شاهده وما سمعه ، وضغظ على الزر المطلوب وكتب عشرون درهما في الخانة المخصصة للمبالغ ، بعدها  سمع صوتا موسيقيا واذ باسفل الهاتف تخرج منه ورقة نقدية من فئة عشرون درهم  ، امسك بها والده
شة تملاء عينيه وقال :" هذا لا يصدق "!! .

تفحص الورقة ووجدها عملة ورقية غير مزورة ، انتابته الحيرة لبعض الوقت وفكر في امر صاحب السيارة الحمراء الذي ألقى بكنز ثمين ، وكيف ولماذا فعل ذلك ؟!! و من اين حصل على هذا الهاتف ؟!! . غلبه النوم في خظم حيرته وافكاره المتلاطمة ونام نوما عميقا .

في صباح اليوم الموالي استيقظ كعادته باكرا ، وتذكر امر الهاتف ، فقام بحمله وركب فيه بطاقته الخاصة برقم هاتفه ، وسمع صوت امه تناديه للإفطار ، فقام الى المكان المخصص لجلوس العائلة ، وقبل رأس ابيه وامه ، واتناء تناوله لوجبة الصباح  مع والده ، سأله والده عن يومه الاول في العمل ، فقال منير وهو مبتسم : "ككل فتارت التدريب التي اجتزتها ، لكن ما يميز هذه العيادة كأغلب العيادات ، انها لا تهتم للجانب الانساني ، ما يهمهم الربح المادي" .

ابتسم والده قائلا :" هذا امر طبيعي ، فلو كانت الامور تعامل بجانبها الروحي الاخلاقي لكانت الارض جنة ، وهذه سنة الله في خلقه ، يمتزج في الانسان جانبين جانب مظلم وجانب مشرق ، وعالمنا الحالي يسير نحو الربح المادي ، والاغتناء السريع ضربا بكل المعايير الانسانية و الدينية و الاخلاقية عرض الحائط . نصيحتي لك يا ولدي ان تقوم بواجباتك بقدر استطاعتك ، ولا تحمل نفسك حمل مسؤولية العالم كله او المجتمع ، ركز فيما تقدر عليه وبالوسائل التي تملك ".

ابتسم منير وقال وهو يمسح فمه بالمنديل بعد ان انهى تناول افطاره : " سأعمل بنصيحتك يا والدي ، نعم سوف اغير ما هو في دائرتي وتحت طاقتي ".

قام من الطاولة وقال لامه : "أمي استودعك الله ، سوف اخرج الان " .
خرجت امه من غرفتها وقالت : الله معك يا ولدي . اعتني بنفسك وبالمرضة .
فتح منير باب المنزل وقال وهوي يهم بالخروج : " هذا ما سأفعله بكل تأكيد يا أمي ".

في العيادة إتصل شخص ما بالطبيب ، و أخبره باستعداده التام والكامل لتكفل بمصاريف علامج المرأة المريضة وكذا العملية التي سوف تقوم بها ، لم يخبره الشخص باسمه ، كل ما اخبره به هو انه فاعل للخير !

تم ابلاغ المرأة المريضة بذلك وفرحت ، ودعت بالخير لذلك المحسن المجهول الذي تكفل بمصاريف العملية .

وصل منير الى العيادة متأخرا وقابلته السكرتيرة المكلفة باستقبال المرضى ، وتدوين اسماء الذين يحضرون الى مقر العمل ، وقالت له :  "مرحبا بك ، لماذا تأخرت هكذا وانت لتوك بدأت العمل " .
قال منير :" ذلك بسبب المواصلات وتأخر الحافلة " . اكتفت السكرتيرة بالابتسام ولم ت
نبس ببنت الشفة .

وتم اخبار منير بامر ذلك المحسن ، و أظهر منير الفرح وقال : " مازال هناك خير في الناس " .

ودخل عند المرأة المريضة ، حياها وبتسم في وجهها قائلا : "تبدين في حالة جيدة ، لا تقلقي كل شيء سيكون على مايرام ".
ابتسمت المرأة ولأول مرة يرى منير مريضا يعاني الالم يبتسم وقالت : " هذا بفضل الله الذي بعث لي محسنا تكلف بمصارف العملية ، و إني ادعو له الله كل يوم ، فلقد فرج كربتي واتمنى من الله ان يحسن الي كما احسن الي ".

لاحظ منير دمعة تخرج من عيني المرأة لا يعلم هل هي دموع الفرحة ام الحزن وقال : " احسن ما في هذا العالم تفريج الكرب والعطاء بلا مقابل ".

خرج  من غرفة المرأة وهو فرح ومسرور و أأخرج هاتفه العجيب وقال بصوت خافت : ' بفضلك استطعت ان اعيد الحياة والامل لإمرأة مسكينة ، واعلم ان الله منح لي وسيلة لتفريج الكرب '.


 ملاحظة بسيطة ( حقوق النشر محفوظة )
الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014

ليست لعبة ! الجزء 1


الحياة قد تبدوا أحيانا كثيرة عادية بالنسبة لأغلب البشر ، فهم يعيشون حياة تتسم بالرتابة ، لا إثارة فيها ولا غرابة ، لكن عند القليل من الاشخاص ، تتحول حياتهم العادية الى حياة يمتزج فيها الخيال بالواقع ، وهذا ما سوف يحصل لمنير ، فهو شاب في التاسعة والعشرون من عمره ، يعيش حياة البطالة ، فهو خريج مدرسة للتمريض ، وقضى اغلب الاوقات في التدريب في مختلف المستشفيات العمومية والعيادات الخاصة ، لكن لم يحالفه الحظ في ان يعين ممرضا في إحداها ! .

كعادته قضى وقتا في مقهى الانترنيت ، لكي  يتعرف على ما يدور في العالم ، ويدردش قليلا مع زملائه ، غادر مقهى النت متجها إلى منزله ، في الطريق لاحظ عبور سيارة حمراء اللون ، يلقي صاحبها بشيء ما على مساحة خالية لكنها معشوشبة ، لا تبعد سوى بخطوات عن منزله ، استغرب للأمر ، فهذا الشيء يبدوا كمحفظة نقود او جهاز ما ! لم يتبين حقيقته جيدا ، فإقترب حيث يتواجد هذا الشيء ، ليتفاجأ بهاتف ذكي لونه اسود ، إلتقطه وهو يحادث نفسه : "ترى لماذا ألقي بهذا الهاتف الباهظ الثمن ! يا ترى هل أصيب صاحب السيارة بالجنون ؟! أم انه لص تخلص من الهاتف ! ".


حمله معه الى المنزل ، دخل الى غرفته ، ووضع الهاتف على مكتبه وجلس يتفحصه ، وقال وهو يحاول تشغيل الهاتف : "يبدوا هذا هاتفا جيدا ، لكن ارى طريقة صنعه مختلفة ، فأسفل الهاتف يبدوا مفتوحا ، فربما  صُناعه تعمدوا ذلك ! لم ألف مثل هذا في الهواتف !حثى إسم الهاتف غير مكتوب عليه ولا يعلم من أي نوع هو ! وهذا يثير الاستغراب  و الفضول ".


أشعل الهاتف ، انتظر قليلا ، فطلب الهاتف رمزا سريا ، أحس منير بالغيظ ، وقال :" تبا لهذا الهاتف العجيب لا يمك
نني فتح محتواه إلا بالرمز السري ، وهذا يؤكد صدق ظنوني ، بأن الهاتف مسروق ، و لصه تخلص منه ". حمل الهاتف ووضعه في درج مكتبه ، حيث يضع حاجيته الخاصة .

رن هاتفه فجأة ، كان المخاطب أحد العيادات الخاصة التي أرسل لها طلب بالتوظيف وأعلمه بضرورة إجتياز أولا فترة تدريب قد تطول مدتها الى ثلاثة اشهر ، شعر بالارتياح لكنه سئم فترة التدريب التي قضاها سابقا بل
ا جدوى ، فعزم على الصبر ، فهي اشهر فقط وسوف يعين ، أخبر والديه بذلك ، ففرحوا له وتمنوا له التوفيق .

أخلد الى النوم باكرا ، ليستيقظ نشطا ، في نومه راودته أحلام عجيبة عن صاحب السيارة الحمراء ، والهاتف الغريب .

في الصباح الباكر نهض من فراشه نشطا وجهز نفسه لاول يوم عمل ، غادر البيت متجها الى العيادة ، و بالفعل وصل الى هناك وتعرف على الممرضون الممرضات وكانوا لطفاء ، وبدأ عمله بحيوية ملفتة ، لكن الامور لم تنتهي ببدايتها العادية ، فقد سمع صوت بكاء لإمرأة ما ، فدخل الى احد الغرف حيث سمع بها النحيب ، ولاحظ امرأة تبكي وتكلم نفسها قائلة : " من أين لي بالنقود لأجري العملية ".


علم ان المرأة لم تنتبه لوجوده ، فحياها ، فلاحظت وجوده وإعتقدته الطبيب وقالت وهي تحاول حبس دموعها : " ألا يمكنك ان تجري لي العملية أولا ، وفيما بعد أجهز لك النقود ، فأنا فقيرة ، كل ما إدخرته خسرته هنا في العلاج ". 


نظر لها بشفقة وعطف وإبتسم قائلا : " عذرا سيدتي ، فأنا لست الطبيب ، فانا مجرد ممرض متدرب هنا ، لكن لا عليك اعتقد ان الطبيب سوف يتفهم حالتك ". 


لم تتكلم المرأة ، وخرج من عندها ليفاجأ بدخول ممرضة أخرى ، تطلب من المريضة الخروج ، فشعر بالغضب وعاد مسرعا الى داخل الغرفة وقال بصوت غاضب : " دعي المرأة وشأنها ، إنها مريضة ، ابهذه الطريقة تعاملين المرضى هنا !!".


نظرت إليه الممرضة وكانت بدينة نوعا ما ، و في الاربعينيات من عمره وملامحها صارمة ، فقالت بلكنة غضب : أأنت المتدرب الجديد هنا ؟! ألا تتعلم بعد قواعد العيادات والمستشفيات ؟!" .


قال بكل ثقة نفس : " لقد تعلمنا ان الانسان مهما كان يجب معاملته بأخلاق و أن نتفهم حالته ، بالغض عن مستواه المادي او المعرفي و حثى الاجتماعي ، فأنت تتعاملين مع انسانية لا حول لها ولا قوة ، وتصطدم  بمعاملتك القاسية...".


قاطعته الممرضة قائلة : "إنك شاب ساذج ، وما زلت تعيش زمان العواطف ، ان المرضى لا يعالجون بالمجان ، النقود هي التي تتكلم ، وسوف تعلمك الايام حقيقة الانسان".


صمت منير وهو يراقب الممرضة تخرج المريضة المسكينة من الغرفة ، وعلم فيما بعد ان الطبيب هو الذي امر بإخراجها ، وإصطدم بواقع لا إنساني البعيد كل البعد عن الاخلاقيات التي تربى عليها .


 ملاحظة بسيطة : ( حقوق النشر محفوظة لدى الكاتب )
الأربعاء، 24 ديسمبر 2014

أمنية هارب

الأيام ماضية

والسنين أتية


أمضي فيها بأمنية


ولست املك إلا قلمي   


أطارد به  همي


أزعجتنا الضوضاء والمزامير العالية


و المتفجرات المدمرة


و الافكار المنحطة


والنفوس المراقبة الحاقدة


هاربا أنا الى روضة زاهرة


و زهور متناسقة وملفتة


و طيور على الاغصان مغردة


و النسيم يطل برائحة عطرة زكية


ونفسي راضية 


لي أمنية 

ليت الدنيا لوحة فنية جميلة 



 و اراوح ليس فيها حقد ولا كراهية 


وعالم كل ما فيه افكار نقية



أعلم اني صرت بأفكاري نسخة بالية
عربي باي

الأربعاء، 31 ديسمبر 2014

الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014

الأربعاء، 24 ديسمبر 2014