الثلاثاء، 22 فبراير 2011

ذكرى

جلس على الاريكة ونظر حوله وتمتم بكلمات غير مسموعة ، حامدا الله بقلبه ، الان وهو في سن الشيخوخة التي لم يكن يتصور انه سيعيش حتى يصلها ، فهو الان يعيش في منزله الكبير و يعيش معه اولاده و زوجاتهم و احفاده ، وكذا زوجته العجوز ، اجتمعوا في بيته الكبير الذي يتسع لهم جميعا.
لم يغادره احدا من اولاده فقد احبوا البقاء فيه وشعروا بالدفئ العائلي ، عاشوا سعداء ، تجمعهم المحبة والاخاء والتعاون ، كانوا مثال للعائلة السعيدة .


تعلق به احد احفاده انها بنت في السن السادسة ، حملها وقبلها وفجأته قائلة :"هل كنت دائما هكذا ؟! وهل سوف اصبح يوما مثلك ؟". ضحك من استفسارها البريء ، فقال وهو يداعب شعرها : "يابنيتي كل انسان في هذه الدنيا ، يولد صغيرا ويكبر مع الزمان ، يتحول من طفل صغير الى شاب قوي ، الى كهل وشيخوخة ، هذه سنة الحياة ، وانا كذلك كنت مثلك صغيرا ، وسوف تصبحين بعد شباب طويل جدة جميلة."وسمعا نداء امها ، فقبلت البنت الصغيرة جبين جدها وذهبت الى امها .اما هو فقد قام من مجلسه ، ودخل غرفته وقال في نفسه :"هذه البنت الصغيرة ذكرتني بايام الشباب ، ايام المرح والعمل و الحب ." و اتجه نحو خزانة كتبه فجرد درجا صغيرا ، واخذ منها علبة كبيرة ، فيها البوم صوره وتفحصها باهتمام ، واخذ مذكرة قديمة ، وابتسم محدثا نفسه :"هذه صوري وهذه مذكرتي ، دونت فيها جميع ذكرياتي ايام المراهقة والشباب ، من احلام و مغامرات واهات واحزان وافراح...". وقلب صفحاتها وفجأة توقف عند صفحة بتاريخ 15.06.1955. مكتوب عليها : هذا اليوم خرجت من التانوية متجها الى البيت ورأيتها تمر من الشارع ، كانت جميلة مع رجل يبدوا من خلال هيأته انه الخادم ، فهو يراففقها في جميع تنقلاتها ، ومرت بجانبي ونظرت الي وابتسمت ، ويالها من ابتسامة ساحرة جعلت قلبي يقفز من مكانه ، ابتسمت بدوري ، وتهت في مكاني ، لكن ازعجني صوت الخادم يبدوا انهم احضروه من البادية فهو لا يحسن التصرف ، قائلا :"هيه يا هذا لماذا تبتسم لسيدتي ، اهتم بشوؤنك وإلا ..." قاطعه صوت انثوي جميل ، انه صوتها صوت الفتاة تنهره قائلة :"ماذا فعل هذا الشاب ، انه يدرس معي في التانوية وانت مادخلك ؟!..."واعتذرالخادم واحسست بالنصر فلقد انتقمت لي سيدته الصغيرة ، وحييتها برأسي امام انظار الحاقدة للخادم . وياله من يوم من اسعد ايامي ... وهنا توقف الجد العجوز وتنهد كانت اياما لا تنسى واغلق عيناه يتذكر كيف عرف اسم الفتاة ، كان اسمها نور، ابنت احد التجار الاغنياء ، كلف والدها خادما لاإصالها اينما ذهبت وحلت ...، وحاولت كثيرا ان تتهرب من مراقبته لكنها فشلت ، كان خادما وقحا و غبيا ، اما هو فقد كان متيما بها ابتسامتها تجعله يحلق عاليا ، كثيرا ما يدخل الى القسم ، وخياله يذهب بعيدا ، حالما بنظراتها و ابتسامتها الحلوة ، وكان يفيق على صوت استاذه المزعج .
كانت تدرس في نفس التانوية لكن في قسم البنات ، تلك الايام لم يكن هناك اختلاط ، رغما انهم يدرسون في نفس التانوية ، كان المكان الوحيد للالتقاء في الساحة التانوية ، وهناك لا توجد مراقبة الخادم ، فاستغليت الموقف وبادلتها الحديث ، وتعارفنا اخبرتها باسمي و مستواي الدراسي ، فوجدت اني اسبقها بعامين ، كانت عيناها جملتين وجسمها رشيق تلبس تنورة وقميصا ابيض اللون ، بادية عليها اثار النعمة ، اما انا فكنت من اسرة فقيرة ، الا اني كنت انيق بملابسي البسيطة انذاك، تعارفنا وبدأت الرسائل بيننا ، كتبت لها ابث فيها اوجاع قلبي واحلامي ؛ وهي بادلتني المشاعر الجميلة ، لم تكن هناك وسيلة لالتقاء سوى ساحة التانوية والتواصل بالرسائل ؛ استمر الحال هكذا ونحن نعيش احلى قصة حب بريئة كبرأة شبابنا انذاك ، الى ان نجحت في السنة النهائية و حصلت على البكالورية ، فرحت اسرتي واحست ان باب المستقبل فتح لي ، فالبكالوريا انذاك تمنح لك وظيفة محترمة وتفتح لك ابواب العمل ، فرحت نور لكن شعرت بالحزن ، فلن تراني بعد الان ، لاني قررت ان اتمم دراستي عوض البحث عن العمل ، لاأحصل على مركز افضل ، وكانت طموحي كبيرة ، احسست بدوري بالحزن ، لكن وعدتها اني سارسل لها الرسائل كالعادة ، وسأعود لخطبتها ، بالفعل مرت الايام وحبنا يتطور والرسائل مصدرنا الوحيد للتواصل ، الى ان تخرجت و حصلت على الاجازة في الهندسة. وتمكنت من الحصول على الوظيفة في احد الشركات ، فرح الجميع ، وخبرت نور بذلك ، وخبرتها باني سأتقدم لخطبتها ، ففرحت فرحا عظيما ، وبالفعل ذهبت بمفردي ليتعرف عليا اهلها اولا ، من بعد احضر اهلي .
عندما دخلت الى الفيلا انبهرت بجمال المكان ، وفخامته ، واحسست بالارتباك ، كيف اجرؤ على مصاهرة ابنت اكبر الاغنياء وهل سيوافق على شاب مثلي من اسرة فقيرة ، لكني شاب مثقف ، بل مهندس في محترمة واحسست بالثقة في النفس ؛ ودخلت ، رحب بي ابوها وجلسنا كرجل ند رجل ، اخبرته بعض ان تشجعت بسبب مظهره المهيب ، فقد كان رجلا عليه ملامح الهيبة والصرامة والاناقة في اللباس والحديث ، اخبرته برغبتي في مصاهرته وخطبت ابنته بعد اذنه ، نظر الي يتفحص ملامحي وهيأتي ، واحسست كأني ارتكبت خطأ جسيما ، وقال بصوت متهجم :"لم تخبرني عن عائلتك من تكون؟"
ابتسمت وقلت :"انا ابن اسرة متوسطة الحال لكن معروفة باخلاقها الطيبة ، والسمعة الحسنة ، المهم اني مهندس بفضل اسرتي كذا كفاحي واجتهادي ." فقال :"هذا جيد .لكن يؤسفني ان اعلن لك ان ابنتي ستتم خطبتها لشاب مرموق من اسرة مرموقة ، اما انت فبامكانك ان تتزوج فتاة من مستواكم ، اظنك تفهمني !"
عندما انهى حديته جعلت انظر اليه بحنق وقلت وبصرامة لم اعهدها في نفسي :"استسمحك عذرا ياسيدي ،لم اخبرك ان ابنتك مغرمة بي وانا كذلك ولقد اتفقنا على الزواج ، وهي ان سالتها سوافق ومايهمك في مركز عائلتي مادمت اسرتي لا عيب فيها ، وانا شاب في مقتبل العمر ولي وظيفة كفيلة لتكوين اسرة ناجحة .." فقطعني بحدة :"لقد اخبرتك وعليك ان تفهم ، مستوانا لايليق بمستواكم ، ماذا سيقول اصدقائي المرموقين ، ابنتي تتزوج شاب من اسرة غير معروفة ، وفقيرة، هذا لا يكون ابدا." وججأة ظهرت نور واتجهت وبشجاعة نحو وابيها وقالت :"ابي ، انه صادق فيما اخبرك به ، لقد تعرفت عليه و اعجبت به لاخلاقه وكفاحه ،وهو قادر على اسعادي ، فارجوا ان توافق لأني انا التي ستتزوج لا أانت.." وتفاجأ الاب لجراءة ابنته وقال وهو يقف وينظر اليها بغضب :كيف تجرؤين على قول هذا لابيك .لن يتم هذا رضيت ام ابيت ،" وقطعته قائلة :"لكن " لم تتم كلامها حتى قام ابوها فصفعها في وجهها ، واحست بصدمة كبيرة ، وبكت وجرت نحو امها تشتكي قسوة ابيها ، اما انا فكنت مبهوتا لادري مآفعله واحسست وكأن الصفعة تلقيتها انا لا هي ، وقلت صارخا : "للاسف تملك السلطة والثروة ، لكن لاتعترف بالمشاعر وبحق الاخرين في اتخاد القرار لأنفسهم ، تلك ابنتك وليست سلعة لتتبهى بها ." و صرخ الرجل في وجهي طالبا مغدرة بيته الفخم ، خرجت و ضربت بالباب .
مرت الايام والشهور ، لم استطيع نسيان الحادث ولم اقدر على نسيان نور ، وعلمت فيما بعد انها تزوجت من احد ابناء ذوات له مركز مرموق.
اعلنت امي انها اختارت لي فتاة لخطبتها فوافقت بدون شعور ، وتم الزواج ورزقت بابن الاول ومع مرور الايام احببت زوجتي لطيبوبتها وجمالها ،تناسيت امر نور الى ان تفاجأت بخبر في الصحف تعلن طلاق السيد المرموق من زوجته نور ، حزنت لامرها ، فلم تجد السعادة التي ظن ابوها انها ستلقاها بارتباط باسرة استقرطية ، لقد اهتم بسعادته هو ونسي ابنته واهتم بكلام الناس ...لم اعد ادري عنهم شيأ.
هاأنذا الان في سن كبيرة ، لي اولاد واحفاد ،فدخلت زوجته مبتسمة ورأت العلبة والصور وقالت مازحة:" هل تحن لأيام الشباب ،لم اراك الا اليوم تفتح هذا الالبوم ؟"
فقال وهو يشير اليها بالاقتراب منه :"تذكرت فقط يوما من ايام شبابي ، والماضي ولى ، ولم يبقى فيه سوى الذكريات ." واحتضنها وقبل جبهتها وكمل حديته قائلا :"الحياة تمر بسرعة ، والاهم ان نعيشها بكل لحظة وننسى الالم والحزن ونواصل الحياة ، لقد عشنا معا وكون اسرة ناجحة والحمد لله ،ووصلنا الى هذا العمر بفضل الله ، ومازلنا على العهد ." ابتسمت زوجته العجوز ، ودخل الاحفاد الى غرفتهما ووجدوا الصور وبدأوا يتفحصونها ،فقال الحفيد الأصغر :"هذا انت يا جدي عندما كنت شابا ؟ لقد كنت مثل ابي !.."فابتسم العجوز وزوجته وقال وهو يحتضنه :" نعم انه انا تلك ذكرياتي التي لن تعود.".
السبت، 12 فبراير 2011

جيعان من ميدان التحرير

لايعنيه في هذا العالم سوى الحصول على عمل يغنيه على سؤال الناس . ليساعد ابويه في المصاريف البيت . فهو ينحدر من الصعيد .قضى معظم ايامه في الفلاحة يساعد اباه في حرث الارض وسقيها . لم يتلقى يوما تكوينا دراسيا كل مايعرفه في الحياة هي الارض التي هي مصدر قوت العديد من الاسر في صعيد مصر . لكنه قرر في الخامس والعشرين من يناير مغادرة بلدته واتجاه الى القاهرة لعله يعثر على عمل كيفما كان المهم ان يعتمد على نفسه في جلب المال .ترك اهله بعد تودعهم واعينهم دامعة لفراق فلذة كبدهم .
اخبرهم بمعرفته صديقا يسكن هناك سيمكث عنده اياما الى ان يتدبر امره .نصحوه بالحذر فالحياة في المدينة تختلف عنها في الارياف .وتمنوا له التوفيق.
عند اصوله الى القاهرة ابهره جمالها وقرر البحث عن صديق طفولته . وصادف في الطريق جموع غفيرة من الناس تصيح وتتجمهر على شكل مجموعات.
لم يكثرت للامر رغما كثرة عددهم . فهو جاء لغرض واحد وهو العمل ووليس لديه وقت للتجمعات .اقترب من ميدان التحرير وهناك وجد اعداد كثيرة من الشباب , استغرب للامر بل هناك شيوخ واطفال وحتى الشرطة والجيش واقفون يراقبون الوضع من بعيد . لم يفهم الامر فقرر الدخول الى ميدان التحرير . وسمع هتافات ثورية تطالب برحيل الرئيس . تعجب للامر كيف حصل هذا ؟! ولماذا يطالبون من الرئيس الرحيل؟! سأل احد الشبان عن مايجري في هذه الساحة , ضحك الشاب واجاب ساخرا " من اي كوكب جئت ؟ انها الثورة الشعب ضد النظام ,ياآخي نطالب برحيل الرئيس .
وسآله " لماذا تريدون اسقاطها ورحيل الرئيس ؟ . استغرب الشاب لسؤاله " ياآخي يكفي ماعشناه من تآزم في الآوضاع المعيشة , والفساد الموجود في النظام من اختلاسات وتزوير في الانتخابات , نظر اليه بغباء وسآله مرة اخرى " وهل سقوط النظام يكفل لي الحصول على عمل ؟" .
ضحك الشاب مرة اخرى وقال " اكيد. المهم رحيل الرئيس اولا ."
صاح من مكانه بغتة " ليسقط النظام وليرحل الرئيس لآحصل على عمل , وضحك الناس المتظاهرون من حوله .واندمج مع الجماهير الغفيرة وشارك بصوته القوي وصاح وصرخ ونسي صديقه وسبب مجيئه ,فقضيته الآن سقوط النظام ومادام سيساعده هذا على ضمان مستقبله والعيش حياة كريمة , وبدى عليه التعب والارهاق وكذا الجوع ,حاول الخروج من الميدان ليشتري مايسد به رمقه ولكن جماعة من الشباب ملثمون يحملون عصيا واسلحة يدوية اجبرته على الرجوع ,وآخبرته ان وقت الخروج لم يحن فالثورة تحتاجه .
احس بالزهو هل اصبح عضوا مهما في هذا الميدان ,اه لو يدري اهله واصدقائه مدى احتياج المتظاهرين له.
هذا مادار في تفكيره البسيط , واغتر بنفسه ونسي جوعه . فجآة سمع طلقات الرصاص والحشود تجري من غير هذف واصوات الصياح تملآ المكان بالضجيج, جرى لايدري الى اين ؟ الى ان اقترب من خيمة فيها شبان وشبات جالسون يتناقشون , طلب منهم شربة ماء او طعاما ,فقد انهكه الجوع . لكن لم يجد عندهم شيئا فلقد اكتمل كل ماتبقى لديهم من المؤونة واحس بخيبة امل وقرر معاودة الخروج من الميدان , تخطى الجموع الغفيرة بصعوبة الى ان وصل مكان فوجد صفا من الجنود ومن ورائهم المدرعات الحربية , بمجرد محاولة الاقتراب من المكان اطلق مجهول رصاص من اعلى احدى السطوح المطلة على الميدان ,وكادت الرصاص تصيبه ,وصاح به احد الجنود بالعودة الى ميدان فالمكان خطير وغير امن , وركض صديقنا هاربا , ولم يعود يقوى على السير والجري ,لا يطلب الان سوى الطعام لينقذ نفسه من الهلاك ,لكن اين سيجد الطعام؟
كان الكل يصيح ويثور غير مكثرتين لشئ , فكلهم اتحدوا على غاية واحدة وهي الاطاحة بالنظام .
وجد طفلا يحمل معه طبقا فيه شيء فآسرع الخطى نحوه , ومد يده الى طبق فوجد تمرتان هما المتبقيتان واكلهما قائلا للطفل " اسف كنت احتاج مااسد به جوعي ".
وضحك الطفل قائلا " بالصحة والراحة ايها البطل "
حل الظلام وأحس بطلنا بالتعب الشديد ورغما انه اكل التمر فإنها غير كافية لسد جوعه ، ولاحظ وجود خيمة بقرب من المكان الذي يقف فيه ، وقرر النوم هناك ، مادام الخروج من الميدان مستحيلا ، نام نوما عميقا مع مجموعة من الناس ؛ وفي الصباح استيقط على صوت الصياح والصراخ الجماهير ، وتسأل مع نفسه " الم يسقط النظام بعد ؟"
وترك الخيمة وإلتقى بمجموعة من الشباب يرفعون لافتات مكتوب عليها شعارات ضد النظام الحاكم ، وانضم اليهم ورفعوه الى اعلى اكتافهم بعد ان لاحظوا قوة صوته وبدأ يصيح ويصرخ معهم، وصادف هذا المشهد بثه على مختلف وسائل الاعلام الاخبارية ، وشاهدها عائلته وتعجب ابوه قائلا " الايشبه هذا ابننا بل اني اجزم انه هو !" فاجابه عمه " بل انه هو لقد اصبح ابنك بطلا وثوريا " فبكت الام قائلة " يالهي ماذا يفعل هناك ابني لماذا انضم لهم سيقتلونه انه شاب طيب وسادج "
اما بطلنا الصعيدي فقد اشتد عليه الجوع والعطش ولم يعد يهمه سوى الحصول على اكل وماء ، وقرر البحث عنهما في ميدان التحرير او الخروج بأي طريقة واثناء انشغاله في البحث صادف رجالا وشبان ملتحون سألوه" من أي مجموعة انت ؟"
لم يفهم فقال " انا مع الكل"
ـ " اذا فنحن معك ، هيا لتنضم معنا ، امسك هذه اللافتة واصرخ معنا وثور كما نفعل"
حمل اللافتة مكتوب عليها " نحن اخوان المسلمين نساند الشعب ضد النظام " . وصرخ حسب ماأملوه عليه من الشعارات ، وقرر الانفلات منهم ونجح في ذلك


واقترب المساء ومازال الجوع يلازمه وصاح بأعلى صوت انا جائع ياناس ، لاأطلب سوى الطعام ، انقذوا روح انسان لم يأكل منذ البارحة . وسمعه احد الشبان المعارضين وظنه مؤيدا للرئيس وضربه بالحجر وفلق له رأسه وسقط مغشيا عليه ، لحظته شابة ونادت تطلب من ينجده وقام مجموعة من الرجال بحمله الى احدى الخيم ، وهناك وجدوا فتاة جالسة واوصوها بالاعتناء به ، فقامت باسعافه لكنه لم يفق من اغمائه حتى مر الكثير من الوقت وغادرت الفتاة المخيم لتبحث عن من ينقله للمستشفى .
استفاق من غيبوبته ولم يجد احد وقرر مغادرة الخيمة ولاحظ وجود ضمامة على رأسه وتذكر اصابته فقال وهو يتحسس جرحه " هذا الميدان ملعون لم القى فيه سوى المتاعب والمعاناة والجوع ، جئت باحثا عن العمل واصبحت ابحث فقط عن الاكل"
وصادف مرور ولد امامه فقال له " هيه ايها الولد هل يمكنك مساعدتي اريدك ان تكتب لي شيئا في احدى اللافتات"
ـ " حسنااناهنا للمساعدة"
ورجع الى الخيمة واحضر لافتة وقلما ملونا وقال للولد " اكتب انا جيعان من ميدان التحرير اطالب بسقوط النظام لأتمكن من الخروج للاكل"
ضحك الولد وقال " ياله من شعار غريب ومضحك"
فضرب رأسه مازحا وقال " اصمت واكتب " بعد ان انهى الولد من الكتابة شكره بطلنا وحملها وصاح " انا جيعان من ميدان التحرير وليسقط النظام " .سمعه الناس وظنوه يقول شعارا جديدا ومبتكرا ويحمل مغزى سياسي ورددوا معه الشعار ، الى درجة ان ابتكر احدهم شعار انا جيعان واطالب بالديمقراطية والمساواة .
اما هو فظن ان هناك ألوفا في وضعيته وهان عليه جوعه ، لكن اصابه الدوار ورجع الى الخيمة ليشكر من اسعفه ، ووجد هناك فتاة عرف فيما بعد انها مسعفته وحكى لها عن حكايته وضحكت ومنحت له الاكل والشراب واحس بالامتنان لها وقال " لولاك لمت جوعا هنا"
وظل معا يشاركان في الناس في الثورة; وفجأة رن هاتفه ، كان المتصل ابوه يريد الاطمئنان عليه ، لكن صادف اتصاله هروب الناس خوفا من البلطجية الذين اقتحموا الميدان، وسقط هاتفه بفعل التدافع وجرى مع صديقته الجديدة هاربين كبقية الجموع.
مر يومان واحست الفتاة بالانجداب نحوه, وفرح هو لعثوره على اميرة احلامه وقال من غير تفكير " هل تقبلين بي زوجا ؟!" احست الفتاة بوقع المفاجأة وقالت " لكن كيف سنتزوج في مثل هذه الظروف ! وكذا انت عاطل عن العمل واسرتك في الريف "
فقال ضاحكا " لا عليك بعد سقوط النظام كل شيء سيكون على مايرام "
ودبر هو البدلة العرس وهي قامت بتوصية احدى صديقاتها ليجلبوا لها فستان العرس واتصلت باهلها واخبرتهم ووافقوا واحضروا المأذون وصادف احتفال عرسهم تنحي الرئيس عن الحكم وفرح الجميع وبتث وسائل الاعلام احتفالهم ، ولم يصدق اهله في الصعيد مايرونه في شاشة التلفاز فابنهم اصبح شهيرا ، واحتفل الثوار معه فهو فأل على الثورة واصبحت حكايته على كل لسان .
الأربعاء، 9 فبراير 2011

مشاهد من الحياة

غادرت المنزل لأقوم بالنزهة ، هاربا من الروتين ، مررت بجانب الاحياء المدينة كل حي وشكله ، هناك احياء راقية واحياء شعبية وكل حي ينضح بما فيه ، رأيت شبان يتسكعون في الطرقات ، يغازلون الفتيات ، يتهون في احاديث تافهة والبعض يدخن وينتشي برجولته المزعومة ، لو عرف هؤلاء كم من الوقت يضيعونه في التفاهات ، عوض الاستفادة من الوقت والقيام بآعمال اكثر نفعا لهم ولمجتمعهم ، وهناك اطفال يلعبون ويمرحون في الطرقات ، لو فكرت الدولة في تخصيص ملاعب رياضية وانشطة مفيدة لهؤلاء الاطفال عوض ان يضيعوا في حرب الطرقات ويفقدوا ارواحهم على يد عشاق السرعة  .
لاحظت مجموعة من الشيوخ جالسون في احد اركان المقابل للحي يلعبون الورق ،يجلسون ساعات وساعات ! عوض ان يتوجه احدهم الى المسجد ، أو تمضية الوقت في عمل شيء اخر اكثر نفعا ، وإفادة مجتمعهم وآولادهم من خبراتهم في ميدان الحياة...
وصلت الى مكاني المفضل وجلست في احد كراسي المتنزه العمومي القريب من الشاطيء ، استغرقت في التفكير في لاشيء وكل شيء افكار حول نفسي وحول الاخرين الى ان قطع حبل افكاري صراخ انثوي قوي ، ووليت نظري وجهة الصوت ، فوجدت امرأة في زي شرطة المرور تصرخ في وجه احد الشبان ممتطيا سيارة فخمة ، طالبة منه ان يسحب رخصة السياقة ، على ماأظن الشاب استخف بالشرطية ، واعتقد انها كأنثى لن تستطيع ان تفرض شخصيتها كباقي زملاءها الذكور في طريقة العمل ، او انه لم يستصغي ذكورته المزيفة كيف توقفه امرأة بزي الشرطة ، كان صوتها قوي بل الى درجة انها استعملت كلمات نابية وفجأة سمعت صوتا رجوليا باللغة الفرنسية ، يعلق على الامر وموجها لي الكلام وكان سائحا فرنسيا قال بإبتسامة ماكرة : يالصوتها المزعج ، ياللنساء ؛ إسْمَعْ صراخ قوي وكلمات نابية !". لاأدري هل فهم هذا السائح العجوز الشتائم بلغتنا ، اظنه فهمها من خلال الصوت وتعابير وجه الشرطية ،إكتفيت بالابتسامة وكأني اشير له ان لا تعليق على الحادث، غادر الشاب بسيارته بعض ان منح لشرطية رخصة السياقة ، قلت في نفسي هذه الحادثة اعطت صورة سلبية للسائح وانطباعا سيئا ، اه كم من الامور السلبية التي يلاحظها الاجانب التي تبرهن يوما بعد اخر عن مدى تخلفنا ، لو اطاع الشاب اوامر الشرطية لكان اكثر نفعا من الجدال ، لكن الشاب نموذج من المجتمع العربي الذي لا يعترف بسلطة امرأة وتطبيقها القوانين في مختلف الاعمال ، مجتمع تغلبه النزعة الذكورية ، وحتى الشرطية تعاملت الموقف بالصراخ وماكانت لتفعل ذلك فقد اثرت السخرية ، كان الافضل ان تهدده بطريقة افضل من الصراخ والسب ونسيت ان الصراخ ميزة الضعفاء.
اتجهت ببصري عن غير قصد الى جانب الاخر من المتنزه فوجدت فتاتين جميلتين مستغرقتين في الحديث ممزوج بضحكات ملابسهما تكشف اكثر مما تستر كما قال عادل امام" لبسة من غير هدوم " وكانت احداهن لاتكف تلقي نظرها على السائح العجوز وكأنها تحاول لفت نظره مستغيثة به من سوء احولها فهو المخلص من محنتها ، وهي عينة من الفتيات اللواتي يطمعن في الاجانب ليحققوا الثراء السريع او استغلالهم للسفر الى خارج الوطن ، لكن لسوء حظها العجوز لم يبالي بها فقد كان مستغرقا في القراءة ، هنا الفرق بيننا وبينهم القراءة ، نحن امة اقرأ لا تقرأ بل اصبحنا امة الجدال والملاحظة.
اثار سمعي بغتة صوت نقاش حاد ومسموع بين فتاة وشاب يبدوا انهما عاشقين. من خلال حديثهما تبين لي ان الفتاة تهدد حبيبها بالفراق ان لم يتقدم لخطبتها ، اما الشاب فيجيبها بظروفه التي لم تتحسن بعد ، ولفت انتباهي صوت منبه سيارة فخمة لشاب يعاكس احدى الفتيات محاولا لفت انتباهها لركوب معه ، وقارنت بين الشابين الشاب صديق الفتاة ضحية الظروف الصعبة الذي لايستطيع ان يتقدم لطلب يد الفتاة لسوء احوله المادية فكيف يفتح عشا اسريا بمبلغ هزيل بل تكلفة العرس والمهر لايقدر عليها ، لو ان الاسر العربية سهلوا امور الزواج بين الشباب عوض تعقيدها بالغلاء في المهور وتضييع الاموال في الاعراس البادخة فبإمكن جعل تلك الاموال سببا لبناء مستقبل العروسين او تجهيز بيتهم افضل من تضيعها في ليلة واحدة ، وذاك الشاب صاحب السيارة الفخمة الذي يبدوا ان ينتمي الى اسرة غنية ، لماذا لايفكر في الزواج مادام في بحبوحة من العيش الرغيد ؟! لماذا لايختار فتاة يتزوجها عوض ان يضيع نفسه بين احضان النساء والفتيات الليل ، ويضيع شرف بنات العائلات اللواتي تغريهن وسامة الشاب وسيارته الفخمة وكلمه المعسول فيقعن فريسته ويذهب شرفهن في خبر كان ، وينضمن الى طابور الامهات العازبات او يتجهن للدعارة بعض ان تنكر لهن اسرهن وتلوك الالسن الناس التي لا ترحم عرض عائلتها .
وبما ان كنت مشغولا في التفكير والمقارنة بين هذه الحالات لفت انتباهي طفل صغير في الخامسة من عمره يجري ويمرح ضاحكا، والفرحة تغمر احساسه ، وتحديرات الام والاب تلازمه الى لفت انتباهه شيء على الارض وجرى نحوه بخطوات متعترة وحمله لكن صوت الاب ابوه افزعه متوعدا له بالعقاب ان لم يعد ، لكن الطفل لم يكثرت وحمل ذلك الشيء الصغير لاأدري ماهو هل هي علبة ؟ ام شيء اخر ، فاسرعت امه نحوه ولطمت وجهه وصرخت بالقوة قائلة : " لماذا لاتسمع الكلام ارمي هذا الشئ والعب امامنا بكى الطفل محتجا للظلم الذي تعرض له ولقيد حريته ، هذه الاسرة تمثل الاسلوب التربوي المتبع في اغلب الاسر العربية ألا هو الصراخ والعقاب ، الطفل لم يكن محتاجا لكل ذلك التأنيب والضرب لسبب بسيط ان الطفل في سن يريد فيها اكتشاف الأشياء وكان من الافضل اتباع اسلوب التنبيه الهاديء لا العنف الكلامي والجسدي فينشأ الطفل خائفا من الاقدام والمغامرة وحب البحث والانطلاق ، وهذا ما جعل اغلب الشباب والاطفال معقدون نفسيا وخجولون ويحجبون على المسؤولية وتحدي الصعاب عوض ذلك يبررون مواقفهم بالكذب وسؤ الطالع ويفضلون اسلوب الهرب .
نهضت من مكاني قاصدا العودة الى المنزل ، وفي اثناء الطريق شاهدت مجنونا فاقدا كل شيء يسير بلا هذف وبملابس متسخة ومنظي بئيس ، يتكلم ويتمتم بكلام غير مفهوم ، قلت في نفسي :" كيف يطلقون هؤلاء المجانين في الشوارع مدننا بعد ان فقدت المصحات الامل في علاجهم كوسيلة للتخلص منهم ، وكم من اناس تبدوا عليهم امارة الرزانة والتعقل ويخفن في دواخلهم براكين من العقد النفسية وجنون في التصرفات ، وممرت بجانب شارع فوجدت رجلين يشتمان بعضهما بكلمات نابية مخلة بالادب والناس يتجمهرون حولهما ولم يستطيع احد التدخل لفض النزاع والاطفال يراقبون باهتمام ويتعلمون سوء التصرف في مثل هذه المواقف ، لو استفسرت عن سبب الخلاف لوجدته تافها ولتعجبت لكل هذا العراك على لاشيء ، فلو انهما احكما عقليهما وفكرا بالمنطق لوجدا نفسيهما مسخرة تلوكها الالسن وماأكثر التافهين ! اقتربت من المنزل وصادفت صديقا من ابناء الحي من الذين يحشرون انفسهم في كل صغيرة وكبيرة سائلا اين كنت ؟! اجبته كنت اجوب بلاد لله ...
السبت، 5 فبراير 2011

حكاية ملاك النهاية

قادهم منير الى مكان جلوس عائلته فقال مخاطبا اسرة ملاك " اسمحوا لي ان اقدم لكم عائلتي " فقام الاب والام من مكانهما يصافحا اسرة ملاك فقالت ام منير وكانت جميلة وجد انيقة بلباسها الفخم " لقد صدق ابني ان ابنتكما جميلة جدا ياملاك تبدين كأميرة " فقالت ملاك بخجل " هذا لطف منك ياسيدتي " فقال الاب لوالد ملاك وهو ينظر الى عامر " ومن هو هذا الشاب القوي البنية ؟" فأجابه والد ملاك " انه عامر جزء من عائلتنا " فقطع كلامه منير " انه يساعده في عمله ومن تواضعهم خصصوا له مكان بينهم ".

نظرت اليه ملاك بنظرة عتاب ، اما عامر فلم يكثرت لحديتهم لكن ماكان في داخله من الغضب والحنق حاول كبته ، وفجأة ظهرت فتاة جميلة تتقدم نحوهم بمرح ورشاقة ،فقال منير مشيرا اليها " انها اختي سهام ،تعالي يا سهام لتتعرفي على ملاك وابويها " فحيتهم سهام وتأملت ملاك قائلة " حقا انك تحسن الاختيار انها فتاة جميلة ومؤدبة " ونظرت الى عامر وابتسمت له واضضر للابتسام لها مجاملة ، فجلسوا جميعا يتحدثون ويضحكون ، الا عامرا فقد كان غارقا في افكاره ولاحطت سهام تحرك شيء في داخل قميص عامر وقالت مشيرة الى قميصه" اظن ان تمة شيء يتحرك داخل قميصك يا عامر " التفت الجميع نحو عامر الذي احي بارتباك واخرج السنجاب ، فضحكت ملاك قائلة " انه رابح صديقنا السنجاب ، لماذا احضرته معك ؟ " فضحكت اخت منير قائلة " لقد اشفق عليه واحضره معه ، حسنا فعلت ".

وقام منير من مكانه ومد يده لملاك قائلا " ارجوا ان تسمحي لي بالرقص معي " لم تريد ملاك الرقص لانها احست بالخجل لكن منيرا كان مصرا وامها شجعتها فلبث الدعوة ، اما عامر فنظر اليهما وهو يخاطب نفسه " هذه الحياة غريبة حقا ! الانسان الذي سبب لي المتاعب في حياتي هو نفسه من فاز بقلب الفتاة التي احب ، هل مازال يتذكرني ؟! ام نسي الامر نسي التهم التي لفقها لي اعلم انه يتظاهر بعدم الاهتمام ، ونظر الى اخته وبدت جميلة دائمة الابتسام ترمقه بنظرات الاعجاب ، فبغتته قائلة " لم تنطق بأي كلمة يا عامر الم تعجبك الحفلة ؟!" فأنقده صوت والد ملاك قائلا " انه يعاني من البكم " وبدى على سهام ملامح التأسف فقالت " انا اسفة ، لم اكون اعلم بهذا ؟ لكن هل تسمح لي بان نرقص معا " حاول ان يتهرب من هذه الدعوة لكن سهام اسرعت في مد يدها وابتسمت واجبر على ان يطاوعها ، فرقصا معا ، وكانت ملاك تلقي نظرها على عامر بين الفينة والاخرة ، فوجدته يراقص سهام وهما يضحكان واحست بشيء يحز في قلبها ، وحاولت كبت مشاعرها لكن لم تستطيع وقالت لمنير " هل يمككني ان اراقص عامر؟ انه يجلس وحيدا " التفت منير ينظر مكان جلوس عامر فلم يجده لكن وجده يرقص مع سهام ، فقال " اظنه مشغول بتعلم الرقص انظري كيف يرقص رقصاته مضحكة " فقالت ملاك اجل انه لايحسن الرقص ، واعلم انه يحس بالاحراج والخجل انظر الى فتيات هناك يسخرن منه " فضحك وقال " اذهبي وانقذي خادمكم من تلك الورطة " واقتربت منهما ملاك وقالت لسهام " ارجوا ان تسمحي لي ان اعلمه الرقص فهو لم يعتد على ذلك " فقالت سهام هو لك ياعزيزتي ".

وبالفعل علمته بدأت تعلمه خطوات ابجديات الرقص ، وبدى منسجمين معا بشكل لافت .
نظرت سهام اليهما وقالت مخاطبة منير " انظر اليهما وكأنهما عاشقين ، انهما منسجمين تماما " شعر منير بالغيرة والغضب وقال لها " لا تفكري بعيدا انها فقط تشفق عليه لا غير بسبب سداجته وبكمه " فقالت بخبث " فلا تنكر وسامته وقوته البدنية ، فهو يلفت انظار الفتيات حوله وكيف لايلفت نظر ملاك " نظر اليها بغضب وقال " ماذا تقصدين بقولك ؟! عامر مجرد انسان فقير لايلفت انتباه احد لايملك شيء وتلك القوة البادية على جسمه ليست دليلا على مدى قوته وشجاعته ولاتعني بضرورة انه يتقن فنون المبارزة بالسيف وسترين الان !" فقام من مكانه وخطب بصوت مسموع الجميع قائلا " ايها الحضور الكريم اعلم خاصة الرجال والشبان منكم اننا الان سنقدم مبارة في المبارزة بالسيف في الساحة القصر ، ومن يهزم الجميع فسنعترف له بالشجاعة والقوة والفروسية وسيصبح فارسا القرية ." وصاح جميع الشبان بالموافقة واستغرب والده ذلك الخطاب لكنه لم يحتج لانه متأكد من ان ولده قادر على اثبات تفوقه ، وقادر على هزيمة الجميع ، اما عامر فلم يكترث لنداء منير وانشغل بمداعبة السنجاب ، وقالت ملاك " لاأدر كيف يفكر منير ؟ هل دعى الناس للاحتفال ام للقتال ! " فقالت سهام " الشبان يحبون اثبات رجولتهم وقوتهم ، ياعامر ألن تشارك ؟!" اشار باصبعه نافيا ، فقالت ملاك " انه لايحب العنف يحب الهدوء والتأمل والمرح ورغم ذلك فهو شاب شجاع وقوي " فقالت سهام بمكر " لكن هذه المبارة نظمت لامثالك وخاصة انت " نظرعامر وملاك لسهام لم يفهما ماتعنيه بكلامها المبهم ، فقالت ملاك " وماعلاقة عامر بذلك ؟! " فاجابت مبتسمة " لقد اعجبت بقوة جسم عامر واكدت له بأنه شاب قوي لكن منير له وجهة نظر مختلفة وهي اثبات للجميع بان القوة الجسم لاتعني المهارة في القتال وهي المبارزة هي الوسيلة للاثبات القوة " واشارت الى قدوم اخيها قائلة " هاهو قد جاء خصيصا ليحثك على المشاركة " .

وكان تخمينها صائبا فلقد طلب منه المشاركة واستجاب عامر رغم انه غير مقتنع و لأنه احس انها فرصته للانتقام منه وبالفعل بدأت المبارة وانقسم المتبارون الى مجموعتين وذلك حسب القرعة ، منير في المجموعة الاولى وعامر في المجموعة التانية .

عندما بدأ القتال ابهر منير الحاضرين بمهارته في القتال ، وبإحترافية هزم الجميع من في مجموعته . وتأهل للدور النهائي.

وأمام استغراب الجميع فاز عامر بدوره وبقتال مميز وبسهولة واضحة في جميع المبارزات .وتأهل للدور النهائي وإلتقى عامر ومنير وجها لوجه ، ونظر منير بنظرات حادة .اما عامر فكانت عيناه تشع منهما شرارة ولهيب الانتقام ، وتقاتل الاثنان بعنف ولاحظ الجميع عراكهما  العنيف وكأنهما عدوان .كان منير يقتال باحترافية لانه تعلم المبارزة والفروسية منذ صغره ، مكنه من مبارزة عامر بشكل في الكثير من الخبرة في مجال القتال .لكن عامر لم يكن خصما سهلا فلقد كان يتفادى ضربات السيف بخفة ومهارة يقاتل قتالا جيدا ومميزا ..لانه تعلم من حياة الغابة الخفة وقاتل الحيونات الشرسة فاكتسب مهارة في القتال .كما انه تعلم القتال بالعصا وكان يستعملها كالسيف في حياته الاولى عفي الغابة وهذا ماجعل منير يستغرب من مهارة عامر وندهش لبراعته في القتال بالسيف .


وفي الاخير اسقط عامر سيف منير وألقى بجسده على الارض ووضع ناصية السيف على عنق منير ، وظن الجميع ان عامر فقد عقله ، فهم منير من خلال نظرات عامر المليئة بالحقد والانتقام ، مايخفيه من غضب وحنق عليه ، لكن عامر سحب سيفه وتركه وصفق الجميع . وعلن انتصار عامر .

قام منير من مكانه وتقدم نحو جميع الحاضرين وقال : اعترف للجميع بقوة عامر وانتصاره ومدام تشجع وتقدم لمبارزتي فسأتشجع بدوري لأحكي للجميع شيء خاصا  .وحان وقت اظهاره ، اعلم انكم ستتفاجئون لماسأخبركم عنه .
نظر اليه الكل باندهاش لم تصدق ملاك ماتسمعه ولاحظ منير عدم اهتمام عامر بكلامه ،ومحاولته الخروج من باب القصر ظاهرا ظهره غير مكثرت . فقال موجها خطابه لعامر : عامر انتظر هذا الكلام يعنيك انت اكثر من غيرك .


ووقف عامر برهة والتفت بجسده كله ينظر الى منير وتابع  هذا الاخير كلامه قائلا : اعلم انك حانق علي ياعامر بل تحس بالغضب تجاهي ، نعم لك الحق في ذلك ، لقد احسست بالظلم والاهانة التي سببتها لك في حايتك عندما كنا اطفالا ، اتذكرون بيت العم طارق والحريق الذي نشب فيه ، لم يكن هذا بسبب عامر بل بسببي انا نعم انا هو الفاعل لقد لقيت بالشمعة وففرت هاربا لم اكن اقصد لكن لفقت التهمة لعامر لانه كان طفلا ابكم ، لا يستطيع الدفاع عن نفسه ..هذا المسكين تلقى التهمة ونبذه الجميع وقمت انا وزملائي بعدة اعماكل شغب وسرقة كانت كلها تلصق بعامر ، ونخبر الناس انه الفاعل ، اشياء اخجل، من ذكرها قمت بها والمتهم دائما عامر . عندما كبرت ونضجت علمت ان هذا الامر غير مقبول لكنه الكبرياء منعني من الاعتراف بالخطاء وإحتقرت عامر لانه شاب فقير .لكنه ابهرني عندما  لم يخبر ملاك بحقيقة الامر ، وجعلني اتغير عندما لم ينتقم لنفسه ..انك ياعمر شاب شهم ونبيل .
 


دمعت ملاك واحس الناس بالشفقة تجاه عامر وبالاعجاب بنبل اخلاقه . وكذا بشجاعة منير واعترافه بالخطأ . نظر عامر لمنير نظرة خالية من الحقد وقال والجميع مندهش :" ليس هناك افظع من الظلم والاهانة التي تلحق بالانسان البريء ، وليس هناك اشجع من الانسان الذي يعترف بأخطائه ، ويطلب الاعتذار والصفح ، وانا معجب بشجاعتك واعترافك بذنبك ؛ وتأكد اني اقبل اعتدارك بصدر رحب " قالت ملاك وهي غير مصدقة " عامر انت تتكلم هل كنت تخدعون طيلة هذه المدة " قطع كلامها عامر وقال " انا لم اخدعكم يوما نعم لقد كنت ابكم اتذكرين ذلك اليوم عندما صعدنا الى الهضبة وصرخنا بأعلى صوت عندما رجعت الى المنزل اندهشت لقدرتي على كلام اردت اخبارك لكن اجلت امر حتى افاجئكم " فاحتضنته ملاك وهي تبكي " انا سعيدة جدا لاكتشاف الناس برائتك وعودة صوتك ، لكن انت يامنير صدمت فيك لإخفائك الحقيقة لكن انا سعيدة لاعترافك بالخطأ" انفرد منير بهما وقال " اريد ان اخبرك بالحقيقة التانية وهي اني لم انقذك من الغرق لكن انقذتك فعلا بحملك الى المنزل واحضار الطبيب " ونظرت ملاك الى عامر بعتاب " اعلم انك انقذتني ولاتنكر ذلك الان منذ اول يوم احسست بذلك لكن لم اكون متأكدة" فقال عامر " نعم انا هو منقذك ووضعتك على الارض عندما سمعت وقع اقدام ففضلت ان يتم انقاذك من طرفهم " فقالت ملاك " يالك من مجنون " امسك منير بيدها وقال " اعلم انك غاضبة نوعاما مني لكن هل مازلت تقبلين زوجا لك ولاأعرف شعورك ناحيتي ، وانا لاأريد ان اتزوجك مرغمة ولدى هل ستوافقين على اعلان خطوبتي بك ؟!"

 سكتت ملاك تارة تنظر الى منير وتارة الى عامر اصابتها الحيرة ، انها تحس باحساس قويب تجاه عامر لكن في نفس الوقت هناك شيء من مشاعر تجاه منير ، فقال عامر متدخلا " الامر واضح ايتها الغبية ، عليك بالموافقة ، فهو شاب مناسب وستكونان اسرة رائعة " خاطبت ملاك نفسها "الم يفهم بما انا فيه ، ام يتظاهر بعدم الاكثرات ، لقد اخفى منير الحقيقة عني وكذلك عامر ، واصبحت اميل اكثر الى عامر لكن هل سأخيب امل منير لم اعد قادرة على فهم نفسي !" فقالت وهي لاتدري ماتقوله " ارجوك منير لاأستطيع اجابتك الان فكل ماحدث الان في الاحتفال جعلني غير قادرة على اسيتعاب الموقف وامنح لي وقتا للتفكير " فوافق منير وغادر الجميع الحفل وعادت الاسرة الى المنزل وقال الاب مخاطبا زوجته " لم اكون اتصور ان منير سبب تعاسة عامر لكنه تشجع واعترف بذنبه ، واعتذر له ، انه شاب شجاع وكذلك عامر قبل اعتذاره ، حقا انهما شابين رائعين ترى من ستختار بينهما ابنتنا ".

دخلت ملاك الى غرفتها تبكي وتفكر الى ان غلبها النوم ، وفي الصباح استيقطت واتجهت الى غرفة عامر ولم تجده هناك " ولم تجد اغراضه وجدت السنجاب رابح وقفز ناحيتها وجرت نحو امها قائلة " اين هو عامر لم اجده في غرفته ، وحتى اغراضه ليست هناك ؟! " فقالت الام " لقد استيقط باكرا وحمل اغراضه يريد الرحيل وترك لك هذه الرسالة " امسكت بها ملاك وقرأت " عزيزتي ملاك لقد عشت حياتي كلها احلم يوما بالفوز بحبك واعيش معك الى النهاية ،ولم استطيع طيلة هذه المدة ان اعترف لك بحبي لك ، لأني كنت اعلم انه حبا من طرف واحد ، احببتك منذ الطفولة والى الان لكن حبي لم يكن مقدرا لي ، فأنت من نصيب منير فهو شاب قادر على اسعادك ومناسب لك ، فتذكري دائما ان تعيشي سعيدة اما انا فلقد قررت الرحيل والبحث عن مدينة الاحلام مدينة لا وجود لها الا في مخيلتنا كما قلت لي ، وسأبحث عنها حتى وان لم اجدها تكفيني المحاولة وتأكدي دائما انك مصدر سعادتي فكوني دائما سعيدة ، واعتني بصديقنا رابح لقد اقفلت عليه في الغرفة حتى لايتبعني ، الوداع."


خرجت الدموع من عينيها وجرت تحاول اللحاق به الى وصلت الى الكوخ وصعدت اليه ولم تجده وجرت تبادي باسمه الى ان ظهر شبحح شخص واقف ونادت عليه باسم عامر ووجدته هو وركضت ناحيته وارتمت عليه بالحضن وضربت صدره بضربات عتاب قائلة " كيف تتركني وحيدة هكذا الا تعلم اني لاأستطيع العيش بدونك وانت مصدر سعادتي انا أحبك ياعامر لقد حاولت اخفاء هذا الشعور حاولت اخماد نار الحب لكن لم استطيع" فقال عامر " ماذا عن منير " فقالت " منير سيتفهم الامر وهناك العديد من الفتيات يرغبن فيه ، عالمي مختلف عن عالمه وعالمك هو عالمي واريد العيش فيه هل تقبلني زوجة لك ؟" وقبل عامر جبهتها وقال مبتسما " ومن يرفض ملاك "

احتفل الناس بزواجهماواقموا احتفالا اسطوريا واصبحت قصتهما حديث الناس اما منير فتزوج من فتاة ثرية ، وقرر عامر وملاك الرحيل من القرية والبحث عن مدينة الاحلام
النهاية....


حكاية ملاك 8

في اليوم التالي قام منير بزيارتها وخرجا سويا في نزهة ، قال منير وهويخاطبها ويتأمل وجهها المشع " اعلم انك منزعجة من النقاش الذي دار بيننا في ذلك اليوم وانا متآسف ان كنت اساءت اليك ، فآانا لم اقصد ذلك فهذا لآني احبك يا ملاك"
ونظرت اليه وقالت " اعترف ان كلامك ذلك اليوم جرحني كثيرا ولم اكون اتصور يوما ان تسيء بي الظن ، لكني اليوم نسيت ذلك الامر "
ـ " انا لم اسيء الظن بك يوما ، لكن اغار عليك ياملاكي ، واريدك ان تكوني لي وحدي ."
ضحكت ملاك وقالت : " يالك من اناني ، وانا لست ملكا لآي احد سوى للخالق ،اذا احببنا شخصا فهذا لايعني ذلك ان نقيد حريته ونجعله كشيء، فآنا انسانة لي حرية خاصة مهما كانت علاقتنا"
ـ " لكي كامل الحرية ياجميلتي ، لننسى هذا الكلام اريد اخبارك بان عائلتي ستزور القرية بمناسبة افتتاحها لمنجم الذهب ،وسنقيم احتفالا لذلك فأنت مدعوة مع عائلتك."
ـ " عظيم . واخيرا سنتشرف بمقابلة عائلتك العظيمة ، اه نسيت هل من الممكن ان تدعوا عامر؟
استغرب منير طلبها فقال " عامر ! وبآي صفة ستتم دعوته؟ وهو مجرد خادم!"
احست ملاك بالغضب " ماذا تقوله يا منير ؟! لماذا تحتقر عامر هكذا ؟ ! هو ليس خادما بل جزء من اسرتي " قطع كلامها محاولا ارضاءها " حسنا . اظن ان لعامر مكانة خاصة عندك وانا لم اقصد احتقاره لكن "فقاطعته ملاك " لكن ماذا !؟ اليس انسانا كيف نحضر الى الحفلة؟ وندعه وحيدا في المنزل! هذا التصرف لاأقبله ، اه نسيت انها حفلتكم وانا اشترط كنت فقط اريده ان يتعرف على الناس ويتعرف عليك ."
ـ لا بل هي حفلتك كذلك وهي مناسبة ليتعرف اهلي عليك ، واحضري معك عامر .لكن اريد ان اسألك هل تحبينني حقا ؟"
فجاءها بهذا السؤال ولم تدري بماذا ستجيبه ! ولم تدري لماذا احست بالتردد وسكتت تحار ماستقوله !
اندهش منير لصمتها وعدم اجابتها فقال وهو يلاحظ ارتباكها : " لم اكن اتصور انك خجولة الى هذا الحد ، واعتبر ذلك دليلا على حبك لي ايتها الخجولة " فضحك ، ، اما هي فلم تعرف ماذا اصابها ماذا يعني هذا ؟ لماذا لم تجيبه وتؤكد له حبها ، هل هي خجولة كما قال ؟! ام انا قلبها لايعرف احساسه تجاه منير ؟
عادت ملاك الى المنزل واخبرت ابويها عن دعوة منير لحضور الحفلة ودخلت الى غرفة عامر ووجدته مستغرقا في مستغرقا في المطالعة ؛ وجرى السنجاب ناحيتها وقفز نحوصدرها وتشبت بثوبها ، وداعبته بلاطفة ، وقالت لعامر " هيه يا عامر اراك في القراءة !"
ابتسم عامر ، واقتربت من مكان جلوسه وامسكت بكتاب قائلة : " اسمح لي على تطفلي اريد ان ارى محتوى كتاب فهذا كتاب تحمله معك اينما ذهبت !" وتقرأ باهتمام لتكشف سره "اه نه بعنوان مدينة الأحلام فقلبت صفحاته ووقف عامرخلفها وامسك بيديها واشار لها بان تقلب احدى الصفحات واشار باصبعه بقراءة تلك الفقرة ، فقراءت بصوت مسموع " العالم ينقسم مابين خير وشر ،ظلم وعدل ،جميل وقبيح ، هذه الثنائيات من صميم الحياة ، والحلم جزء منها والحلم يخرجنا من الواقع الصادم لمفاهمينا الجميلة ، لكن ان اخبرتكم ان بعض الاحلام الغير ممكنة قد تكون بالفعل ممكنة ! فهناك في مكان ما مدينة تسمى مدينة الاحلام ، ، ليس فيها ظلم ولا شر ، لجأ اليها كل من احب العيش في امان وحب وسلام ، اسسها الشعراء والمخترعين والعلماء والفلاسفة ، وصلوا الى الرقي الحضاري والتقدم العلمي ،لكن اين موقعها لاأدري ؟! انا لاأتكلم من فراغ فلقد رأيت دليل وجودها من احد الشعراء الذي اتهموه بلوثة في دماغه لانه قال مالايصدقه منطق ! فادعوا كل من قرأ كتابي وكل من اراد العيش في الرقي والنقاء ان يبحث عن مدينة الاحلام " وسكتت ملاك وابتسمت قائلة "وهل لهذه المدينة وجود ؟! اظنها موجودة في مخيلته فقط " ضحك عامر فأمسك بورقة وقلم وخط فيها " نعم انا مؤمن وهذا الكتاب آلفه كاتب فيلسوف اختفى فجأة باحثا عنها واظنه وجد ضالته " فقالت ملاك وهي تغلق الكتاب "دعك من مدينة الاحلام ولنرجع الى قريتنا قرية الاحلام " وضحكت وضحك عامر واكملت "اخبرك انك مدعو معنا لحضور حفلة عائلة منير الذين قدموا من المدينة للاحتفال بافتتاحهم لمنجم الذهب وهذا الاكتشاف سيزيد من تطور المستوى الحياة لآهل القرية " فكتب عامر في الورقة " اعذريني يا ملاك انا لاأحب حضور الحفلات ، ولاأحس بالراحة فيها ، اذهبوا انتم ،واستمتعوا بوقتكم " .
ضحكت ملاك وقالت " وهل تخالني احب تلك الحفلات الاستقراطية ، انما من العيب عدم تلبية الدعوة ، سوف تذهب معنا وهي فرصة لتشكر منير لمساعدته لك وتتعرفا على بعضكما وان لم تذهب معنا فساكون حزينة " فكر مليا وكتب " حسنا لأجلك فقط ويالها من عقوبة وليكون الله في عوني .." وضحكت ملاك وهي فارحة.
عندما اقترب موعد الحفلة ، احضرت ملاك لباسا جديدا وانيقا لعامر وامرته بان يلبسه للحفلة وبالفعل بدا عامرا انيقا ووسيما ، وخرجوا جميعا وركبوا عربة انيقة يجرها اربع احصنة ، ولم تكون ملاك تعلم ان عامر احضر معه السنجاب رابح ، لانه اخفاه تحت ملابسه الانيقة ، ودخلوا الى القصر ولاحظوا جمال المكان وحسن صنعته ، وكان المكان مكتض بالناس ، والشبان والفتيات يرقصون رقصة رومانسية على ايقاع الموسيقى الهادئة ، لاحظ عامر قدوم شاب وسيم الطلعة يرتدي ملابس فخمة ، اقترب منهم وابتسم لهم قائلا " مرحبا بكم جميعا " تفحص عامر وجه منير واحس بصدمة ولم يصدق مايراه انه هو ذلك الطفل سبب تعاسته انه يتذكره جيدا يالي هذه المصادفة لم يكون يتصور يوما ان منير هو نفسه ذلك الطفل المدلل ، لم يعلم احد بما يدور في خلده وصافح منير الجميع وقدم يده مصافحا لعامر تاخر هذا الاخير في مد يده امام استغراب الجميع لكن مد يده اخيرا وقال منيرا " انا سعيد لقدومك الى هذه الحفلة " وقالت ملاك " ان عامر يشكرك على مساعدته يوم اصابته اليس كذلك يا عامر " لم يجيب عامر بالاشارة كعادته ولاحظت ملاك ان في عيني عامر حنق وغضب ولم تراه يوما هكذا ."يتبع "
عربي باي

الثلاثاء، 22 فبراير 2011

ذكرى

10:16 ص
جلس على الاريكة ونظر حوله وتمتم بكلمات غير مسموعة ، حامدا الله بقلبه ، الان وهو في سن الشيخوخة التي لم يكن يتصور انه سيعيش حتى يصلها ، فهو ...

السبت، 12 فبراير 2011

الأربعاء، 9 فبراير 2011

السبت، 5 فبراير 2011