شهد العالم
بشكل غير مسبوق خروج حيونات عن طوع الانسان . ولم يفهم احد ما يحدث امامه ، لم تعد
الحيونات الاليفة طيعة وهادئة ، بل تمردت واصطفت جميعا في صف واحد ، تزمجر وكل
يصيح بصوته محدثين ضجيجا لا مثيل له ، وحتى حاجز العدواة لم يعد موجدا بينها ، فقد
وقف القط بجانب الفأر ، والديك بجانب الكلب ، والكل اتفق على الاحتجاج والصياح ،
وحتى حيونات الحديقة تمكنوا من الانفلات
من قيدها والانضمام الى باقي الحيوان ، فتدخل الامن بشكل عنيف ، وكانت المواجهة
بينهم دومية ، ولم يرى مثلها من قبل ، لم
يستطيع الانسان ان يفهم مايجري امامه ، فماذا اصاب هذه المخلوقات ولماذا تتجمهر هكذا ؟ فهذا اشبه باحتجاج او ثورة ، ايعقل ان يكون
كذلك؟
قررت العالم
التدخل السريع والفوري وباستخدام السلاح والعنف ، لإرجاع الحيوان الى عهدها
وصوابها . لكن جمعيات المطالبة بحقوق الحيوان تدخلت ، وطالبت بإلغاء ذلك القرار
الجائر ، فالحل الوحيد هو الحوار ، وضحك الجميع لقرار الغريب والطريف ، فكيف
سيتحارون مع الحيوان وهن مخلوقات غير عاقلة ، ولا تعي مايقال لها ، لكن رئيس
الجمعية رد عليهم ، بان الحيوان قد لا يفهم مانقوله لكن سيفهم مانقصده ، وانه قادر
هو ومجموعته اقناعها بالرجوع لطبيعتها ، لكن شريطة تلبية جميع مطالب تلك الحيونات
المعتصمة ، وان لا تنهك حقوقها ، او
الاعتداء عليها او تحميلها ما لاطاقة لها بها ، فوافق العالم بتللك الشروط ،
واقترب رئيس الجمعية من مكان تجمع الحيوان ، ورأى منظرا سورياليا لم يراه في حياته
، فهو امام جل المخلوقات مجتمعة في صف واحد ودابت العدواة بينهم واصبحوا كائن
واحدا مطالبا بحقوقه وياله من موقف خيالي ، فقال : ايتها المخلوقات اعلم انكم
غاضبون منا بمعنى اخر من الانسان ، فهو مخلوق ظالم ومتسرع ، بجهل أوبعلم منه ، فهو
لايحترم ضعفكم ولا يعلم انكم تحسون كما نحس ، لكن ليس كل العالم فمنا الرحماء
بمخلوقات الله والمدافعين عن حقوقها وجميع الاديان السماوية ، اكدت حقوقكم ، لكن
هذا هو الانسان ظالم لنفسه قبل ظلمه للاخرين ، اعلم ان العالم لن يصدق فهمكم لي
لكن انا متأكد في هذه اللحظة بالذات انكم تعون مأقوله ، فلقد قررنا تنفيد مطالبكم
، وسنقنع باقي العالم بذلك ، واعلم ان البيئة في خطر بل انها كذلك ، فنحن ايضا
نعاني من تبعيات تدميرها وسنقف مطالبين بعدم الاستمرار في ضررها . وسكت ونظر اليهم
، ياترى هل فهموا ماحاول اقناعه لهم ، وهل موقفه هذا سيجعله اضكوكة العالم اجمع ،
فجأة اقترب منه طائر انه الهدهد وقال بصوت واضح وبكلام مفهوم ، جعل الجميع غير مصدق
لما يراه ، هدهد يتكلم هذا لا يكون الا في القصص لا في الواقع ، لكن هذا ماحدث ، تكلم
الهدهد وقال : لقد منح لي الله هذه القدرة الان لأعلن لكم اننا سنتق بكلامكم ، رغم
علمنا ان لا ثقة لنا بكم ، فكم من وعود خالفتموها فيما بينكم ، فكيف بيننا ، لقد
عانت جميع المخلوقات من ظلم الانسان لها بقصد او بغير قصد ، ودمرتم البيئة بسبب
بحثكم عن الاغتناء والمجد الزائف ، اقلعتم الاشجار ولوثتم البحار والهواء ولم
تراعوا حقوق الحيوان في العيش في سلام وهناء، وقتلتم منا الكثير بلا منفعة فقط
لإرضاء غروركم ، ووضعتم بعضها في سجن قامعين حريتها لتتمتعوا بها كزينة ، فعملتم
الكثير من الاضرار وخيركم اقل . سنمنح هذه الفرصة ، ونعود الى طبيعتنا لكن ان عدتم
عدنا.
1 التعليقات :
استمتعت كثيرا بهده امقالة واعجبني بالخصوص الاحاءات الهادءة التي استعملت بنجاح بعيدا عن الاسلوب المباشر
إرسال تعليق