قالت الفتاة وهي تنظر الى هاتفها النقال وتدير ارقامها كأنها تكتب رسالة :" إنه مجرد لص اراد اذائي ، عليا مغادرة المكان الان ، اشكرك مرة تانية انك بالفعل شخص شهم .ً بمجرد ان اكملت كلمها ظهرت سيارة فخمة سوداء اللون ، ركبت فيها وودعته بابتسامة ، وقف سعد ولم يفهم شيئا وتسأل مع نفسه ً من تكون تلك الفتاة ، وماعلاقتها بتلك السيارة الفاخرة ، اه يالغبائي نسيت ان اسئلها عن اسمها وعن رقم هاتفها ً. واذ به يلاحظ حقيبة مرمية بجانب الحائط وقام بأخدها قائلا : "اعتقد بأنها حقيبتها لقد نسيت اخذها بفعل استعجالها ". غادر سعد المكان حاملا معه الحقيبة اليدوية متجها لمنزل.
لم ينم الليل كله فلقد ظل يفكر في الفتاة وفي الحادثة . وتذكر الحقيبة وقام بفتحها ، ووجد بطاقتها الشخصية فقال يحدث نفسه " اسمها سيلفيا طالبة بمعهد الصحافة الدولي ، اه عنوان اقامتها مكتوب على البطاقة ، حسنا غدا بإذن الله سأدهب لأعيد لها حقيبتها".
في الصباح الباكر وقد صادف ذلك يوم عطلته ، قام نشيطا وحمل معه الحقيبة اليد النسوية ، بيده وراءه ابن عمه وشاهده يحمل الحقيبة ، فضحك قائلا : متى كنت تحمل حقائب النساء ! .هل انت مجنون ام ماذا؟.
ضحك سعد وقال مازحا : كما ترى لقد استيقظت هذا الصباح مجنونا ، انتبه حتى لا تصيبك العدوى."
وفتح باب الخروج والتفت الى ابن عمه قائلا : عندما اعود سأحكي لك عن سر الحقيبة ". وغادر المنزل امام اندهاش ابن عمه.
ركب سعد دراجته الهوائية ، وقطع الشورع الفخمة ولاحظ ان العنوان يؤدي الى منطقة لا يسكن بها سوى الطبقة الاستقراطية ، ووقف امام منزل فخم بل هو اشبه بقصر ملكي ،لم يصدق العنوان هو هذا القصر الجميل ، اقترب اكثر من المكان وكان هناك باب اشبه بسياج خرج منه رجل بزي حارس الامن فقال لسعد : " ماذا تريد ايها الشاب ؟ ". اجاب سعد : " هل السيدة سيلفيا موجودة بالداخل ؟ ". نظر اليه حارس الامن نظرة تفحص وقال : " اجل وماذا تريد منها ؟."
ـ اريدها في امر مهم ، ارجوا ان تنادي عليها من فضلك.
ـ لكن مالذي تحمله معك ؟ انها حقيبة للنساء دعني افتشها.
ـ لاداعي لذلك انها حقيبة سيلفيا لقد وجدتها في الشارع ارجوك نادي عليها".
وقبل ان يكمل كلامه رأى فتاة قادمة من المنزل الفخم وكانت الرياح تداعب شعرها الاسود الجميل والابتسامة على ثغرها ، واقتربت منهما وحياها حارس الامن قائلا : هذا الشاب يدعي ان تلك الحقيبة بيده لك ؟! " . فقالت الفتاة للحارس : حسنا انصرف انت لعملك ودعنا لوحدنا ". وانصرف حارس الامن ، اما سعد فوقف مندهشا لم يفهم شيئا ، فقالت الفتاة : ياه قطعت كل تلك المسافة لتحضر لي الحقيبة ! ". وافاق سعد من اندهاشه : حسنا ان لم اعود افهم شيئا ، انا جئت ابحث عن فتاة اسمها سيلفيا انها بمثل جمالك وقامتك لكنها بشعر اصفر هل هي اختك او ابن عمتك او ماشابه أم اني اخطأت في العنوان؟".
ضحكت الفتاة : لا لم تخطيء في العنوان وانا لست باختها ولا حتى ماشابه ذلك ، بل انا هي سيلفيا نفسها ."
نظر اليها متفحصا :لاأنكر الشبه الذي بينكما خاصة في عيناك لكن هل تمزحين معي؟
ـ انا لاأمزح معك ان لم تصدق انظر الى الصورة على بطاقتي .
اخرج بطاقتها ودقق في الصورة ونظر اليها قائلا : بالفعل انها انت ، لم الاحظ صورتك على البطاقة ، لكن سيلفيا البارحة كانت بشعر اصفر ولون عيناها مختلف انا لم افهم شيئا؟
ضحكت سيلفيا قائلة : انا هي سيلفيا ارجو ان تدخل معي للمنزل ومن بعدها ساخبرك بالسر ، لكن ... " وصمتت بغةً ، ونظر اليها سعد بتعجب مستفسرا : لكن ماذا ؟.
نظرت الى الارض وكأنها تبحث عن شيء وقالت : ارجوا ان توافقني فيما قلته لوالدي لقد اخبرته ان البارحة تعرضت لهجوم كلب شرس وقمت بانقادي منه ونسيت الحقيبة بفعل الخوف.
ضحك سعد وقال : حقا انه كلب شرس ولا يحترم الفتيات الجميلات
ابتسمت قائلة : انا لاأمزح ، اذا علم والدي بحقيقة الامر سيخاف عليا كثيرا وسيتشدد في مراقبتي يتتبع خطواتي خوفا علي من اي شيء وانا لاأريد ان اعيش تحت المراقبة هل فهمت ؟
ـ فهمت
ـ شكرا ، اعلم انك تتعجب للامر فانا ابنة رجل اعمال ومسؤول سياسي شهير هنا في ايطاليا ووالدي يخاف علي كثيرا بالمناسبة نسيت ان اسألك عن اسمك؟
ـ انا اسمي سعد ومن بلد عربي قدمت الى هنا من اجل العمل وانا اقطن حاليا مع عمي
ـ حسنا يشرفني التعرف بشاب عربي شهم مثلك لكن هي بنا ندخل فوالدي بالداخل جالس يقرأ الجريدة.
دخل سعد مع سيلفيا وجد ان المكان جميل جدا فهناك ازهار جميلة تحيط بالمكان ومسبح بديع الشكل وكأنه في حلم ، لم يحلم يوما بدخول الى قصر فخم ولا حتى التعرف بفتاة جميلة وابنة رجل اعمال وسياسي يا سلام اهو في حلم ، شارت سيلفيا لسعد بالدخول فوجد قاعة فسيحة مزخرفة بطريقة عربية واخبرته سيلفيا باعجاب والدها بالفن العربي خاصة الزخرفة العربية ، قدمت سيلفيا سعد لوالدها فوجده رجل مهاب ابيض الشعر فصيح اللسان ذو ثقافة عالية ، وشرب معهم القهوة واراد والدها ان يكافئها بمنح نقودا لكن سعد رفض ذلك فهو لا يقدم المساعدة وفعل الخير من اجل المال ، مما زاد اعجاب سيلفيا به وبخصاله العربية الشهمة التي قل مثلها في ايطاليا ، وودع والدها وخرج برفقة سيلفيا وعندما اراد توديعها طلب منها ان تمنح له رقم هاتفها وعنوانها الالكتروني وتبادل الارقام الهواتف والعناوين الالكترونية .ورجع سعد الى المنزل فرحا يغني ولا يأبه لأي شيء.
مع مرور الايام تعرف سعد اكثر بسيلفيا بفضل العنوان الالكتروني واصبح صديقها المفضل مما لمست فيه من روح الدعابة والاخلاق العالية ، لكن سعد كان يريد معرفة ماتخفيه من اسرار ، وخاصة لماذا غيرت من لون شعرها وملامحها يوم الحادث واستغل موعده لقاءه بها وبالفعل التقى بها وذهب الى متحف الايطالي الزاخر باللوحات والثماتيل الفنية القديمة وابدى سعد اعجابه بلوحات الفينة خاصة ً اعمال دافنتشي الفنية ، فقال وهو يتأمل احد تلك اللوحات : اتدرين يا سيلفيا انا جد معجب بهذا الفنان اقصد دافنتشي ، انه فنان متعدد الابداع والموهبة بل هو فريد زمانه.
ابتسمت سيلفيا وقالت : وانا كذلك معجبة بفنه الراقي ، ونادر مانجد فنان متعدد الموهبة ودافنتشي حيّر النقاد والعلماء مما يمتاز به لوحاته واعماله من الغموض .
نظر اليها سعد وابتسم قائلا : كما تحملين غموضا واسرار خاصة بك". .
بهتت من كلامه وقالت متعجبة : ماذ تعني من كلامك ؟!". اعتدل في وقفته ونظر الى لوحة موناليزا وقال : اعني لم تخبرني عن ذلك الرجل الذي حاول قتلك ، وانا لست مقتنعا بكونه مجرد لص فلصوص لا يتبعون ضحاياهم من أجل القتل."
ارتبكت نوعا ما ونظرت اليه قائلة : حسنا سأخبرك بالسر واتمنى ان يبقى بيننا وانا واثقة من حفظك للاسرار مما لمسته فيك من نبل اخلاقك.
احمر وجهه وابتسم : شكرا على كلامك الجميل لي وكني متأكدة ان اسرارك محفوظة.
ـ حسنا قبل ان اخبرك علينا اولا ان ندهب الى المتنزه العمومي.
وبالفعل خرجا من المتحف وتوجه الى المتنزه وجلس على احد كراسي المتنزه واختارا مكان منعزلا عن باقي كراسي المتنزه ، وبدأت سيلفيا الكلام قائلة : "بدأت القصة عندما عدت من المعهد فدخلت الى المنزل ، وعندما مررت بجانب مكتب ابي ، وكان باب مكتبه مغلقا سمعته يتكلم بصوت عالي وبعصبية ، ودفعني الفضول لأستطلع عن الامر ، وابصرته من خلال ثقب الباب وهو يكلم رجلا انيق الهندام ، وسمعت والدي يقول له : "لا لن اسمح لكم بحدوث هذا ، ولن اساهم بأي شيء." ، ولكن الرجل قال بصوت صارم : الامر لك ستربح معنا ثروة مهمة ، وستحقق مالم تكون تحلم به ، ولقد اختارنك من اجل قوة نفوذك ، وثروتك ، لكنك عنيد وقد اعتقدت انك تحب المجد والمال اكثر من اي شيء اخر.
فضحك والدي وقال : لقد اخطأت العنوان ، والمال مهم في حياتنا لكن ليس كل شيء ، ولن افعل شيء على حساب اخلاقي ومبادئي.
ضحك الرجل بهستيريرية قائلا : الاخلاق يالك من رجل منافق ، حسنا هناك غيرك مستعد لأي طلب منا مقابل المجد ، لكن تأكد كل ماأخبرتك به يبقى محفوظا والا سيكون مصيرك او بالاحرى مصير عائلتك في خطر واياك واللعب بالنار.
وبدأ الشرر يتطاير من عيناي والدي وصاح بغضب : اخرج من هنا ايها اللعين هيا.
ومجرد ان نطق بتلك الكلمات ابتعدت عن الغرفة ، وخرج الرجل ، ورجعت ودخلت على ابي ووجدته جالسا على الكرسي يمسح عرقه ، وبغت من دخولي المفاجيء ، وصاح بإنفعال : الم يكن الافضل ان تستأدني عند الدخول". وباغته في الحديث عن الرجل الزائر ومن يكون ولماذا طلب منه اخفاء امر ما ، لكن والدي تماطل في الجواب وقال : اكنت تتجاسسين علينا ؟". اخبرته ان صوته كان عاليا وكان يتكلم بغضب لدى استرقت السمع خوفا عليه من مكروه ، فقال والدي وكأنه عير مقتنع بما اقول : انه مجرد شخص اراد ان اتعاقد معه في صفقة خاسرة ، واثر غضبي لغبائه.". .
لم اقتنع بدوري بكلامه واستغليت خروجه من مكتبه ودخلت وبدأت ابحث عن مكتبه عن اي شيء خاص بذلك الشخص ، وسحبت درج المكتب ووجدت ملفا خاصا وتفحصته وصدمت لما وجدت فيه ، فيها يطلبون من ابي بان يتعاقد معهم في تكوين اعمال تساهم في الربح السريع وهي غير مشروعة اصلا ، وختمت برمز غريب لم افهم معناه . ووجدت بطاقة فيها عنوان احدى الشركات وهي لرجل نفسه ، وقررت زيارة الشركة ، واكتشاف سرهم الغامض.
كان سعد يستمع بإهتمام واضح وكأنه يستمع لأحداث فيلم امريكي ، وعلامات الاستفهام تلازمه وتابعت سيلفيا الحديث : وابالفعل قمت بزيارة الشركة وتنكرت بالمظهر الذي وجدتني عليه في يوم الحادث . باروكة صفراء وعدسة عين مختلفة اللون ، ودخلت بصفة احدى النساء صاحبة اعمال وثرية ، ولأوهمه باني مستعدة لتعاقد معهم في اي شيء ، وقابلت الرجل وكان مكتبه فخم ، ومجهز بأحدث الاجهزة فرحب بي وقال : اهلا بسيدتي يشرفنا مقابلتك."
وقلت بابتسامة وكان يلتهمني بنظراته وتأكدت انه وقع في اعجابي وهذا في مصلحتي :" شكرا سيدي ولكن بدون مقدمات انا ادعى ماريا ديفادوري ولدي شركة خاصة وناجحة ، سمعت بشركتك وكذا علمت بوسائلي الخاصة عن مشروعكم الجديد المثير."
تفاجأ بالموضع وصمت برهة وأخد سيجارته وقام باشعالها وقال : حسنا من اين لك بهذه المعلومات وماهي وسائلك الخاصة ونحن لم نسمع عن سيدة اعمال تدعى ماريا.
ظننت ان لعبتي اكتشفت وعلمت اني مع اناس يعرفون كل شيء وقلت بدون ان افكر ولاأدري كيف قلت ذلك : انا اعلم اشخاص من منظمتكم اخبروني بعملكم الجديد ولدي معارفي ولقد ارسلوني اليك.
بهت الرجل ووقف منظمة اعتقد انك تعرفين الكثير لكن من هم هؤلاء ؟
حاولت التماطل في الحديث واغرائه بجمالي وكلامي المعسول : تبدو رجلا ذكيا ولدى تم اختيارك ، يعجبني الرجال امثالك.
بدى ان كلامي اعجبه وبدا مهتما بي واعطني رقم هاتفه وطلب مني رقم هاتفي لكن اخبرته ان من ارسلوني لم يسمحوا لي بعد . و صدق كلامي واخبرني بزيارته في يوم الموالي وبالفعل دهبت اليه ودعاني الى منزله لدراسة الموضوع و دهبت معه في بديء الامر بدأ يتغزل بي وبجمالي وقلت بمكر دعنا نشرب اولا وجعلته يسكر حتى استطيع التحكم به وبالفعل سكر وخبرني بسهولة ان شركته ماهي الا تمويه لآعمال اخرى في غاية السرية وانه منخرط في منظمة سرية لها فروع في جميع انحاء العالم غايتها التحكم في اقتصاد العالم وتحقيق الثراء بكل الوسائل الدنيئة . وانهم وراء نشر المخدرات وبيعها في جميع الدول ونشر الفوضى والفتن لغاية لا يعلمها.
قطع سعد حديتها قائلا : الاوغاد سحقا لهم ، يريدون افساد عالمنا الجميل من اجل السلطة والمال ، لكن لماذا اراد قتلك ؟
داعبت سيلفيا شعرها وقالت : لم اكمل بعد القصة ، المهم استغليت سكره وادعيت اني سادخل للمرحاض ، ودخلت الى مكتبه ووجدت جهاز الكومبيوتر مشغولا ولحسن الحظ تركه على صفحة فيها ملف عن اسرار المشروع واعمال المنظمة ، وقمت بتصوير ذلك لكن لسؤ الحظ دخل علي فجأة ووجدني في مكتبه وكان يترنح . حاولت التظاهر بأني فضولية واردت رؤية مكتبه ، لكنه لم يقتنع ورأى على يدي جهاز التصوير وقال بانفعال وهو ثمل : انت جاسوسة خدعتني ايتها الجميلة لن ادعك تخرجين من هنا.
وهجم علي وتمكن من اخد جهاز التصوير وحاول الاعتداء علي لكن تمكنت من الافلات منه وهربت وصرخ يطلب احد رجاله وصادفني في طريق الخروج واخبرته اني جئت اليه لان سيده يعاني من وجع في بطنه وصدقني الغبي وجرى اليه وركضت هاربة لكن الوغد اكتشف حيلتي وتبعني وانت تعرف بقية القصة.
يالها من قصة تصلح للافلام الجاسوسية ، حقا اننا امام اشخاص منعدمي الضمير ، اعجبني ذكاك اخترت الاسم المزيف والشكل المغاير انت الان في امان ولن يعلم احد من تكون تلك ماريا ولن يصدق ذلك رجل انك هي ، في الحقيقة انت اجمل بكثير من ماريا . وضحك وضحكت سيلفيا قائلة : شكرا يا سعد لكن سأكشف عن هؤلاء يوما ما ونا متأكدة من ذلك.
نظر اليها سعد باعجاب وقال : وساكون معك واساعدك فلقد اصبح امرهم يثير فضولي ، ولن اسمح للشر ان يدمر حياتنا وحياة البشرية, وهذه بداية اللعب الممنوع.
لم ينم الليل كله فلقد ظل يفكر في الفتاة وفي الحادثة . وتذكر الحقيبة وقام بفتحها ، ووجد بطاقتها الشخصية فقال يحدث نفسه " اسمها سيلفيا طالبة بمعهد الصحافة الدولي ، اه عنوان اقامتها مكتوب على البطاقة ، حسنا غدا بإذن الله سأدهب لأعيد لها حقيبتها".
في الصباح الباكر وقد صادف ذلك يوم عطلته ، قام نشيطا وحمل معه الحقيبة اليد النسوية ، بيده وراءه ابن عمه وشاهده يحمل الحقيبة ، فضحك قائلا : متى كنت تحمل حقائب النساء ! .هل انت مجنون ام ماذا؟.
ضحك سعد وقال مازحا : كما ترى لقد استيقظت هذا الصباح مجنونا ، انتبه حتى لا تصيبك العدوى."
وفتح باب الخروج والتفت الى ابن عمه قائلا : عندما اعود سأحكي لك عن سر الحقيبة ". وغادر المنزل امام اندهاش ابن عمه.
ركب سعد دراجته الهوائية ، وقطع الشورع الفخمة ولاحظ ان العنوان يؤدي الى منطقة لا يسكن بها سوى الطبقة الاستقراطية ، ووقف امام منزل فخم بل هو اشبه بقصر ملكي ،لم يصدق العنوان هو هذا القصر الجميل ، اقترب اكثر من المكان وكان هناك باب اشبه بسياج خرج منه رجل بزي حارس الامن فقال لسعد : " ماذا تريد ايها الشاب ؟ ". اجاب سعد : " هل السيدة سيلفيا موجودة بالداخل ؟ ". نظر اليه حارس الامن نظرة تفحص وقال : " اجل وماذا تريد منها ؟."
ـ اريدها في امر مهم ، ارجوا ان تنادي عليها من فضلك.
ـ لكن مالذي تحمله معك ؟ انها حقيبة للنساء دعني افتشها.
ـ لاداعي لذلك انها حقيبة سيلفيا لقد وجدتها في الشارع ارجوك نادي عليها".
وقبل ان يكمل كلامه رأى فتاة قادمة من المنزل الفخم وكانت الرياح تداعب شعرها الاسود الجميل والابتسامة على ثغرها ، واقتربت منهما وحياها حارس الامن قائلا : هذا الشاب يدعي ان تلك الحقيبة بيده لك ؟! " . فقالت الفتاة للحارس : حسنا انصرف انت لعملك ودعنا لوحدنا ". وانصرف حارس الامن ، اما سعد فوقف مندهشا لم يفهم شيئا ، فقالت الفتاة : ياه قطعت كل تلك المسافة لتحضر لي الحقيبة ! ". وافاق سعد من اندهاشه : حسنا ان لم اعود افهم شيئا ، انا جئت ابحث عن فتاة اسمها سيلفيا انها بمثل جمالك وقامتك لكنها بشعر اصفر هل هي اختك او ابن عمتك او ماشابه أم اني اخطأت في العنوان؟".
ضحكت الفتاة : لا لم تخطيء في العنوان وانا لست باختها ولا حتى ماشابه ذلك ، بل انا هي سيلفيا نفسها ."
نظر اليها متفحصا :لاأنكر الشبه الذي بينكما خاصة في عيناك لكن هل تمزحين معي؟
ـ انا لاأمزح معك ان لم تصدق انظر الى الصورة على بطاقتي .
اخرج بطاقتها ودقق في الصورة ونظر اليها قائلا : بالفعل انها انت ، لم الاحظ صورتك على البطاقة ، لكن سيلفيا البارحة كانت بشعر اصفر ولون عيناها مختلف انا لم افهم شيئا؟
ضحكت سيلفيا قائلة : انا هي سيلفيا ارجو ان تدخل معي للمنزل ومن بعدها ساخبرك بالسر ، لكن ... " وصمتت بغةً ، ونظر اليها سعد بتعجب مستفسرا : لكن ماذا ؟.
نظرت الى الارض وكأنها تبحث عن شيء وقالت : ارجوا ان توافقني فيما قلته لوالدي لقد اخبرته ان البارحة تعرضت لهجوم كلب شرس وقمت بانقادي منه ونسيت الحقيبة بفعل الخوف.
ضحك سعد وقال : حقا انه كلب شرس ولا يحترم الفتيات الجميلات
ابتسمت قائلة : انا لاأمزح ، اذا علم والدي بحقيقة الامر سيخاف عليا كثيرا وسيتشدد في مراقبتي يتتبع خطواتي خوفا علي من اي شيء وانا لاأريد ان اعيش تحت المراقبة هل فهمت ؟
ـ فهمت
ـ شكرا ، اعلم انك تتعجب للامر فانا ابنة رجل اعمال ومسؤول سياسي شهير هنا في ايطاليا ووالدي يخاف علي كثيرا بالمناسبة نسيت ان اسألك عن اسمك؟
ـ انا اسمي سعد ومن بلد عربي قدمت الى هنا من اجل العمل وانا اقطن حاليا مع عمي
ـ حسنا يشرفني التعرف بشاب عربي شهم مثلك لكن هي بنا ندخل فوالدي بالداخل جالس يقرأ الجريدة.
دخل سعد مع سيلفيا وجد ان المكان جميل جدا فهناك ازهار جميلة تحيط بالمكان ومسبح بديع الشكل وكأنه في حلم ، لم يحلم يوما بدخول الى قصر فخم ولا حتى التعرف بفتاة جميلة وابنة رجل اعمال وسياسي يا سلام اهو في حلم ، شارت سيلفيا لسعد بالدخول فوجد قاعة فسيحة مزخرفة بطريقة عربية واخبرته سيلفيا باعجاب والدها بالفن العربي خاصة الزخرفة العربية ، قدمت سيلفيا سعد لوالدها فوجده رجل مهاب ابيض الشعر فصيح اللسان ذو ثقافة عالية ، وشرب معهم القهوة واراد والدها ان يكافئها بمنح نقودا لكن سعد رفض ذلك فهو لا يقدم المساعدة وفعل الخير من اجل المال ، مما زاد اعجاب سيلفيا به وبخصاله العربية الشهمة التي قل مثلها في ايطاليا ، وودع والدها وخرج برفقة سيلفيا وعندما اراد توديعها طلب منها ان تمنح له رقم هاتفها وعنوانها الالكتروني وتبادل الارقام الهواتف والعناوين الالكترونية .ورجع سعد الى المنزل فرحا يغني ولا يأبه لأي شيء.
مع مرور الايام تعرف سعد اكثر بسيلفيا بفضل العنوان الالكتروني واصبح صديقها المفضل مما لمست فيه من روح الدعابة والاخلاق العالية ، لكن سعد كان يريد معرفة ماتخفيه من اسرار ، وخاصة لماذا غيرت من لون شعرها وملامحها يوم الحادث واستغل موعده لقاءه بها وبالفعل التقى بها وذهب الى متحف الايطالي الزاخر باللوحات والثماتيل الفنية القديمة وابدى سعد اعجابه بلوحات الفينة خاصة ً اعمال دافنتشي الفنية ، فقال وهو يتأمل احد تلك اللوحات : اتدرين يا سيلفيا انا جد معجب بهذا الفنان اقصد دافنتشي ، انه فنان متعدد الابداع والموهبة بل هو فريد زمانه.
ابتسمت سيلفيا وقالت : وانا كذلك معجبة بفنه الراقي ، ونادر مانجد فنان متعدد الموهبة ودافنتشي حيّر النقاد والعلماء مما يمتاز به لوحاته واعماله من الغموض .
نظر اليها سعد وابتسم قائلا : كما تحملين غموضا واسرار خاصة بك". .
بهتت من كلامه وقالت متعجبة : ماذ تعني من كلامك ؟!". اعتدل في وقفته ونظر الى لوحة موناليزا وقال : اعني لم تخبرني عن ذلك الرجل الذي حاول قتلك ، وانا لست مقتنعا بكونه مجرد لص فلصوص لا يتبعون ضحاياهم من أجل القتل."
ارتبكت نوعا ما ونظرت اليه قائلة : حسنا سأخبرك بالسر واتمنى ان يبقى بيننا وانا واثقة من حفظك للاسرار مما لمسته فيك من نبل اخلاقك.
احمر وجهه وابتسم : شكرا على كلامك الجميل لي وكني متأكدة ان اسرارك محفوظة.
ـ حسنا قبل ان اخبرك علينا اولا ان ندهب الى المتنزه العمومي.
وبالفعل خرجا من المتحف وتوجه الى المتنزه وجلس على احد كراسي المتنزه واختارا مكان منعزلا عن باقي كراسي المتنزه ، وبدأت سيلفيا الكلام قائلة : "بدأت القصة عندما عدت من المعهد فدخلت الى المنزل ، وعندما مررت بجانب مكتب ابي ، وكان باب مكتبه مغلقا سمعته يتكلم بصوت عالي وبعصبية ، ودفعني الفضول لأستطلع عن الامر ، وابصرته من خلال ثقب الباب وهو يكلم رجلا انيق الهندام ، وسمعت والدي يقول له : "لا لن اسمح لكم بحدوث هذا ، ولن اساهم بأي شيء." ، ولكن الرجل قال بصوت صارم : الامر لك ستربح معنا ثروة مهمة ، وستحقق مالم تكون تحلم به ، ولقد اختارنك من اجل قوة نفوذك ، وثروتك ، لكنك عنيد وقد اعتقدت انك تحب المجد والمال اكثر من اي شيء اخر.
فضحك والدي وقال : لقد اخطأت العنوان ، والمال مهم في حياتنا لكن ليس كل شيء ، ولن افعل شيء على حساب اخلاقي ومبادئي.
ضحك الرجل بهستيريرية قائلا : الاخلاق يالك من رجل منافق ، حسنا هناك غيرك مستعد لأي طلب منا مقابل المجد ، لكن تأكد كل ماأخبرتك به يبقى محفوظا والا سيكون مصيرك او بالاحرى مصير عائلتك في خطر واياك واللعب بالنار.
وبدأ الشرر يتطاير من عيناي والدي وصاح بغضب : اخرج من هنا ايها اللعين هيا.
ومجرد ان نطق بتلك الكلمات ابتعدت عن الغرفة ، وخرج الرجل ، ورجعت ودخلت على ابي ووجدته جالسا على الكرسي يمسح عرقه ، وبغت من دخولي المفاجيء ، وصاح بإنفعال : الم يكن الافضل ان تستأدني عند الدخول". وباغته في الحديث عن الرجل الزائر ومن يكون ولماذا طلب منه اخفاء امر ما ، لكن والدي تماطل في الجواب وقال : اكنت تتجاسسين علينا ؟". اخبرته ان صوته كان عاليا وكان يتكلم بغضب لدى استرقت السمع خوفا عليه من مكروه ، فقال والدي وكأنه عير مقتنع بما اقول : انه مجرد شخص اراد ان اتعاقد معه في صفقة خاسرة ، واثر غضبي لغبائه.". .
لم اقتنع بدوري بكلامه واستغليت خروجه من مكتبه ودخلت وبدأت ابحث عن مكتبه عن اي شيء خاص بذلك الشخص ، وسحبت درج المكتب ووجدت ملفا خاصا وتفحصته وصدمت لما وجدت فيه ، فيها يطلبون من ابي بان يتعاقد معهم في تكوين اعمال تساهم في الربح السريع وهي غير مشروعة اصلا ، وختمت برمز غريب لم افهم معناه . ووجدت بطاقة فيها عنوان احدى الشركات وهي لرجل نفسه ، وقررت زيارة الشركة ، واكتشاف سرهم الغامض.
كان سعد يستمع بإهتمام واضح وكأنه يستمع لأحداث فيلم امريكي ، وعلامات الاستفهام تلازمه وتابعت سيلفيا الحديث : وابالفعل قمت بزيارة الشركة وتنكرت بالمظهر الذي وجدتني عليه في يوم الحادث . باروكة صفراء وعدسة عين مختلفة اللون ، ودخلت بصفة احدى النساء صاحبة اعمال وثرية ، ولأوهمه باني مستعدة لتعاقد معهم في اي شيء ، وقابلت الرجل وكان مكتبه فخم ، ومجهز بأحدث الاجهزة فرحب بي وقال : اهلا بسيدتي يشرفنا مقابلتك."
وقلت بابتسامة وكان يلتهمني بنظراته وتأكدت انه وقع في اعجابي وهذا في مصلحتي :" شكرا سيدي ولكن بدون مقدمات انا ادعى ماريا ديفادوري ولدي شركة خاصة وناجحة ، سمعت بشركتك وكذا علمت بوسائلي الخاصة عن مشروعكم الجديد المثير."
تفاجأ بالموضع وصمت برهة وأخد سيجارته وقام باشعالها وقال : حسنا من اين لك بهذه المعلومات وماهي وسائلك الخاصة ونحن لم نسمع عن سيدة اعمال تدعى ماريا.
ظننت ان لعبتي اكتشفت وعلمت اني مع اناس يعرفون كل شيء وقلت بدون ان افكر ولاأدري كيف قلت ذلك : انا اعلم اشخاص من منظمتكم اخبروني بعملكم الجديد ولدي معارفي ولقد ارسلوني اليك.
بهت الرجل ووقف منظمة اعتقد انك تعرفين الكثير لكن من هم هؤلاء ؟
حاولت التماطل في الحديث واغرائه بجمالي وكلامي المعسول : تبدو رجلا ذكيا ولدى تم اختيارك ، يعجبني الرجال امثالك.
بدى ان كلامي اعجبه وبدا مهتما بي واعطني رقم هاتفه وطلب مني رقم هاتفي لكن اخبرته ان من ارسلوني لم يسمحوا لي بعد . و صدق كلامي واخبرني بزيارته في يوم الموالي وبالفعل دهبت اليه ودعاني الى منزله لدراسة الموضوع و دهبت معه في بديء الامر بدأ يتغزل بي وبجمالي وقلت بمكر دعنا نشرب اولا وجعلته يسكر حتى استطيع التحكم به وبالفعل سكر وخبرني بسهولة ان شركته ماهي الا تمويه لآعمال اخرى في غاية السرية وانه منخرط في منظمة سرية لها فروع في جميع انحاء العالم غايتها التحكم في اقتصاد العالم وتحقيق الثراء بكل الوسائل الدنيئة . وانهم وراء نشر المخدرات وبيعها في جميع الدول ونشر الفوضى والفتن لغاية لا يعلمها.
قطع سعد حديتها قائلا : الاوغاد سحقا لهم ، يريدون افساد عالمنا الجميل من اجل السلطة والمال ، لكن لماذا اراد قتلك ؟
داعبت سيلفيا شعرها وقالت : لم اكمل بعد القصة ، المهم استغليت سكره وادعيت اني سادخل للمرحاض ، ودخلت الى مكتبه ووجدت جهاز الكومبيوتر مشغولا ولحسن الحظ تركه على صفحة فيها ملف عن اسرار المشروع واعمال المنظمة ، وقمت بتصوير ذلك لكن لسؤ الحظ دخل علي فجأة ووجدني في مكتبه وكان يترنح . حاولت التظاهر بأني فضولية واردت رؤية مكتبه ، لكنه لم يقتنع ورأى على يدي جهاز التصوير وقال بانفعال وهو ثمل : انت جاسوسة خدعتني ايتها الجميلة لن ادعك تخرجين من هنا.
وهجم علي وتمكن من اخد جهاز التصوير وحاول الاعتداء علي لكن تمكنت من الافلات منه وهربت وصرخ يطلب احد رجاله وصادفني في طريق الخروج واخبرته اني جئت اليه لان سيده يعاني من وجع في بطنه وصدقني الغبي وجرى اليه وركضت هاربة لكن الوغد اكتشف حيلتي وتبعني وانت تعرف بقية القصة.
يالها من قصة تصلح للافلام الجاسوسية ، حقا اننا امام اشخاص منعدمي الضمير ، اعجبني ذكاك اخترت الاسم المزيف والشكل المغاير انت الان في امان ولن يعلم احد من تكون تلك ماريا ولن يصدق ذلك رجل انك هي ، في الحقيقة انت اجمل بكثير من ماريا . وضحك وضحكت سيلفيا قائلة : شكرا يا سعد لكن سأكشف عن هؤلاء يوما ما ونا متأكدة من ذلك.
نظر اليها سعد باعجاب وقال : وساكون معك واساعدك فلقد اصبح امرهم يثير فضولي ، ولن اسمح للشر ان يدمر حياتنا وحياة البشرية, وهذه بداية اللعب الممنوع.
0 التعليقات :
إرسال تعليق