الانسان هذا الكائن الذي خلقت الارض لاجله ، وجعله الله خليفة عليها ، هذا المخلوق الضعيف والقوي في نفس الوقت ؛ الذي وهبه الله نعمة العقل ، به صنع المعجزات ، وحقق المستحيل ، الانسان الكائن الوحيد الذي يعتبر في حد ذاته لغزا محيرا . فقد تجد في الانسان كل انواع التناقض وتجد في كل انواع الانبهار . في تاريخ الانسانية ظهرت نمادج مجدت الخير ، واخرى مالت للشر وإستهوها سحره .
ونمادج في قمة الدكاء والعبقرية ، واخرى نقيضها بل اشد غباء من الحيوان ...
الانسان خلق لأجل عبادة الله وعمارة ارضه واسعاد نفسه والاخرين وتحقيق العدالة والامان.. لكن من طبيعة بعض الناس الاحتقار والعنصرية ، بل فيهم من يحدد مصير الانسان في مماته ويحكم عليه بالجنة او النار ، ناسيا الان آلامر بيد الله . ولا احد يعلم مصيره مهما كان ؛ اكان عابدا ام عاصيا .
وهناك اناس يغترون بعلمهم وينسون ان ماتوصلوا اليه قليل . هناك من اعلم منهم ،
ومن طرف اخر اناس خلق بقلوب صافية لا تعرف الحقد ولا الكراهية . اناس فرقتهم الاديان والاجناس وتوحدوا باسم الحب والاخلاق ، اكتسحوا العالم بالحب ودعوة الى السلام فاحبهم الكثير وحازوا على احترام الاعداء ، لايهمه الدين ولا اللون مهما اختلفت معهم تجدهم بالقرب منك ، يتكلمون عن الضعفاء والمحتاجين والمظلومين ، اناس ملؤا الدنيا حبا .
واعظم انسان اكتسح القلوب بالحب هو معلمنا وقدوتنا محمد صلى الله وعليه والسلام ، كان محبا ورحيما تعامل مع الكل بقلب صافي وسيرة نقية ، فاتبعه الجميع ومالت اليه القلوب ، لم يكن فظا ولا قاسي القلب بل كان رحيما مع الكل حتى مع اعدائه ، المحبة عند الرسول ليست شهوة، إنما هي فطرة جبل عليها منذ كان طفلا ففتى فكهلا..لم تقع عليه عين الا أحبته وأسلمت قلب صاحبها لهيام شديد حتى ولو كان من اشد المبغضين له . فكم من اعرابي فدم لا ادب له ولا فهم ولاغقل ولاعلم ولا كرم ولاحلم قابل جنابه الشريف بما غضب له المكان والزمان وخاطبه بما عبس له السيف واحتد له اللسان فكان جوابه الإغضاء ، والعفو عمن أساء ...فتبدل بغضه بالحب وبعده بالقرب ..واستحال إنسانا بعد أن كان ثعبانا وصار حبيبا بعد أن كان ذيبا .
فمن ذلك ما روي عن فضالة بن عمير بن الملوح انه حدث نفسه بقتل النبي وهو يطوف بالبيت عام الفتح ، فلما دنا منه رسول الله قال يافضالة .فقال فضالة نعم يارسول الله .قال ماذا كنت تحدث به نفسك، قال لاشئ كنت اذكر الله، فضحك النبي ثم قال : استغفر الله .ثم وضع يده الشريفة على صدره فسكن قلبه .فكان فضالة – رضي الله عنه – يقول والله مارفع يده عن صدري حتى ما خلق الله شيئا أحب إلي منه .
ومثله ما روي عن شيبة الحجبي الذي كان ينوي قتل النبي ليثار لأبيه وعمه اللذين قتلا يوم احد لكنه عجز عن ذلك حيث قال " لما هممت به حال بيني وبينه خندق من نار وسور من حديد فناداني ياشيبة ادن مني فدنوت منه فالتفت إلي وابتسم وعرف الذي أريد منه فمسح صدري ثم قال : اللهم أعذه من الشيطان .قال شيبة فوالله لهو كان الساعة إذن أحب إلي من سمعي وبصري ونفسي واذهب الله ماكان في .ثم قال رسول الله : ادن فقاتل فتقدمت أمامه اضرب بسيفي الله اعلم أني أحب أن أقيه بنفسي كل شئ .ولو كان أبي حيا ولقيته تلك الساعة لأوقعت به السيف .
فهذه الوقائع تدل على أن قلب الرسول مفتوح دائما لكل الناس، ملئ بالحب ، فياض بالرحمة، وهذا ما ألان عود كل جبار وجعله يخر صريعا أمام هذا الحب الوديع .فما هو إلا أن تعانقه نظرات عينيه الحانيتين حتى تهدا ثورته وتطيب نفسه .
نعم الانسان فيه اصناف وافضلها من كان دا قلب رحيم محب لا يفرق بين هذا وداك ، المهم كلنا من ادم والله وحده الذي يحاسب ، لا معنى للكراهية في هذا العالم ، ونحن نعلم عن شخصيات كثرة اختارت طريق الحب والسلام وان لم تكن تدين بالاسلام ، الا ان الله جعل الخلق يحبونهم فقط لاجل نقاء سريرتهم
فلنجعل الحب طريقا لنا نضيء به الى الاسلام والخير.
0 التعليقات :
إرسال تعليق