الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014

ليست لعبة ! الجزء 1


الحياة قد تبدوا أحيانا كثيرة عادية بالنسبة لأغلب البشر ، فهم يعيشون حياة تتسم بالرتابة ، لا إثارة فيها ولا غرابة ، لكن عند القليل من الاشخاص ، تتحول حياتهم العادية الى حياة يمتزج فيها الخيال بالواقع ، وهذا ما سوف يحصل لمنير ، فهو شاب في التاسعة والعشرون من عمره ، يعيش حياة البطالة ، فهو خريج مدرسة للتمريض ، وقضى اغلب الاوقات في التدريب في مختلف المستشفيات العمومية والعيادات الخاصة ، لكن لم يحالفه الحظ في ان يعين ممرضا في إحداها ! .

كعادته قضى وقتا في مقهى الانترنيت ، لكي  يتعرف على ما يدور في العالم ، ويدردش قليلا مع زملائه ، غادر مقهى النت متجها إلى منزله ، في الطريق لاحظ عبور سيارة حمراء اللون ، يلقي صاحبها بشيء ما على مساحة خالية لكنها معشوشبة ، لا تبعد سوى بخطوات عن منزله ، استغرب للأمر ، فهذا الشيء يبدوا كمحفظة نقود او جهاز ما ! لم يتبين حقيقته جيدا ، فإقترب حيث يتواجد هذا الشيء ، ليتفاجأ بهاتف ذكي لونه اسود ، إلتقطه وهو يحادث نفسه : "ترى لماذا ألقي بهذا الهاتف الباهظ الثمن ! يا ترى هل أصيب صاحب السيارة بالجنون ؟! أم انه لص تخلص من الهاتف ! ".


حمله معه الى المنزل ، دخل الى غرفته ، ووضع الهاتف على مكتبه وجلس يتفحصه ، وقال وهو يحاول تشغيل الهاتف : "يبدوا هذا هاتفا جيدا ، لكن ارى طريقة صنعه مختلفة ، فأسفل الهاتف يبدوا مفتوحا ، فربما  صُناعه تعمدوا ذلك ! لم ألف مثل هذا في الهواتف !حثى إسم الهاتف غير مكتوب عليه ولا يعلم من أي نوع هو ! وهذا يثير الاستغراب  و الفضول ".


أشعل الهاتف ، انتظر قليلا ، فطلب الهاتف رمزا سريا ، أحس منير بالغيظ ، وقال :" تبا لهذا الهاتف العجيب لا يمك
نني فتح محتواه إلا بالرمز السري ، وهذا يؤكد صدق ظنوني ، بأن الهاتف مسروق ، و لصه تخلص منه ". حمل الهاتف ووضعه في درج مكتبه ، حيث يضع حاجيته الخاصة .

رن هاتفه فجأة ، كان المخاطب أحد العيادات الخاصة التي أرسل لها طلب بالتوظيف وأعلمه بضرورة إجتياز أولا فترة تدريب قد تطول مدتها الى ثلاثة اشهر ، شعر بالارتياح لكنه سئم فترة التدريب التي قضاها سابقا بل
ا جدوى ، فعزم على الصبر ، فهي اشهر فقط وسوف يعين ، أخبر والديه بذلك ، ففرحوا له وتمنوا له التوفيق .

أخلد الى النوم باكرا ، ليستيقظ نشطا ، في نومه راودته أحلام عجيبة عن صاحب السيارة الحمراء ، والهاتف الغريب .

في الصباح الباكر نهض من فراشه نشطا وجهز نفسه لاول يوم عمل ، غادر البيت متجها الى العيادة ، و بالفعل وصل الى هناك وتعرف على الممرضون الممرضات وكانوا لطفاء ، وبدأ عمله بحيوية ملفتة ، لكن الامور لم تنتهي ببدايتها العادية ، فقد سمع صوت بكاء لإمرأة ما ، فدخل الى احد الغرف حيث سمع بها النحيب ، ولاحظ امرأة تبكي وتكلم نفسها قائلة : " من أين لي بالنقود لأجري العملية ".


علم ان المرأة لم تنتبه لوجوده ، فحياها ، فلاحظت وجوده وإعتقدته الطبيب وقالت وهي تحاول حبس دموعها : " ألا يمكنك ان تجري لي العملية أولا ، وفيما بعد أجهز لك النقود ، فأنا فقيرة ، كل ما إدخرته خسرته هنا في العلاج ". 


نظر لها بشفقة وعطف وإبتسم قائلا : " عذرا سيدتي ، فأنا لست الطبيب ، فانا مجرد ممرض متدرب هنا ، لكن لا عليك اعتقد ان الطبيب سوف يتفهم حالتك ". 


لم تتكلم المرأة ، وخرج من عندها ليفاجأ بدخول ممرضة أخرى ، تطلب من المريضة الخروج ، فشعر بالغضب وعاد مسرعا الى داخل الغرفة وقال بصوت غاضب : " دعي المرأة وشأنها ، إنها مريضة ، ابهذه الطريقة تعاملين المرضى هنا !!".


نظرت إليه الممرضة وكانت بدينة نوعا ما ، و في الاربعينيات من عمره وملامحها صارمة ، فقالت بلكنة غضب : أأنت المتدرب الجديد هنا ؟! ألا تتعلم بعد قواعد العيادات والمستشفيات ؟!" .


قال بكل ثقة نفس : " لقد تعلمنا ان الانسان مهما كان يجب معاملته بأخلاق و أن نتفهم حالته ، بالغض عن مستواه المادي او المعرفي و حثى الاجتماعي ، فأنت تتعاملين مع انسانية لا حول لها ولا قوة ، وتصطدم  بمعاملتك القاسية...".


قاطعته الممرضة قائلة : "إنك شاب ساذج ، وما زلت تعيش زمان العواطف ، ان المرضى لا يعالجون بالمجان ، النقود هي التي تتكلم ، وسوف تعلمك الايام حقيقة الانسان".


صمت منير وهو يراقب الممرضة تخرج المريضة المسكينة من الغرفة ، وعلم فيما بعد ان الطبيب هو الذي امر بإخراجها ، وإصطدم بواقع لا إنساني البعيد كل البعد عن الاخلاقيات التي تربى عليها .


 ملاحظة بسيطة : ( حقوق النشر محفوظة لدى الكاتب )
اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

عربي باي

الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014

ليست لعبة ! الجزء 1


الحياة قد تبدوا أحيانا كثيرة عادية بالنسبة لأغلب البشر ، فهم يعيشون حياة تتسم بالرتابة ، لا إثارة فيها ولا غرابة ، لكن عند القليل من الاشخاص ، تتحول حياتهم العادية الى حياة يمتزج فيها الخيال بالواقع ، وهذا ما سوف يحصل لمنير ، فهو شاب في التاسعة والعشرون من عمره ، يعيش حياة البطالة ، فهو خريج مدرسة للتمريض ، وقضى اغلب الاوقات في التدريب في مختلف المستشفيات العمومية والعيادات الخاصة ، لكن لم يحالفه الحظ في ان يعين ممرضا في إحداها ! .

كعادته قضى وقتا في مقهى الانترنيت ، لكي  يتعرف على ما يدور في العالم ، ويدردش قليلا مع زملائه ، غادر مقهى النت متجها إلى منزله ، في الطريق لاحظ عبور سيارة حمراء اللون ، يلقي صاحبها بشيء ما على مساحة خالية لكنها معشوشبة ، لا تبعد سوى بخطوات عن منزله ، استغرب للأمر ، فهذا الشيء يبدوا كمحفظة نقود او جهاز ما ! لم يتبين حقيقته جيدا ، فإقترب حيث يتواجد هذا الشيء ، ليتفاجأ بهاتف ذكي لونه اسود ، إلتقطه وهو يحادث نفسه : "ترى لماذا ألقي بهذا الهاتف الباهظ الثمن ! يا ترى هل أصيب صاحب السيارة بالجنون ؟! أم انه لص تخلص من الهاتف ! ".


حمله معه الى المنزل ، دخل الى غرفته ، ووضع الهاتف على مكتبه وجلس يتفحصه ، وقال وهو يحاول تشغيل الهاتف : "يبدوا هذا هاتفا جيدا ، لكن ارى طريقة صنعه مختلفة ، فأسفل الهاتف يبدوا مفتوحا ، فربما  صُناعه تعمدوا ذلك ! لم ألف مثل هذا في الهواتف !حثى إسم الهاتف غير مكتوب عليه ولا يعلم من أي نوع هو ! وهذا يثير الاستغراب  و الفضول ".


أشعل الهاتف ، انتظر قليلا ، فطلب الهاتف رمزا سريا ، أحس منير بالغيظ ، وقال :" تبا لهذا الهاتف العجيب لا يمك
نني فتح محتواه إلا بالرمز السري ، وهذا يؤكد صدق ظنوني ، بأن الهاتف مسروق ، و لصه تخلص منه ". حمل الهاتف ووضعه في درج مكتبه ، حيث يضع حاجيته الخاصة .

رن هاتفه فجأة ، كان المخاطب أحد العيادات الخاصة التي أرسل لها طلب بالتوظيف وأعلمه بضرورة إجتياز أولا فترة تدريب قد تطول مدتها الى ثلاثة اشهر ، شعر بالارتياح لكنه سئم فترة التدريب التي قضاها سابقا بل
ا جدوى ، فعزم على الصبر ، فهي اشهر فقط وسوف يعين ، أخبر والديه بذلك ، ففرحوا له وتمنوا له التوفيق .

أخلد الى النوم باكرا ، ليستيقظ نشطا ، في نومه راودته أحلام عجيبة عن صاحب السيارة الحمراء ، والهاتف الغريب .

في الصباح الباكر نهض من فراشه نشطا وجهز نفسه لاول يوم عمل ، غادر البيت متجها الى العيادة ، و بالفعل وصل الى هناك وتعرف على الممرضون الممرضات وكانوا لطفاء ، وبدأ عمله بحيوية ملفتة ، لكن الامور لم تنتهي ببدايتها العادية ، فقد سمع صوت بكاء لإمرأة ما ، فدخل الى احد الغرف حيث سمع بها النحيب ، ولاحظ امرأة تبكي وتكلم نفسها قائلة : " من أين لي بالنقود لأجري العملية ".


علم ان المرأة لم تنتبه لوجوده ، فحياها ، فلاحظت وجوده وإعتقدته الطبيب وقالت وهي تحاول حبس دموعها : " ألا يمكنك ان تجري لي العملية أولا ، وفيما بعد أجهز لك النقود ، فأنا فقيرة ، كل ما إدخرته خسرته هنا في العلاج ". 


نظر لها بشفقة وعطف وإبتسم قائلا : " عذرا سيدتي ، فأنا لست الطبيب ، فانا مجرد ممرض متدرب هنا ، لكن لا عليك اعتقد ان الطبيب سوف يتفهم حالتك ". 


لم تتكلم المرأة ، وخرج من عندها ليفاجأ بدخول ممرضة أخرى ، تطلب من المريضة الخروج ، فشعر بالغضب وعاد مسرعا الى داخل الغرفة وقال بصوت غاضب : " دعي المرأة وشأنها ، إنها مريضة ، ابهذه الطريقة تعاملين المرضى هنا !!".


نظرت إليه الممرضة وكانت بدينة نوعا ما ، و في الاربعينيات من عمره وملامحها صارمة ، فقالت بلكنة غضب : أأنت المتدرب الجديد هنا ؟! ألا تتعلم بعد قواعد العيادات والمستشفيات ؟!" .


قال بكل ثقة نفس : " لقد تعلمنا ان الانسان مهما كان يجب معاملته بأخلاق و أن نتفهم حالته ، بالغض عن مستواه المادي او المعرفي و حثى الاجتماعي ، فأنت تتعاملين مع انسانية لا حول لها ولا قوة ، وتصطدم  بمعاملتك القاسية...".


قاطعته الممرضة قائلة : "إنك شاب ساذج ، وما زلت تعيش زمان العواطف ، ان المرضى لا يعالجون بالمجان ، النقود هي التي تتكلم ، وسوف تعلمك الايام حقيقة الانسان".


صمت منير وهو يراقب الممرضة تخرج المريضة المسكينة من الغرفة ، وعلم فيما بعد ان الطبيب هو الذي امر بإخراجها ، وإصطدم بواقع لا إنساني البعيد كل البعد عن الاخلاقيات التي تربى عليها .


 ملاحظة بسيطة : ( حقوق النشر محفوظة لدى الكاتب )

ليست هناك تعليقات: