الخميس، 23 يونيو 2011

اللعب الممنوع4

بدى للسيلفيا ومجموعتها ان من المستحيل العثور على موضوع لم يسبق تداوله ، فكل المواضيع الصحافية وحتى البحوث تم انشاؤها قبلا وليس هناك سوى اعادتها بصيغة اخرى وبأحداث مغايرة ، الا ان سيلفيا لم تستسلم ولم تقتنع بتلك الخطة بل واصلت البحث والتفكير ، الى ان رن هتافها النقال فجأة وكان المتصل سعد ، اراد التقاء بها ، وبالفعل دعها لتناول العشاء في مطعم جميل الصنع ، حسن الضيافة ، والتقت به هناك ، رحب بها قائلا : ياه يالها من مدة لم اراك فيها ، اين اختفيت ؟.
نظرت اليه ضاحكة : لكنني اراك شبه يوميا في صفحة الفيسبوك ، الا يكفيك هذا.
ابتسم قائلا : لديك الحق ، لكن اردت رؤيتك بالفعل وتملي بطلعتك الجميلة وابتسامتك الحلوة.
قالت وهي تداري خجلها لعبارات اطراءه : شكرا على كلامك الجميل . اراك تدون يومياتك في صفحتك وموثقة بصور انها فكرة جيدة.
اقترب منهم النادل ووضع الاطباق على الطاولة وقال سعد وهو يتأملها : الان دعوتك للعشاء وهذا الطعام ايطالي لكن في المرة القادمة سادعوك لمطعم عربي وتتدوقين اطعمة بنكهة عربية وؤكد لك انك لم تتدوق مثلها من قبل.
ابتسمت سيلفيا وقالت : اعتقدها لذيذة فلقد شاهدت في الفيسبوك صور لأطعمة عربية ومن خلال شكلها تبين انها طيبة المذاق.
ـ ياه ان الفيسبوك يلعب دورا في التعريف بثقافات الغير ، وتقريب المسافات ، حقا اصبحنا نعيش في قرية واحدة
ـ صدقت . ولا تنسى ان بواسطتها تمت الاطاحة بأقوى الانظمة في عالمكم العربي ، فلقد تغلبت الشعوب العربية من خوفها ، وطالبت بحقوقها المهدورة ، ولا انكر اننا اقصد نحن الايطالين نعيش في بحبوحة مقارنة بكم ، الا اننا بدورنا نعاني من تأزم مؤخرا في الاوضاع الاقتصادية ، ورئيسنا غارق في ملذاته ومراهقته المتأخرة مع الفتيات القاصرات.
ضحك سعد وقال : ياله من رئيس ، قد تحتاجون لثورة مثلنا ، فلقد اصبحنا نلهم الشعوب الاخرى كاسبانيا والمكسيك ، الا انني الاحط انن نعيش في خيوط مفتعلة عالميا لأخدنا نحو منعطف اخر من التاريخ ، ان الثورات التي انطلقت من طرف الشعب ُيخاف عليها من استغلالها من اناس لاتهمهم مصلحة الشعب والركب عليها لتولي السلط ، فثورتنا لم تنطلق من توجه فكري ولم تؤطر من طرف المفكرين الثورين ، بل من طرف شباب غير مكون فكريا ، وهذا مايجعل كبار المحليلين يخافون من فشلها.
ـ لديك الحق فيما تقوله ، لكن الشباب خرج ليعلن للعالم ان زمان الخوف ولى ، وحتى وان لم يكونوا مؤطرين الا انهم متشبعين بفكر الحرية كما نادى بها كل الثوار وخاصة تشي غيفارا.
ـ ياه ذلك الرجل العظيم ، نعم تشي ملهم الشباب مايعجبوني فيه سعة اطلاعه فهو ناهم للكتب ومفكر وثوري ، وكان تعلم ان هناك ديكتاتورية عالمية قادمة تحاول السيطرة على العالم ، اه نسيت اتدرين لقد اصبح امر المنظمة السرية تشغل تفكيري ، واجج فيا فكرة البحث عنها والكشف عن خيوطها.
وسرحت سيلفيا بفكرها برهة ، وقالت وكأنها على شيء ثمين : واخيرا وجدتها ، اشكرك على هذا اللقاء ، فلولاك لبقير افكر بلا جدوى.
لم يفهم سعد كلامها المبهم ، وقاطعها : على اي شىء تتكلمين ولما تشكريني؟
وحكت له عن البحث الدراسي وقالت : فحديتك عن المنظمة السرية وتلك الحادثة التي نسيتها ولا ادري كيف لم افكر في امرها ، لدى قررت انجاز موضوع صحافي حول تلك المنظمة ، ومكافأة لك ستكون هذه الدعوى على حسابي.
اعترض سعد قائلا : لا لن اقبل بهذا ، انا دعوتك ولا يجوز ان تدفعي الحساب .
ـ لا تقلق اعتبرها مكافأة ونحن اصدقاء
ـ قلت لا مكافئتي هي الانضمام لكم ، اعتبريني مساعد خارجي وساساعدكم
ـ هي اذا تستحق مكافأة اخرى لانك ستساعدنا .وضحكت وتابعت الحديث : حسنا انا موافقة وساخبر المجموعة.
ابتسم وقال : هيا نتناول العشاء لقد نسينا امره.
وعند خروجهما من المطعم ودعها سعد وقال : انا متأكد اننا سننجح في كشف خيوط الشر والله معنا.
وفي اليوم الموالي لطرح الافكار ، اجتمعت سلفيا باصدقائها في المكتب ، وجلس الجميع يستمع لسيلفيا التي ابانت ملامحها عن حماس ونشاط ، وقالت متسائلة : هل عترثم عن موضوع او فكرة؟
سكت الجميع فنطق ماريو قائلا : لأسف فكرت حتى أعياني التفكير ، ولم اجد سوى فكرة تقرير حول المافيا ، وأعلم انها فكرة مكررة.
نظر انطونيو الى ماريو وقال ساخرا : اهذا كل ماوجدته المافيا ، نمت طويلا وجئت تقول وبكل بساطة المافيا ولأننا من ايطاليا المعروفة بالعصابات المافيا طرحتها بدون فكر يالمخك المعتوه.
ضحكت سيلفيا وسارة، اما ماريو فقد احمر وجهه وقال غضب : وانت ايها البطل المفكر ، اتعتقد نفسك فالحا اريني ماذا وجدت؟
ابتسم انطونيو وقال بثقة عالية : اقترح موضوع الفتيات القاصرات...
قطع ضحك ماريو حديثه ، فقال ماريو متهكما : ماذا اعد ماقلت الفتيات القاصرات ياله من اقتراح ، كنت تنتقد اقراحي ، واقتراحك اغبى اقتراح.
ضرب انطونيو رأس ماريو وقال : لم اكمل حديثي بعد ايها الغبي تعلم الا تنتقد حتى يكمل الاخرين مايودن قوله ، انا قصدت تقرير حول استغلال فتيات قاصرات من طرف شبكات للدعارة ، ونحن نعلم ان هناك مسؤولين متورطين في مثل هذه الممارسات ، ونريد الكشف عن من يدعمها ولماذا؟.
صمت الجميع برهة ، وقالت سارة : اقتراحك جيد واظن ان هناك علاقة بما فكرت فيه ، لأني شاهدت برنامجا وثائقيا حول الماسونية وفكرت لما نجعله موضوع بحثنا؟.
وتدخلت سيلفيا قائلة : فكرتكما رائعة وفكرة ساره شبيهة بفكرتي بل وهناك ترابط بينها ، فانا بدوري اقترح موضوع عن المنظمة السرية تخطط لمشروع خفي واعتقد ان لها صلة بالماسونية والمنظمات اخرى او فرع منها.
وحكت سيلفيا عما وقع لها مع المنظمة ، وبعدها وافق الجميع على اقتراح إقتراحها، كما وافقوا على انضمام سعد للمجموعة كمساعد خارجي ، فقالت سيلفيا بعد ان خطت مراحل البحث على الورقة : لقد كتبت مراحل البحث ، واعلم ان المهمة خطيرة وصعبة ، ولذا سنلتقي بسعد ؛ ونخطط لأولى مراحل المهمة.
الخميس، 16 يونيو 2011

اللعب الممنوع 3

رغما مرور أيام كثيرة على الحادث ، لم يستطيع سعد نسيان ماروته له سيلفيا عن المنظمة السرية التي تحاول تنفيذ خططا خبيثة لأجل التحكم في العالم . أما سيلفيا فعادت الى دراستها وحاولت تناسي امر الحادث والمغامرة الخطيرة التي حاولت تنفيذها ، ذات يوم وفي المعهد الدولي للصحافة ، قررت لجنة الاساتذة فرض على طلاب انجاز بحث صحافي يضم تقرير عن موضع هام بموجبه يتمكنون من تقيم مستواهم العملي والحصول على دبلوم بميزة جيدة ، وبدأ الطلاب بخلق مجموعات لتدارس امر البحث ، وإختارت سيلفيا اصدقاءها المفضلين في المعهد ؛ واجتمعوا في مكتب المعهد وكانوا سيلفيا وماريو وهو شاب ضخم نوعا ما تبدوا على ملامحه اثار من الحيرة ممزوج بنوع من الحذر او الخوف ، وانطونيو شاب طويل القامة يلبس نظارة طبية ، وسارة من اصول عربية ولدت بايطاليا ، قالت سيلفيا وهي تعد اوراقها : لقد اعطيت للاستاذة اسماء مجموعتنا ، واتمنى ان نحقق المطلوب ونتعاون لبلوغ النجاح في بحثنا الصحافي ، لكن الاشكالية مالموضوع او التقرير الذي سننجزه ؟
فقال ماريو مقاطعا حديثها : لا تنسي امر الصور وقد سمحوا لنا باستعمال كاميرا كاختيار جيد ، اعتقد انها ستصبح مهمة صحافية شاقة !. اتجه بصر سيلفيا نحو ساره وانطونيو قائلة : وماذا عنكما هل لديكما اقتراح او استفسار ؟
وابتسم انطونيو قائلا : اقتراحي هو أن لا يتهور احدكما في كتابة عن ماسننجزه في صفحته الخاصة في الموقع الاجتماعي فيسبوك.
ابتسم الجميع فقالت سارة وهي تخط شيأ على ورقة : المهمة ليست بصعبة لكن علينا اختيار سبقا صحافيا ، فأعتقد ان الاغلبية ستختار مواضيع مكررة ، او سمع بها الجميع قبلا
قطعها انطونيو : اجل لديك الحق علينا ان ننجز سبقا صحافيا لم يطرح في المعهد من قبل.


فقالت سيلفيا وهي تجمع اوراقها : حسنا سنمنح لانفسنا ثلاثة ايام من اجل التفكير في موضوع ما او مهمة لننجز بها تقريرنا وتذكروا تقريرا جديدا لم يسبق ان تم انجازه.
غادر الجميع المكتبة ، ورجعت سيلفيا الى المنزل ودخلت الى غرفتها ، واشعلت جهاز الكومبيوتر الخاص بها ، وفتحت الموقع الاجتماعي فيسبوك ، ووجدت الكثير من التعليقات حول صورها وكذا ماكتبته من كلمات ومواضيع وفيديوهات ، ووجدت رسالة خاصة من سعد قرأتها ، كان يطمئن عليها ، ويسأل عن احوالها ، ودخلت الى صفحته ووجدت صورة له كانت مضحكة ، التقطت له ورب العمل يصرخ في وجهه وهو عير مكثرت يقوم بحركة بهلونية بوجهه ، وضحكت وقالت : ياله من مجنون ، كيف صور تلك اللقطة الم يلاحظه رب العمل ، ليكون الله في عونك يا سعد يبدوا ابك تمر اوقات عصيبة معه. وكتبت تعليقا ظريفا حول الصورة ، وبعد ذلك اغلقت صفحتها واتجهت الى مائدة الغذاء حيث ينتظرها والدها.
اما سعد فبعد ان اكمل عمله رجع الى المنزل وصادف زوجة عمه تحمل طبقا ، فقال مازحا : يبدوا من رائحة الطبق اننا سنأكل اكلة شهية ، من يد طباخة رقم واحد في ايطاليا.
ابتسمت زوجة عمه وقالت : لقد اعددت لكم هذا الطبق اللذيذ ، لكن لاتبالغ فانا لست طباخة الاولى في ايطاليا لكن رقم واحد في المنزل.
ضحك سعد وقال : اضمن لك ذلك فنحن لانحسن الطبخ نهائيا ، لكن اين عمي وعلي ؟
ـ ان علي في غرفته وعمك يشاهد التلفاز نادي عليهما اعتقد انكم جائعون.
ـ حسنا سأنادي عليهما.
اجتمعت الاسرة حول المائدة ، وبدأوا في الاكل ، وقال عمه موجه الكلام الى سعد: كيف احوال العمل يا سعد وهل اعجب السيد توماس بعملك ؟
ابتسم سعد وقال ويقظم طرفا من اللحم : الحصول على اعجاب السيد توماس من سابع المستحيلات ، فهو لايعجبه العجب دائم الانتقاد وان حصل ومدحك فتأكد ان عاصفة من النقد ستتبعها.
ضحك الجميع وقال علي : اه نسيت لم تخبرني عن سر تلك الحقيبة النسوية التي حملتها معك ذلك اليوم ؟
استغرب عمه وزوجته وبهت سعد ونظر الى سعد كأنه يعاتبه وقال : انها حقيبة مريحة افضلها عن حقائب الرجال.
ونظروا اليه بغرابة فقال ضاحكا : هل صدقتم الامر كنت امزح ، في الحقيقة كنت وجدتها في الشارع وجدت بداخلها اوراق ، فحملتها معي ووضعتها في مركز الشرطة لعلهم يجدون صاحبتها.
فقالت زوجة عمه : حسنا فعلت يابني.
عند انتهائهم من الاكل ، رجع سعد وعلي الى غرفتهما ، فقال سعد غاضبا : الم تستطيع اخفاء امر الحقيبة ، لماذا سألتني امام عمي ؟
استغرب علي لإنفعاله وقال : انه امر عادي ، وهل سرقت الحقيبة حتى تنفعل هكذا اعتقد انك تخفي امر ما اخبرني مالامر ؟
ـ حسنا انا اسف اعتقد اني بالغت في الامر ،
ـ لا انفعالك يوضح انك تخفي امر ما ن الا تثق بي وتأكد ان لن افشي اسرارك.
فأخبره سعد بالقصة ، فقال علي مندهشا : واو يالها من قصة وهل اصبحت الفتاة صديقتك ؟ اعتقد انها جميلة يالك من محظوظ.
ـ لا تذهب بخيالك بعيدا ، فنحن مجرد اصدقاء لا غير
ـ لا تخفي لي اعجابك بها هذا واضح
ـ يالك من معتوه ، انا افكر في امر تلك المنظمة لم استطيع ان انسى ماأخبرتني عنهم سيلفيا، انهم يخططون لامر ما
ـ دعك من المنظمات هل انت سوبرمان ! ذلك من اختصاص الشرطة ، وحدثني عن سيلفيا
وامسك سعد بوسادة امامه وضرب بها رأس علي قائلا : يالك من ماكر ، احدثك عن اللمنظمة وانت تتكلم عن سيلفيا خذ.
والقى وسادة تانية عليه وبدأ يتعاركان بالوسائد كالاطفال.
الخميس، 9 يونيو 2011

اللعب الممنوع 2

قالت الفتاة وهي تنظر الى هاتفها النقال وتدير ارقامها كأنها تكتب رسالة :" إنه مجرد لص اراد اذائي ، عليا مغادرة المكان الان ، اشكرك مرة تانية انك بالفعل شخص شهم .ً بمجرد ان اكملت كلمها ظهرت سيارة فخمة سوداء اللون ، ركبت فيها وودعته بابتسامة ، وقف سعد ولم يفهم شيئا وتسأل مع نفسه ً من تكون تلك الفتاة ، وماعلاقتها بتلك السيارة الفاخرة ، اه يالغبائي نسيت ان اسئلها عن اسمها وعن رقم هاتفها ً. واذ به يلاحظ حقيبة مرمية بجانب الحائط وقام بأخدها قائلا : "اعتقد بأنها حقيبتها لقد نسيت اخذها بفعل استعجالها ". غادر سعد المكان حاملا معه الحقيبة اليدوية متجها لمنزل.
لم ينم الليل كله فلقد ظل يفكر في الفتاة وفي الحادثة . وتذكر الحقيبة وقام بفتحها ، ووجد بطاقتها الشخصية فقال يحدث نفسه " اسمها سيلفيا طالبة بمعهد الصحافة الدولي ، اه عنوان اقامتها مكتوب على البطاقة ، حسنا غدا بإذن الله سأدهب لأعيد لها حقيبتها".
في الصباح الباكر وقد صادف ذلك يوم عطلته ، قام نشيطا وحمل معه الحقيبة اليد النسوية ، بيده وراءه ابن عمه وشاهده يحمل الحقيبة ، فضحك قائلا : متى كنت تحمل حقائب النساء ! .هل انت مجنون ام ماذا؟.
ضحك سعد وقال مازحا : كما ترى لقد استيقظت هذا الصباح مجنونا ، انتبه حتى لا تصيبك العدوى."
وفتح باب الخروج والتفت الى ابن عمه قائلا : عندما اعود سأحكي لك عن سر الحقيبة ". وغادر المنزل امام اندهاش ابن عمه.
ركب سعد دراجته الهوائية ، وقطع الشورع الفخمة ولاحظ ان العنوان يؤدي الى منطقة لا يسكن بها سوى الطبقة الاستقراطية ، ووقف امام منزل فخم بل هو اشبه بقصر ملكي ،لم يصدق العنوان هو هذا القصر الجميل ، اقترب اكثر من المكان وكان هناك باب اشبه بسياج خرج منه رجل بزي حارس الامن فقال لسعد : " ماذا تريد ايها الشاب ؟ ". اجاب سعد : " هل السيدة سيلفيا موجودة بالداخل ؟ ". نظر اليه حارس الامن نظرة تفحص وقال : " اجل وماذا تريد منها ؟."
ـ اريدها في امر مهم ، ارجوا ان تنادي عليها من فضلك.
ـ لكن مالذي تحمله معك ؟ انها حقيبة للنساء دعني افتشها.
ـ لاداعي لذلك انها حقيبة سيلفيا لقد وجدتها في الشارع ارجوك نادي عليها".
وقبل ان يكمل كلامه رأى فتاة قادمة من المنزل الفخم وكانت الرياح تداعب شعرها الاسود الجميل والابتسامة على ثغرها ، واقتربت منهما وحياها حارس الامن قائلا : هذا الشاب يدعي ان تلك الحقيبة بيده لك ؟! " . فقالت الفتاة للحارس : حسنا انصرف انت لعملك ودعنا لوحدنا ". وانصرف حارس الامن ، اما سعد فوقف مندهشا لم يفهم شيئا ، فقالت الفتاة : ياه قطعت كل تلك المسافة لتحضر لي الحقيبة ! ". وافاق سعد من اندهاشه : حسنا ان لم اعود افهم شيئا ، انا جئت ابحث عن فتاة اسمها سيلفيا انها بمثل جمالك وقامتك لكنها بشعر اصفر هل هي اختك او ابن عمتك او ماشابه أم اني اخطأت في العنوان؟".
ضحكت الفتاة : لا لم تخطيء في العنوان وانا لست باختها ولا حتى ماشابه ذلك ، بل انا هي سيلفيا نفسها ."
نظر اليها متفحصا :لاأنكر الشبه الذي بينكما خاصة في عيناك لكن هل تمزحين معي؟
ـ انا لاأمزح معك ان لم تصدق انظر الى الصورة على بطاقتي .
اخرج بطاقتها ودقق في الصورة ونظر اليها قائلا : بالفعل انها انت ، لم الاحظ صورتك على البطاقة ، لكن سيلفيا البارحة كانت بشعر اصفر ولون عيناها مختلف انا لم افهم شيئا؟
ضحكت سيلفيا قائلة : انا هي سيلفيا ارجو ان تدخل معي للمنزل ومن بعدها ساخبرك بالسر ، لكن ... " وصمتت بغةً ، ونظر اليها سعد بتعجب مستفسرا : لكن ماذا ؟.
نظرت الى الارض وكأنها تبحث عن شيء وقالت : ارجوا ان توافقني فيما قلته لوالدي لقد اخبرته ان البارحة تعرضت لهجوم كلب شرس وقمت بانقادي منه ونسيت الحقيبة بفعل الخوف.
ضحك سعد وقال : حقا انه كلب شرس ولا يحترم الفتيات الجميلات
ابتسمت قائلة : انا لاأمزح ، اذا علم والدي بحقيقة الامر سيخاف عليا كثيرا وسيتشدد في مراقبتي يتتبع خطواتي خوفا علي من اي شيء وانا لاأريد ان اعيش تحت المراقبة هل فهمت ؟
ـ فهمت
ـ شكرا ، اعلم انك تتعجب للامر فانا ابنة رجل اعمال ومسؤول سياسي شهير هنا في ايطاليا ووالدي يخاف علي كثيرا بالمناسبة نسيت ان اسألك عن اسمك؟
ـ انا اسمي سعد ومن بلد عربي قدمت الى هنا من اجل العمل وانا اقطن حاليا مع عمي
ـ حسنا يشرفني التعرف بشاب عربي شهم مثلك لكن هي بنا ندخل فوالدي بالداخل جالس يقرأ الجريدة.
دخل سعد مع سيلفيا وجد ان المكان جميل جدا فهناك ازهار جميلة تحيط بالمكان ومسبح بديع الشكل وكأنه في حلم ، لم يحلم يوما بدخول الى قصر فخم ولا حتى التعرف بفتاة جميلة وابنة رجل اعمال وسياسي يا سلام اهو في حلم ، شارت سيلفيا لسعد بالدخول فوجد قاعة فسيحة مزخرفة بطريقة عربية واخبرته سيلفيا باعجاب والدها بالفن العربي خاصة الزخرفة العربية ، قدمت سيلفيا سعد لوالدها فوجده رجل مهاب ابيض الشعر فصيح اللسان ذو ثقافة عالية ، وشرب معهم القهوة واراد والدها ان يكافئها بمنح نقودا لكن سعد رفض ذلك فهو لا يقدم المساعدة وفعل الخير من اجل المال ، مما زاد اعجاب سيلفيا به وبخصاله العربية الشهمة التي قل مثلها في ايطاليا ، وودع والدها وخرج برفقة سيلفيا وعندما اراد توديعها طلب منها ان تمنح له رقم هاتفها وعنوانها الالكتروني وتبادل الارقام الهواتف والعناوين الالكترونية .ورجع سعد الى المنزل فرحا يغني ولا يأبه لأي شيء.
مع مرور الايام تعرف سعد اكثر بسيلفيا بفضل العنوان الالكتروني واصبح صديقها المفضل مما لمست فيه من روح الدعابة والاخلاق العالية ، لكن سعد كان يريد معرفة ماتخفيه من اسرار ، وخاصة لماذا غيرت من لون شعرها وملامحها يوم الحادث واستغل موعده لقاءه بها وبالفعل التقى بها وذهب الى متحف الايطالي الزاخر باللوحات والثماتيل الفنية القديمة وابدى سعد اعجابه بلوحات الفينة خاصة ً اعمال دافنتشي الفنية ، فقال وهو يتأمل احد تلك اللوحات : اتدرين يا سيلفيا انا جد معجب بهذا الفنان اقصد دافنتشي ، انه فنان متعدد الابداع والموهبة بل هو فريد زمانه.
ابتسمت سيلفيا وقالت : وانا كذلك معجبة بفنه الراقي ، ونادر مانجد فنان متعدد الموهبة ودافنتشي حيّر النقاد والعلماء مما يمتاز به لوحاته واعماله من الغموض .
نظر اليها سعد وابتسم قائلا : كما تحملين غموضا واسرار خاصة بك". .
بهتت من كلامه وقالت متعجبة : ماذ تعني من كلامك ؟!". اعتدل في وقفته ونظر الى لوحة موناليزا وقال : اعني لم تخبرني عن ذلك الرجل الذي حاول قتلك ، وانا لست مقتنعا بكونه مجرد لص فلصوص لا يتبعون ضحاياهم من أجل القتل."
ارتبكت نوعا ما ونظرت اليه قائلة : حسنا سأخبرك بالسر واتمنى ان يبقى بيننا وانا واثقة من حفظك للاسرار مما لمسته فيك من نبل اخلاقك.
احمر وجهه وابتسم : شكرا على كلامك الجميل لي وكني متأكدة ان اسرارك محفوظة.
ـ حسنا قبل ان اخبرك علينا اولا ان ندهب الى المتنزه العمومي.
وبالفعل خرجا من المتحف وتوجه الى المتنزه وجلس على احد كراسي المتنزه واختارا مكان منعزلا عن باقي كراسي المتنزه ، وبدأت سيلفيا الكلام قائلة : "بدأت القصة عندما عدت من المعهد فدخلت الى المنزل ، وعندما مررت بجانب مكتب ابي ، وكان باب مكتبه مغلقا سمعته يتكلم بصوت عالي وبعصبية ، ودفعني الفضول لأستطلع عن الامر ، وابصرته من خلال ثقب الباب وهو يكلم رجلا انيق الهندام ، وسمعت والدي يقول له : "لا لن اسمح لكم بحدوث هذا ، ولن اساهم بأي شيء." ، ولكن الرجل قال بصوت صارم : الامر لك ستربح معنا ثروة مهمة ، وستحقق مالم تكون تحلم به ، ولقد اختارنك من اجل قوة نفوذك ، وثروتك ، لكنك عنيد وقد اعتقدت انك تحب المجد والمال اكثر من اي شيء اخر.
فضحك والدي وقال : لقد اخطأت العنوان ، والمال مهم في حياتنا لكن ليس كل شيء ، ولن افعل شيء على حساب اخلاقي ومبادئي.
ضحك الرجل بهستيريرية قائلا : الاخلاق يالك من رجل منافق ، حسنا هناك غيرك مستعد لأي طلب منا مقابل المجد ، لكن تأكد كل ماأخبرتك به يبقى محفوظا والا سيكون مصيرك او بالاحرى مصير عائلتك في خطر واياك واللعب بالنار.
وبدأ الشرر يتطاير من عيناي والدي وصاح بغضب : اخرج من هنا ايها اللعين هيا.
ومجرد ان نطق بتلك الكلمات ابتعدت عن الغرفة ، وخرج الرجل ، ورجعت ودخلت على ابي ووجدته جالسا على الكرسي يمسح عرقه ، وبغت من دخولي المفاجيء ، وصاح بإنفعال : الم يكن الافضل ان تستأدني عند الدخول". وباغته في الحديث عن الرجل الزائر ومن يكون ولماذا طلب منه اخفاء امر ما ، لكن والدي تماطل في الجواب وقال : اكنت تتجاسسين علينا ؟". اخبرته ان صوته كان عاليا وكان يتكلم بغضب لدى استرقت السمع خوفا عليه من مكروه ، فقال والدي وكأنه عير مقتنع بما اقول : انه مجرد شخص اراد ان اتعاقد معه في صفقة خاسرة ، واثر غضبي لغبائه.". .
لم اقتنع بدوري بكلامه واستغليت خروجه من مكتبه ودخلت وبدأت ابحث عن مكتبه عن اي شيء خاص بذلك الشخص ، وسحبت درج المكتب ووجدت ملفا خاصا وتفحصته وصدمت لما وجدت فيه ، فيها يطلبون من ابي بان يتعاقد معهم في تكوين اعمال تساهم في الربح السريع وهي غير مشروعة اصلا ، وختمت برمز غريب لم افهم معناه . ووجدت بطاقة فيها عنوان احدى الشركات وهي لرجل نفسه ، وقررت زيارة الشركة ، واكتشاف سرهم الغامض.
كان سعد يستمع بإهتمام واضح وكأنه يستمع لأحداث فيلم امريكي ، وعلامات الاستفهام تلازمه وتابعت سيلفيا الحديث : وابالفعل قمت بزيارة الشركة وتنكرت بالمظهر الذي وجدتني عليه في يوم الحادث . باروكة صفراء وعدسة عين مختلفة اللون ، ودخلت بصفة احدى النساء صاحبة اعمال وثرية ، ولأوهمه باني مستعدة لتعاقد معهم في اي شيء ، وقابلت الرجل وكان مكتبه فخم ، ومجهز بأحدث الاجهزة فرحب بي وقال : اهلا بسيدتي يشرفنا مقابلتك."
وقلت بابتسامة وكان يلتهمني بنظراته وتأكدت انه وقع في اعجابي وهذا في مصلحتي :" شكرا سيدي ولكن بدون مقدمات انا ادعى ماريا ديفادوري ولدي شركة خاصة وناجحة ، سمعت بشركتك وكذا علمت بوسائلي الخاصة عن مشروعكم الجديد المثير."
تفاجأ بالموضع وصمت برهة وأخد سيجارته وقام باشعالها وقال : حسنا من اين لك بهذه المعلومات وماهي وسائلك الخاصة ونحن لم نسمع عن سيدة اعمال تدعى ماريا.
ظننت ان لعبتي اكتشفت وعلمت اني مع اناس يعرفون كل شيء وقلت بدون ان افكر ولاأدري كيف قلت ذلك : انا اعلم اشخاص من منظمتكم اخبروني بعملكم الجديد ولدي معارفي ولقد ارسلوني اليك.
بهت الرجل ووقف منظمة اعتقد انك تعرفين الكثير لكن من هم هؤلاء ؟
حاولت التماطل في الحديث واغرائه بجمالي وكلامي المعسول : تبدو رجلا ذكيا ولدى تم اختيارك ، يعجبني الرجال امثالك.
بدى ان كلامي اعجبه وبدا مهتما بي واعطني رقم هاتفه وطلب مني رقم هاتفي لكن اخبرته ان من ارسلوني لم يسمحوا لي بعد . و صدق كلامي واخبرني بزيارته في يوم الموالي وبالفعل دهبت اليه ودعاني الى منزله لدراسة الموضوع و دهبت معه في بديء الامر بدأ يتغزل بي وبجمالي وقلت بمكر دعنا نشرب اولا وجعلته يسكر حتى استطيع التحكم به وبالفعل سكر وخبرني بسهولة ان شركته ماهي الا تمويه لآعمال اخرى في غاية السرية وانه منخرط في منظمة سرية لها فروع في جميع انحاء العالم غايتها التحكم في اقتصاد العالم وتحقيق الثراء بكل الوسائل الدنيئة . وانهم وراء نشر المخدرات وبيعها في جميع الدول ونشر الفوضى والفتن لغاية لا يعلمها.
قطع سعد حديتها قائلا : الاوغاد سحقا لهم ، يريدون افساد عالمنا الجميل من اجل السلطة والمال ، لكن لماذا اراد قتلك ؟
داعبت سيلفيا شعرها وقالت : لم اكمل بعد القصة ، المهم استغليت سكره وادعيت اني سادخل للمرحاض ، ودخلت الى مكتبه ووجدت جهاز الكومبيوتر مشغولا ولحسن الحظ تركه على صفحة فيها ملف عن اسرار المشروع واعمال المنظمة ، وقمت بتصوير ذلك لكن لسؤ الحظ دخل علي فجأة ووجدني في مكتبه وكان يترنح . حاولت التظاهر بأني فضولية واردت رؤية مكتبه ، لكنه لم يقتنع ورأى على يدي جهاز التصوير وقال بانفعال وهو ثمل : انت جاسوسة خدعتني ايتها الجميلة لن ادعك تخرجين من هنا.
وهجم علي وتمكن من اخد جهاز التصوير وحاول الاعتداء علي لكن تمكنت من الافلات منه وهربت وصرخ يطلب احد رجاله وصادفني في طريق الخروج واخبرته اني جئت اليه لان سيده يعاني من وجع في بطنه وصدقني الغبي وجرى اليه وركضت هاربة لكن الوغد اكتشف حيلتي وتبعني وانت تعرف بقية القصة.
يالها من قصة تصلح للافلام الجاسوسية ، حقا اننا امام اشخاص منعدمي الضمير ، اعجبني ذكاك اخترت الاسم المزيف والشكل المغاير انت الان في امان ولن يعلم احد من تكون تلك ماريا ولن يصدق ذلك رجل انك هي ، في الحقيقة انت اجمل بكثير من ماريا . وضحك وضحكت سيلفيا قائلة : شكرا يا سعد لكن سأكشف عن هؤلاء يوما ما ونا متأكدة من ذلك.
نظر اليها سعد باعجاب وقال : وساكون معك واساعدك فلقد اصبح امرهم يثير فضولي ، ولن اسمح للشر ان يدمر حياتنا وحياة البشرية, وهذه بداية اللعب الممنوع.
الاثنين، 6 يونيو 2011

اللعب الممنوع 1

لم يتخيل يوما مغادرة وطنه , في اتجاه بلد الغربة , ولم يتخيل يوما يرى فيه عمه الغائب و المغترب في بلد الاجانب , فهو سافر الى ايطاليا واختفى وانقطعت اخباره , فقد غاب مدة خمسة وعشرون سنة , الى ان ظهر فجأة ولم يصدق احد عودته خاصة اهله , وفرح سعد بقدوم عمه الذي لم يراه طيلة حياته .

ومالم يتوقعه ابوي سعد ان يقرر عمه اصطحابه الى ايطاليا للعمل وتكوين مستقبله , رغما رفض ابويه , الا ان عمه استطع اقناعهما , ورغما تحذير والد سعد لأخيه من سؤ التصرف ولده ، فسعد ولد و في فمه ملعقة من سوء الحظ ان جاز التعبير ، فلقد كانت حياته خليطا من الغرابة وسوء الأقدار ، واصبح شهيرا بعدد اخفقاته والحوادت التي يقع فيها ، رغما ذلك فسعد شاب دائم الابتسام ويردد دائما ان الحظ سيبتسم له ذات يوم ، عاجلا ام اجلا ، بالفعل ابتسم له هذه المرة فسيغادر بلده الى ايطاليا بلد الجمال والاحلام
لم يصدق والدا سعد ان ابنهما سيغادرهم الى مكان بعيد ، وعالم مختلف عن عالمه ، وبكى الجميع ، لكن سعد طمئنهم بالعودة ذات يوم وبثروة كبيرة ، وسينشيء مشروعا كبيرا في وطنه ، لكن في قرارة نفوس اهله هي مجرد امنيات فهو شاب لا يحسن التصرف ، اما سعد فقد لمعت عيناه واحس بالثقة بالنفس ، وان المستقبل سيبدأ من ايطاليا.

غادر سعد اهله وطنه واحس بغصة الفراق وكاد يلغي فكرة السفر لكن اصراره على النجاح والعودة مرفوع الرأس بين اهله واصدقائه جعله يبعد ذلك الاحساس . عند وصولهم الى ايطاليا انبهر لجمالها وبديع عمرانها ، ونظافة شوارعها عكس ماهو موجود في وطنه ، ايقظه من خواظره صوت عمه قائلا :" اراك مشدوها لجمال المدينة الايطالية ، الامر هنا مختلف عن وطننا خاصة الاعتناء بنظافة الاحياء ، دعك عنك الانبهار وهي لنتحرك."

وصل سعد مع عمه الى المنزل ؛ استقبلته زوجة عمه بحفاوة ، كانت امراءة جميلة انيقة ، اجنبية من ايطاليا ، رغم ذلك فملامحها عربية ، كما استقبله ابن عمه ، واشار عمه الى ابنه قائلا لسعد : هذا هو ابني اسمه علي وهو يماثلك في العمر ، يدرس بالجامعة هيا ياعلي اري لسعد عرفتكما ٠ اجابه ابنه بالايطالية : حاضر ياابي
عند صعودهما الى الطابق العلوي حيث توجد الغرفة ، قال علي محاولا الحديث بالعربية : "هاهي غرفتي ستشاركني بها هل اعجبتك ؟٠". اجابه سعد بالايطالية : "انها جميلة ." اندهش علي قائلا : انك تتكلم الايطالية : "اين تعلمتها ؟". فقال سعد وهو يتأمل الغرفة : "انت تعلم ان عمي اقصد والدك كان يعشق اللغة الايطالية وقد ترك كتبا لتعلم الايطالية في منزلنا ، واستغليت الفراغ في تعلمها. " ابتسم علي قائلا حسنا فعلت."

واصبح سعد يشتغل في محل تجاري لبيع المواد الغدائية ، وذلك بعد ان توسط له عمه ، فصاحب المتجر صديق عزيز لعمه ، وبالفعل بدأ سعد العمل بنشاط وهمة ، لكن كعادته سبب بعض المتاعب لصاحب المتجر ، لأن سعد كان يتدخل في شؤون لا علاقة له بها ، ولا بالعمل كتقديم المساعدة او الحديث مع الزبائن ، الامر الذي لم تألفه طبيعة صاحب المحل ، واشتكى لعمه ، لكنه لم يكثرت لتوبيخ عمه بل اصر العمل على طريقته ، وذات يوم عند انتهائه من العمل وفي طريق عودته لمنزل ، لاحظ رجلا يحاول استفزاز فتاة ، بل تمادى الرجل في وقاحته مع الفتاة ، واتجه سعد ناحيتهما وصرخ في وجه الرجل بصوت عالي :" ايها الاحمق دع عنك الفتاة ". فصاح الرجل غاضبا :" ماشأنك انت ، ارحل والا فجرت رأسك" . فرد سعد قائلا :" بل انا الذي سيحطم جمجمتك ايها الحقير" . بمجرد ان نطق الكلمة الاخيرة تحرك الرجل ولكم سعد في وجهه لكمة قوية ، اسقطته ارضا ، ونهض سعد بتثاقل ،فقال بغضب حانق : "اتجرؤ على ضربي ". فقاطعه الرجل بغضب : "هناك المزيد ان لم تغادر بل سأقتلك". 

وفجأة استغلت الفتاة العراك وهربت ، ولاحظ الرجل ذلك وتبعها يجري قائلا :" لن تهربي مني ايتها الحقيرة." وتبعهما سعد يجري قائلا: سأنتقم لنفسي اولا". ركضت الفتاة وهي تلهث ، وجدت نفسها في طريق مسدود ، ولم تجد مكانا لتفر منه ، واقترب منها الرجل وصاحت وهي تبكي :" ارجوك دعني وشأني". وضحك الرجل والشرر يتطاير من عيناه : "هذه فرصتي ياحلوة ". وفجأة احس بثقل شيء يضرب رأسه ، وشعر بضباب في عيناه وادار خلفه فإستقبلته لكمة قوية طرحته مغما عليه على الارض . فقد كان سعد فقال للفتاة التي لم تصدق بنجاتها :" هيا لنهرب قبل ان يستيقظ الملعون". 

عند وصولهما من مكان امن نظر سعد الى وجه الفتاة ، ودق قلبه ولمعت عيناه ونسي نفسه وهو يتأمل منبهرا بجمال الفتاة كان شعرها آشقر طويلا وعيناها جميلتان وجسد ممشوق القوام ، ايقظه من دهشته صوت الفتاة قائلة : "لاأدري كيف ساشكرك لإنقادك من ذلك المتوحش". فقال سعد مرتبكا :" لا داعي للشكر لكن لماذا أراد اذايتك ذلك الوغد ؟ وماذا تفعل فتاة جميلة مثلك هناك ؟."
عربي باي

الخميس، 23 يونيو 2011

الخميس، 16 يونيو 2011

الخميس، 9 يونيو 2011

الاثنين، 6 يونيو 2011