اتذكر مقولة منسوبة الى الكاتب الساخر برناردشو قائلا :
" ليس في الدنيا حب اكثر صدقا من حب الطعام ." يالها من مقولة صريحة
ومعبرة عن مجتمعنا المغربي خاصة ، والمجتمعات العربية عامة.
فمعروف عنا
كثرة الموائد وتنوع اصناف الطعام في المناسبات كالاعراس ، حيث تجد الاسراف المبالغ
فيه فيما لدى وطاب من المأكولات . رغم ان كل ماأعدد له لن يؤكل . الم يفكر هؤلاء
في عوض تضييع الاموال في التباهي والتفاخر بالموائد المصنفة ، ان يهيؤ المستقبل
للعروسين وتكوين اسرتهم بتلك الاموال الضائعة في ألا شيء ، خصوصا ان الظروف
الاقتصادية للكثيرين غير مبهجة ، فماأحوجهم لتلك الاموال التي اسرفوها في الاحتفال
المزعوم . وحتى في المأتم تجد الاسراف والموائد ممدودة ، وروائح المأكولات الشهية
تسود المكان ، والاهل يبكون الفقيد ويديهم
تعد مالذ وطاب من الاكل ، ويأتي بعض
الضيوف الى العزاء لا لتعزي بل لملاء بطونهم وكأنه احتفال بالموت . ولا يحسون بما
تعانيه اسرة الفقيد بل فيهم من يتذمر ان تأخر الاكل ، سحقا لتلك العقول الفارغة لا
تفرق بين الادب والشراهة.
وكثيرا ما تحس
بالتناقض الصارخ بين الاشخاص الاثرياء ، يحملون عرباتهم الفاخرة بل حتى بالطائرات
أصناف من الاطباق المتنوعة والمشتهاة ، بدعوى الكرم والضيافة والباقي يرمى في
الازبال وهناك اسر كثيرة لا تجد ماتسد به
جوعها .
وهذا الحب
الكبير المتبادل من طرف واحد بطبيعة الحال اقصد بين الناس والطعام ، واضحا في
تكوين البطون المتدالية البارزة ، وعقول
خاملة وجسم انهكه كثرة الهضم والمضغ . وكأن الطعام ينتقم لنفسه بجعل هؤلاء يعانون
من السمنة والامراض المرتبطة بها ، سببها الافراط في الاكل .
قد يعتقد من
يقرأ هذه السطور اني كاره للأكل لا ليس
كذلك ، بل مأقصده ان لا يفرط الانسان في اهلاك البطن او الاهتمام فقط بكل مايأكل .
0 التعليقات :
إرسال تعليق