نظرت اليه ضاحكة : لكنني اراك شبه يوميا في صفحة الفيسبوك ، الا يكفيك هذا.
ابتسم قائلا : لديك الحق ، لكن اردت رؤيتك بالفعل وتملي بطلعتك الجميلة وابتسامتك الحلوة.
قالت وهي تداري خجلها لعبارات اطراءه : شكرا على كلامك الجميل . اراك تدون يومياتك في صفحتك وموثقة بصور انها فكرة جيدة.
اقترب منهم النادل ووضع الاطباق على الطاولة وقال سعد وهو يتأملها : الان دعوتك للعشاء وهذا الطعام ايطالي لكن في المرة القادمة سادعوك لمطعم عربي وتتدوقين اطعمة بنكهة عربية وؤكد لك انك لم تتدوق مثلها من قبل.
ابتسمت سيلفيا وقالت : اعتقدها لذيذة فلقد شاهدت في الفيسبوك صور لأطعمة عربية ومن خلال شكلها تبين انها طيبة المذاق.
ـ ياه ان الفيسبوك يلعب دورا في التعريف بثقافات الغير ، وتقريب المسافات ، حقا اصبحنا نعيش في قرية واحدة
ـ صدقت . ولا تنسى ان بواسطتها تمت الاطاحة بأقوى الانظمة في عالمكم العربي ، فلقد تغلبت الشعوب العربية من خوفها ، وطالبت بحقوقها المهدورة ، ولا انكر اننا اقصد نحن الايطالين نعيش في بحبوحة مقارنة بكم ، الا اننا بدورنا نعاني من تأزم مؤخرا في الاوضاع الاقتصادية ، ورئيسنا غارق في ملذاته ومراهقته المتأخرة مع الفتيات القاصرات.
ضحك سعد وقال : ياله من رئيس ، قد تحتاجون لثورة مثلنا ، فلقد اصبحنا نلهم الشعوب الاخرى كاسبانيا والمكسيك ، الا انني الاحط انن نعيش في خيوط مفتعلة عالميا لأخدنا نحو منعطف اخر من التاريخ ، ان الثورات التي انطلقت من طرف الشعب ُيخاف عليها من استغلالها من اناس لاتهمهم مصلحة الشعب والركب عليها لتولي السلط ، فثورتنا لم تنطلق من توجه فكري ولم تؤطر من طرف المفكرين الثورين ، بل من طرف شباب غير مكون فكريا ، وهذا مايجعل كبار المحليلين يخافون من فشلها.
ـ لديك الحق فيما تقوله ، لكن الشباب خرج ليعلن للعالم ان زمان الخوف ولى ، وحتى وان لم يكونوا مؤطرين الا انهم متشبعين بفكر الحرية كما نادى بها كل الثوار وخاصة تشي غيفارا.
ـ ياه ذلك الرجل العظيم ، نعم تشي ملهم الشباب مايعجبوني فيه سعة اطلاعه فهو ناهم للكتب ومفكر وثوري ، وكان تعلم ان هناك ديكتاتورية عالمية قادمة تحاول السيطرة على العالم ، اه نسيت اتدرين لقد اصبح امر المنظمة السرية تشغل تفكيري ، واجج فيا فكرة البحث عنها والكشف عن خيوطها.
وسرحت سيلفيا بفكرها برهة ، وقالت وكأنها على شيء ثمين : واخيرا وجدتها ، اشكرك على هذا اللقاء ، فلولاك لبقير افكر بلا جدوى.
لم يفهم سعد كلامها المبهم ، وقاطعها : على اي شىء تتكلمين ولما تشكريني؟
وحكت له عن البحث الدراسي وقالت : فحديتك عن المنظمة السرية وتلك الحادثة التي نسيتها ولا ادري كيف لم افكر في امرها ، لدى قررت انجاز موضوع صحافي حول تلك المنظمة ، ومكافأة لك ستكون هذه الدعوى على حسابي.
اعترض سعد قائلا : لا لن اقبل بهذا ، انا دعوتك ولا يجوز ان تدفعي الحساب .
ـ لا تقلق اعتبرها مكافأة ونحن اصدقاء
ـ قلت لا مكافئتي هي الانضمام لكم ، اعتبريني مساعد خارجي وساساعدكم
ـ هي اذا تستحق مكافأة اخرى لانك ستساعدنا .وضحكت وتابعت الحديث : حسنا انا موافقة وساخبر المجموعة.
ابتسم وقال : هيا نتناول العشاء لقد نسينا امره.
وعند خروجهما من المطعم ودعها سعد وقال : انا متأكد اننا سننجح في كشف خيوط الشر والله معنا.
وفي اليوم الموالي لطرح الافكار ، اجتمعت سلفيا باصدقائها في المكتب ، وجلس الجميع يستمع لسيلفيا التي ابانت ملامحها عن حماس ونشاط ، وقالت متسائلة : هل عترثم عن موضوع او فكرة؟
سكت الجميع فنطق ماريو قائلا : لأسف فكرت حتى أعياني التفكير ، ولم اجد سوى فكرة تقرير حول المافيا ، وأعلم انها فكرة مكررة.
نظر انطونيو الى ماريو وقال ساخرا : اهذا كل ماوجدته المافيا ، نمت طويلا وجئت تقول وبكل بساطة المافيا ولأننا من ايطاليا المعروفة بالعصابات المافيا طرحتها بدون فكر يالمخك المعتوه.
ضحكت سيلفيا وسارة، اما ماريو فقد احمر وجهه وقال غضب : وانت ايها البطل المفكر ، اتعتقد نفسك فالحا اريني ماذا وجدت؟
ابتسم انطونيو وقال بثقة عالية : اقترح موضوع الفتيات القاصرات...
قطع ضحك ماريو حديثه ، فقال ماريو متهكما : ماذا اعد ماقلت الفتيات القاصرات ياله من اقتراح ، كنت تنتقد اقراحي ، واقتراحك اغبى اقتراح.
ضرب انطونيو رأس ماريو وقال : لم اكمل حديثي بعد ايها الغبي تعلم الا تنتقد حتى يكمل الاخرين مايودن قوله ، انا قصدت تقرير حول استغلال فتيات قاصرات من طرف شبكات للدعارة ، ونحن نعلم ان هناك مسؤولين متورطين في مثل هذه الممارسات ، ونريد الكشف عن من يدعمها ولماذا؟.
صمت الجميع برهة ، وقالت سارة : اقتراحك جيد واظن ان هناك علاقة بما فكرت فيه ، لأني شاهدت برنامجا وثائقيا حول الماسونية وفكرت لما نجعله موضوع بحثنا؟.
وتدخلت سيلفيا قائلة : فكرتكما رائعة وفكرة ساره شبيهة بفكرتي بل وهناك ترابط بينها ، فانا بدوري اقترح موضوع عن المنظمة السرية تخطط لمشروع خفي واعتقد ان لها صلة بالماسونية والمنظمات اخرى او فرع منها.
وحكت سيلفيا عما وقع لها مع المنظمة ، وبعدها وافق الجميع على اقتراح إقتراحها، كما وافقوا على انضمام سعد للمجموعة كمساعد خارجي ، فقالت سيلفيا بعد ان خطت مراحل البحث على الورقة : لقد كتبت مراحل البحث ، واعلم ان المهمة خطيرة وصعبة ، ولذا سنلتقي بسعد ؛ ونخطط لأولى مراحل المهمة.
0 التعليقات :
إرسال تعليق