السبت، 19 أغسطس 2017

انا واليابان والحلم والاسلام

بعد ان استيقظت من النوم ، لاحظت ان فراشي مختلف ، احسست بالدهشة  ، نهضت مسرعا اتفحص غرفة فوجدتها مختلفة ، ماذا يحدث الان ، هل هناك خطب ما ، ام انا احلم ، لكني اعرف هذه الغرفة و حتى هذا المنزل اعرفه ، و ذهبت مباشرة للحمام نظرت للمرأة فوجدتي نفسي مختلفا ، بل ملامحي اسيوية ، ماهذا الذي يحدث بدأت افكر اني ياباني ، لكن لماذا يخيل الي اني لست هكذا بالاصل ، مشاعر مختلطة ، لكني اعرف هذا المكان نعم انا من اليابان انيا ياباني اتكلم اليابانية  واعمل في اليابان ، لكن لما ينتابني شعور اني لست انا !!!!

خرجت للعمل ، التقيت بالاصدقاء الذين اعرفهم ويخيل لي اني اول مرة اعرفهم ، حقا انه إلتباس غير مفهوم ، بعد العمل وفي المساء ، التقيت بأصدقائي ، تكلمنا و ضحكنا ، واتجه حديثنا عن الدين ، نعم انا اعتنق البوذية ، لكن عندما تحدث احدهم عن الارهاب ، سمعت ان اصحابه مسلمين ، تملكني الفضول لما المسلمين ارهابيون  ولما يقتلون الناس ويفجرون !!! هل دينهم هكذا وحشي ، فقررت ان اخصص وقتي للبحث عن هذا الدين ، من خلال تعرفي على المسلمين ، وذلك بزيارتي السياحية لدولة مسلمة ، خلال اجازتي الصيفية ، وبالفعل ذهبت لبلد عربي ، عندما حللت هناك ، احسست ان الناس هناك عاديون جدا ويتصرفون بترحيب وعفوية ، لكن الوضع تغير ، فوجدت ازبال في اماكن عديدة وعدم نظافة شوارعهم ، وجدت شبانا يتشاجرون بسكاكين ، وفي الشوارع عند السيارات هناك عدم احترام لقانون السير و عصبية بين السائقين ، ذهبت عند بعض التجار واشتريت عنده بعض مقتنيات للذكرى ، لاكتشف انه خدعني في ثمنها وقيمتها بعد ان اغرني كلامه عن قيمة المنتوج ، لأجده مجرد كاذب ، مخادع .

لأكتشف نوع اخر من المسلمين ليس ارهابيون لكنهم مستغلون ، ليس كلهم ، واعترف ان هناك من كانت معاملته جيدة ، لكن اخدت انطباع ان هذا الدين حقا به نقص .

رجعت لبلدي اليابان ، ومرت الايام ان ان تعرفت على كتاب جميل اعجبني اقتنيته ، وانبهرت به ، وعلمت انه كتاب مترجم لكاتب عربي ، احسست بتناقض ، رغما هذا هؤلاء المسلمون فيهم من يختلف عنهم ، فقررت ان اتعلم اللغة العربية ، فموضوع الاسلام شغل بالي ، وبالفعل نجحت في تعلمها ، ودخلت لمنتديات عربية اسلامية ، فصدمت لكمية الجدال واللعان والشتائم بين المسلمين والعرب ، وتعاليق كلها قلة ادب واتهام ، وقلة نادرة تتعلق وتناقش بادب ورقي ...بل تكلمت مع احدهم فوصفني بابشع الصفات بعد ان اكدت ان دين الاسلام لا يربي الناس على خلق ...فاشتدت كراهيتي للاسلام والمسلمين ولم اعيد اطيق سماع كل ما يمت الصلة بهم ...واعلقت عيني لأنام ، فاستيقظت فوجدت نفسي في غرفة اعرفها جيدا انها غرفتي ، وركضت  للحمام نعم هذا هو انا ، لكن لما شعرت اني ياباني ، فتأكدت ان هناك رسالة ما من خلال هذه التجربة ، فانا عربي الاصل ، مسلم الدين ، اقطن بدولة عربية ، وان ما حدث لي هو حلم ، لان ما عشته هو تجربة شخص اجنبي يريد معرفة الاسلام ، فكانت تصرفاتنا سبب سوء الفهم ، فقررت ان اتغير ، ان اتكلم بادب ، و ان اتخلق باخلاق جميلة ، وان لا ارمي الازبال في الشوارع ، لأن الاخر يرى افعالك باسم الاسلام ، فانت سفير للاسلام ...ومرت الايام وتحسنت اخلاقي ، والتقيت بياباني بالصدفة تعرفت عليه ، لم احدثه عن الاسلام ابدا ، بل كنت اعامله بأخلاق الاسلام ، مما ادى به انه اراد ان يتعرف علىى مسلم بعد ان قرر التعرف على الاسلام وانه سيرجع الان لبلده متقين ان الاسلام دين اخلاق وجمال ومحبة وسلام ، وأنه يفكر في ان يعتنق الاسلام ، وكل هذا بسبب معاملتي الاخلاقية التي تعلمتها من ديننا ...فتأكدت ان ما يقع لعالمنا الاسلامي من نفور الناس وخوفهم من الاسلام سببه نحن .
الجمعة، 4 أغسطس 2017

حقا إنه رجل غريب 4

خرج الرجل الغريب مع ماريا من الحانة او المرقص ، ولاحظت مارية ان سيارته من نوع فولزفاكن القديمة ، التي عادة ما يركبها الهيبيين ، فقالت مستنكرة : اتريدين ان اقضي معك الليلة هنا في سيارتك الخرقاء هذه ، كنت اعتقدك رجل ثري .

ضحك الرجل الغريب وفتح لها باب سيارته وقال : سيارة خرقاء ! حقا انه لقب جميل . ومن قال انك ستقضين الليلة هنا ، اركبي ، فآنا اعدك انك لن تندمي .

فركبت وقالت ممتعضة : حسنا سنرى .

ركبا السيارة ، واطلق الرجل موسيقا هادئة جميلة ، وكانت مارية في نفسها تتسأل : ترى أي  نوع من الرجال هو ؟!

فسألته فجأة : الى اين تذهب بي الان ؟

اجابها : الى مطعم ، لنأكل وجبة شهية .

قالت بغضب ؛ اهذا و
قت الوجبات ، اخبرك ان عملي قضاء ليلة مع الزبائن ولا اخرج الا مع الاثرياء ، و يبدوا انك رجل مخادع ، وتريد ان تتباهى بي في المطعم ، خدني لبيتك ، وانهي عملي ، وتدفع لي المبلغ .

ابتسم ولم يتكلم .

الى ان وصل لمطعم فاخر ، فقال لها هي اخرجي لنأكل اني اتضور جوعا ، اما هي فنظرت له بغضب ، الم تسمع كلامي ، اتتعمد الاستهزاء بي .

ابتسم مرة اخرى ، لا ادري لما تهدرين طاقتك كله في الغضب ، اليس يهمك فقط المال ، اذا هيا ..ثق بي

خرجت تتأفف ، ودخل المطعم واحضر وجبات ، وبدأ بالاكل ، فسألها اثناء ذلك قائلا : احس ان ماضيك كان صعبا ، فحد
يثك و غضبك المتكرر ، يدل على مواقف صعبة عشتها في حياتك .

نظرت اليه وقالت : وماذا تعتقد اننا نعيش في مجتمع لا يرحم ، ولا يرحم الضعفاء ، هل تعلم تلك النساء التي وجدتهن في الحانة ، لم يكن م
صيرهن هكذا ، لولا انهن وجدن مجتمعا  منافقا ، قاسي ، يتظاهر بالتدين والانسانية ، والحقيقة انهم وحوش ينتظرون الفرصة فقط لالتهامك .

فقال الرجل بهدوء : اتفق معك فيما قلته ، لكن اليس الانسان هو الذي يختار مساره ، علما ان المجتمع ليس شريرا كله الى هذه الدرجة ، فقط بسبب مشكلة كيفما كانت تجعلنا نميل لإتهام كامل المجتمع .


احيانا تكون طريقة تفكيرنا سببا لتعاستنا ولمسار الذي نعيشه في المستقبل او الان .

صمتت تنظر اليه وقالت بعدها : فلسفتك كلها هراء .

ضحك الرجل الغريب : حقا ! هذا ما يقولنه لي دائما . لكن اريد ان اسألك كيف اتخدت هذا المسار ؟

قالت مارية : انها اكذيبكم يا رجال ، تستغلين النساء وترمهن بعيدا .
فقال الرجل : اذا كنت في علاقة مع رجل ، فتخلى عنك .
اجابت : نعم ، كانت علاقة حب بيننا وعدني بالزواج ، لكنه تخلى عني ، بعد سلمت له نفسي ، معتقدة انه سيصبح زوجا لي بعدها .

فقال الرجل : حسنا ، هل رأيت انت سبب مشكلتك اساسا .

نظرت له بغضب : ماذا اتريد اتلقى اللوم علي وتبريء ذلك المعتوه ، هو مثلك يبحث فقط عن الشهوات والمتعة ، لا تعرفون مامعنى الحب ، انكم مجرد حيوانات عيبد الشهوات .

نظر اليها بهدوء وصمت لحظة وقال : لم اقل هذا عزيزتي ..انما ما اود اخبارك به ، ان اختيارنا لدخول علاقة حب او زواج ، تكون كلها مبنية على المظاهر فقط و شكليات ، لا نختار انسان من اجل روحه واخلاقه ، فانا متأكد ان هذا النوع الذي خدعك ، كانت سماته تدل على انه مخادع ، لكن تغافلت عن ذلك . فهناك علامات تكون سببا لمعرفتك لحقيقة الشخص ، خاصة ان طالت مدة العشرة بينهما ، فمثلا المحب الحقيقي لا يمكن ان يستغل جسد محبوبته ، فقط لاجل المتعة ويريد قضاء المتعة معها بدعوة الزواج ، انما يتزوجها ..

صمتت تتفكر في كلامه وتس
رح بخيالها لأحداث ماضية مع الذي خدعها ، وتذكرت مواقف دلت انه رجل متلاعب ، وانه فاسد الاخلاق ، لم تلقى لها بالا ، وانه كان يعبث بجسدها فقط باسم الحب ، فوجدت في كلام الرجل الغريب صحة ، فالذي يحبك لا يستغلك ، فالحب الحقيقي يعني الحفاظ على محبوبك حتى الزواج ...وقالت : اظن ان الحب اعماني ان ارى عيوبه الظاهرة ، فقد كان سكيرا ، وكان اخلاقه مع الاخرين فيها تملق واستغلال ، وكذب ، لكن للاسف تجاهلت هذا ، كاني كنت منومة ..فقد كان وسيما له عمل مرموق ، ومركز ، وكما قلت المظاهر والشكليات .

ابتسم الرجل وقال : انسي الماضي ، المهم ان تتعلمي منه فقط ..هيا لنخرج .

خرجوا من المطعم وتنزها امام البحر ، فقال الرجل : لاحظت انك صمتت ولم تغضبي وتتوعدي .


نظرت هي للبحر ، والهواء يحرك خصلات شعرها ، وقالت : اريد ان استنشق الهواء ، حديثي معك جعلني افكر في حياتي .وفيما هذا الذي افعله الان .

فقال الرجل الغريب : حسنا ، سأخبرك بالحقيقة ، انا لم ادخل للحانة لاجل المتعة ، ولم اختارك لاجل الجنس ، انما كنت اريد ان تري حقيقة ما تعتقدينه ، اننا نعيش احيانا الحي
اة بنوع من عدم الوعي ، وعدم تدبر ، نغفل الجوانب الرائعة في الحياة ، ونتجاهل الاشخاص الطيبين المتخلقين ، فقط لان ربما يبدوا لنا انهم ضعفاء  ، او لا نراهم امامنا ، لان بصيرتنا عميت على مشاهدة الجمال في الحياة وفي الاخرين ، لكن عندما تستيقظ بصيرتك ، ستلاحظين هذا الجمال . لهذا كنت ارى فيك جمالا روحيا داخلك ، وكنت اعلم ان تفكيرك ومشاكلك جعلتك تخطئين في اتخاد مسارك الصحيح ..

ابتسمت لاول مرة له وقالت : حقا انك رجل غريب .

فقال : هل انت مستعدة لبداية حياة جديدة من الان .

فقالت وهي تمسح دموعها ، فقد احست انها كانت منومة فقالت : ياليت ، لكن ...

قاطعها الرجل : ليس هناك امنية في هذا ، بل الان هو قرارك ، وانا كما وعدتك المبلغ الذي وعدتك به سادفعه لك ، انه مبلغ سيجعلك تعيشين به مدة ستة اشهر ، لكن اريد ان اسألك ما هي مؤهلاتك العلمية والشاهدات التي حصلت عليها .

اجابت : لا ادري ماذا سأقول لك ، احس بالخجل  والحياء تجاهك ، لقد ظلمتك ..اعتقدتك رجل مستغل يبحث عن لذته وسط نساء ارغمتهن ظروف العيش للبيع اجسادهن ...انا انقطعت عن الدراسة في مرحلة الثانوية ..

فقال حسنا .سأزيدك لك مبلغا لتكتري  منزل لمدة عام ، وانا وجدت لك عمل من احد معارفي .
استرحي غذا و بعد الغذ سيتصل بك صاحب العمل ، لكن امنحي لي وعدا ، عندما تعملين وتأخدين اجرة ، خصصي مبلغا لان تتعلمي وتكملي دراستك او تحصلي على دبلوم ..سينفعك مستقبلا .

خرجت الدموع من عينيها وقالت : لماذا تفعل كل هذا ؟!!!

ابتسم وقال : لانك انسان ، واحسست ان روحك كانت تريد الانعتاق ، لم تدري كيف ؟

وركبا السيارة واوصلها لمنزل الذي تعيش فيه مع بعض زميلاتها في الحانة ، ذهب الرجل واختفى بعد ما حصل على رقم هاتفها .

هي بعد غد اتصل بها رجل اخبرها ان شخص اكترى لها منزل ، كما اتصل بها رب عمل في احدى صالونات الفاخرة لبيع ماد التجميل ، لتعمل فيه وبمبلغ محترم ، احست بالسعادة وكانت تنظر ان يتصل بها ، لانها منحت له رقمها ، لكنه لم يتصل وتعجبت للامر ، وهي بدأت حياة جديدة ، ودخلت مدرسة تجارية لتأخد شها
ده فيها موازة مع عملها ، وتغيرت حياتها للافضل ، وتدعوا الله لذلك الرجل الذي ظهر فجأة وكأنه ملاك  غير حياتها واختفى .
عربي باي

السبت، 19 أغسطس 2017

الجمعة، 4 أغسطس 2017