السبت، 5 فبراير 2011

حكاية ملاك 8

في اليوم التالي قام منير بزيارتها وخرجا سويا في نزهة ، قال منير وهويخاطبها ويتأمل وجهها المشع " اعلم انك منزعجة من النقاش الذي دار بيننا في ذلك اليوم وانا متآسف ان كنت اساءت اليك ، فآانا لم اقصد ذلك فهذا لآني احبك يا ملاك"
ونظرت اليه وقالت " اعترف ان كلامك ذلك اليوم جرحني كثيرا ولم اكون اتصور يوما ان تسيء بي الظن ، لكني اليوم نسيت ذلك الامر "
ـ " انا لم اسيء الظن بك يوما ، لكن اغار عليك ياملاكي ، واريدك ان تكوني لي وحدي ."
ضحكت ملاك وقالت : " يالك من اناني ، وانا لست ملكا لآي احد سوى للخالق ،اذا احببنا شخصا فهذا لايعني ذلك ان نقيد حريته ونجعله كشيء، فآنا انسانة لي حرية خاصة مهما كانت علاقتنا"
ـ " لكي كامل الحرية ياجميلتي ، لننسى هذا الكلام اريد اخبارك بان عائلتي ستزور القرية بمناسبة افتتاحها لمنجم الذهب ،وسنقيم احتفالا لذلك فأنت مدعوة مع عائلتك."
ـ " عظيم . واخيرا سنتشرف بمقابلة عائلتك العظيمة ، اه نسيت هل من الممكن ان تدعوا عامر؟
استغرب منير طلبها فقال " عامر ! وبآي صفة ستتم دعوته؟ وهو مجرد خادم!"
احست ملاك بالغضب " ماذا تقوله يا منير ؟! لماذا تحتقر عامر هكذا ؟ ! هو ليس خادما بل جزء من اسرتي " قطع كلامها محاولا ارضاءها " حسنا . اظن ان لعامر مكانة خاصة عندك وانا لم اقصد احتقاره لكن "فقاطعته ملاك " لكن ماذا !؟ اليس انسانا كيف نحضر الى الحفلة؟ وندعه وحيدا في المنزل! هذا التصرف لاأقبله ، اه نسيت انها حفلتكم وانا اشترط كنت فقط اريده ان يتعرف على الناس ويتعرف عليك ."
ـ لا بل هي حفلتك كذلك وهي مناسبة ليتعرف اهلي عليك ، واحضري معك عامر .لكن اريد ان اسألك هل تحبينني حقا ؟"
فجاءها بهذا السؤال ولم تدري بماذا ستجيبه ! ولم تدري لماذا احست بالتردد وسكتت تحار ماستقوله !
اندهش منير لصمتها وعدم اجابتها فقال وهو يلاحظ ارتباكها : " لم اكن اتصور انك خجولة الى هذا الحد ، واعتبر ذلك دليلا على حبك لي ايتها الخجولة " فضحك ، ، اما هي فلم تعرف ماذا اصابها ماذا يعني هذا ؟ لماذا لم تجيبه وتؤكد له حبها ، هل هي خجولة كما قال ؟! ام انا قلبها لايعرف احساسه تجاه منير ؟
عادت ملاك الى المنزل واخبرت ابويها عن دعوة منير لحضور الحفلة ودخلت الى غرفة عامر ووجدته مستغرقا في مستغرقا في المطالعة ؛ وجرى السنجاب ناحيتها وقفز نحوصدرها وتشبت بثوبها ، وداعبته بلاطفة ، وقالت لعامر " هيه يا عامر اراك في القراءة !"
ابتسم عامر ، واقتربت من مكان جلوسه وامسكت بكتاب قائلة : " اسمح لي على تطفلي اريد ان ارى محتوى كتاب فهذا كتاب تحمله معك اينما ذهبت !" وتقرأ باهتمام لتكشف سره "اه نه بعنوان مدينة الأحلام فقلبت صفحاته ووقف عامرخلفها وامسك بيديها واشار لها بان تقلب احدى الصفحات واشار باصبعه بقراءة تلك الفقرة ، فقراءت بصوت مسموع " العالم ينقسم مابين خير وشر ،ظلم وعدل ،جميل وقبيح ، هذه الثنائيات من صميم الحياة ، والحلم جزء منها والحلم يخرجنا من الواقع الصادم لمفاهمينا الجميلة ، لكن ان اخبرتكم ان بعض الاحلام الغير ممكنة قد تكون بالفعل ممكنة ! فهناك في مكان ما مدينة تسمى مدينة الاحلام ، ، ليس فيها ظلم ولا شر ، لجأ اليها كل من احب العيش في امان وحب وسلام ، اسسها الشعراء والمخترعين والعلماء والفلاسفة ، وصلوا الى الرقي الحضاري والتقدم العلمي ،لكن اين موقعها لاأدري ؟! انا لاأتكلم من فراغ فلقد رأيت دليل وجودها من احد الشعراء الذي اتهموه بلوثة في دماغه لانه قال مالايصدقه منطق ! فادعوا كل من قرأ كتابي وكل من اراد العيش في الرقي والنقاء ان يبحث عن مدينة الاحلام " وسكتت ملاك وابتسمت قائلة "وهل لهذه المدينة وجود ؟! اظنها موجودة في مخيلته فقط " ضحك عامر فأمسك بورقة وقلم وخط فيها " نعم انا مؤمن وهذا الكتاب آلفه كاتب فيلسوف اختفى فجأة باحثا عنها واظنه وجد ضالته " فقالت ملاك وهي تغلق الكتاب "دعك من مدينة الاحلام ولنرجع الى قريتنا قرية الاحلام " وضحكت وضحك عامر واكملت "اخبرك انك مدعو معنا لحضور حفلة عائلة منير الذين قدموا من المدينة للاحتفال بافتتاحهم لمنجم الذهب وهذا الاكتشاف سيزيد من تطور المستوى الحياة لآهل القرية " فكتب عامر في الورقة " اعذريني يا ملاك انا لاأحب حضور الحفلات ، ولاأحس بالراحة فيها ، اذهبوا انتم ،واستمتعوا بوقتكم " .
ضحكت ملاك وقالت " وهل تخالني احب تلك الحفلات الاستقراطية ، انما من العيب عدم تلبية الدعوة ، سوف تذهب معنا وهي فرصة لتشكر منير لمساعدته لك وتتعرفا على بعضكما وان لم تذهب معنا فساكون حزينة " فكر مليا وكتب " حسنا لأجلك فقط ويالها من عقوبة وليكون الله في عوني .." وضحكت ملاك وهي فارحة.
عندما اقترب موعد الحفلة ، احضرت ملاك لباسا جديدا وانيقا لعامر وامرته بان يلبسه للحفلة وبالفعل بدا عامرا انيقا ووسيما ، وخرجوا جميعا وركبوا عربة انيقة يجرها اربع احصنة ، ولم تكون ملاك تعلم ان عامر احضر معه السنجاب رابح ، لانه اخفاه تحت ملابسه الانيقة ، ودخلوا الى القصر ولاحظوا جمال المكان وحسن صنعته ، وكان المكان مكتض بالناس ، والشبان والفتيات يرقصون رقصة رومانسية على ايقاع الموسيقى الهادئة ، لاحظ عامر قدوم شاب وسيم الطلعة يرتدي ملابس فخمة ، اقترب منهم وابتسم لهم قائلا " مرحبا بكم جميعا " تفحص عامر وجه منير واحس بصدمة ولم يصدق مايراه انه هو ذلك الطفل سبب تعاسته انه يتذكره جيدا يالي هذه المصادفة لم يكون يتصور يوما ان منير هو نفسه ذلك الطفل المدلل ، لم يعلم احد بما يدور في خلده وصافح منير الجميع وقدم يده مصافحا لعامر تاخر هذا الاخير في مد يده امام استغراب الجميع لكن مد يده اخيرا وقال منيرا " انا سعيد لقدومك الى هذه الحفلة " وقالت ملاك " ان عامر يشكرك على مساعدته يوم اصابته اليس كذلك يا عامر " لم يجيب عامر بالاشارة كعادته ولاحظت ملاك ان في عيني عامر حنق وغضب ولم تراه يوما هكذا ."يتبع "
اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

عربي باي

السبت، 5 فبراير 2011

حكاية ملاك 8

في اليوم التالي قام منير بزيارتها وخرجا سويا في نزهة ، قال منير وهويخاطبها ويتأمل وجهها المشع " اعلم انك منزعجة من النقاش الذي دار بيننا في ذلك اليوم وانا متآسف ان كنت اساءت اليك ، فآانا لم اقصد ذلك فهذا لآني احبك يا ملاك"
ونظرت اليه وقالت " اعترف ان كلامك ذلك اليوم جرحني كثيرا ولم اكون اتصور يوما ان تسيء بي الظن ، لكني اليوم نسيت ذلك الامر "
ـ " انا لم اسيء الظن بك يوما ، لكن اغار عليك ياملاكي ، واريدك ان تكوني لي وحدي ."
ضحكت ملاك وقالت : " يالك من اناني ، وانا لست ملكا لآي احد سوى للخالق ،اذا احببنا شخصا فهذا لايعني ذلك ان نقيد حريته ونجعله كشيء، فآنا انسانة لي حرية خاصة مهما كانت علاقتنا"
ـ " لكي كامل الحرية ياجميلتي ، لننسى هذا الكلام اريد اخبارك بان عائلتي ستزور القرية بمناسبة افتتاحها لمنجم الذهب ،وسنقيم احتفالا لذلك فأنت مدعوة مع عائلتك."
ـ " عظيم . واخيرا سنتشرف بمقابلة عائلتك العظيمة ، اه نسيت هل من الممكن ان تدعوا عامر؟
استغرب منير طلبها فقال " عامر ! وبآي صفة ستتم دعوته؟ وهو مجرد خادم!"
احست ملاك بالغضب " ماذا تقوله يا منير ؟! لماذا تحتقر عامر هكذا ؟ ! هو ليس خادما بل جزء من اسرتي " قطع كلامها محاولا ارضاءها " حسنا . اظن ان لعامر مكانة خاصة عندك وانا لم اقصد احتقاره لكن "فقاطعته ملاك " لكن ماذا !؟ اليس انسانا كيف نحضر الى الحفلة؟ وندعه وحيدا في المنزل! هذا التصرف لاأقبله ، اه نسيت انها حفلتكم وانا اشترط كنت فقط اريده ان يتعرف على الناس ويتعرف عليك ."
ـ لا بل هي حفلتك كذلك وهي مناسبة ليتعرف اهلي عليك ، واحضري معك عامر .لكن اريد ان اسألك هل تحبينني حقا ؟"
فجاءها بهذا السؤال ولم تدري بماذا ستجيبه ! ولم تدري لماذا احست بالتردد وسكتت تحار ماستقوله !
اندهش منير لصمتها وعدم اجابتها فقال وهو يلاحظ ارتباكها : " لم اكن اتصور انك خجولة الى هذا الحد ، واعتبر ذلك دليلا على حبك لي ايتها الخجولة " فضحك ، ، اما هي فلم تعرف ماذا اصابها ماذا يعني هذا ؟ لماذا لم تجيبه وتؤكد له حبها ، هل هي خجولة كما قال ؟! ام انا قلبها لايعرف احساسه تجاه منير ؟
عادت ملاك الى المنزل واخبرت ابويها عن دعوة منير لحضور الحفلة ودخلت الى غرفة عامر ووجدته مستغرقا في مستغرقا في المطالعة ؛ وجرى السنجاب ناحيتها وقفز نحوصدرها وتشبت بثوبها ، وداعبته بلاطفة ، وقالت لعامر " هيه يا عامر اراك في القراءة !"
ابتسم عامر ، واقتربت من مكان جلوسه وامسكت بكتاب قائلة : " اسمح لي على تطفلي اريد ان ارى محتوى كتاب فهذا كتاب تحمله معك اينما ذهبت !" وتقرأ باهتمام لتكشف سره "اه نه بعنوان مدينة الأحلام فقلبت صفحاته ووقف عامرخلفها وامسك بيديها واشار لها بان تقلب احدى الصفحات واشار باصبعه بقراءة تلك الفقرة ، فقراءت بصوت مسموع " العالم ينقسم مابين خير وشر ،ظلم وعدل ،جميل وقبيح ، هذه الثنائيات من صميم الحياة ، والحلم جزء منها والحلم يخرجنا من الواقع الصادم لمفاهمينا الجميلة ، لكن ان اخبرتكم ان بعض الاحلام الغير ممكنة قد تكون بالفعل ممكنة ! فهناك في مكان ما مدينة تسمى مدينة الاحلام ، ، ليس فيها ظلم ولا شر ، لجأ اليها كل من احب العيش في امان وحب وسلام ، اسسها الشعراء والمخترعين والعلماء والفلاسفة ، وصلوا الى الرقي الحضاري والتقدم العلمي ،لكن اين موقعها لاأدري ؟! انا لاأتكلم من فراغ فلقد رأيت دليل وجودها من احد الشعراء الذي اتهموه بلوثة في دماغه لانه قال مالايصدقه منطق ! فادعوا كل من قرأ كتابي وكل من اراد العيش في الرقي والنقاء ان يبحث عن مدينة الاحلام " وسكتت ملاك وابتسمت قائلة "وهل لهذه المدينة وجود ؟! اظنها موجودة في مخيلته فقط " ضحك عامر فأمسك بورقة وقلم وخط فيها " نعم انا مؤمن وهذا الكتاب آلفه كاتب فيلسوف اختفى فجأة باحثا عنها واظنه وجد ضالته " فقالت ملاك وهي تغلق الكتاب "دعك من مدينة الاحلام ولنرجع الى قريتنا قرية الاحلام " وضحكت وضحك عامر واكملت "اخبرك انك مدعو معنا لحضور حفلة عائلة منير الذين قدموا من المدينة للاحتفال بافتتاحهم لمنجم الذهب وهذا الاكتشاف سيزيد من تطور المستوى الحياة لآهل القرية " فكتب عامر في الورقة " اعذريني يا ملاك انا لاأحب حضور الحفلات ، ولاأحس بالراحة فيها ، اذهبوا انتم ،واستمتعوا بوقتكم " .
ضحكت ملاك وقالت " وهل تخالني احب تلك الحفلات الاستقراطية ، انما من العيب عدم تلبية الدعوة ، سوف تذهب معنا وهي فرصة لتشكر منير لمساعدته لك وتتعرفا على بعضكما وان لم تذهب معنا فساكون حزينة " فكر مليا وكتب " حسنا لأجلك فقط ويالها من عقوبة وليكون الله في عوني .." وضحكت ملاك وهي فارحة.
عندما اقترب موعد الحفلة ، احضرت ملاك لباسا جديدا وانيقا لعامر وامرته بان يلبسه للحفلة وبالفعل بدا عامرا انيقا ووسيما ، وخرجوا جميعا وركبوا عربة انيقة يجرها اربع احصنة ، ولم تكون ملاك تعلم ان عامر احضر معه السنجاب رابح ، لانه اخفاه تحت ملابسه الانيقة ، ودخلوا الى القصر ولاحظوا جمال المكان وحسن صنعته ، وكان المكان مكتض بالناس ، والشبان والفتيات يرقصون رقصة رومانسية على ايقاع الموسيقى الهادئة ، لاحظ عامر قدوم شاب وسيم الطلعة يرتدي ملابس فخمة ، اقترب منهم وابتسم لهم قائلا " مرحبا بكم جميعا " تفحص عامر وجه منير واحس بصدمة ولم يصدق مايراه انه هو ذلك الطفل سبب تعاسته انه يتذكره جيدا يالي هذه المصادفة لم يكون يتصور يوما ان منير هو نفسه ذلك الطفل المدلل ، لم يعلم احد بما يدور في خلده وصافح منير الجميع وقدم يده مصافحا لعامر تاخر هذا الاخير في مد يده امام استغراب الجميع لكن مد يده اخيرا وقال منيرا " انا سعيد لقدومك الى هذه الحفلة " وقالت ملاك " ان عامر يشكرك على مساعدته يوم اصابته اليس كذلك يا عامر " لم يجيب عامر بالاشارة كعادته ولاحظت ملاك ان في عيني عامر حنق وغضب ولم تراه يوما هكذا ."يتبع "

ليست هناك تعليقات: