حقائق عجيبة نعيشها في وطننا المغربي والعربي . ومن بين هذه الحقائق حقيقة اسمها المفارقة ، كل المفاهيم عندنا مضادة ابتداءا من انفسنا الى المجتمع الذي نعيش فيه ، كل الامور تسير عكس مانريد وعكس مايصرحون به ، ان سمعتهم يمدحون في المرأة وينادون بحريتها فتأكد انها مجرد شعارات رنانة ، فلا مساوة هناك ولا تقدير للمجهودات النساء في تطوير اوطاننا ، بل الاغرب ان تجد من النساء من يكرسنا هذا المفهوم اي دونوية المرأة وتبخيس شأنها ، اويحقرنا من انفسهن وبنات جنسهن . وان وجدت رجلا يتصف بحسن الكلام امام الجموع ويلفظ الكلمات بوزن ووقار ويحسن فن الاستماع ، فلا يبهرك الامر فما يفعله امام الناس لا يلتزم به في بيته وامام اطفاله ، فالبيت شيء اخر والمنزل له قوعده كما يدعي .
وان وجدت رجلا يمدحونه بكل انواع المديح ولا نعلم لماذا وان قيل عنه انه فاعل الخير وحاج للبيت الله ، فلا يغرنك ذلك وان عاشرته يوما عجبت له ونفرت منه كفرارك من نافخ الكير .
وان رأيت ثوريا من ثوار هذا الزمان يتكلم عن الضعفاء والمظلومين ، ويندد بالظلم ، فلا هو ناصر للمظلومين ولا للنفسه ، فتراه هو بنفسه ظالم وبالمقربين له ، والم يراعي الله فيهم ، فكيف يصرخ طالبا الحقوق وهو لم يقوم بوجباته وحقوقه المفروضة .
وتراهم يهاجمون كل متدين وكل دي للحية وكل من اراد الاستقامة ، ويلصقون بهم التطرف والانغلاق ، وان كانوا ابرياء من كل ذلك ، وينسون اصحاب العلمانية لمن يوصفون بالحداثين ويمدحون حريتهم في الفسق ونشر الفجور ويالها من مفارقة .
فكم من عاقل وصف في هذا الزمان بالجنون وكم من مجنون اعتبر اعقل الناس ، ومن تافه يتحكم في مصائر الناس ، وكم من يبغي السلطة وماهو بقادر عليها .
وكم من فاجر فاسق يتولى المناصب ، وكم من كاذب يصدق وكم من صادق يكذب ، هذا هو زماننا نعيبه والعيب فينا .
0 التعليقات :
إرسال تعليق